الغنوشي يبعث رسالة من سجنه بعد سنة على اعتقاله.. ماذا قال عن سعيّد؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
بعث رئيس حركة "النهضة" المعتقل، الشيخ راشد الغنوشي، رسالة من سجنه بمناسبة مرور سنة على اعتقاله.
وقال الغنوشي إنه طرح على نفسه سؤالين، هما "هل كان ضروريا إلقاء ذلك الخطاب في المسامرة؟ أم كان بالإمكان تجنب ما حدث؟ وماذا أنجزت خلال هذه السنة؟".
وتابع "أما السؤال الأول فانتهيت فيه إلى الجواب التالي: ما حدث لم يكن حدثا عرضيا، وخطابي تلك الليلة كان مناسبا لما حدث في بلادنا ذات 25/7/2021 وهو الانقلاب الذي يعبر عن "سلطة الفرد" والحكم المطلق .
وأضاف "لم يكن خطؤنا أننا كنا سباقين في الإعلان أن ما حدث انقلاب وأننا سنقاومه سلميا في إطار القانون ودستور 2014. خطؤنا كان في اختيار شخص غير مناسب سنة 2019. ولو كانت الثورة كتابا لما وجدنا له فيه سطرا".
وأردف أن "إعلاننا أنه انقلاب لم نتأخر فيه، ونقلنا الصورة للشعب وللعالم بألوانها الطبيعية. تناقضنا مع هذا المسار هو تناقض له أسس وليس تناقضا عرضيا يمكن تغطيته بكلمات في مسامرة".
وتابع متحدثا عن الرئيس قيس سعيد "هو شخص أعطيناه أصواتنا- أغلى ما يملكه أي حزب، لنجد أنفسنا امام منهجين: الديمقراطية وحكم الفرد الذي امتد من الصادق باي إلى بورقيبة وبن علي وانقطع بعد الثورة ليعود بعد الانقلاب".
وأضاف الغنوشي "نحن لا نندم على ما قررناه ولكن نندم فقط على منحنا الثقة لمن عاد بالبلاد إلى الوراء، الى حكم الفرد".
وتابع أن "الدليل على أننا سلكنا الطريق الصحيح هو التحاق أغلب العائلات السياسية والحقوقية. وما تشكل جبهة الخلاص إلا تعبير عن أن هذا الخط صحيح، إنه خط اللقاء لرفض الحكم الفردي".
وأضاف مهاجما سعيد "هو استكثر السلطة على القضاء وعلى البرلمان واعتبرهما وظيفة وجعل كل السلطة بيده".
وأردف "أما السؤال الثاني فانتهيت فيه إلى الجواب التالي: إن المطلوب من السجين السياسي هو الصمود لأن الناس يدخلون السجن متحمسين من أجل أفكارهم، غير أن السجن كسار للعزائم. لذلك كثير من التنظيمات كسرها السجن فتنتقل إلى التقييم ونقد الذات، ثم بعد ذلك يجلدون ذواتهم ويوجهون أصابع الاتهام لأنفسهم بعد أن كانوا قد دخلوا السجن لأنهم وجهوها إلى السلطة".
وتابع "الحمد لله أن كل المساجين السياسيين صامدون لم يتعذر منهم أحد، ثابتون على موقفهم في اعتباره انقلابا وثورة مضادة سنقاومها جميعنا بقيم الديمقراطية والسلمية والمحافظة على جوهر المعارضة".
وأضاف "وواجب السجين السياسي الثاني هو الحفاظ على صحته ونحن نحاول قدر الإمكان فعل ذلك. السجن مصادرة للإنسانية حتى أن كل الأنبياء لم يُهدَّدوا من أجل أفكارهم بالسجن إلا فرعون فقد هدد بالسجن لأنه يعي وهو فرعون المتجبر أن السجن هو أكثر المؤسسات التي اخترعها الإنسان توحشا لأنها تسلب الحرية والله خلق الإنسان حرا".
وقال الغنوشي "إن السجن فرصة للتأمل أيضا و الكتابة والمطالعة، وقد طالعت خلال هذه السنة موسوعة ابن أبي الضياف و كتاب السيرة النبوية للدكتور علي الصلابي، ومجلدات بيرم الخامس و تاريخ الفلسفة الغربية وعددا آخر من العناوين في الدين والفلسفة والسير، كما أعدت قراءة كتب من ذلك مقدمة ابن خلدون وأعمال محمد الطاهر بن عاشور (أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ) ومقاصد الشريعة، وأليس الصبح بقريب، وآفاق إسلامية للفاضل بن عاشور، وموسوعة أحمد أمين وغيرها من الكتب".
