معيط: العاصمة الإدارية جاهزة لاستضافة اجتماعات وزراء المالية العرب مايو المقبل
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن العاصمة الإدارية «دُرة المدن الذكية»، جاهزة لاستضافة اجتماعات وزراء المالية العرب خلال مايو المقبل، من أجل تبادل التجارب والخبرات العربية حول تحديات السياسات المالية التي تواجه البلدان العربية في المرحلة الحالية وسبل التعامل معها؛ لتحقيق المستهدفات التنموية خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة، والأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، التي تؤثر سلبًا على الخطط التنموية في المنطقة العربية.
وقال الوزير، خلال لقائه مع الدكتور فهد بن محمد التركي المدير العام ورئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن، إننا حريصون على تعزيز التعاون على المستويين الثنائي والإقليمي تحقيقًا للتكامل الاقتصادي العربي، وترسيخ روابط العمل المشترك لدفع حركة النشاط الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المتبادلة بين الدول العربية، على نحو يمكننا من تجنب حدة الصدمات الداخلية والخارجية.
استعرض الوزير، جهود مصر خلال الفترة الماضية في الإصلاحات الهيكلية، والحوافز والتسهيلات الاستثمارية، التى انعكست في جذب الاستثمارات المباشرة أبرزها: صفقة رأس الحكمة، معربًا عن تقديره لصندوق النقد العربي على دعمه المتواصل لجهود التنمية الشاملة والمستدامة في مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المالية العاصمة الإدارية وزير المالية محمد معيط
إقرأ أيضاً:
النجوم بأسمائها العربية
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، ارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "سهيل" وهو أشهر النجوم العربية، وهو ثاني أكثر النجوم لمعانا في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية الذي سنتحدث عنه غدا، ونجم سهيل له حضورا بارز في الثقافة العربية، وذلك لأن العرب يستبشرون بظهوره، لأنه يتزامن ظهوره مع انخفاظ درجات الحرارة وانتهاء موسم القيظ، والبشارة بقدوم موسم الأمطار، ويوجد مثل شائع في شبه الجزيرة العربية وهو "إذا طلع سهيل لا تامن السيل"، كما أن العرب كانوا يتفائلون بهذا الاسم فقد تفائل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باسم "سهيل" لما علم أن قريشا أرسلت "سهيل بن عمر" ليفاوض المسلمين في صلح الحديبية فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد سهل أمركم".
ويظهر نجم سهيل في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية قبل أن يراه سكان الجزيرة العربية في 24 أغسطس تقريبًا من كل عام، ومع ظهوره يبدأ النهار في القصر، وتنخفض درجات الحرارة تدريجيًا، وتبدأ ما تسمى بـ "الأربعينية، وهي فترة انتقالية بين الصيف والخريف، وتشير الدراسات الحديثة هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 310 سنوات ضوئية، وهو يتميز بلونه الأبيض المائل إلى الصفرة، ويبلغ تألقه أضعاف تألق الشمس، مما يجعله مرئيًا بسهولة في الليالي الصافية، وقد قام برصده تلسكوب "هابل"، مما أظهر أنه أكبر بكثير من الشمس، وأحد أضخم النجوم في مجرّة درب التبانة.
فقد أظهرت البحوث الحديثة أن قطر نجم سهيل حوالي 71 ضعف قطر الشمس، وكتلته تقدر بحوالي 8 إلى 9 أضعاف كتلة الشمس، وتبلغ درجة حرارة سطح نجم سهيل حوالي 7,350 كلفن، مما يجعله أكثر سخونة من الشمس، التي تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي 5,778 كلفن.
ونجم سهيل رغم سطوعه، إلا أنه لا يمكن رؤيته من جميع أنحاء الأرض، فهو يشاهد بوضوح في شبه الجزيرة العربية، وشمال إفريقيا، والهند، وأستراليا، ولا يمكن رؤيته أبدًا في أوروبا وشمال الولايات المتحدة، لأنه يقع في نصف الكرة الجنوبي، وأفضل وقت لرؤيته هو قبل الفجر، عندما يكون منخفضًا في الأفق الجنوبي.
ولذلك كان له دور أساسي في تحديد الاتجاهات لعدة قرون، وخصوصًا في المناطق الصحراوية والبحرية، فقد اعتمد عليه العرب الذين يعيشون في الصحراء لمعرفة طريق الجنوب، لأنه لا يُرى في نصف الكرة الشمالي، وكان البحراة العرب وأبرزهم البحار العماني أحمد بن ماجد يستخدمونه في الملاحة، خاصة في المحيط الهندي والخليج العربي، حيث ساعدهم على الإبحار ليلاً دون الحاجة إلى البوصلة.
وكان هذا النجم حاضرا في الأدب العربي فهو يمثل رمزا للجمال والعظمة، فقد تغنى الشعراء به، ووصفوه بأنه "نجم الجنوب" الذي يضيء الطريق للعاشقين والمسافرين، في قصائدهم، ولعل أشهر القصائد التي ورد ذكر هذا النجم فيها هي قصيدة مالك بن الريب التي يرثي فيها نفسه، فعلى الرغم من أن هذه القصيدة هي قصيدة حزينة ولكنه استخدم هذا النجم للدلالة على الرضى والفرح برؤيته لأنه يطلع من جهة أحبابه وأهله فقال يخاطب أصحابه الذين حضروا وفاته:
أقول لأصحابي إرفعوني فإنني
يقر لعيني أن سهيل بدا ليا
وأن سهيلا لاح من نحو أرضنا
و أن سهيلا كان نجما يمانيا
ومن أطرف القصص وأمتعها ما روي عن الشاعر المخزومي القرشي الشهير عمر بن أبي ربيعة واستخدم نجم سهيل في نكتة فلكية هجا بها رجلا يسمى سهيل، فقد ذكرت كتب الأخبار أن عمر بن أبي ربيعة كان يحب امرأة تسمى الثريا، وكان يتغنى بها في بعض أشعاره، ولكنه سافر وعند عودته علم أن رجلا يسمى سهيلا وكان قبيح الوجه قد خطب الثريا وتزوجها وانتقل بها إلى مصر فعندما عاد عمر بن أبي ربيعة من سفره أخبروه بالخبر، فغضب وكتب هذه الأبيات الطريفة التي وضف فيها معرفته بعلم الفلك ومواقع طلوع نجم سهيل ونجمة الثريا فقال:
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً
عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت
وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ
ولا يمكن الحديث عن نجم سهيل دون التطرق إلى الأساطير التي نسجت حوله، ففي التراث العربي، يُروى أن سهيل كان شابًا جميلًا، أحب فتاةً تدعى "الجوزاء"، لكن القدر فرّق بينهما، فتحول هو إلى نجم في الجنوب، وهي إلى مجموعة نجوم في الشمال.ومنذ ذلك الحين، أصبح سهيل رمزًا للحب الأبدي الذي لا يموت.
كما تُروى حكاياتٌ أخرى تربط سهيل بالحكمة والمعرفة، ففي بعض القصص، يُقال إن سهيل كان عالمًا عظيمًا، تحول إلى نجم بعد موته ليظلّ منارةً للعلماء والباحثين، هذه الأساطير تعكس مدى تأثر الثقافة العربية بهذا النجم، وتحويله إلى رمزٍ يحمل معانيَ أعمق من مجرد جرم سماوي، كما انهم يستعينون بهذه القصص لربط النجوم ببعضها ومعرفة مواقعها في السماء.