السومرية نيوز- دوليات

كشف وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني. وقال عبد اللهيان: “لقد أطلعنا أمريكا منذ أن اتخذ القرار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأنه يجب الرد اللازم على الكيان الإسرائيلي في إطار القانون الدولي والدفاع المشروع، وتوجيه الإنذار والعقاب اللازمين".



وأضاف: “قلنا للأمريكيين بصراحة ووضوح أن القرار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة رئيس البلاد، بالرد على الكيان الإسرائيلي أمر محسوم وتم تبادل رسائل قبل العملية أيضا، وبعد تنفيذ العملية، أي حوالي الساعة 2:30 من فجر يوم الأحد (11:00 مساء السبت بتوقيت غرينتش)، وجهنا رسالة أخرى إلى الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، حيث سعينا أن نقول بصراحة ووضوح للولايات المتحدة في هذه الرسائل إننا لا نسعى لتصعيد التوتر في المنطقة، وما يمكن أن يزيد من تصعيد التوتر هو سلوك الكيان الصهيوني”.

وتابع: “قبل عملية (الوعد الصادق)، قلنا للجانب الأمريكي بوضوح أننا لن نستهدف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، إلا إذا أرادت حين ردنا على الكيان الصهيوني اتخاذ اجراء في الدعم الحربي له، يتم تبادل الرسائل خاصة عبر القناة السويسرية باعتبارها راعية المصالح الأمريكية، والقنوات الدبلوماسية الرسمية، بهدف خلق فهم صحيح للعمل الإيراني وبهدف الحيلولة دون توسع نطاق التوتر والأزمة في المنطقة”.

وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية “ارنا” إلى أن عبد اللهيان توجه إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد الخميس لبحث التطورات في الشرق الأوسط والتركيز على القضية الفلسطينية، وأكد عبد اللهيان أن هذا الاجتماع سيعقد على مستوى وزراء الخارجية، للنظر في التطورات التي تشهدها المنطقة، وحقيقة أن الوضع في غزة قد وصل بالفعل إلى نقطة الغليان.

وشنت إيران السبت الماضي، هجوما مباشرا واسع النطاق على إسرائيل، باستخدام عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ردا على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر الجاري.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: عبد اللهیان على الکیان

إقرأ أيضاً:

سوريا.. كيف أشعلت إسرائيل التوتر في جرمانا وصحنايا؟

لا توفرُ إسرائيل فرصةَ الاستثمار في أي فوضى تحدث في سوريا، فكيف إن كانت هذه الفوضى في محيط العاصمة دمشق؟ وكيف إن كانت هذه الفوضى ممزوجة بطيف من الطائفية والمناطقية؟

كان هذا الاستثمار الإسرائيلي واضحًا وجليًا في تصريحات الحكومة الإسرائيلية ومسؤوليها حول دور تل أبيب في حماية الموحدين الدروز في محافظة السويداء جنوب سوريا، وفي مدينة جرمانا شرق دمشق، ثم ميدانيًا بالتدخل المباشر والمعلن؛ حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعد ظهر الأربعاء 30 أبريل/ نيسان 2025 بلدة صحنايا على أطراف دمشق، بالتزامن مع الاشتباكات التي كانت تخوضها القوات الحكومية السورية، والتي أدت لاستعادة السيطرة على البلدة بشكل كامل في اليوم ذاته.

في المقابل، فإن الأحداث المتتالية والمتسارعة: من مؤتمر القوى الكردية، إلى بيان شيخ الطائفة العلوية غزال غزال، إلى منشور رامي مخلوف عن تجنيد 150 ألف مقاتل، وصولًا لاشتعال المواجهات في جرمانا وصحنايا، قد تروي رواية أخرى مختلفة عن مجرد الاستثمار، فهل لإسرائيل وعبر إحدى الدول الإقليمية دور مباشر في تفجير الأزمات؟

لماذا تفجّرت الأوضاع في جرمانا وصحنايا؟

انتشر يوم 28 أبريل/ نيسان 2025 تسجيل صوتي نسب إلى مروان كيوان أحد مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء، وهو مقيم فيها، بينما أشارت معلومات إلى أن التسجيل قام به وبنسبه للشيخ كيوان شخص مقيم في هولندا اسمه فؤاد مراد، كان يعمل سابقًا مع العميد عصام زهر الدين أحد أركان نظام الأسد، وقد سجلت باسمه واسم مجموعته جملة من الانتهاكات بحق السوريين.

إعلان

التسجيل الصوتي تضمن إساءة للحكومة السورية وقواتها مستخدمًا توجيه السباب والشتائم بمنحى طائفي وديني وصل إلى التطاول على الرسول الكريم بطريقة يتضح فيها تعمّد استفزاز جميع المسلمين، بل جميع الشعب السوري، وإلحاق ذلك بالطائفة الدرزية بشكل مقصود.

أثار التسجيل وما فيه صخبًا واسعًا بدأ من محافظة حمص، حيث وقعت مشادات في السكن الطلابي لجامعتها أدى إلى اعتداءات وإصابة طالب من السويداء بجروح، كيف لا والتسجيل بدأ ينتشر بشكل واسع على أنه لأحد مشايخ السويداء ومرجعياتها الدينية.

