علي جمعة: الرحمة حقيقة الدين ووصف الله بها سيدنا محمد
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الرحمة نجد أن الله سبحانه وتعالى وصف بها نبيه ﷺ فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ليس للمسلمين ولا للسابقين ولا للاحقين بل للعالمين، وهذا كلام يجعلنا نفهم حقيقة الدين، وأن ما دامت الرسالة قد بدأت بهذا وأصرت عليه وجعلته البداية والنهاية ووصفت مُبلِّغ هذه الرسالة بها فهي هذه حقيقة الدين يقول سيدنا رسول الله ﷺ : «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ».
وأضاف: "إذًا لابد علينا أن نضع على أعيننا نظارة مكوَّنة من عدستين "الرحمن الرحيم"، ما الذي نفعل بها هذه النظارة؟ أول شيء وقد افتقد كثيرٌ من الناس هذا قراءة النصوص؛ فعندما أقرأ النصوص لابد أن أقرأها بنظارة الرحمن الرحيم، وليست بنظارة المنتقم الجبار، ولا بنظارة المتكبر الشديد ، يمكن للنص أي نص ويمكن في اللغة بأي لغة أن نفهم النص بوجوهٍ مختلفة ، في اللغة حقيقة ومجاز، في اللغة مشترك، في اللغة ترادف، وهكذا".
وتابع: “فإذا ما قرأنا أمكن أن نؤوِّل النص؛ فهل نؤوله في اتجاه الرحمة أو أن نؤوله في اتجاه مشرب التشدد والعنف؟ هذه مشكلة كبيرة نراها الآن قد تغلغلت في مجتمعنا، وتغلغلت في العالم كله، وأصبح هناك ما نطلق عليه بالمتشدد أو المتطرف، وهذا قد نزع نظارة الرحمة في قراءته لكل شيء، وأول هذا الشيء النص الذي يقدسه ويحترمه ويدخل إليه ويريد أن يجعله مرجعاً له”.
واستطرد: “فنحن ندعو الناس أجمعين إلى أن يستعينوا بالرحمة في فهم النصوص، النصوص إذا ما سلكنا بها مسلك الرحمة لا نجد بينها وبين نصوصٍ أخرى أي تعارض، لا نجد بينها وبين الواقع أي تعارض، لا نجد بينها وبين المصالح أي تعارض، لا نجد بينها وبين فطرة الإنسان أي تعارض؛ في حين أننا لو سلكنا بها مسلك التشدد ومشرب العنف فإننا نجدها سريعاً ما اصطدمت بالواقع، سريعاً ما اصطدمت بالمصالح -مصالحي الشخصية ومصالح الناس الآخرين-، والنبي ﷺ في هذا يقول: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» لا تضر نفسك ولا تضر غيرك، اصطدمت بالمآل الشيء له مستقبل تصطدم مع هذا المستقبل، تصطدم بحائط سنة الله ، تصطدم مع فطرة الإنسان، تصطدم مع استقرار الناس، العجب العجاب أن كثيراً من الناس عندما يرى المتشددين يفسرون النصوص بتشددهم وعنفهم فإنهم ينكرون النصوص، وكأنها هي السبب في البلاء، والحاصل غير ذلك النصوص بريئة لأنه يمكن أن تُقرأ بالرحمة، وإذا ما قُرأت بالرحمة كان المعيب هو القارئ لا المقروء، فنحن ندعوهم إلى الرحمة ، بالرغم أنهم أعلنوا عدم الرحمة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی اللغة أی تعارض
إقرأ أيضاً:
هل يرتبط المستقبل بالنجوم والكواكب؟.. حقيقة تنبؤات الأبراج السنوية
تنتشر بشكل واسع توقعات الأبراج السنوية مع قرب العام الجديد 2025 وتجد اهتماماً كبيراً من شريحة واسعة من الناس ولكن هل هذه التوقعات مبنية على أسس علمية؟ وهل تستطيع حقاً التنبؤ بما سيحدث في حياة الناس؟
توقعات الأبراج
قال المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن فكرة الأبراج نشأت من رصد الحركات الظاهرية للشمس والقمر والكواكب عبر السماء، وتم تقسيمها إلى 12 برجاً وقد ارتبطت هذه الأبراج بأساطير وقصص مختلفة لدى العديد من الحضارات القديمة.
وأضاف أنه يجب علينا في البداية عدم الخلط بين علم الفلك والتنجيم، حيث أن علم الفلك هو دراسة الأجرام السماوية وحركاتها وهو علم قائم على الرصد والتجربة، أما التنجيم فهو يفترض أن مواقع النجوم والكواكب في لحظة ولادة الإنسان تؤثر على شخصيته ومستقبله، كما يفترض وجود علاقة بين حركة هذه الأجرام والأحداث التي تحدث على الأرض، وهو يعتمد على معتقدات وتفسيرات لا أساس لها من الصحة العلمية.
واشار رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إلي السبب وراء إنتشار توقعات الأبراج في المقام الأول، حيث يرى أن الفضول البشري ورغبة الانسان في معرفة المستقبل هو الذي يدفعه للبحث عن إجابات حتى لو كانت مبنية على معتقدات غير علمية، وغالباً ما تكون توقعات الأبراج عامة وغير محددة مما يجعل الكثيرين يرون فيها انعكاساً لحياتهم الخاصة وقد يشعر بعض الناس بالراحة النفسية عند قراءة توقعات إيجابية عن برجهم، وهذا التأثير يعرف باسم تأثير بارنو.
وأكد المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه لا يمكن الاعتماد على توقعات الأبراج فلا يوجد أي دليل علمي يربط بين مواقع النجوم والكواكب وشخصية الإنسان أو الأحداث التي تحدث في حياته، مضيفا أن تطبيق صفات عامة على مجموعة كبيرة من الناس (مواليد برج معين) أمر غير دقيق وقد يؤدي الإيمان بتوقعات الأبراج إلى توجيه سلوك الفرد بطريقة تتماشى مع هذه التوقعات مما يوهم الشخص بشكل ذاتي صحتها.
واستكمل أن توقعات الأبراج السنوية هي مجرد شكل من أشكال الترفيه والتسلية، ولا يجب التعامل معها على أنها حقائق علمية، الاعتماد على مثل هذه التوقعات في اتخاذ القرارات الهامة في الحياة فيه مجازفة لذلك بدلاً من الاعتماد على الأبراج يمكن للإنسان التركيز على تطوير مهاراته وقدراته والعمل بجد لتحقيق أهدافه والبحث عن الدعم من الأشخاص من حوله، لأن المستقبل بيد الله ثم أيدينا وليس بيد النجوم والكواكب.