لوس إنجلوس (أ ف ب)
بلغ فيلادلفيا سفنتي سيكسرز، بقيادة نجمه لاعب الارتكاز جويل إمبيد الأدوار الإقصائية «بلاي أوف»، بفوزه على ميامي هيت 105-104، ضمن منافسات ملحق المنطقة الشرقية، من دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.
وضرب سيكسرز الذي احتل المركز السابع في الدوري المنتظم موعداً مع الوصيف نيويورك نيكس في أولى مواجهات الـ«بلاي أوف».
في المقابل، لا تزال الفرصة متاحة لميامي للتأهّل، إذ يلعب مواجهة حاسمة مع شيكاغو بولز الذي تغلّب على أتلانتا هوكس 131-116.
وتمكّن إمبيد الكاميروني الأصل، والذي تجنّس أخيراً، واختير لتمثيل المنتخب الأميركي في أولمبياد باريس 2024، رفقة كوكبة من النجوم في «منتخب الأحلام»، من تسجيل 23 نقطة، بعدما كان غاب عن آخر مباراة في الدوري المنتظم، بسبب الإصابة التي عانى منها، منذ نحو شهرين، وأبعدته عن عددٍ من المباريات.
وسجّل إمبيد 13 نقطة في الشوط الثاني، من بينها ثلاثيتان من أصل 4، وأعطى التقدّم لفريقه قبل نحو دقيقتين ونصف دقيقة على نهاية المباراة.
وتغيّرت النتيجة مرتين، قبل أن يمرر إمبيد الكرة إلى كيلي أوبر جونيور الذي سجل نقطتين، وحصل على رمية حرة، وأعطى التقدّم لسيكسرز مجدداً، قبل 36 ثانية على النهاية.
كما سجّل الفرنسي نيكولاس باتوم 17 من نقاطه الـ20 في الشوط الثاني، وقام باعتراض دفاعي مهم على تايلر هيرو، قبل 26.2 ثانية على النهاية.
ولعب باتوم دوراً مهماً بتسجيله 6 من 12 ثلاثية لفريقه، ومدربه نيك نورس نسب إليه الفضل برمياته البعيدة في اختراق دفاع ميامي الذي أتعبهم في الشوط الأوّل.
وتعرّض لاعب ميامي جيمي باتلر لإصابة طفيفة تحت السلة، بعد اصطدامه مع أوبر جونيور الذي وقع على قدم باتلر اليمنى قبل نهاية الربع الأوّل.
وسيراقب الفريق وضع لاعبه الذي أكمل المباراة، وسجّل 19 نقطة، لكنه كان يعرج في الدقائق الأخيرة، وقال مدرب ميامي إريك سبويلسترا، إن «لا فكرة» لديه عمّا إذا كان باتلر سيتمكن من اللعب الجمعة ضد بولز.
وكان هير أفضل مسجّلي ميامي بـ25 نقطة، من بينها 16 في الربع الرابع، وأسهم في مواصلة المنافسة خلال المباراة حتّى الرمق الأخير.
وتعملق كوبي وايت بتسجيل 43 نقطة، بالإضافة إلى 9 متابعات، و6 تمريرات حاسمة لشيكاغو بولز بالفوز الساحق على أتلانتا هوكس.
وأضاف زميله المونتينيجري نيكولا فوتشيفيتش 24 نقطة و12 متابعة، كما سجّل ديمار ديروزان 22 نقطة لبولز الذي أنهى الربع الأوّل مسجّلاً 40 نقطة، ولم يتراجع أبداً.
ولم تكن النقاط الـ30 التي سجّلها ديجونتي موراي كافية لتجنّب الخسارة، في حين أضاف زميله تراي يونغ 22 نقطة أيضاً.
وبعد النقاط الـ40 في الربع الأوّل، أنهى بولز الربع الثاني بـ45 نقطة مقابل 33، قبل أن يتراجع بـ25 نقطة مقابل 37، ويعود بعدها متقدماً 24-1).
وقال وايت بعد المباراة «أنا ممتنّ للغاية لهذا التقدّم. العمل يظهر أخيراً، ولا يزال أمامنا مباراة الجمعة، علينا أن نُكمل الطريق حتّى نتأهّل»، متوقعاً أن تكون المواجهة في ميامي «قتال شوارع».
ويلعب الفائز منهما في المواجهة الأولى، ضمن «بلاي أوف» مع بوسطن سلتيكس الذي تصدّر المنطقة الشرقية بـ64 فوزاً.
