تفاصيل عمّا قد تشهده جبهة لبنان.. هل ستتوسع أكثر؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
لا يمكن حتى الآن حسمُ طبيعة رد تل أبيب على الضربة التي وجهّتها إيران لإسرائيل قبل أيام،فالمسألة ما زالت ضبابية من حيث مكان تنفيذ العملية المرتقبة ونطاقها.
في حال حصول الرّد الذي أكدت إسرائيل اتخاذ القرار بشأنه، عندها ستتم مقاربة تأثيراته عسكرياً واستراتيجياً، وبعدها سيتم النظر إلى ما سيفعله حلفاء إيران في المنطقة وعلى رأسهم "حزب الله".
إن اتخذت إسرائيل قرار ضرب إيران من خلال تدمير مقدرات عسكرية كبيرة، عندها من الممكن أن ينخرط "حزب الله" بالرّد الذي قد تتخذه إيران ضد تل أبيب. السيناريو هذا ليس مُستبعداً أبداً، لكن شروطه ستبقى "تحت عتبة الحرب"، بحسب ما قالت مصادر سياسية وأخرى معنية بالشؤون العسكرية.
من وجهة نظر المصادر المتقاطعة، فإنّ "حزب الله" يؤدي الضربات التي يريدها باتجاه إسرائيل، ويراها في الوقت نفسه مُوجعة بناءً لتقديراته الخاصة، وذلك من دون الإنجرار نحو مواجهة شاملة. لهذا السبب، فإن أراد الحزبُ الرّد على أي ضربة إسرائيلية تطالُ إيران، عندها ستكون عبر تصعيد الضربات التي يؤديها ضد المواقع العسكرية الإسرائيلية التي يستهدفها في الأصل منذ بداية اشتباكاته مع الجيش الإسرائيلي منذ يوم 7 تشرين الأول الماضي.
تلفت المصادر أيضاً إلى أنّه قد لا يكون بمقدور الحزب تصعيد جبهته أكثر من اللازم حتى وإن طلبت إيران ذلك وخصوصاً في حال تلقت الأخيرة ضربة عسكرية مُوجعة، مشيرة إلى أنَّ سيناريوهات الإقتحامات التي قد يُقدم عليها الحزب وغيرها، بطلب إيراني، قد لا تكون واردة أيضاً لأسباب ميدانية، أبرزها أن إسرائيل مستنفرة على طول الحدود مع لبنان، في حين أنّ خطوة من هذا القبيل ستعني إنغماساً للحزب في حرب مفتوحة ضد إسرائيل وسيكون الغرق فيها ليس سهلاً أبداً.
ما لا يمكن إغفاله في هذا الإطار، هو أنّ المساندة الأميركية والبريطانية للإسرائيليين للتصدي لمسيرات وصواريخ الإيرانيين قبل أيام، لا يمكن إستبعادها في حال أراد "حزب الله" تصعيد وضع الجبهة ضد إسرائيل. وفعلياً، فإن أي خطوة سيُقدم عليها الحزب لصالح إيران من بوابة الرد الشامل والكبير، ستعني مواجهة الحزب لـ3 جهات رئيسية موجودة في المنطقة، الأمر الذي سيكون الحزب قد واجهه للمرة الأولى عسكرياً وميدانياً.
إنطلاقاً من هذه المعطيات، قد لا يكون "حزب الله" قادراً على تلبية النداء الإيراني انطلاقاً من لبنان، وما تبين هو أن أجواء التوجه العام تشير إلى إبقاء حدود المواجهة مع إسرائيل على النحو الحالي كي لا يُستدرج الحزب إلى مواجهة لم يفتحها منذ نحو 6 أشهر، تاريخ هجوم حركة "حماس" على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول الماضي.
مصادر مقربة من "حزب الله" قالت لـ"لبنان24" إن كل الأحداث تخضع للتحليل وعلى أساس الضربة الإسرائيلية سيتم إتخاذ القرار، ملمحة إلى أنَّ الأولوية اليوم هي للحفاظ على مقدرات الحزب العسكرية وعدم استنزافها من أجل ضربة قد لا تكون مؤثرة حتى وإن طالت إيران نفسها.
