قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ان الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} يقول الإمام النيسابوري في قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} أي التجئوا إليه، لا تعبدوا غيره؛ فأمر سبحانه وتعالى بالإقبال عليه، والإعراض عمن سواه.

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «فروا إلى الله» يعني بالتوبة، التوبة من ذنوبكم، وقال: «فروا منه إليه فاعملوا بطاعته».

وكان الحسين بن الفضل رضي الله تعالى عنه يقول: «احترزوا من كل شيءٍ دون الله ؛ فمن فر إلى غيره سبحانه وتعالى فإن الله قادر على أن يُعيده ويستولي عليه» لأنه كيف نخرج من سمائه، أو من أرضه.

وكان أبو بكر الورَّاق رحمه الله يقول: «فروا إلى الله» يعني أولئك الذين فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن.

وكان الإمام الجنيد سيد الطائفة من أهل الله يقول: «الشيطان داعي إلى الباطل ففروا إلى الله، حتى يمنعكم من كيد الشيطان، وفروا من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الشكر».

وكان عمرو بن عثمان يقول: «فروا من أنفسكم إلى ربكم» يعني توكلوا على الله سبحانه وتعالى، وفروا مما سوى الله إلى الله.

هذا كله الفرار من النفس إلى الله، من الشيطان إلى الرحمن، من الجهل إلى العلم، من الفقر إلى الناس إلى الغنى بالله سبحانه وتعالى، كل هذه المعاني في كلمة فروا إلى الله.

والسؤال متى تستطيع وبسهولة ويسر أن تفر إلى الله؟ الإجابة مذكورة في {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جَمَال من الله، يؤكد كيفية العلاقة بين الله وبين البشر، فإنها مبنية على جمالٍ في جمال ،  فإذا آمنت بهذا استطعت أن تفر إلى الله، كيف لا وقد بدأك بجمال، وانتهى معك بجمالٍ أيضًا.
فر إلى الله الجميل الذي يحميك ابتداءً ، ويسترها معنا انتهاءً.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الإمام الجنيد سبحانه وتعالى فروا من

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة  : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.

وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».

فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.

دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.

الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد :  »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».

وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.

الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ  :   »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».

ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.

ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.

قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.

علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.

مقالات مشابهة

  • دعاء قبل الأكل.. ماذا كان يقول الرسول قبل تناول الطعام؟
  • دعاء للميت قبل الفجر مستجاب .. كلمات تنير ظلمة القبر
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • دعاء الصباح في آخر السنة للرزق.. 5 كلمات تصب عليك الخير صبا
  • أذكار المساء يوم الجمعة.. سلاح ضد الشيطان
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة
  • كلمات لأمي وأبي المتوفين
  • خواطر يوم الجمعة للزوج
  • منها «تحري ساعة الإجابة».. سنن ومستحبات يوم الجمعة
  • الرقيب جل جلاله