بقلم: حسن المياح – البصرة ..

في السوق السياسي العراقي سلعتان بارززتان رائجتان تتاجر بهما الأحزاب السياسية ، هما {{ الإسلام ، والمذهب …. }} . والمعروف أن المهم في السوق هو السلعة ، وأنها أساس الموضوع التجاري تبادل منافع بعملية / ومن خلال بيع وشراء ….. وأكيدٱ أن السلعة هي مادة إستهلاك لسد حاجة ، وإشباع رغبة ، مما تقدمه السلعة من منافع وثمار ….

. وهذا السد والإشباع الصفة الغالبة فيه ، أنه مادي قح حاق متغلغل مستطيل ، ولكنه لا يخلو من معنويات ومٱرب شعورية ، وأحاسيس أخلاقية ، ورغائب تميل اليها وتتفاعل معها النفس الإنسانية ….. وهذا الكلام هو في عالم الماديات …..

وأما في العوالم الأخرى من ميادين الحياة الإجتماعية الإنسانية ، فالسلع تختلف أغراضٱ وغايات ؛ ولكنها تبقى هي السلعة الرائجة في سوق ذلك العالم ، تنافسٱ وصراعٱ …..

لذلك السياسيون العراقيون بعد عام ٢٠٠٣م على التخصيص ، أنهم إتخذوا من الإسلام { وما يقابله من توجهات مدنية وليبرالية وعلمانية ، وما الى ذلك …. } ، والمذهب ، سلعتي متاجرة في سوق العملية السياسية ، وأنهما —- مجرد —- سلعتان مستهلكتان ، ماديٱ ولأغراض دنيوية ، ليس إلا …… لأن محتوى تلك السلعتين منهجٱ وإتباع تشريعات ، فإنه مهجور عمدٱ وقصدٱ وبتخطيط مسبق ، وما هما في واقع الحال التنافسي السياسي ، إلا أنهما مجرد وسيلتي إعلام ، ويافطتي دعاية وجذب مشاعر ، لمنافع إنتخابية ….. لما هو الجو السياسي الحاكم ، أنه جو أحلام أعراس المنهج الديمقراطي ، كما هم يصفون ، وينعتون ، ويتمشدقون ….. !!!؟؟؟

وأكيدٱ لزومٱ لما هي الحاكمية تعني إتباع منهج لنظام حاكم ، فأنها ولا بد ، وما يجب وينبغي ، أن تتبع خطوات منهج ذلك النظام الحاكم ، المنبثق مما هو عليه من تشريعات وأحكام ومفاهيم وأخلاق ، لما هو نظام سياسي إجتماعي يقود الحياة …… ولا قيمة للألفاظ الرنانة الطنانة المزوقة المزركشة الفارغة المحتوى والخالية المضمون من دون تطبيق أساسيات تشريعاته ، وأصول أحكامه ، وترجمة مفاهيمه عمليٱ ، وممارسة قيمه الخلقية سلوكٱ في عالم واقع قيادة الحياة ….. ؟؟؟

ولو أردنا أن نعمل دراسة مقارنة لما هو الشعار { السلعتان الإسلام والمذهب } ، وما هو منهج الحاكمية المطبق في واقع قيادة الحياة للشعب العراقي المستضعف المظلوم الذي واصل الطريق بتهيئة وجوده مغلوب عليه إستصحابٱ للحالة التي هو عليها في عهد الدكتاتورية البعثية العفلقية الصدامية الجاهلية الصعلوكة المجرمة ….. ، لا نرى هناك علاقة ، ولا إرتباطٱ ، ولا ممارسة ترجمة عملية أمينة نظيفة متطابقة لما هو الشعار النظري { الإسلام والمذهب ، وباقي الٱيدلوجيات والأنظمة الغربية المستوردة ….. } المتخذ سلعة رواج تجاري تنافسية في سوق العملية السياسية في العراق ….. ، وما هو تنفيذ عملي ، وتطبيق سلوكي ، لما تقوم عليه الحاكمية السياسية التي تقود الحياة ….. !!! ؟؟؟

وهذا يعني أن الإسلام { المدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، وما الى ذلك من انظمة غربية ، وٱيدلوجيات علمانية مستوردة ….. } ، والمذهب ….. ما هما إلا سلعتين يتاجر بهما السياسيون مكيافيليٱ وبراجماة خدمة ذات هابطة ، في سوق نخاسة العملية السياسية المحتدمة الصراع ، والمتوحشة التنافس ، من أجل تحقيق غاية دنيوية مادية خالصة بحتة لهم ولعوائلهم ومتعلقيهم ، ولمن يتخذهم أصنامٱ جاهلية بشرية تعبد ، وأوثانٱ بوذية اليها يركع ويسجد ….

