انسحاب أنقرة من معاهدة الأسلحة التقليدية وتداعياتها داخليًا وخارجيًا
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
في هدوء تام، أعلنت تركيا رسميًا انسحابها من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، التي تعد إحدى مخلفات الحرب الباردة، وهي المعاهدة التي وقعت عليها الدول الأعضاء في كل من حلفَي الناتو ووارسو في العاصمة الفرنسيّة باريس عام 1990، وانضمت إليها أنقرة عام 1992، وكانت تهدف إلى وضع إطار عام لأنواع معينة من الأسلحة التقليدية التي تمتلكها الدول الموقعة على الاتفاقية، وتحديد كمياتها، وأماكن تخزينها وتتبع تحركاتها.
نصّت المعاهدة على تقييد عدد الأسلحة التي يمكن أن تحوزها الأطراف الموقعة عليها، وتحديدًا الدبابات المقاتلة، والمدفعية، والطائرات الحربية، والمروحيات الهجومية، والمركبات المدرعة، كما أقرت بأحقيتهم في الاطّلاع على العدد الذي بحوزة الآخرين من هذه الأسلحة، وأماكن تخزينها، والإبلاغ عن تحركاتها أو نقلها من مكان لآخر.
خطوة تركية ذكيةالقرار التركي يعد خطوة ذكية تستهدف من خلاله أنقرة توظيف الوضع الراهن الذي تمر به دول العالم جراء تصاعد حدة التوترات في أماكن مختلفة، وسعي الدول الأوروبية إلى زيادة قدراتها العسكرية؛ لمواجهة التهديدات التي تواجهها، سواء بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية، أو نتيجة لتصاعد المواجهات الدامية في منطقة الشرق الأوسط.
إذ تسعى تركيا من وراء اتخاذ هذا القرار إلى استغلال حالة القلق والتوتر التي يعيشها العالم حاليًا، وبوادر الصراع المحتمل بين مختلف أطرافه، وذلك التكالب غير المسبوق على إعادة ترتيب تحالفات الدول الكبرى عسكريًا وسياسيًا.
وتوظيف هذه المرحلة من أجل ترتيب أولوياتها وفق مصالحها الوطنية، وإعادة صياغة تحالفاتها سواء إقليميًا أو دوليًا، بما يسمح لها بتحقيق عدة أهداف إستراتيجية وعسكرية، من خلال عقد اتفاقيات ثنائية تخدم مصالحها كالتحالف مع أذربيجان على سبيل المثال، أو عقد تحالفات عسكرية متعددة الأطراف لتبادل الخبرات مع بعض القوى الإقليمية المؤثرة، والتي لدى أنقرة مصالح مشتركة معها مثل روسيا وإيران.
والعمل في الوقت ذاته على إعادة هيكلة وتطوير قدراتها العسكرية، وزيادة حجم مخزونها من الأسلحة الدفاعية والهجومية، مما يؤهلها للخروج من عباءة الهيمنة الأورو- أميركية، التي تحاول دومًا تحجيم قدراتها، والحدّ من تفوقها.
إضافة إلى زيادة حجم إنتاجها العسكري، وتطوير منظومتها الدفاعيّة، وتوسيع نطاق تعاونها في هذا المجال مع دول أخرى بالمنطقة، من أجل تقوية قدراتها العسكرية، وتحقيق نوع من الاستقلال عن الدول الغربية، بما يمنحها القدرة الكاملة على التصدّي لأي تهديدات يمكن أن تطالها نتيجة التوترات الإقليمية التي تحيط بها من كل جانب، دون التعرّض لأي ضغوط من جانب الولايات المتحدة الأميركية، أو دول أوروبا.
مواجهة سباق التسلحتتزايد احتمالات حجم المخاطر والتوترات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وشرق ووسط أوروبا، وانحياز العديد من الدول الأوروبية لأحد طرفي النزاع على حساب الطرف الآخر، وهو ما يعني الدخول في سباق تسلح غير مسبوق، خصوصًا مع استمرار الحرب الروسية – الأوكرانية والدور الذي تلعبه الدول الغربية فيها لصالح كييف ضد موسكو.
