[ المتاجرة بالدين والمذهب] {{وما هو على منوالهما من وسائل يافطات هابطة ، ووسائط دعايات سافلة }}
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
في السوق السياسي العراقي سلعتان بارززتان رائجتان تتاجر بهما الأحزاب السياسية ، هما {{ الإسلام ، والمذهب …. }} . والمعروف أن المهم في السوق هو السلعة ، وأنها أساس الموضوع التجاري تبادل منافع بعملية / ومن خلال بيع وشراء ….. وأكيدٱ أن السلعة هي مادة إستهلاك لسد حاجة ، وإشباع رغبة ، مما تقدمه السلعة من منافع وثمار ….
وأما في العوالم الأخرى من ميادين الحياة الإجتماعية الإنسانية ، فالسلع تختلف أغراضٱ وغايات ؛ ولكنها تبقى هي السلعة الرائجة في سوق ذلك العالم ، تنافسٱ وصراعٱ …..
لذلك السياسيون العراقيون بعد عام ٢٠٠٣م على التخصيص ، أنهم إتخذوا من الإسلام { وما يقابله من توجهات مدنية وليبرالية وعلمانية ، وما الى ذلك …. } ، والمذهب ، سلعتي متاجرة في سوق العملية السياسية ، وأنهما —- مجرد —- سلعتان مستهلكتان ، ماديٱ ولأغراض دنيوية ، ليس إلا …… لأن محتوى تلك السلعتين منهجٱ وإتباع تشريعات ، فإنه مهجور عمدٱ وقصدٱ وبتخطيط مسبق ، وما هما في واقع الحال التنافسي السياسي ، إلا أنهما مجرد وسيلتي إعلام ، ويافطتي دعاية وجذب مشاعر ، لمنافع إنتخابية ….. لما هو الجو السياسي الحاكم ، أنه جو أحلام أعراس المنهج الديمقراطي ، كما هم يصفون ، وينعتون ، ويتمشدقون ….. !!!؟؟؟
وأكيدٱ لزومٱ لما هي الحاكمية تعني إتباع منهج لنظام حاكم ، فأنها ولا بد ، وما يجب وينبغي ، أن تتبع خطوات منهج ذلك النظام الحاكم ، المنبثق مما هو عليه من تشريعات وأحكام ومفاهيم وأخلاق ، لما هو نظام سياسي إجتماعي يقود الحياة …… ولا قيمة للألفاظ الرنانة الطنانة المزوقة المزركشة الفارغة المحتوى والخالية المضمون من دون تطبيق أساسيات تشريعاته ، وأصول أحكامه ، وترجمة مفاهيمه عمليٱ ، وممارسة قيمه الخلقية سلوكٱ في عالم واقع قيادة الحياة ….. ؟؟؟
ولو أردنا أن نعمل دراسة مقارنة لما هو الشعار { السلعتان الإسلام والمذهب } ، وما هو منهج الحاكمية المطبق في واقع قيادة الحياة للشعب العراقي المستضعف المظلوم الذي واصل الطريق بتهيئة وجوده مغلوب عليه إستصحابٱ للحالة التي هو عليها في عهد الدكتاتورية البعثية العفلقية الصدامية الجاهلية الصعلوكة المجرمة ….. ، لا نرى هناك علاقة ، ولا إرتباطٱ ، ولا ممارسة ترجمة عملية أمينة نظيفة متطابقة لما هو الشعار النظري { الإسلام والمذهب ، وباقي الٱيدلوجيات والأنظمة الغربية المستوردة ….. } المتخذ سلعة رواج تجاري تنافسية في سوق العملية السياسية في العراق ….. ، وما هو تنفيذ عملي ، وتطبيق سلوكي ، لما تقوم عليه الحاكمية السياسية التي تقود الحياة ….. !!! ؟؟؟
وهذا يعني أن الإسلام { المدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، وما الى ذلك من انظمة غربية ، وٱيدلوجيات علمانية مستوردة ….. } ، والمذهب ….. ما هما إلا سلعتين يتاجر بهما السياسيون مكيافيليٱ وبراجماة خدمة ذات هابطة ، في سوق نخاسة العملية السياسية المحتدمة الصراع ، والمتوحشة التنافس ، من أجل تحقيق غاية دنيوية مادية خالصة بحتة لهم ولعوائلهم ومتعلقيهم ، ولمن يتخذهم أصنامٱ جاهلية بشرية تعبد ، وأوثانٱ بوذية اليها يركع ويسجد ….
