لمجابهة الكوليرا.. توجيهات بمنع عمل المهاجرين الأفارقة في عدن
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
أصدرت السلطة المحلية في العاصمة عدن، توجيهات صارمة بشأن منع ووقف تشغيل المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا بطريقة غير شرعية. وتأتي هذه التحركات ضمن الإجراءات الاحترازية الهادفة لمواجهة وباء الكوليرا والحد من انتشاره.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده نائب محافظ محافظة عدن- أمين عام المجلس المحلي، بدر معاون سعيد، الأربعاء، لمناقشة الوضع الصحي في عدن والجهود المبذولة لمواجهة مرض الكوليرا الذي عاود التفشي بشكل كبير.
وخرج الاجتماع بعدد من الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى الحد من انتشار وتفشي الوباء، منها منع ووقف تشغيل الأجانب (الاورمو، الاثيوبيين والأفارقة) في المطاعم والمستشفيات وجميع المجالات. إضافة إلى إعادة النظر في عملية توزيع المحاليل والعلاجات والسوائل الوريدية وتوفيرها لمستشفى الصداقة ومركز استقبال الحالات المصابة بالكوليرا. إلى جانب توفير شبكة تكييف للمخيم وإمكانية توسيع السعة الاستيعابية له لأكثر من خمسين سريرا.
كما تم مناقشة إجراءات قادمة بينها تهيئة مراكز إضافية جديدة لاستقبال حالات الإسهالات المائية في كل من: "الجمهورية، صلاح الدين، وفي المجمع الصحي بالمعلا"، وكذا التواصل مع المنظمات الدولية لتفعيل نشاطها وزيادة الدعم في مجال مكافحة وباء الكوليرا خصوصا توفير العلاجات اللازمة.
وأكد نائب المحافظ -أمين عام المجلس المحلي، أن قضية مكافحة وباء الكوليرا من أولويات قيادة السلطة المحلية، ولن تالو جهدا في سبيل الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.
وخلال الاجتماع الذي عقد بحضور مستشار محافظ عدن للشؤون الصحية، الدكتور اوسان محمد محمود ناصر، ونائب مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان الدكتور طارق عبدالحميد الشعبي، والدكتورة رجاء أحمد علي مسعد. تم استعراض الجهود الصحية المبذولة لمعالجة الحالات المصابة بوباء الكوليرا والتي بدأت الظهور في نوفمبر 2023م.
ووفقاً للتقرير الصحي: استقبل المحجر الصحي في مستشفى الصداقة حتى منتصف مارس من العام الجاري 2024م حوالي (24) حالة مصابة بالكوليرا وكلها من الأورمو (الأثيوبيين) المهاجرين غير الشرعيين، وللأسف أنه تم تشغيل بعضهم في المطاعم والمستشفيات، الأمر الذي زاد من انتشار وباء الكوليرا بين أوساط اليمنيين، إلى أن وصل عدد الحالات التي استقبلها المستشفى إلى أكثر من (400) حالة وبمعدل (20) حالة يوميا. فيما تشير الإحصائيات إلى وجود حوالي (1700) حالة مصابة بالكوليرا.
وأشارت مدير عام مستشفى الصداقة إلى وشك نفاد المخزون الدوائي في المستشفى للحالات المصابة بالكوليرا، ما يستدعي ضرورة التدخل العاجل للحكومة ممثلة بوزارة الصحة وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية المانحة إلى الإسهام في توفير المحاليل والسوائل الوريدية التي تحتاجها المستشفى بمعدل (50) كرتونا يوميا في الوقت الراهن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: وباء الکولیرا
إقرأ أيضاً:
قصة فيديو قبل أربع سنوات
ذكرني أصدقائي من الجمهوريين في أمريكا من حملة ترمب بمقطع فيديو كنت قد شاركت فيه قبل أكثر من أربع سنوات حول النقاش المتعلق بأحداث العنف التي تلت مقتل جورج فلويد. كنت واضحًا وصريحًا ضد استغلال الديمقراطيين والليبراليين لمقتل فلويد في استهداف ترامب في معركة انتخابية تخص الليبراليين، ولا يستفيد منها السود ولا المهاجرون ولا الأقليات. قلت إنني حزين لسماع كلمات فلويد “لا أستطيع التنفس”، ولكن لو بقي في حياتي “نفس واحد” لن أدعم الليبراليين في استخدامهم أرواح السود في معركتهم ضد المحافظين، ثم لا يجني السود أي فائدة. ولم أكتف بذلك، بل قلت أيضًا إنني لا أدعم الهجوم على ترامب بسبب أنه قال يومًا ما “الإسلام يكرهنا”، لأن هذه العبارة ليست من تأليف ترامب، بل هي تعبير عن سوء تفاهم واسع النطاق widespread misunderstanding. وأنا أشكر ترامب لأنه قالها وتحمّل مسؤولية المواجهة، التي تفرض علي مناقشته والحوار لإزالة سوء التفاهم، بدلاً من أن يتم استغلالي ضده من قبل الذين يرغبون في تغيير الإسلام وتشويهه، وطمس أخلاق المسلمين وضرب قيم الأسرة والفطرة السليمة ونشر الشذوذ الجنسي بالإرهاب الفكري. المحافظون ينتقدون الإسلام ولكن لا يطالبوننا بتركه، بينما الليبراليون يفسدون الإسلام وكل الأديان، ويدفعون كل المتدينين لترك الدين في أهم مبادئه وهي قيم الأسرة.