لذا يبدو من المنطقي بل ومن الطبيعي قيام الدولة التركية بالعمل بكل جدية لتطوير صناعاتها الدفاعية والتكنولوجية؛ حتى تضمن تحولها بشكل كامل من دولة كانت تعتمد على استيراد أسلحتها الدفاعية بنسبة 80% إلى دولة مصنّعة لأكثر من 70% من احتياجات جيشها حاليًا، والسعي للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، وترسيخ أقدام شركاتها العاملة في هذا المجال؛ لحجز مكان لها بين الدول المصنّعة والمصدرة للأسلحة بأنواعها؛ لتصبح الصناعات الدفاعية واحدة من مصادر دخلها.
إلى جانب رغبتها في تحقيق انتصارات حاسمة في ملفّات ترتبط بصورة مباشرة بأمنها القومي، كسعيها للقضاء على التنظيمات المسلحة التي تسبّب لها صداعًا مستمرًا؛ نتيجة تواجدها على طول خط مناطقها الحدودية، مثل: وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا، وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، إضافة لتلبية احتياجات قواتها العسكرية العاملة خارج الحدود، في كل من ليبيا، والعراق، وسوريا، وأذربيجان، وشمال قبرص.
مما يستلزم معه العمل على تطوير قدراتها العسكرية، وزيادة حجمها وتنوعها، وهو الأمر الذي يتيحه لها الانسحاب من المعاهدة، حيث يمكنها الآن التحرك بحرية كاملة لتأمين احتياجاتها من خلال تنويع صناعاتها العسكرية وزيادة حجمها.
مخاوف يونانيةورغم أن إعلان تركيا الانسحاب من المعاهدة جاء بعد أربعة أشهر من قرار مماثل اتخذته روسيا، وأعقبه قرار حلف الناتو تعليق العمل بها، وإعلانه أن أعضاءه الموقعين عليها قد جمدوا مشاركتهم فيها، الأمر الذي يتيح أمامهم الفرصة كاملة لزيادة حجم ترسانتهم العسكرية، وهو ما نراه فعليًا يحدث حاليًا من جانب ألمانيا ودول أوروبا الشرقية، الأمر الذي أفرغ الاتفاقية برمتها من محتواها.
غير أن القرار التركي أثار حالة من القلق والترقب لدى جارتها اليونان، التي أصبحت تخشى من زيادة حجم القوة العسكرية لتركيا، وقدرتها على إنتاج احتياجاتها العسكرية بعيدًا عن هيمنة ورقابة الدول الغربية، وتأثير ذلك على القضايا العالقة بينهما، خصوصًا ما يرتبط منها بالقضية القبرصية، والخلافات بشأن ثروات شرق المتوسط، ومسألة ترسيم الحدود البحرية، والنزاع حول جزر بحر إيجه.
حيث تروّج وسائل الإعلام اليونانية، أن قرار تركيا يعني إمكانية قيامها بإنتاج واستيراد جميع المعدات العسكرية التي ترغب بها دون أي قيد من جانب المجتمع الدولي، كما أنها تروج بصورة لافتة للمخاطر التي ينضوي عليه هذا الأمر على استقرارها كجارة لتركيا، والتأثيرات التي يمكن أن يحدثها هذا التطور على العديد من الملفات الخلافية والقضايا العالقة بينهما، مما يشير إلى ارتفاع حجم القلق اليوناني تجاه التحركات التركية، وزيادة المخاوف داخل أثينا من تنامي القدرات العسكرية التركية.