وتابع أن "السجن في مجمله خير لأن أمر المؤمن كله خير. نحن اخترنا الحرية ودخلنا السجن دفاعا عنها وهو ضريبة الحرية. هناك اليوم من يتهم المقاومة الفلسطينية أنها تتحمل وزر عشرات الآلاف ممن ارتقوا شهداء وكأن الشعوب التي تحررت من العبودية لم تدفع الثمن الذي يليق بحريتها من دماء وأموال. فمن يخطب الحسناء لا يغله مهرها".
وأردف أن "تونس العزيزة احتفلت منذ أيام بعيد الشهداء ، 9 أبريل، الذي ارتقى فيه الشهداء من أجل برلمان تونسي يعبر عن إرادة الشعب، تونس دفعت شهداء بلا عددٍ من قتلوا في إضراب 78 وثورة الخبز وحرب الجلاء، لا نعلم عددهم وهو عدد كبير بالتأكيد، تونس دفعت بلا عدد من الشهداء من أجل الحرية".
وتابع أن "ثورة الحرية والكرامة هي تعميد لدماء الشهداء وكل شعب يأخذ من الحرية بقدر المهر الذي دفعه".
وقال الغنوشي إن "حركة النهضة أول من أعلن أنه انقلاب، وذلك دليل على أن فكرة الحرية تعمقت ولا مساومة عليها مهما كان الثمن والتضحيات. وأن التقاء عديد العائلات السياسية على اعتباره انقلاب يؤكد أن لا ديمقراطية في ظل رفض أي فكر سياسي والنهضة أبرز عنوان للتأكيد على الحرية من عدمها، وأن الحرية لا تتجزأ كما المبادئ، إما كل أو لا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النهضة الغنوشي قيس سعيد تونس الإنقلاب تونس النهضة الغنوشي قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أجل ما حدث
إقرأ أيضاً:
دم الشهيد سبب في الحرية الاستقلال
الشهداء هم أهل الله وأحبابه وبفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى استطاعت أن تعيش الأمة في أمن وسلام وطمأنينة، وهكذا هي سنة الحياة لن ينال أحد مبتغاه إلا بتضحية ولن ينال أي شعبٍ من الشعوب الحرية إلا بتضحية، لا شيء يأتي بسهولة فالشهداء قد جعلوا من أنفسهم سدا منيعا ضد الأعداء فلننظر إلى الواقع اليمني على سبيل المثال لولا تضحيات الشهداء لكنا الآن في أسوأ حال لكن بفضل الله ومن ثم دماء الشهداء لمسنا الأمن والعيش بكرامة، ولننظر إلى الجنوب المحتل كيف يعانون مرارة الاحتلال ويتجرعون أبشع الجرائم من قتلٍ وتفجيرٍ واغتصابات.
ولا ننسى أن الشهداء جعلوا من أنفسم جسرا لنعبر عليه إلى بر الأمان وبدمائهم جعلوها كسيل جارف يجرف الأعداء ومن تعاون معهم وكذلك يجب أن تخلد ذكرى الشهداء في أذهان الأجيال وأذهان عامة الناس ونرسخ ثقافة الشهادة في أبناء هذه الأمة وليعلم الجميع أن الدين والوطن لن يصانا إلا بالتضحية والفداء، قد يقول قائل نريد العيش بسلام وسكينة نعم نريد العيش بسلام ولن يأتي السلام بدون مقابل، السلام يريد قوة حتى يفرض في البلد، فالعدو لا يعرف الرحمة ولا يعرف الأخلاق وإذا لم نتحرك ضده سيغزونا وإذا لم نقاوم سيتمادى ويستبيح كل ما هو محرم ومحظور وهذا مما يفرض على الأمة القتال وهي مجبرة أن تدافع على دين الله وعلى الأرض والعرض فقد قال الله سبحانه وتعالى( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 216:2)
صحيح أن القتال لا أحد يريده، لكنه عندما يأتي العدو لاغتصاب أرضك وانتهاك دينك وعرضك هنا يفرض عليك وسيكون خيراً لك من أجل حفظ الكليات الخمس الضرورية ولولا جهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتضحياته وصبره لما وصل إلينا الدين الحنيف وانتشر في العالم
وأيضا نحن في هذا الأسبوع نحتفل بذكرى عظيمة وغالية على قلوبنا وهي ذكرى الشهيد، وبهذه المناسبة نهدي أجمل التحايا لأسر شهداء غزة الذي بذلوا أرواحهم من أجل دين الله وتحرير أرضهم والحفاظ على عرضهم فلهم كل التحية وشهداؤهم هم شهداؤنا وشهداؤنا شهداؤهم وكلنا أمة واحدة وعدونا واحد ومصيرنا واحد والنصر موعدنا بإذن الله.