ما بين التمديد لقائد الجيش وسائر القادة الأمنيين والتمديد للمجالس البلدية والاختيارية فرق كبير. الأول كان حاجة وطنية، لكن الثاني لا يمّت إلى هذه الحاجة بأي صلة، وإن كان الوضع الأمني الحذر في الجنوب يحتّم إجراءً خاصًا يعود تقديره للجهات الرسمية المعنية. أمّا أن يتم اللجوء إلى التمديد في كل مرّة يكون فيها الوضع الأمني مهزوزًا فهذا يعني أن التمديد سيكون سيد المواقف والمواقع، ليس في المجال البلدي والاختياري فحسب، بل في كل المراكز والمناصب، التي تحتاج إلى انتخابات، ومن بينها بالطبع الانتخابات الرئاسية، بعدما أصبح التمديد للفراغ في سدّة الرئاسة الأولى سمة طاغية على الحياة السياسية، مع علم الجميع أنه بمجرد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الآليات الدستورية فإن معظم مشاكل لبنان ستؤول إلى الحلحلة التدريجية، من دون أن يعني ذلك أن الرئيس الآتي إلى بعبدا، آجلًا أم عاجلًا، سيكون حاملًا معه عصا سحرية.


ما هو أكيد أن "التيار الوطني الحرّ" سيشارك في الجلسة النيابية التشريعية، التي ستُخصَّص لما ستدرجه هيئة المجلس من مواضيع على جدول أعمال الهيئة العامة، وفي طليعتها موضوع التمديد للمجالس البلدية والاختيارية بناء على اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي تقدّم به النائب جهاد الصمد إلى الأمانة العامة للمجلس لإدراجه على أول جلسة تشريعية.
ومشاركة نواب كتلة "لبنان القوي" في جلسة التمديد تأتي على خلفية أمرين، على رغم اقتناعهم بأن الانتخابات البلدية حاجة وطنية ضرورية، ورفضهم بالتالي مبدأ التمديد في المطلق. فالأمر الأول يعود إلى ما تم التوافق عليه بين النائب غسان عطالله وعدد من نواب كتلة "التنمية والتحرير" عشية الانتخابات في نقابة مهندسي بيروت، والتي نتج عنها تحالف بين "التيار" وحركة "أمل" و"حزب الله"، في مقابل مشاركة نواب "التيار" في جلسة التمديد البلدي والاختياري.
أمّا الأمر الثاني فيعود، من حيث المبدأ، إلى "التنقير" على "القوات اللبنانية"، التي ذهبت منفردة إلى جلسة التمديد لقائد الجيش، على رغم الحملة التي شنّها يومها النائب باسيل على نواب كتلة "الجمهورية القوية" لمشاركتهم في جلسة تشريعية في غياب أو تغييب رئيس الجمهورية، إلاّ أنه يقع اليوم في الخطأ نفسه.
ووفق المعلومات من مصادر لصيق بـ"ميرنا الشالوحي" فإن النائب باسيل يتجه إلى المشاركة في الحوار غير المشروط، الذي سيدعو إليه الرئيس نبيه بري، بعدما أبلغت كتلة "الوفاء للمقاومة" نواب كتلة "الاعتدال الوطني" موافقتها على الذهاب إلى حوار رئاسي غير مشروط.
وبذلك يكون النائب باسيل قد "سلّف" الرئيس بري دفعتين على حساب ما يمكن أن ينتج من "تفاهمات غبّ الطلب"، أو تفاهمات على القطعة وفق ما تمليه المصلحة الظرفية لوضعية باسيل داخل تياره أولًا، وداخل المجتمع المسيحي ثانيًا، مع ما يمكن أن يستتبع ذلك من تساؤلات قد يكون بعضها بريئًا، وبعضها الآخر ليس فيه حتى رائحة البراءة. ومن بين هذه التساؤلات، التي ستلاحق رئيس "التيار الوطني" على سبيل المثال لا الحصر: كيف سيبرّر لجمهوره أولًا قبل غيره من الجماهير لماذا سيسير بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية وهو في الأساس ضد مبدأ التمديد أيًّا يكن نوعه ومبرراته، وما هي الأسباب التي تدفعه إلى هذا الخيار المرّ، وهو يعرف أن ثلث البلديات قد أصبح منحّلًا، والثلث الآخر مكفوف اليد والثلث الأخير يعمل من "حلاوة الروح"؟
يُنقل عن النائب باسيل قوله "إجت والله جابها"، وهو يقصد بالطبع التمديد البلدي والاختياري، لأنه يعلم علم اليقين أن الرياح في الساحة المسيحية لا تسير كما يشتهي، وهو متيقن من أنه إذا حصلت هذه الانتخابات في أيار المقبل وفق جدولة وزارة الداخلية فإنه سيخسر الكثير من البلديات، التي كان يعتبرها في "جيبتو الزغيرة".
وبهذا الموقف يكون باسيل قد أصاب عصفورين بحجر واحد: الأول في ردّه الجميل للرئيس بري بدعم مرشحه النقابي، والثاني عدم اضطراره لكشف تراجع شعبيته في الساحة المسيحية.
   
 

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النائب باسیل نواب کتلة

إقرأ أيضاً:

ميركاتو 2024.. تشيلسي يضم مارك جويو من برشلونة

أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي، اليوم الإثنين، التعاقد مع الإسباني مارك جويو قادمًا من برشلونة بعقد يستمر لمدة 5 أعوام مع خيار التمديد لعام إضافي.

وذكر النادي عبر موقعه الإلكتروني أن الإسباني وافق على عقد لمدة 5 سنوات، يتضمن خيار التمديد لعام إضافي، وسينضم إلى أصدقائه الجدد في الفريق في فترة الإعداد لما قبل بداية الموسم.

وعبر جويو (18 عامًا) عن فرحته عقب التوقيع مع تشيلسي وأكد أن حلمه منذ الصغر كان هو اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريمييرليج).

وقال مارك جويو: "الآن أنا أحظى بفرصة الحضور إلى هنا.. إلى تشيلسي.. وسأعمل بأقصى ما لدي لأحقق النجاح للنادي".

وظهر جويو مع الفريق الأول لبرشلونة خلال الموسم الماضي 6 مرات وسجل أولى أهدافه في دور المجموعات في بطولة دوري الأبطال ضد رويال أنتويرب.

مقالات مشابهة

  • الجنابي وأمين عام تقدم يبحثان تطورات المشهد السياسي
  • الجنابي والضاري يبحثان تطورات المشهد السياسي
  • “موسم جدة 2024” يطلق أغنية “والله وحشانا ياجدة” بصوت راشد الماجد
  • ميركاتو 2024.. تشيلسي يضم مارك جويو من برشلونة
  • نواب المجموعتين البرلمانيتين للأفلان يدعون رئيس الجمهورية الى الترشح لعهدة ثانية
  • ألا موت يُباع فأشتريه.. لسان حال جامعة الدول العربية
  • أربعة نواب من حزب الجيد يستعدون للاستقالة والانضمام إلى العدالة والتنمية
  • ماذا ستشهد عين التينة يوم الإثنين؟
  • باسيل: أهم ما في التيار هو الإنسان وكرامته
  • مبادرة كتلة الاعتدال بين نعيها والتمسّك باستمرارها