وأن الشعار { الإسلام والمذهب ، وما يقابلهما من توسلات غربية وشرقية إستعمارية } ليس إلا يوتوبيا فانتازية طائرة مجنحة حالمة في عالم الخيال ……. بلا حقيقة وجود موضوعي واقع لها ، لأنها تصورات ذهنية وهلوسات شيطانية تسبح تفكيرٱ مجرمٱ في مخ السياسي الصعلوك السافل ، الذي يخدع الشعب العراقي ، على أنها حقائق ذات مصاديق موضوعية واقعية ، سيدشنها السياسيون الحاكمون لما يجلسوا على نعومة دوشمة كرسي الحاكمية وفراشها الوثير الحرير قادة وزعماء حاكمين ، ليقودوا حياة هذا الشعب العراقي المستغفل ، المغلوب على أمره بسببه هو لا غيره ، اللامفكر فيه …..
فلا تظلموا الإسلام والمذهب ، ولا تدنسوهما ، ولا تنجساهما حتى ولو بذكر إسميهما لفظٱ ، بألسنتكم المجرمة ، وبشفاهكم العفنة …..
قولوا الحقيقة للشعب العراقي المستضعف ، المغدور ، الغافل ، الذي هيأ الغلبة لغيره على أمره …. بأنكم جئتم عملاء لتبرير والدفاع عن —- بكل وحشية عمالة ، وإفتراس مكيافيلية براجماة ذات خانعة ذليلة سفيهة حاقدة مجرمة —- ، وتنفيذ أجندات الغرب المستعمرة اللصوصية الناهبة ، من خلالها تطبيق مناهج أنظمتها الحيوانية ، وٱيدلوجياتها الغابوية الوحشية المنتقمة ، التي تنهب وتسرق ثروات الشعوب المحتلة والمستعمرة …… وما العراق المسلم وشعبه المؤمن ، إلا مستعمرة من تلك المستعمرات ، التي تحتلها الولايات المتحدة الأميركية ، والمملكة المتحدة العجوز المحدودبة الظهر بريطانيا الصليبية ….. بمعاول سياسيين عراقيين خردة معدة خونة —- أحتضنوا دورة عمالة تدريبية على الخيانة والخنوع والذلة والإنقياد الحيواني المساق الأعمى ، لما كانوا املاقٱ متسولين يستجدون اللقمة في المهاجر —- من يتمشدق بالإسلام { وبالمدنية ، والليبرالية ، والعلمانية ، والإنحلالية الخلقية ، والشذوذ السلوكي الجنسي ، وما الى ذلك من موضات هبوط ، وتقليعات سفول ، وممارسات سقوط ….. } منهج قيادة حياة ….. ، وبالمذهب طريقة إيمان وإتباع رسالي إسلامي ….. ؟؟؟
حسن المياحالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی سوق لما هو
إقرأ أيضاً:
الحياة لمن عاشها بعقل.. خمس يطمسن خمس
سلطان بن ناصر القاسمي
الحياة تمضي بخطوات سريعة، وتغدو أجمل وأبهى لمن عاشها بعقل واعٍ وقلب متزن. فنحن نعيش في عالم مليء بالتحديات والتغيرات المستمرة، وكل لحظة تمر تحمل في طياتها فرصة للنمو والتطور أو السقوط والتراجع.
وحين ندرك أن كل ثانية تمضي هي بمثابة لبنة في بناء شخصيتنا ومستقبلنا، نصبح أكثر حرصًا على اتخاذ قراراتنا بعقل وحكمة. إن التعامل مع مواقف الحياة المختلفة يتطلب من الإنسان أن يتحلى بالخلق الرفيع، وأن يبني مسيرته على أسس قوية من المبادئ والقيم. فالعقل الراشد يُميّز بين الحق والباطل، وبين النافع والضار، ليهتدي إلى طريق السعادة والنجاح. ومن هذا المنطلق، نجد أن هناك أمورًا قد تطمس أخرى؛ أمورًا لو تغلّبت علينا لأضاعت علينا درب الصواب. دعونا نغوص في هذه المفاهيم ونتأمل في خمس طمسات تُخفي معالم خمس أخرى.
أولاً: الزور يطمس الحق
لا شك أن قول الحق من أعظم الفضائل التي تُعلي شأن الإنسان وتبني مجتمعًا متماسكًا وعادلًا. فعندما ينتشر الزور، يطمس الحق، ويختفي نور العدل، فتبدأ الأحقاد والضغائن في التسلل إلى القلوب. فالزور ليس مجرد كذبة عابرة، بل هو بذرة خبيثة تزرع الظلم وتغتال الحقيقة. وكم من حقوق ضاعت بسبب شهادة زور، وكم من أبرياء ظُلموا لأن الحقيقة أُخفيت عمدًا.