وأن الشعار { الإسلام والمذهب ، وما يقابلهما من توسلات غربية وشرقية إستعمارية } ليس إلا يوتوبيا فانتازية طائرة مجنحة حالمة في عالم الخيال ……. بلا حقيقة وجود موضوعي واقع لها ، لأنها تصورات ذهنية وهلوسات شيطانية تسبح تفكيرٱ مجرمٱ في مخ السياسي الصعلوك السافل ، الذي يخدع الشعب العراقي ، على أنها حقائق ذات مصاديق موضوعية واقعية ، سيدشنها السياسيون الحاكمون لما يجلسوا على نعومة دوشمة كرسي الحاكمية وفراشها الوثير الحرير قادة وزعماء حاكمين ، ليقودوا حياة هذا الشعب العراقي المستغفل ، المغلوب على أمره بسببه هو لا غيره ، اللامفكر فيه …..

فلا تظلموا الإسلام والمذهب ، ولا تدنسوهما ، ولا تنجساهما حتى ولو بذكر إسميهما لفظٱ ، بألسنتكم المجرمة ، وبشفاهكم العفنة …..

قولوا الحقيقة للشعب العراقي المستضعف ، المغدور ، الغافل ، الذي هيأ الغلبة لغيره على أمره …. بأنكم جئتم عملاء لتبرير والدفاع عن —- بكل وحشية عمالة ، وإفتراس مكيافيلية براجماة ذات خانعة ذليلة سفيهة حاقدة مجرمة —- ، وتنفيذ أجندات الغرب المستعمرة اللصوصية الناهبة ، من خلالها تطبيق مناهج أنظمتها الحيوانية ، وٱيدلوجياتها الغابوية الوحشية المنتقمة ، التي تنهب وتسرق ثروات الشعوب المحتلة والمستعمرة …… وما العراق المسلم وشعبه المؤمن ، إلا مستعمرة من تلك المستعمرات ، التي تحتلها الولايات المتحدة الأميركية ، والمملكة المتحدة العجوز المحدودبة الظهر بريطانيا الصليبية ….. بمعاول سياسيين عراقيين خردة معدة خونة —- أحتضنوا دورة عمالة تدريبية على الخيانة والخنوع والذلة والإنقياد الحيواني المساق الأعمى ، لما كانوا املاقٱ متسولين يستجدون اللقمة في المهاجر —- من يتمشدق بالإسلام { وبالمدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، والإنحلالية الخلقية ، والشذوذ السلوكي الجنسي ، وما الى ذلك من موضات هبوط ، وتقليعات سفول ، وممارسات سقوط ….. } منهج قيادة حياة ….. ، وبالمذهب طريقة إيمان وإتباع رسالي إسلامي ….. ؟؟؟

حسن المياح

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی سوق لما هو

إقرأ أيضاً:

المنتخب العراقي يطير إلى مسقط ويواصل استعداداته لمواجهة عُمان

المنتخب العراقي يطير إلى مسقط ويواصل استعداداته لمواجهة عُمان

مقالات مشابهة

  • ترك: ندعو كل القوى السياسية للمشاركة في الحوار الوطني السوداني بما فيهم حزب المؤتمر الوطني المحلول
  • المنتخب العراقي يطير إلى مسقط ويواصل استعداداته لمواجهة عُمان
  • نظرة متشائمة حول سر الحياة في العراق خلال 2025
  • السوداني يفتتح المستشفى العراقي الكوري في بغداد
  • المؤتمر الوطني..خلافات ذاتية لا علاقة لها بالدين
  • اتفاق “أممي إماراتي” على الدفع بالعملية السياسية في ليبيا إلى الأمام 
  • هل بدأت النهاية السياسية لأولاف شولتز؟
  • بؤس الفكر وفقر السياسية
  • الإعلان عن وفاة النائب عبدالباري الدغيش في عدن.. خسارة كبيرة للساحة السياسية اليمنية
  • المنتخب العراقي يتعادل مع نظيره الأردني سلبياً