في اليوم التالي لانتشار التسجيل بدأت الاعتداءات المسلحة من حاجز النسيم الفاصل بين جرمانا والغوطة الشرقية، وبدأ سقوط القتلى واتساع التجييش والتحشيد، والذي فيما يبدو كان معدًا له مسبقًا قبل التسجيل، بل ربما جاء التسجيل إيعاذًا بتحركات أمنية وعسكرية وإعلامية مخطط لها مسبقًا، وسرعان ما تحولت جرمانا ذات الهويات المتعددة مسرحًا للفوضى التي انتقلت لبلدة صحنايا التي تصاعدت فيها المواجهات وانتهت بمعركة واسعة.

موقف الحكومة السورية وإجراءاتها

أدركت القوات الحكومية في وقت مبكر أنه يراد استدراجها لتكون طرفًا في المواجهات، فقامت بمنع مجموعات محسوبة عليها وغير تابعة لها من التصعيد وتوسيع دوائر المواجهة والاشتباك، وبتطويق بؤر المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، وفصل الأماكن التي تحصنوا فيها عن بعضها البعض.

وهذه المجموعات لم تكن من تجمعات الدروز فقط، بل إن جزءًا كبيرًا من الدروز في جرمانا كانوا أقرب للأمن العام، وبعضهم كان منتسبًا للأمن العام بطبيعة الحال، في مقابل مجموعات من فلول النظام، وخاصة ما كان يعرف بالدفاع الوطني في صحنايا عملوا على التجييش والتحشيد وافتعال فوضى إطلاق النار، واستهداف المدنيين والقوات الحكومية على حد سواء.

نجحت القوات الحكومية في منع وصول مؤازرات الخارجين عن القانون من صحنايا لجرمانا، ومنعت مجموعات من المجلس العسكري في السويداء الموالي للشيخ حكمت الهجري من الوصول لدمشق وريفها، وأنهت القوات الحكومية مواجهات في أولها اندلعت بين البدو ومجموعات عسكرية في السويداء.

إعلان

في المقابل استطاعت الحكومة السورية إدارة الرأي العام وتوجيهه مستعينة بمرجعيات مجتمعية مؤثرة من بينها حكماء السويداء الذين أظهروا الشيخ الهجري في موقف المحرض المستدعي للتدخل الخارجي.

فعليًا استطاعت الحكومة السورية أن تكشف بوضوح أن كل هذه التحركات المتتالية لم تأتِ عفو الخاطر أو بالتداعي فقط، بل ربما المتحركون لإثارة الفوضى والصخب هم من كشفوا ذلك بأنفسهم.

ماذا يريد المتربصون بسوريا وحكومتها؟

أن تكون سوريا مجموعة من مناطق سيطرة (كانتونات) مستلقة أمنيًا وسياسيًا وإداريًا، مع مركزية هشة تديرها دولة ضعيفة منزوعة السلاح ومرهقة بالعقوبات، هذا السيناريو الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وهو ما تعمل عليه بشكل مباشر لاحقًا بعد اصطناع المشكلات، وبشكل غير مباشر عبر حلفائها الإقليميين قبل ذلك.

لا تجد حكومة نتنياهو حرجًا في أن تتوافق سياساتها حيال سوريا مع سياسات إيران، وأن يكون حلفاء تل أبيب في مساعيها لإثارة الفوضى هم ذاتهم حلفاء طهران، حيث غالبًا ما تطمئن إسرائيل إلى أن الدول الداعمة للحكومة السورية ستبذل جهدها لمنع عودة إيران إلى سوريا.

من جانب آخر، تحاول إسرائيل إضعاف سلطة الحكومة في دمشق وإرباكها بملفات حساسة، منها اختبار القدرة على التعامل مع الفوضى في الوقت الذي يرصد فيها العالم مراعاة حقوق الإنسان وحماية الأقليات.

وتعتقد تل أبيب أنها كلما زادت الضغط على الحكومة السورية فستكون قادرة على فرض شروط أو مكاسب إضافية على طاولة المفاوضات، بل إنها تكسب تأخير استحقاق التفاوض الذي سترعاه الولايات المتحدة في وقت ما.

لكن فعليًا فإنّ القيادة السياسية في سوريا غالبًا ما تتجاوز الاختبارات وتخرج منها بمكاسب مختلفة، أهمها إعادة تشكيل تماسكها الداخلي وكشف خصومها والمناوئين لها، وكما يقال: إن الضربة التي لا تقضي عليك أو تكسر ظهرك ستزيد من قوتك.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: تهديدات ترامب لن تؤدي لتغيير سياسة طهران
  • أميركا تطالب باكستان بالتعاون مع الهند وتدعو لخفض التوتر
  • إرجاء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن... هل تنعقد الأسبوع المقبل؟
  • تأجيل الجولة القادمة من المحادثات الأمريكية الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية: طهران ستواصل المشاركة بجدية في مفاوضات تستهدف تحقيق نتائج مع أمريكا
  • توقعات بتأجيل المحادثات الأميركية الإيرانية المقررة السبت
  • سوريا.. كيف أشعلت إسرائيل التوتر في جرمانا وصحنايا؟
  • تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بي طهران وواشنطن
  • إيران تتوعد وواشنطن تهدد: عقوبات جديدة تشعل فتيل التوتر بين البلدين
  • وزارة الخارجية تعبر عن قلقها من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان