لبنان ٢٤:
2024-12-23@16:03:42 GMT
المرتضى من طرابلس: لبنان ليس سوى أيقونة جرح
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
رأى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى أن "التحدي الحضاري الأكبر يكمن في قدرة الإنسان على أن يحول الألم إلى شفاء والجرح إلى فرح، أي في قدرته على مقاومة المآسي ورفض الاستسلام". وقال خلال افتتاحه معرض الفن التشكيلي في قصر نوفل في مدينة طرابلس بعنوان "الفن الجريح من بيروت الى طرابلس"، بالتعاون مع "بنك بيمو" وبلدية طرابلس، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، بحضور النائب جميل عبود وشخصيات: "الفن الجريح بوابة دخول إلى رحاب ثقافة البطولة.
أضاف: "صحيح أن الواقع لا يقارب هذا التمني، وأن اللبنانيين منقسمون بشأن مسائل كثيرة، من أمور الداخل والإقليم والعالم، وذلك بحكم التنوع الذي يميزهم، ومناخ الحرية الذي يظللهم، لكنهم في عمق أعماقهم، جماعات وأفرادا، مجمعون على أن العدوان الإسرائيلي ينبغي له أن يندحر عن أرضنا. قد يختلفون في الوسيلة التي تؤدي إلى انتصارهم، وهذا يمكن حله بالحوار العقلاني الهادئ الذي يقرأ مجريات التاريخ قراءة موضوعية، تكشف على ضوء التجارب السابقة كيف أن العدوان لا يغلب بالاستكانة، والاحتلال لا يزول بالإتكال على حماته ومشجعيه، وأن الشرعية الدولية تصلح كمرجع لمن يحترم قراراتها فقط، أما الصهاينة فلا يصلح معهم إلا القوة مرجعا. اللوحة اللبنانية الجريحة أيها الأصدقاء، ولئن ظهرت مكسورة الإطار نازفة الألوان، ستبقى وعدا لأجيال المستقبل ببهاء لا نظير له، يسطع من تألق ثقافة البطولة في الضمائر والحناجر والسواعد. وقال وزير الثقافة في كلمة مرتجلة: "يجب علينا في لبنان وكلبنانيين ألا نأخذ الفن ترفا وان نكتسب من الفن الوعي، هذا الوعي الذي يذهب بنا الى مفهوم سياسي واجتماعي ليوضح لنا بالتالي ان كل ازماتنا هي عبارة عن جروح وكسور ولكن المشكلة في سياسيينا انهم حاولوا ان يفهمونا ان هذه الجروح غير موجودة لذلك نعود لنخطئ الاخطاء نفسها ونقف المواقف ذاتها البشعة والكارثية والتدميرية". ولفت الى "ثقافة مجتمعية في اليابان تتعلق بالاواني التي تتعرض للكسر"، وشرح: "يخضع اليابانيون هذه المقتنيات الى عملية ترميم واضحة فتحفظ وتحافظ على مكان الجرح وعلى شكله واحيانا يذهبون الى حد تذهيبه وهم يعمدون ايضا الى تدوين التواريخ المتعلقة بصناعة هذه الأواني ثم بتوثيق تاريخ تعرضها للكسر ثم إعادة تأهيلها وترميمها والإشارة الى توقيت الجرح وعند حصوله وصلوا الى مكان بالنسبة لهذا الاناء المكسور. مقارنة بمفهومنا وعقليتنا ومجتمعاتنا ومقارباتنا، نحن لا نفكر في كيفية ومتى وظروف حصول الكسر فيما هم خلقوا مفهوما تحت عنوان "كنزوغي" ليعتبروا ان الكسر ليس سبب فقر وليس سبب تقهقر وتدهور فالمجتمعات كالفن تماما والانسان كذلك عندما ننجرح وننكسر فإن ذلك ليس سببا لكي نتراجع الى الخلف فإذا تمكنا من ان نتعامل بطريقة واحدة مع جراحاتنا وكسرنا يمكن لذلك ان يكون سبب غنى لأن هذا الإناء المذهب والذي يظهر الجرح فيه والذي وثق بشكل واضح تاريخ كسره وصناعته فإن قيمته تبقى فنيا وماديا أغلى وأكثر بكثير". وختم: "أما ما نقوم به في مدينة طرابلس فنراعي الروحية وإفادة مدينة طرابلس من المعنى الفعلي ولذلك يجب علينا أن نعمل آملين أن نبقى ونستمر في العمل وفق ما نريد ووفق ما نرى وأن نعد نفسنا دائما أن طرابلس سترتقي إنسانيا وذلك بالتعاون مع روحيات ونفسيات تعمل معنا في مدينة طرابلس. وهذه الامور لا تشترى بالمال وهذا ما أريده فعلا، فمن خلال هذه الروحيات اريد ان نخلق سياق عمل متميز في مدينة طرابلس على مستوى الوعي يسمح لمدينة طرابلس بأن يثق اهلها بقدراتهم الشخصية بذواتهم ويقتنعوا بأنهم معنيون بأن يلعبوا أدوارا استثنائية في ظروف أكثر من استثنائية. إن طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024 استحقاق ووعد بأن تكون طرابلس عاصمة للثقافة في لبنان في كل عام بعد العام 2024 لتحيا طرابلس من خلال هذا السياق الثقافي الذي يفترض به ان يخلق وعيا وان تفرض هذا الوعي بالتالي بأن المقدرات الموجودة فيها اقتصاديا باستطاعتها ان تجعل من طرابلس خشبة خلاص. فنحن نعتبر ان لبنان والسياسات الماضية فيه أهملت طرابلس وأصيبت مدينة طرابلس بالضرر وكلها سياسات غير موفقة، هذه السياسات لم تضر فقط بطرابلس بل فوتت أكبر الفرص على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين ان يستفيدوا من طرابلس ومن مقدراتها وهذا ما يجب ان يحصل وسيحصل بقوة".
وكانت كلمة للدكتورة هند الصوفي لفتت فيها الى "الأجواء الراهنة في لبنان والى ان المعرض حمل عنوانا ينسجم مع واقع الحال وان الفن ايضا يعيش جريحا وان المشهديات تفرض على المعاني تغييرا". واعتبرت أن "الفنان ايضا يجرح ويحول بذلك فنه الى جرح يؤثر في الناس ومرات يجعل الجرح متنفسا لغد أفضل وتطلعا الى منظومة جديدة". وأشارت الى أعمال اللجنة المكلفة من الوزير مرتضى والى انها تسعى حتى في أنشطة للأطفال الى الارتقاء"، وقالت: "هدفنا أن نكرس معارض دائمة تتكرر سنويا في طرابلس". وعددت عددا من الأنشطة برعاية الوزير المرتضى.
وكانت كلمة لرئيس مجلس ادارة "بنك بيمو"رياض عبجي شدد فيها على أن "العمل الجماعي فيها على قدر كبير من الأهمية". وأوضح أن "مصرف بيمو بصدد أنشطة متعددة وأعمال تجسد الفن الذي ينقل الشعور بين الأشخاص والانفس. وهذا العمل الذي نحن بصدده هو طريقة للتعبير عن مسار وضوء وسط الأزمة". وقال: "إن شرايين ودم الفن ليست بالمال إنما بالانتقال من النفس الى النفس ومن الروح الى الروح. وإن فكرة المعرض وما تسبب به انفجار بيروت وما حصل بعده دفع المصرف للسعي لنستعمل ما حصل بالأعمال الفنية التي يحتاج لبنان من خلالها للخروج من الصدمات ونتائجها". وشكر ختاما وزير الثقافة ومدينة طرابلس ومن شارك في إعداد المعرض.
وشكر كبريال رزق الله وزير الثقافة والحضور و"مصرف "بيمو" الذي ساهم في إنجاز المعرض". ولفت الى أن "العمل الفني يمثل أفكارا عدة وأن لبنان له أن يعود ويعيش كما كنا دائما ولذلك نقيم أعمالا فنية لنعبر عن ثقافة مميزة".
وقال: "الأعمال تقدم في سياق طرابلس عاصمة للثقافة العربية ونسعى لنبني بأعمالنا حوارات جديدة. لن نستسلم لأننا نمثل وجدان شعب لا يموت".
وقال رئيس بلدية طرابلس رياض يمق من جهته: "يسعدنا في بلدية طرابلس ان نستضيف هذا المعرض الفني للرسومات والمنحوتات والصور لنخبة من الفنانين والفنانات من مختلف المناطق اللبنانية، في إطار فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي قصر نوفل، الذي يعتبر لوحة فنبة معمارية مشرقة في نهضة الثقافة العربية والإسلامية في مدينة العلم والعلماء طرابلس.
أيها الحضور الكريم لقد اختار المنظمون لهذه التظاهرة الفنية الثقافية عنوان "الفن الجريح" نظرا لما اصاب الكثير من الصور والرسومات والمنحوتات من ضرر جراء انفجار مرفأ بيروت.
لقد رمم المشاركون في المعرض نتاج أعمالهم في وقت لا تزال آثار دمار انفجار المرفأ ظاهرة للعيان في ظل غياب الدولة وانهيار مؤسساتها خلال السنوات القليلة الماضية جراء التدهور الاقتصادي وانهيار الليرة اللبنانية وارتفاع الاسعار والدولار، اضافة الى التطورات المتلاحقة بدءا من عدم إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي عدم تشكيل حكومة وعدم اجراء انتخابات للسلطات المحلية والبلدية، وصولا الى معركة طوفان الاقصى وحرب الابادة للحجر والبشر في غزة والحرب في الجنوب اللبناني".
أضاف: "إن دورنا كمجلس بلدي وسلطة محلية هو النهوض بالمدينة التي عانت الكثير من خلال شيطنتها وتغيب دورها الحضاري والريادي الذي لعبته في فترات ما قبل الاستقلال وبعده، وحان الوقت لرفع الركام واظهار الصورة الحقيقة لطرابلس كعاصمة ثانية للبنان والمدينة المملوكية الثانية بعد القاهرة. طرابلس تضم بين جنباتها المئات من المواقع الاثرية والتراثية وتمتلك كل المؤهلات على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية من خلال جمهورية الميم بدءا من المرفأ مرورا بمعرض رشيد كرامي الدولي والمنطقة الاقتصادية الحرة والمصفاة والمدينة القديمة بكل اسواقها الداخلية ومساجدها وكنائسها ومدارسها وخاناتها وحماماتها ومستسفياتها وجامعاتها ومراكزها الثقافية وهذا المكان الذي يستضيفنا صورة ناصعة للحركة الثقافية في المدينة الى جانب الرابطة الثقافية ودورها الريادي الإيجابي. إننا في مجلس بلدية طرابلس نمد يد التعاون لانجاح كل الفاعليات في إطار طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024 ضمن الامكانيات المتاحة، ومن هنا نأمل من الجميع العمل لتطبيق بنود اتفاق الطائف لاسيما تطبيق اللامركزية الادارية لتحرير السلطات المحلية وتمكينها من القيام بواجباتها في اطار الانظمة والقوانين بعيدا عن سلطات الوصاية التي تكبل ايدينا جميعا وتعيق النهضة المستدامة المفترضة".