ورأى المدرب سبويلسترا أن فريقه سيكون جاهزاً، قائلاً، «نقوم بهذا بالطريقة الصعبة، هذا هو الطريق إلى التأهّل الآن».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كرة السلة أميركا
إقرأ أيضاً:
خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
يتفق معي الكثيرون على أن الكتابة عن (شخص غريب) أبسط وأسهل من الكتابة عن (شخص قريب).. وصدقاً أني لم أتوصل لمعرفة أسباب ذلك، رغم أني تعرضت الى هذا الامتحان الصعب أكثر من مرة، سواء في استشهاد شقيقي خيون (أبو سلام) أو عند رحيل والدي الحاج أبو خيون، أو بإصابة ابن عمي المناضل (النصير) سامي الدراجي (أبو سومر) ومن ثم رحيله الموجع، أو في نكبات عديدة أخرى توقف فيها قلمي عن الكتابة تماماً، ولم تسعفني كل الأدوات والخبرات الكتابية والصحفية التي في حوزتي.. وحالة الشهيد الشيوعي البطل خالد حمادي واحدة من الحالات التي جف فيها حبر قلمي، ولم أستطع الكتابة قط.. فخالد حمادي لم يكن شخصاً مثل غيره، ليس لأنه يخصني بأكثر من خصوصية وعلاقة وقربى فحسب.. إنما ثمة علاقة روحية وشخصية بيننا.. فهو خال بنتي ومسؤولي الأول في اتحاد الشبيبة الديمقراطي، ومسؤولي في الحزب الشيوعي بمطلع سبعينيات القرن الماضي، وهو صديق عزيز، وشخص نبيل، وهادئ، ومثقف سياسي من النوع العالي، وهو متحدث رائع لا يظاهى رغم أنك لا تسمع صوته حتى لو جلست بجواره كتفاً الى كتف.. إنه باختصار، شخص رائع (تخليه بنص گلبك) كما يقول العامة ..
نعم، لقد تأجلت الكتابة عن إعدام الشهيد خالد حمادي عندي أكثر من ربع قرن، وهي فترة تتناسب مع الفترة التي توقف فيها قلمي عن الكتابة في نكبات ومصائب مماثلة أخرى .. واليوم حين وجدت أن ( ماعون الصبر قد فاض) بحيث لم يعد ثمة مجال لأي تأجيل آخر، جلست أمام الكيبورد، وفي رأسي وقلبي شريط طويل عن خالد حمادي.. شريط طوله 53 سنة، يبدأ من جذر العلاقة والرفقة والصداقة مع هذا الكائن المثالي في المبادئ والقيم والنبل والكرم والبسالة والثبات على المبدأ.. نعم لقد مرت 53 عاماً على أول لقاء لي به، حين دخل علينا في بيت أحد الرفاق وقدم لنا نفسه باسمه الحزبي قائلاً : أنا مسؤولكم الجديد .. رحبنا به، وبدأ الاجتماع بحديثه عن تجاوزات السلطة البعثية رغم أنها تعرض ميثاقاً للتحالف الجبهوي ..!
لقد كان يتحدث بهدوء عجيب، ولغة صافية ودقيقة، وكان يختصر موضوعاته بتكثيف فذ يذكرك بالحكواتي الذي يمسك بتلابيب حكايته مثلما يمسك بتلابيب قلوب مستمعيه الصغار .. كان أعضاء خليتنا ينصتون اليه فحسب، بينما كنت الوحيد الذي ينصت اليه وفي نفس الوقت ينظر الى ملامحه ويتفرس وجهه الممتلئ باللحم .. حتى كنت أقول في سرّي : (كيف صار هذا البرجوازي – أبو لغد – شيوعياً) ؟
لم أكن أعلم أن صاحب هذا اللغد (شابع ضيم وظلايم)، وأن خلف هذا (البرجوازي المترف) تاريخاً من الفقر والعوز والنضال، وظلمة الزنازين والمعتقلات السرية.. وليالي طويلةً من التعذيب الدامي في (قصر النهاية) الذي أفقده إحدى عينيه..
وطبعاً انا لم أكن ولا حتى رفاقي في الخلية يعلمون أن صاحب البدلة الأنيقة الذي يدير اجتماعنا هو خالد حمادي القادم من منطقة ( العذارية ) في الديوانية، والمنتقل مع أسرته الى قطاع 24 في مدينة الثورة، وأنه شقيق لثلاثة أخوة شيوعيين، وثلاث شقيقات شيوعيات – واحدة منهن ستصبح زوجتي يوماً ما ، والأخرى زوجة للشاعر الشهيد ذياب كزار أبو سرحان- ولم أكن أعرف أن هذا الرجل الوديع قد ( دوّخ ) الحرس القومي و الأجهزة الأمنية في محافظة الديوانية بل وفي عموم منطقة الفرات الأوسط، ولم تسترح هذه الأجهزة منه حتى اعتقلته وحكمت عليه محاكمها بالإعدام ليُخفض الحكم – جماعياً – الى السجن المؤبد ..
لقد مرّ الشريط أمامي وأنا أبدأ كتابة هذا المقال، وها هي سيرته المكتنزة تلمع بالمواقف المبدئية، والقصص الإنسانية، والتأريخ المزدحم بالمآثر والتضحيات، فتحار من أين تبدأ، وماذا تختار وأنت امام سفر مليء بالحكايات التي تصلح جميعها للتدوين! ..
