الفقر، هذه الظاهرة القاسية التي تعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، لا تقتصر تداعياتها على النواحي الاقتصادية فحسب، بل تمتد لتؤثر على كافة جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك الصحة والتعليم والفرص المتاحة. تعتبر الأمم المتحدة قضاء الفقر واحدة من أهم أهداف التنمية المستدامة، وهو هدف شامل يسعى إلى تحسين جودة الحياة للجميع دون تمييز.

أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر:

تعتبر أهداف التنمية المستدامة مبادرة عالمية تهدف إلى محاربة الفقر بشكل شامل وفعال. تمثل الأهداف 17 هدفًا تتضمن جوانب متعددة من التنمية المستدامة، بما في ذلك القضاء على الفقر في جميع أشكاله وأبعاده بحلول عام 2030.

تحقيق الأمان الغذائي:

أحد أهم جوانب القضاء على الفقر هو ضمان توفير الغذاء الكافي والمغذي للجميع. يجب أن يكون لدى الأفراد القدرة على الوصول إلى الغذاء الصحي بأسعار معقولة، وينبغي توفير الدعم للمجتمعات الفقيرة لزيادة إنتاجها الزراعي وتحسين سبل العيش.

توفير فرص العمل اللائقة:

تعتبر فرص العمل اللائقة مفتاحًا للقضاء على الفقر. يجب توفير فرص العمل ذات الأجور الكريمة والظروف اللائقة، بما يسمح للأفراد بتحقيق استقلال مالي وتحسين مستوى معيشتهم.

توفير التعليم الجيد:

يعتبر التعليم الجيد حقًا أساسيًا يساهم في تمكين الأفراد وتحقيق إمكاناتهم الكاملة. يجب توفير فرص التعليم المناسبة والمتاحة للجميع، بما في ذلك التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي، وكذلك التدريب المهني.

تعزيز المساواة:

يجب أن تكون المساواة بين الجنسين والمجتمعات والفئات الاجتماعية جزءًا من أي استراتيجية للقضاء على الفقر. ينبغي أن تتخذ الحكومات والمنظمات الدولية إجراءات لتقليل الفجوات في الوصول إلى الفرص والموارد والخدمات.

القضاء على الفقر.. مصر نموذجًا لخطة التنمية المستدامة

وبحسب مجلس الوزراء المصري، فإنَّ القضاء على الفقر، الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة بحيث "القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان".

وإضافة لما سبق فإنَّ القضاء على الفقر المدقع لجميع الناس في كل مكان، وخفض نسبة الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون في فقر من جميع الأعمار إلى النصف على الأقل، وتنفيذ نظم وتدابير الحماية الاجتماعية المناسبة على المستوى الوطني للجميع، بما في ذلك الحدود الدنيا، أحد أهم المستهدفات، قبل حلول عام 2030 تحقيق تغطية كبيرة للفقراء والضعفاء.

إن القضاء على الفقر يعد تحديًا عالميًا يتطلب جهودًا مشتركة من جميع أطراف المجتمع الدولي. من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يمكننا خلق عالم أكثر عدالة وازدهارًا للجميع، والعمل نحو إحداث تغيير إيجابي يمتد للأجيال القادمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القضاء على الفقر التنمية المستدامة الفقر أهداف التنمية المستدامة التنمية المستدامة فى مصر أهداف التنمیة المستدامة القضاء على الفقر بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

