تقرير ميداني: الدعم السريع ترتكب موجة انتهاكات متجددة بولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
قالت مقاومة ودمدني إن الرصد الميداني كشف أن الدعم السريع تمارس عمليات الاقتحام والسلب والنهب والقتل بصورة ممنهجة واستطلاعية
التغيير: ودمدني
قالت لجان مقاومة مدني إن قوات الدعم السريع ترتكب منذ سقوط ولاية الجزيرة قبل أربعة أشهر أبشع الانتهاكات بحق الإنسان والأديان والأعراف.
وأضافت في بيان – أطلعت عليه التغيير – إن عمليات الرصد الميداني التي تجريها كشفت أن الدعم السريع تمارس عمليات الاقتحام والسلب والنهب والقتل بصورة ممنهجة واستطلاعية.
واشتمل البيان على تقرير رصد ميداني، ورد فيه أن قوات الدعم السريع ارتكبت “موجة انتهاكات متجددة غربي محلية الحصاحيصا وجنوب الجزيرة”.
اجتياح القرى
وأوضح التقرير أن قوات الدعم السريع “اجتاجت قرية (الرفاعيات) ريفي طابت محلية الحصاحيصا بتاريخ ١٣ أبريل ٢٠٢٤م وتواريخ متتالية، بقوة عسكرية تصل إلى ٣٠ سيارة قتالية وقامت بترويع وتهديد النساء والأطفال بغرض الضغط على المواطنين لتقديم السيارات والأموال واحتياجات البقالات والدكاكين من مواد تموينية ومؤن، ونهبت إثر هذا الاجتياح ما يزيد عن ١٠ سيارات، ولا توجد إصابات بين سكان القرية”.
وبين التقرير الميداني أن قوات الدعم السريع “هجمت على قرية (أم مليحة) ريفي طابت غربي محلية الحصاحيصا بتاريخ ١٥ أبريل ٢٠٢٤م بقوة تزيد عن ٢٠ عربة قتالية وانهال أفراد المليشيا على سكان القرية بالضرب والتنكيل والترهيب، وتم نهب القرية بالكامل وتوعدت المليشيات بالعودة مجدداً مما أدى إلى حالة ذعر ونزوح بين المواطنين .”
وأكد التقرير أن قوات الدعم السريع تفرض “حصار مريع على قرية (المريبيعة) ريفي طابت غربي محلية الحصاحيصا، وحدث تكرار لاجتياح القرية مرات عِدة ومنذ ثاني أيام عيد الفطر مارست خلال هذه الحملات مليشيا الدعم السريع أبشع وأشرس أنواع الإنتهاكات من ضرب وتنكيل وسلب ونهب، طال الصغار في السن والكبار وحتى النساء، وتم اتخاذ أطفال القرية رهائن لضغط الأهالي إلى تسليمهم المحاصيل الزراعية والمؤن مما اضطر سكان القرية إلى النزوح”.
وجاء بالتقرير الميداني لمقاومة مدني أن قوات الدعم السريع “اجتاحت قرية (حفير مكي) ريفي طابت غربي محلية الحصاحيصا في ١٥ أبريل ٢٠٢٤م، نهبت خلالها أموالا وذهبا ومحصول المواطنين مما اضطرهم إلى النزوح قسرياً نحو محلية المناقل”.
قتل المواطنين
وأفاد التقرير أن قوة من قوات الدعم السريع “ضلت طريقها مروراً بمزرعة ودنايل قاصدة نحو قرية (شكيرة الوادي) ريفي المحيريبا غربي محلية الحصاحيصا بغرض اقتحام القرية إلا أن الأهالي بالقرية تصدوا لهم ودخلوا مع أسلحة المليشيا في مواجهة غير متكافئة أسفرت عن سقوط شهيدين هما وليد العطا وياسين حنان، وأصيب أحد المواطنين، بعدها فرت مليشيا الجنجويد وطاردها الأهالي في بسالة وجسارة بالعصي والحجارة”.
وأورد التقرير أن مجموعة من قوات الدعم السريع “اقتحمت قرية (التمييد الحلاويين) غربي الحصاحيصا مرة أخرى وقامت بترهيب المواطنين وترصدت أبناء القرية في محاولة لترويعهم وجلدهم لمعرفة أماكن الذهب والممتلكات الثمينة، القرية تعيش هدوءا حذرا الآن وقام بعض الأهالي بالمغادرة خوفاً من عودة المليشيا مجدداً”، كما اقتحمت قوة أخرى قرية (الشبيك الخوالدة) غربي مدني بغرض النهب والسلب ودخلت في مواجهة مباشرة مع أهالي القرية لتفتح النيران في وجههم سقط إثر ذلك الشهيد بإذن الله عبدالحميد محمد أحمد، ولجأ جزء من السكان لمغادرة القرية هروباً من ويلات المليشيا وقهرها”.
وأوضح التقرير أن قوات الدعم السريع “هاجمت بالأمس ١٦ أبريل ٢٠٢٤م قرية (أم الخير) محلية جنوب الجزيرة بغرب السلب والنهب مدججة بقوة عسكرية ذات تسليح ثقيل لتواجه أهالي القرية العُزل انتقل إثر ذلك الشهيدين عمران علي وسلمان النور، أحدهما طفل ذو ١٣ عاماً فقط لهما الرحمة والمغفرة”.
ونوهت مقاومة مدني إلى صعوبة التواصل الميداني مع المصادر نتيجة لانقطاع وتذبذب خدمات الإنترنت والاتصال، مشيرة إلى العمل الجاد على توثيق “انتهاكات المليشيا الدموية ورصدها”.
وأكدت أن ما اقترفته قوات الدعم السريع بحق مواطن الجزيرة لن ينسى ولن يُغتفر ولن يسقط العقاب والجزاء بالتستر والتقادم.
الوسوم#أنقذوا_ولاية_الجزيرة الدعم السريع انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة لجان مقاومة مدني
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع لجان مقاومة مدني
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of listوقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.
لا مفاوضاتوذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.
ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.
وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.
تصور الدعم السريعونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".
وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.
وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.