علاقتي بالمجتمع الأمريكي ليست محصورة بالمحافظين، وتحديدًا اليمين الجمهوري والذي افتخر باصدقائي فيه. أنا لست مواطنًا أمريكيًا لأنتمي إلي الحزب الجمهوري أو الديموقراطي؛ أنا مسلم وسوداني وأفريقي، ولا أرغب البتة في التحول إلى مهاجر أو طالب لجوء. أزور الدول الغربية، وعملت في أمريكا ممثلاً لبلدي، ثم عدت إلى وطني مستفيدًا مما تعلمته من خير في أمريكا، وحذرًا مما رأيته من شر، لأن واجبي هو الاستفادة من التجربة الأمريكية وغيرها لصالح بلدي، وليس للحصول على جنسية أو جواز سفر.
أي دبلوماسية وطنية هذه التي تنتهي بلجوء سياسي وهجرة غير شرعية؟ هذه خيانة لبلدك ومهنتك ومخالفة للقانون في البلد الذي تقيم فيه.
لست منغلقا فقط على المحافظين، علاقتي بالديمقراطيين تشمل الأفارقة الأمريكان أيضًا، وأنا ضيف ثابت في تجمعاتهم، وبالتحديد المسلمين السود، وهذا طبيعي جدًا، لأنني مسلم وأفريقي، ولدي مسؤولية تجاههم لأنهم يقبلون مني ما لا يقبلون من غيري. كنت أذهب إلى مسجد محمد في واشنطن دي سي، وأجلس مع الإمام طالب، رئيس المركز هناك، وأتحدث عن قضايا العالم الإسلامي وكيف يمكن تجنيب المسلمين داء الإرهاب والتشويه الليبرالي في وقت واحد، لأن الضغط على المسلمين واضطهادهم يولد الإرهاب، ولكن أيضًا محاولات الحفاظ على حقوق المسلمين يقودها الليبراليون في أمريكا والغرب عموما، إلا أنهم يستخدمون هذا الدور في تحريضهم على المحافظين وضرب قيم الأسرة. أناقش هذه المعادلة المعقدة باستمرار وأعتقد أن الحوار مع الأفارقة الأمريكان من الديمقراطيين مهم أيضا لتحصين الإسلام من التطرف لجهة الارهاب أو الأجندة الليبرالية المزيفة، كلاهما خطر على الدين والإنسانية.
أنا سعيد للغاية بفوز ترامب، وسعيد لأن المسلمين والسود استخدموا التصويت العقابي ضد الأجندة الليبرالية المزيفة، وكسروا الحاجز ودشنوا (مسلمون من أجل ترمب).
مهما كان الخلاف مع ترمب؛ فقد وضع حدًا للتزييف والاختطاف في قضايا الأفارقة والمسلمين. غالبًا سيذكر أصدقائي الجمهوريون ستيف بانون وآخرين بمقطع الفيديو وسنعاود الحوار الذي إنقطع، ولعل ستيف نفسه يتذكر رأيي الذي اتفقت واختلفت معه حول قوله “غير صحيح أن معنى الإسلام هو السلام؛ المعنى هو الاستسلام”. لقد قلت بوضوح إن “ستيف على حق”، لأن تزوير المعاني لا يخدم الإسلام؛ فالترجمة الصحيحة لكلمة الإسلام هي “الاستسلام لله بسلام”، لكنها لا تعني السلام بصورة مباشرة. بل يجب تأسيس هذا المعنى على آيات وأحاديث أخرى، بدلاً من الكذب واستخدام تقارب الحروف في اللغة العربية بين كلمتي الإسلام والسلام.
أتمنى مواصلة الحوار، وأهم شيء هو إيقاف النفاق السياسي واستغلال الأقليات ومظالم المتدينين ضد الدين نفسه.
الفيديو:
مكي المغربي