لماذا ينتشر الفقر في العالم؟

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com

في الوقت الذي تَنتهك فيه بعض دول العالم القوانين والتشريعات الدولية، وتتجه نحو إشعال الحروب وإبادة الشعوب، مثلما يحصل مع الشعب الفلسطيني بتواطؤ أمريكا والغرب عبر الدولة الصهيونية إسرائيل، نجد أن دولًا أخرى في العالم تُعاني من الفقر بسبب انتشار وتوسع تلك الحروب، بعضها من أجل السيطرة على المقدرات الاقتصادية للدول؛ إذ إن الفقر يُعَدّ من أبرز التحديات العالمية التي تؤثر في حياة الملايين من البشر الذين تجاوز عددهم اليوم 8 مليارات نفس.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في أكتوبر 2024؛ فهناك ما يقرب من 700 مليون شخص يعيشون في الفقر؛ أي 8.5% من سكان العالم، وذلك على أقل من 2.15 دولار في اليوم وفق الأُسس التي تتحدث عن الفقر في العالم. ومن المتوقع أن يعيش 7.3% من السكان في فقر مدقع بحلول عام 2030.
ولا شك أن هناك أسبابًا عديدة لانتشار الفقر في العالم؛ أهمها الصراعات والحروب؛ حيث تؤدي النزاعات المسلحة إلى تدمير البنية التحتية، وتشريد السكان، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية كما نراها اليوم في الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة الصامدة، الأمر الذي يزيد من معدلات الفقر بين أفرادها.
كما إن التغيرات المناخية كالكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات تؤثر على المجتمعات الفقيرة، خاصةً في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة والرعي في دخلها اليومي. ومن أسباب الفقر أيضًا نقص التعليم والمهارات والتدريب المهني؛ الأمر الذي يؤدي إلى تراجع فرص العمل الوظيفية، مما يسهم في استمرار الفقر بين أبناء تلك المناطق.
وترى بعض المنظمات الدولية أن الافتقار إلى البنية التحتية الأساسية الجيدة وغياب الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية الصحية يعيق التنمية الاقتصادية ويزيد من معدلات الفقر، فيما يسهم التفاوت الاقتصادي والفجوات الكبيرة بين الشعوب في الدخل والثروة بين الأفراد والمجتمعات في استمرار الفقر.
ورأينا خلال العقود الماضية كيف أن الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم مثل الأزمات المالية والاقتصادية تؤدي إلى فقدان الوظائف، وتراجع الإنتاجية، وزيادة معدلات الفقر، فيما يسهم التمييز الاجتماعي والعرقي إلى حرمان مجموعات معينة من الفرص الاقتصادية والتعليمية لدى الشعوب الأمر الذي يسهم في استمرار الفقر.
وتتطلب هذه القضايا معالجة الأسباب التي وردت في هذا الشأن وذلك من خلال تبني استراتيجيات شاملة تشمل تعزيز التعليم، وتحسين البنية التحتية، ودعم النمو الاقتصادي المستدام، وتقليل التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية وتقديم الحوافز والدعم للمسرحين من الأعمال والمساهمة في قيمة الرواتب الضعيفة التي يتقاضاها البعض بدعم من قبل المؤسسات الحكومية للقضاء على الاسباب التي تؤدي إلى انتشار الفقر.
ولا شك أن استمرار الفقر يؤدي أحيانا إلى زيادة احتمالات ارتكاب الجرائم في المجتمعات مثل السرقة والاحتيال والاعتداءات، وذلك بسبب شعور الأفراد بالعجز عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، أو بسبب الضغط النفسي الناتج عن الظروف المعيشية القاسية. كما إن ذلك يؤدي أيضا إلى التأثير على الصحة العامة؛ فالأفراد الذين يعيشون في فقرٍ، غالبًا ما يكونون عرضة للأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية المناسبة، وسوء التغذية، وظروف السكن غير الصحية. كما إن الوصول إلى العلاج والدواء قد يكون محدودًا، مما يؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض والمشاكل الصحية. 
وفي المجال الاجتماعي، فإنَّ ذلك يؤدي إلى انخفاض مستويات التعليم؛ حيث من المتوقع أن يواجه الأطفال في العائلات الفقيرة صعوبة في الحصول على التعليم الجيد، ويتعين عليهم العمل للمساعدة في دعم الأسرة. وهذا يؤدي إلى دورة من الفقر المستمر، بحيث لا يتمكن الأفراد من تحسين أوضاعهم الاقتصادية في المستقبل. والفقراء الذين يعيشون في فقر في بعض الدول غالباً ما يعانون من التمييز الاجتماعي ويواجهون صعوبة في الاندماج بشكل كامل في المجتمع، مما يفاقم الشعور بالوحدة والعزلة. وهذه النتائج تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي للدول وزيادة الاضطرابات السياسية، حيث إن الشعور بالظلم الاجتماعي والاقتصادي يمكن أن يقود إلى حالات من الغضب الشعبي والمطالبة بالتغيير، وهو ما قد يتسبب في عدم استقرار المجتمعات والحكومات.
وهناك العديد من النتائج الأخرى لاستمرار الفقر في الدول، مثل: ضعف التنمية الاقتصادية وتقليل القوة الشرائية، مما يؤثر على الاقتصاد ككل؛ الأمر الذي يؤدي إلى حصول الاضطرابات النفسية للأفراد، ويزيد من مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، إضافة إلى تدهور البيئة واستغلال الموارد الطبيعية لتمكين الفقراء البقاء على قيد الحياة، مما يؤثر سلبًا على البيئة ويزيد من تدهورها. 
إذن.. الفقر يمثّل مشكلة اقتصادية واجتماعية وهي قضية شاملة تؤثر على جميع جوانب الحياة؛ الأمر الذي يتطلب مواجهتها من خلال جهود مشتركة من الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني.
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وزير العدل: لا أحد تجرأ أو سيتجرأ أساسًا على القيام بخطوة كهذه!
  • شوقي علام: الفتوى المنضبطة عامل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة
  • تعاسة المال
  • وليد جنبلاط: سأزور دمشق مجددا لأقول للجميع إن الشام هي عاصمة سوريا
  • لماذا ينتشر الفقر في العالم؟
  • بدء التقديم في مبادرة سفراء التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
  • الشيخة فاطمة: «برنامج الشيخة فاطمة للتميز» يسهم في تحقيق التنمية المستدامة
  • أساس التنمية الزراعية.. روشتة برلمانية لدعم صغار المزارعين
  • محافظ المنيا: المرأة شريك فاعل فى تحقيق التنمية المستدامة
  • عامل طرفاية يشدد على أهمية التنمية المستدامة ومواصلة النهوض التنموي في الإقليم