موسكو- الأناضول-كشفت روسيا، السبت، عن تلقيها “نحو 30 مبادرة سلام” للتسوية في أوكرانيا عبر قنوات رسمية وغير رسمية، منذ بدء الحرب في فبراير/ شباط 2022. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلت بها متحدثة وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، على هامش “القمة الروسية الإفريقية الثانية” بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، وفق وكالة أنباء “تاس” المحلية.

وقالت زاخاروفا: “نحن ممتنون للجميع، فهناك العديد من مبادرات السلام. وقبل شهر تقريبا كان هناك بالفعل نحو 30 مبادرة قدمتها شخصيات عامة من خلال قنوات حكومية أو بطريقة خاصة”. وأكدت أن “روسيا لم ترفض أبدا المفاوضات بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا”. وأوضحت أنه “حتى عندما نرى أنه من غير المرجح أن تجلب المفاوضات أي قيمة مضافة، لكننا نعطي دائما فرصا لمبادرات شركائنا”. وأشارت زاخاروفا إلى أنه “في أبريل/ نيسان 2022 انسحب نظام كييف من المفاوضات التي طالب بها”. وأضافت: “جرت عدة جولات (من المفاوضات)، ثم توقفوا (الأوكرانيون) عن الرد على الوثائق التي أرسلناها بناء على طلبهم. وفي سبتمبر/ أيلول 2022، منعوا بشكل قانوني التفاوض مع بلدنا”. وفي وقت سابق اليوم، شهدت قمة سان بطرسبرغ اجتماعا حضره قادة أفارقة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث المبادرة الإفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية، بحسب بيان للرئاسة المصرية. ووفق البيان المصري، “شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي بمدينة سان بطرسبرغ، في اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب قادة الدول الإفريقية المشاركين في مبادرة الوساطة الإفريقية لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية”. وفي الاجتماع، أكد القادة الأفارقة أن “إفريقيا لها مصلحة أساسية في العمل على إنهاء هذا النزاع بالنظر لآثاره السلبية الهائلة على عدد من القطاعات الحيوية، مثل أمن الغذاء والطاقة والتمويل الدولي”. وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن ستة قادة أفارقة طرح مبادرة وساطة لحل الأزمة بين موسكو وكييف، تنطلق من وقف أولي لإطلاق النار ثم الدخول في مفاوضات. وفي 17 مايو الفائت، أعلنت أوكرانيا وروسيا رسميا تعليق المفاوضات بعد 3 جولات مباشرة بمدينتي غوميل وبريست في بيلاروسيا، ومرة في إسطنبول. وأوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما يحظر على الأوكرانيين إجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي، ردا على ضم موسكو 4 مناطق أوكرانية هي دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا. ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو، ولا تزال المواجهات مستمرة على عدة جبهات.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

روسيا تشترط الاعتراف بالقرم وواشنطن تلوح بالانسحاب من المحادثات

اشترطت روسيا الاعتراف بضم مناطق أوكرانية منها شبه جزيرة القرم لبدء محادثات سلام مع كييف، في حين لوحت الولايات المتحدة بالانسحاب من المحادثات.

وقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن هدنة خلال أيام الاحتفال بالذكرى الـ80 لعيد النصر، وقال الكرملين إن الهدنة في أوكرانيا تمتد من 8 إلى 11مايو/أيار المقبل.

وبشأن آخر التطورات في المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوسائل إعلام روسية "أكد الجانب الروسي مرارا استعداده، كما فعل الرئيس (بوتين)،  لبدء مفاوضات مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة".

وردا على سؤال حول وجود شروط مسبقة لروسيا من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة "أو غلوبو" البرازيلية "الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم وسيفاستوبول وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزاباروجيا أمر أساسي".

وأكد لافروف أن مسألة شبه جزيرة القرم محسومة بالنسبة لموسكو ولا تخضع لأي مفاوضات، مشددا على أن القرم جزء من الأراضي الروسية.

ومنذ سيطرتها على القرم في 2014 وإطلاق ما سمتها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، باتت موسكو تحتل حوالي خُمس مساحة أوكرانيا.

بوتين (يمين) خلال استقباله المبعوث الأميركي في وقت سابق من الشهر الجاري (رويترز) تلويح أميركي

في المقابل، لوح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة قد تنسحب من جهود السلام إذا لم تحرز تقدما.

إعلان

وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" قال روبيو إن إدارة (دونالد) ترامب أحرزت تقدما حقيقيا في المحادثات لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا، مشيرا إلى أن الخطوات الأخيرة هي الأصعب في عملية المفاوضات.

وأضاف روبيو في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" أنه سيتعين على طرفي الحرب تقديم تنازلات من أجل التوصل لاتفاق. وأشار إلى أن لدى واشنطن خياراتٍ لمحاسبة من يحول دون تحقيق السلام.

وكان روبيو ولافروف بحثا أمس الأحد -في اتصال هاتفي- العلاقات الثنائية وموضوع الأزمة الأوكرانية، حيث أكد الطرفان على أهمية ترسيخ الشروط الأساسية لبدء المفاوضات بهدف الاتفاق على مسار موثوق للسلام المستدام على المدى الطويل.

من جهته أعرب الرئيس الأميركي ترامب عن خيبة أمله نتيجة إطلاق روسيا صواريخ على أوكرانيا في الآونة الأخيرة.

وقال ترامب إنه يريد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوقف عن إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاق لإنهاء الحرب.

كما أعرب عن اعتقاده بأن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتخلي عن القرم، وأضاف  -بعد اجتماعه مع زيلينسكي في الفاتيكان- أن أطر الصفقة بشأن أوكرانيا موجودة.

والأسبوع الماضي، رفض المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون بعض المقترحات الأميركية بشأن كيفية إنهاء الحرب، وقدموا مقترحات متعارضة بشأن قضايا تتراوح بين الأراضي والعقوبات.

وتضمنت تلك المقترحات اعتراف الولايات المتحدة بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، فضلا عن الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على أجزاء أخرى من أوكرانيا.

في المقابل، يؤجل الاقتراح الأوروبي والأوكراني المناقشة التفصيلية حول الأراضي إلى ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وتتعلق الاختلافات الرئيسة بين الوثيقة الأميركية والوثيقة الأوروبية الأوكرانية بقضايا الأرض ورفع العقوبات عن روسيا والضمانات الأمنية وحجم الجيش الأوكراني، وفقا لما نقلته رويترز في وقت سابق.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: موسكو تشعر بالقلق إزاء “حرب الرسوم الجمركية” بين أمريكا والصين
  • الولايات المتحدة تتفق مع أوكرانيا على قضايا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • أوكرانيا تحدد شرطاً لمحادثات السلام مع روسيا
  • روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • الكرملين: موسكو لم ترد علي أوكرانيا بشأن المفاوضات المباشرة مع روسيا
  • ممثلو 48 دولة يجتمعون في “مركز روسيا” لإجراء حوار اقتصادي مفتوح
  • الولايات المتحدة تدعو روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا “فوراً”
  • موسكو تكشف «الشرط الأساسي» لتسوية النزاع في أوكرانيا
  • روسيا تشترط الاعتراف بالقرم وواشنطن تلوح بالانسحاب من المحادثات