وختم: "في العودة الى هذا المعرض، وما نشاهده من إبداع فني في اللوحات والرسومات والمنحوتات لهذه المخبة من الفنانين والفنانات الذين يبلغ عددهم بالعشرات من كل المناطق اللبنانية، تحت اسم الفن الجريح، يعتبر تظاهرة ثقافية بكل معنى الكلمة، وهنا اتوجه بالشكر الجزيل الى المنظمين وأخص بالذكر الصديقة الدكتورة هند الصوفي والعاملين في قصر نوفل وكل المشاركين، على هذا الجهد المميز الذي يبرز صورة طرابلس ويعيد اليها بعضا من أمجادها".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: طرابلس عاصمة للثقافة العربیة فی مدینة طرابلس وزیر الثقافة من خلال على أن
إقرأ أيضاً:
في مدينة لبنانية.. إطلاق مبادرة لـفرز النفايات من المصدر
أطلقت بلدية جبيل - بيبلوس مبادرة لفرز النفايات بهدف تحسين إدارة النفايات القابلة لإعادة التدوير لأكثر من 43000 شخص في المدينة، بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID.وأشارت البلدية في بيان ان "برنامج دعم المجتمع المحلّي (CSP) المموّل من الـUSAID، قدم لبلدية جبيل 397 حاوية جديدة لفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير، بقيمة 36168 دولاراً أميركياً، بهدف تعزيز البنية التحتية المحدودة لإعادة التدوير في المدينة وتمكين أفراد المجتمع من الفرز من المصدر".
وأطلقت المبادرة في مبنى البلدية في حضور ووزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، النائب زياد حواط، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور وأعضاء المجلس البلدي في جبيل، مدير مكتب التنمية المحلية في USAID - لبنان مارك ويلت، مدير مكتب البرامج في ال USAID مارك دوغلاس، ورئيس شركة ادارة نفايات لبنان LWM بيار بعقليني.
وشكر زعرور خلال كلمته، "الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة على دعمها"، مشيرًا إلى "التزام الUSAID المستمر بالتنمية المستدامة وحماية البيئة"، وقال: "جبيل المدينة العريقة في التاريخ والتراث، أصبحت رمزًا للتقدم والمبادرات البيئية، ومن أبرز إنجازاتنا إنشاء أول منشأة لمعالجة النفايات منذ 13 عامًا، وتحسينها باستمرار، إطلاق حملات فرز النفايات من المصدر ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية، بناء سفينة فينيقية من 50,000 علبة بلاستيكية بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية، تركيب 350 مصباحًا يعمل بالطاقة الشمسية في المدينة، السعي لإنشاء أول محمية بحرية في قضاء جبيل، ونحن بانتظار إقرار القانون من البرلمان، تنفيذ مشروع أرصفة بطول 2 كم لتشجيع المشي وتنظيم المرور وافتتاح أول محطة باصات كهربائية في لبنان بتمويل من UNDP بقيمة 2.6 مليون دولار".
وأكد التزام البلديّة "حماية البيئة والحفاظ على هويتنا وتراثنا. وبدعم سكان جبيل وشركائنا، ستظل جبيل نموذجًا للابتكار والاستدامة".
بدوره، شرح ويلت أن "هذه المبادرة أكثر من مجرد إضافة حاويات جديدة لإعادة التدوير أو تعزيز البنية التحتية، إنها شهادة على قوة الشراكة، وتفاني مجتمع جبيل، والتزام الولايات المتحدة الدائم بالتنمية المستدامة في لبنان".
وأضاف: "هذه الجهود ستسهم في تخفيف الضغط على المكبّات، وتخفيف التلوث، وخلق فرص عمل في مجالات الفرز والجمع، وتوفير التكاليف على البلدية، إلى جانب إفادة 43,000 شخص من المجتمع المحلّي".
وأشاد وزير البيئة بـ"بلدية جبيل وشركائها والتزامهم بالإدارة المستدامة للنفايات"، وقال: "تُعدّ مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز الوعي البيئي وتقليل اعتماد لبنان على المكبات، وتتماشى هذه الجهود مع استراتيجية وزارة البيئة لتعزيز الفرز من المصدر وإعادة التدوير، مع دعم اللامركزية، وتعزيز دور البلديات في إدارة النفايات الصلبة".