ويبدو أن أنقرة عازمة على استكمال ما بدأته من خطوات لتطوير قدراتها العسكرية وزيادة تفوق قواتها المسلحة، ولن تلتفت كثيرًا للمخاوف اليونانية، خاصة في ظل الانشغال التام للولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي بتطورات الحرب الروسية – الأوكرانية، وانعكاساتها على الأمن الأوروبي، أو ما يشهده العالم من مواجهات بين الكيان الإسرائيلي وكل من حماس وحزب الله وإيران.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قدراتها العسکریة
إقرأ أيضاً:
سوريا: الحكومة الانتقالية تدرب الشرطة وفق الشريعة الإسلامية وسط جدل داخلي وتحفظات دولية
بدأت السلطات في الحكومة السورية الانتقالية استخدام تعاليم الشريعة الإسلامية لتدريب قوة شرطة جديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأخلاق وفقًا لما ذكره الضباط المسؤولون، في ظل مساعيهم لملء الفراغ الأمني الذي نتج عن تفكيك الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس المخلوع بشار الأسد، المعروفة بفسادها وقمعها.
اعلانوتم استقدام ضباط من منطقة إدلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة، وبدأوا بتدريب المجندين الجدد في دمشق من خلال دورات قصيرة تركز على الشريعة الإسلامية.
وأفاد خمسة ضباط كبار أن مستندات طلبات الانضمام تتضمن أسئلة تتعلق بالمعتقدات الشخصية، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية الانتقالية يحملون السلاح خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025Omar Albam/APالمخاطر السياسية والتحديات الاجتماعيةويرى محللون أن اعتماد الشريعة الإسلامية في تدريب الشرطة يهدد بتعميق الانقسامات في بلد يعاني من تنوع طائفي وانتشار السلاح بعد 13 عامًا من الحرب. كما يُثير ذلك قلق حكومات أجنبية تسعى السلطات السورية إلى كسب دعمها.
وقال آرون لوند، الباحث في مركز (Century International)، إن "الكثير من السوريين، بما في ذلك الأقليات مثل المسيحيين والعلويين والدروز، وحتى عدد كبير من المسلمين السنة في دمشق وحلب، سيشعرون بالقلق إزاء هذه الخطوة، خاصة في المجتمعات ذات الطابع العلماني".
فيما تحدث دبلوماسي غربي، رفض الكشف عن هويته، أشار إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على مساعي الإصلاح الدستوري في سوريا وتُثير التساؤلات حول مدى تأثير الإسلام على القوانين الجديدة.
مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية الانتقالية يحملون السلاح خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025APRelatedسبقت هيئة تحرير الشام إلى دمشق وزعيمها يفوق الشرع طموحًا.. ما مصير الفصائل الجنوبية في سوريا؟حصري: الاتحاد الأوروبي يدرس رفع العقوبات عن سوريا في قطاعات النفط والمصارف والنقلمن دافوس.. وزير الخارجية السوري يدعو لرفع العقوبات ويؤكد طموح سوريا لأن تصبح نموذجاً للسلام والتنميةقوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم إدارة السجون لحكام دمشق الجدد والسبب.. عناصر داعش تطمينات من القيادة الجديدةبعد سقوط الأسد في 8 ديسمبر، شهدت مراكز الشرطة في دمشق أعمال نهب واسعة، حيث دُمرت المعدات وسُرقت السجلات. وأُعيد فتح حوالي 10 مراكز من أصل 20، لكنها تعمل بعدد قليل من الضباط الذين تم جلبهم من إدلب.
وقال هشام هلال، الذي يدير تدريبات للمجندين في أكاديمية الشرطة بدمشق، إن أكثر من 200,000 شخص تقدموا بطلبات للانضمام إلى القوة الجديدة. ويُسمح للمنشقين عن شرطة الأسد بالتقديم، بينما يُطلب من الآخرين الخضوع لعملية "مصالحة" تشمل توقيع وثيقة تعترف بالنظام الجديد وتسليم أسلحتهم.
في وقت سابق، أكد أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، أن جماعته تخلت عن ارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة وتسعى لحكم سوريا بأسلوب معتدل، مشددًا على حماية الأقليات. ولدى هيئة تحرير الشام سجل براغماتي، حيث تراجعت عن فرض بعض التفسيرات الصارمة للشريعة في مناطقها السابقة.
مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية الانتقالية خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025.Omar Albam/APتحديات داخلية وآراء معارضةورغم جهود التوظيف، تظل الشريعة الإسلامية مصدر قلق للبعض. وقال ضابط مسيحي سابق إن تركيز الشرطة الجديدة على الشريعة يجعله مترددًا في التقديم، خوفًا من التمييز.
وفي ديسمبر، خرج مئات من سكان دمشق في مظاهرة تطالب بحكم علماني ومساواة بين الجنسين. وقال علي العقرباني، أحد المشاركين في الاحتجاجات: "لسنا ضد الإسلام، ولكننا ضد حكم ديني يعتمد على نصوص محددة وأحاديث".
تدريب سريع وظروف قاسيةتلقى المجندون الجدد 10 أيام فقط من التدريب، تضمنت دروسًا في التعامل مع الأسلحة وقواعد السلوك الإسلامي. وقال أحمد لطوف، رئيس أكاديمية الشرطة في إدلب سابقًا، إن الهدف هو تمديد فترة التدريب إلى تسعة أشهر عندما يتحسن الوضع الأمني.
مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية الانتقالية يقفون في تشكيل خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025APومع ذلك، لا يزال هناك قلق بشأن نظرة السوريين للحكومة الانتقالية. وأوضح أيمن أبو طالب، رئيس مركز شرطة المارجة في دمشق، أن الإسلام هو "الدين الذي يحترم حقوق الإنسان"، مؤكدًا أنه لا يرى مشكلة في الاعتماد عليه.
بينما تستمر السلطات في محاولة إصلاح النظام الأمني، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع القوة الجديدة تحقيق التوازن بين الاستقرار واحترام التنوع الطائفي والديني في سوريا؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غزة في الواجهة وسوريا في الظل.. إسرائيل تزعم مصادرة آلاف الأسلحة التابعة للنظام السوري السابق تاجاني في دمشق لتعزيز دور إيطاليا كوسيط بين سوريا والاتحاد الأوروبي سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟ تدريب ـ تمرينشرطةالشريعة الاسلاميةسوريامحمد البشير أبو محمد الجولاني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. قتلى في جنين ونزوح للمئات من سكانه وقطع الكهرباء وحزب الله يهدد إسرائيل إن لم تنسحب كليا الأحد يعرض الآنNext ترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبعث بهدية قيمة بلغت 600 مليار دولار للاستثمار يعرض الآنNext الجنود الأوكرانيون في دونيتسك يطالبون بأسلحة إضافية لمواجهة الهجمات الروسية المستمرة يعرض الآنNext الحكم بالسجن 50 عاماً على شاب قتل 3 فتيات في درس رقص على طريقة تايلور سويفت في إنجلترا يعرض الآنNext أولمبياد باريس 2024 في مرمى الانتقادات مجدداً.. شكاوى من تلف الميداليات اعلانالاكثر قراءة تركيا: حصيلة ضحايا حريق منتجع التزلج ترتفع إلى 76 قتيلاً وأردوغان يتوعد بمحاسبة من كان السبب الحرائق تكتسح شمال سان دييغو.. إجلاء طارئ للمنطقة بسبب النيران المدمرة من دافوس.. وزير الخارجية السوري يدعو لرفع العقوبات ويؤكد طموح سوريا لأن تصبح نموذجاً للسلام والتنمية ترامب: لا أسعى لإيذاء روسيا وأحب الشعب الروسي وعلى بوتين إيقاف "الحرب السخيفة" فيه شفاء للناس ويقوم مقام الفياغرا أو هكذا قال مروّجوه.. فرنسا تشن حربا على "عسل الانتصاب" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبروسياحركة حماسالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكيمحكمةأزمة إنسانيةفلاديمير بوتينجو بايدنإسرائيلأوكرانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025