عملياً، وإن تمّ التدقيق أكثر بمستوى الهجمات التي شنتها إسرائيل منذ سنوات ضدّ الإيرانيين و "حزب الله" في سوريا، فإن الضربات التي حصلت كان أقسى وأقوى، فالكثير من القادة الإيرانيين قُتلوا كما أن الإغتيال الذي طال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق عام 2020 لم يدفع إيران لضربة ضد إسرائيل ولا حتى "حزب الله" إلى الرد.. فما الذي سيختلف اليوم؟
بالنسبة للمصادر، فإنّه لولا وجود جبهة مفتوحة وحربٍ في غزة تعتبر "بطاقة عبور" نحو إسداء ضربة، لما كان الرد الإيراني قد حصل. لهذا السبب، فإن هناك فرصة معينة لزيادة الضغط على الإسرائيلي من الناحية العسكرية، في حين أن ما قررته طهران باتجاه إسرائيل قد يكون ورقة أيضاً نحو التفاوض والتسوية الكبرى التي تنتظر المنطقة.
لهذا السبب وغيره، تعتبر المصادر أن "إستنزاف" قدرات "حزب الله" ليس وارداً لأن أمر التضحية به سيكون ضربة استراتيجية للإيرانيين، فالحزب ورقة رابحة لطهران وإسقاطها في "فورة ردّ وغضب" ستعني إنتهاء تأثير "ولاية الفقيه" في المنطقة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هو عديل وفيق صفا: تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال محمد عفيف.. هذه قصة إقامته عند البعث
اغتيل أمس الأحد المسؤول عن العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف الذي يحتل موقع وزير الإعلام في الحزب.
فعقب اغتيال أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، أصبحت حركة عفيف أكثر صعوبة في التنقل والقيام بالمهمات الملقاة على عاتقه، حيث يشكل المفتاح الإعلامي في الحزب والناطق باسمه.
وفي معلومات "العربية"، اتخذ عفيف مكتباً في الطابق الثاني لمقر حزب البعث العربي الاشتراكي (جناح سوريا) قبل ثلاثة أسابيع ليتابع الدور الذي يؤديه. وانتقل إلى هذا المكان الذي يقع في منطقة مكتظة حيث يمكن للجيران والمارة مشاهدة من يدخل إلى المبنى في محلة رأس النبع ببيروت، بالتنسيق مع الأمين العام للبعث علي حجازي.
كما بقي على تواصل بحكم عمله حيث يرد على اتصالات الإعلاميين ويستعمل خدمة "واتساب".
اتصال أخير
إلى ذلك، أوضحت المعلومات الأمنية لـ"العربية" أنه لحظة استهداف عفيف تلقى اتصالا وكان الأخير له، حيث قتل على الفور مع مساعده وأمين سره محمود شرقاوي.
وعفيف هو النجل الأكبر للشيخ الراحل عفيف النابلسي من بلدة البيسارية في الجنوب.
كما يروي عارفون به أنه من الحلقة الصغيرة المحيطة بنصرالله، حيث كان محل ثقة، وربطتهما أواصر الصداقة وهما من العمر نفسه في مدينة النجف في العراق.
ثم بعد مغادرته تلك المدينة عاد إلى لبنان، وتوجه لاحقاً إلى الخارج لدراسة الهندسة في السعودية، بعد منحة وفرها له الإمام السيد موسى الصدر الذي ربطته صداقة مع والد عفيف، وهو واحد من أعمدة مؤسسي "حزب الله" عام 1982.
هذا ونشأ محمد عفيف في بيئة دينية متشددة آمنت مبكرا بالثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.(العربية)
وتسلم مسؤوليات عدة في حزب الله، أبرزها إدارته لقناة "المنار"، ثم إدارته مكتب العلاقات الإعلامية في الحزب.
كما أنه عديل المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، الذي تعرض بدوره لمحاولة اغتيال في مكان لا يبعد كثيرا عن مكان مقتل عفيف في بيروت، وهو عديل النائب السابق محمد حيدر أيضا، الذي يحتل موقعا أمنيا أساسيا في قيادة الحزب، وهو قليل الظهور.
وقد طوى عفيف أمس، رحلة أربعين سنة أمضاها في صفوف حزب الله وتدرج في مسؤوليات إعلامية إلى أن تم اغتياله بضربة إسرائيلية في مقر حزب البعث.(العربية)