وإن في قول الحق شجاعةً ونبلًا، وفي الزور جبنًا وخسة. وقد حثنا الله تعالى على قول الحق في كل موطن، فقال في كتابه العزيز: "وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ" (البقرة: 283). لذا علينا أن نتحلى بالصدق، مهما كانت الظروف، لأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه.
ثانيًا: المال يطمس العيوب
المال سلاح ذو حدين، فهو نعمة لمن يحسن استغلاله، ونقمة لمن يُسيء استخدامه. فقد يطمس المال عيوب بعض الأشخاص ويمنحهم مكانة مجتمعية لا يستحقونها. وهنا تكمن خطورة المال عندما يُستخدم في التكبر والغرور. إن المال ليس مقياسًا حقيقيًا لقيمة الإنسان، بل أخلاقه وسلوكه هي التي تُحدد مكانته.
كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ المالُ الصالحُ للمرءِ الصالح" (رواه أحمد). عليه فإن المال يُصبح فضيلة عندما يُنفق في الخير، ويدًا تمتد للمعروف، ولكنه يُصبح نقمة إذا أغوى صاحبه وجعله يتعالى على الآخرين. فالمال لا يُغني عن مكارم الأخلاق، ولا يُخفي عيوب الروح.
ثالثًا: التقوى تطمس هوى النفس
التقوى هي منارة القلوب ووقاية الأرواح. إنها تجعل الإنسان يُخضع أهواءه لرغبات الله، فيعيش في كنف الطاعة والهدى. متى ما غلبت التقوى على القلب، تلاشت أهواء النفس الزائفة، وتحرر الإنسان من عبودية الشهوات.
إن النفس البشرية تواقة لكل ما يُرضيها، ولكن التقوى تُهذّب هذه الرغبات وتُوجّهها نحو الخير. قال الله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13). فالمتقي هو الذي يجتاز هذا الصراع الداخلي، ويُثبت أن خوفه من الله أقوى من شهواته.
رابعًا: المن يطمس الصدقة
الصدقة عمل عظيم يُطهر النفس ويُزيد البركة، لكن حين يتبعها المنّ، يفسد أثرها ويضيع أجرها. إن المنّ يُشعر المتصدق بالعُجب، ويُشعر المتصدق عليه بالمهانة. وقد حذرنا الله تعالى من هذا الخلق الذميم، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى" (البقرة: 264).
والصدقة الحقيقية هي تلك التي تُقدم بإخلاص، لا ينتظر صاحبها شكرًا ولا مدحًا. علينا أن نتذكر أننا وكلاء في المال الذي بين أيدينا، وأن الرزاق هو الله. فحين نعطي، لنكن كالغيث يهطل دون أن يُذكّر الأرض بفضله.
خامسًا: الحاجة تطمس المبادئ
إن الحاجة هي شعور قاهر قد يدفع الإنسان أحيانًا إلى تجاوز مبادئه وقيمه؛ فحين يشعر الإنسان بالحرمان، قد يُغريه هذا الشعور بالسير في طرق غير سوية. لكن الإنسان النبيل هو الذي يظل متمسكًا بمبادئه، مهما اشتدت به الحاجة.
كذلك، إن المبادئ هي القلعة التي تحمي الإنسان من الانزلاق في متاهات الحياة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك" (رواه الترمذي). فحين نُحافظ على قيمنا، نجد أن الله يُعيننا ويكفينا شر الحاجة.
وفي الختام.. إنَّ الحياة معركة دائمة بين الفضائل والرذائل، بين العقل والهوى، بين القيم والأهواء. وكل يوم يمر هو اختبار جديد يُظهر معدن الإنسان الحقيقي. وعلى قدر إيماننا بقيمنا ومبادئنا يكون صمودنا في هذه المعركة. فكلما تمسكنا بالحق، والتزمنا بالتقوى، وابتعدنا عن المنّ، وأحسنّا استخدام المال، تمكّنا من التغلب على الطمس الذي قد يُشوّه حياتنا. كما إن السعادة الحقيقية تكمن في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة المادية والروحية.
لنجعل من عقولنا قادة تُرشدنا نحو الخير، ومن قلوبنا موطنًا للمحبة والإخلاص، ومن مبادئنا حصنًا نحتمي به، لنحقق العيش بنعم الله تعالى بحكمة وسعادة، ولنسير في درب الحياة بثقة وثبات، مستمدين قوتنا من إيماننا وقيمنا الراسخة.