وأذكر هنا أن الرفيق حيدر الشيخ علي طلب من ( الرفيق ) خالد حمادي قبول زيارة وفد من الحزب لغرض طلب يد شقيقته.. باعتبار أن خالد هو صاحب الكلمة المسموعة في بيت الراحل حمادي راضي، رغم وجود أشقائه خزعل وطارق وشاكر وباسم، لكن خالد ابتسم وقال : آني راح أجي وياكم خطّاب مادام الخطوبة لرفيق فالح .. !!
وبهذه الجملة حسم خالد موضوع الخطبة لصالحي.
ثمة مواقف أخرى لأبي أحمد، منها موقفه الشهير في محكمة المجرم عواد البندر عام 1989 بعد إعلان حكم الإعدام عليه وعلى مجموعته الشيوعية التي ضمت سبعة رفاق .. حيث وقف خالد بقامته المديدة، وراح يهتف بسقوط صدام حسين، وحياة الشعب العراقي والحزب الشيوعي، حتى أن أحد الحراس في المحكمة حكى بنفسه لأبناء قطاع 24 في مدينة الثورة ما فعله خالد حمادي في تلك المحكمة، وما قاله للمجرم عواد بندر، وقد إختصر هذا الحرس كلامه بجملة واحدة، قال فيها: ( هذا خالد حمادي ما جايبته مرة إنما جايبته نسره) .. !!
ثمة موقف كبير اخر يجب أن أحكيه للتاريخ وللأمانة..
لقد عمل خالد حمادي بعد خروجه من المعتقل و انتقالهم الى بغداد في نهاية الستينيات في مجال الصناعة، ولأنه رجل نزيه وصادق في عمله فضلاً عن مهاراته الصناعية، فقد نجح نجاحاً كبيراً وأصبح علماً من أعلام صناعة الأصباغ والبتروكيماويات والشتايكر وغيرها، و رقماً مهماً بشركاته ( شركة الشرق ) وغيرها ليس في العراق فحسب بل حتى في بلدان الخليج وعموم المنطقة أيضاً، ورغم ذلك لم ينقطع خالد عن عمله الحزبي كشيوعي مناضل جسور، إذ تعرض للأسف الى خيانة (أحدهم)، اعتقل على إثرها مع مجموعته الشجاعة، وقد استخدمت ضده في التحقيق وفي المحكمة كذلك، مستمسكات ووثائق زودهم بها من (خان الأمانة) !.. فجاء الحكم عليه بالإعدام، وقد نفذ الحكم في عام 1989 وهو يهتف بحياة الشعب والحزب الشيوعي ..
وهنا أذكر موقفاً آخر لأبي أحمد، حين حاصرت الأجهزة الأمنية توزيع جريدة طريق الشعب بعد منتصف السبعينيات، وشددت مراقبتها على المكتبات ومنافذ بيع الصحف وأصدرت أوامرها السرية بعدم توزيع وبيع جريدة الحزب الشيوعي (طريق الشعب) وإلا فثمة عقوبات صارمة تنتظر المخالف، اضطر على إثرها الحزب الى توزيعها وبيعها يدوياً بواسطة الرفاق في المنظمات الحزبية .. وهكذا تطوع عدد كبير من الرفاق في مختلف مدن العراق، ومن بينها مدينة الثورة للوقوف عند الإشارات الضوئية والمناداة : اشترِ طريق الشعب .. اشترِ جريدة الحزب الشيوعي .. وكان رجال الأمن يتحاشون الاصطدام المباشر بهؤلاء الرفاق، فقد كانت الجبهة الوطنية لم تزل موجودة آنذاك.. ورغم الصعوبة فقد كان لخالد حمادي دور لم يزل يرويه بعض الرفاق في الجلسات والإجتماعات، حين وقف أبو أحمد بجثته وهيئته الفخمة، ووجهه الباذخ، مرتدياً بدلته الإنكليزية، وربطة عنقه الفرنسية، وحذاءه الإيطالي عند ( الترفيك لايت )، منادياً باسم جريدة طريق الشعب..في مشهد غريب لا يتناسب وهيئة بياعي الصحف، لكن خالد كان يتقصد ذلك المشهد والظهور بتلك الصورة من أجل الفات نظر الناس، وفضح السلطة البعثية .. وفي مرة أراد أحد رجال الأمن السريين إهانته عند الترفيك لايت، فقام بوضع درهم في يد خالد مثلما يوضع عادة في يد الشحاذ، لكن خالد لحقه وأعطاه جريدة طريق الشعب، إلا أن رجل الأمن أعاد اليه الجريدة قائلاً: أنا لا أقرأ هذه الجريدة !!
فضحك خالد وقال له بخشونة : إذن خذها وأعطها للضابط المسؤول عنك ليقرأها، عسى أن يتثقف ويصير آدمي !!
فالح حسون الدراجي