تتطلع مصر إلى مضاعفة صادراتها الخارجية ثلاثة أضعاف حصيلة الصادرات في العام 2023 من خلال زيادة الصادرات من 15% إلى 20% سنويا، بحسب تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي دون أن يوضح كيفية ذلك.

وشدد مدبولي على ضرورة تعزيز معدلات الصادرات من القطاعات الإنتاجية المُختلفة، وكذا سُبل تعميق الصناعات المحلية التي تُسهم بدورها في زيادة نسب الصادرات؛ ما يُعزز بالتبعية من الحصيلة الدولارية من التصدير.



طوال السنوات العشر الماضية تركزت جهود الحكومة المصرية في ضخ عشرات مليارات الدولارات لدعم مشروعات البنى التحتية وما يسمى بالمشروعات الوطنية ولكن أغلبها مشاريع غير إنتاجية ولا تساهم في زيادة حجم الصادرات والتوسع بشكل مفرط في الاقتراض.

وأقر مدبولي أن الفترة الماضية التي شهدت الكثير من الصدمات الخارجية المتلاحقة، أثبتت حتمية الاعتماد على استدامة الموارد من العملة الصعبة، مُضيفًا: "الكل أجمع أن الصناعة والتصدير يُعدّان من أهم الموارد المُدّرة للعملة الصعبة".

وأوضح مدبولي أن إجمالي صادرات مصر يبلغ 53 مليار دولار سنويا، وفي حال زيادتها بنسبة من 17-18%، سنويا سنصلُ بقيمة الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار".

مضاعفة حجم الصادرات ثلاث مرات في فترة قصيرة مثل عشر سنوات يمثل تحدٍ كبير، ويتطلب جهداً هائلاً على صعيد تطوير البنية التحتية، تحسين بيئة الأعمال، تعزيز التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز التجارة الدولية، بالإضافة إلى عوامل أخرى.


سِجِلٌ نمو الصادرات المصرية منذ عام 2013 يشير إلى أن تصريحات رئيس الوزراء المصري بعيدة عن الواقع؛ إجمالي الصادرات منذ ذلك التاريخ بلغ 29 مليار دولار وفي 2023 بلغ 53 مليار دولار أي بزيادة سنوية 8% فقط أي أنها لم تتضاعف في العقد الأخير سوى أقل من مرة واحدة .

"أهداف طموحة وخطط غائبة"
لتحقيق هذا الهدف، يقول خبراء ومحللون اقتصاد لـ"عربي21" يمكن اتخاذ عدة إجراءات وهي ذاتها التي أدى غيابها إلى عدم مضاعفة  حجم الصادرات خلال العقد الماضي، منها:

تعزيز البنية التحتية: تطوير البنية التحتية اللوجستية والنقل، مثل تحسين موانئ الشحن وتسهيلات النقل، لتسريع عمليات التصدير.

تحسين بيئة الأعمال: تقليل البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الحكومية المتعلقة بالتصدير، وتوفير المزيد من الدعم والتشجيع للشركات لزيادة نشاط التصدير.

تعزيز التكنولوجيا والابتكار: دعم البحث والتطوير في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، واعتماد التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة المنتجات وزيادة تنافسيتها على السوق العالمية.

تعزيز التجارة الدولية: التركيز على فتح أسواق جديدة للتصدير وتوسيع الشبكات التجارية الدولية، وتوقيع المزيد من الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف.

تطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية: تعزيز القطاعات التي لديها ميزة تنافسية، مثل الزراعة، والصناعات التحويلية، والخدمات، والسياحة، والتكنولوجيا.

على الرغم من أن هذه الأهداف تبدو طموحة، إلا أن تحقيقها يتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة وإصرار على الإصلاحات الهيكلية.

"حلم طموح بدون خطة"
استبعد الباحث الاقتصادي، إلهامي الميرغني، قدرة الحكومة المصرية على تحقيق هذا الهدف؛ " مضاعفة الصادرات المصرية 3 مرات في 2030 حلم طموح، وحتى يكون قابل للتحقيق يتطلب ذلك معالجة تحديات بيئة الأعمال، وتعزيز تنافسية المنتجات، وتنويع أسواق التصدير، واستغلال الاتفاقيات التجارية، وتفعيل دور القطاع الخاص، ووضع استراتيجية شاملة لتحقيق هذا الهدف".

وانتقد في حديثه لـ"عربي21" تصريحات مدبولي: "الاستسهال في إطلاق التصريحات وإعلان الأرقام دون خطة واضحة يضر كثيرا بثقة المستثمرين في بيئة الاستثمار في مصر، ولا بد النظر إلى آلاف المصانع المتعثرة التي تعاني من ضعف التمويل، وآخرها إلغاء مبادرات إقراض المصانع بـ8% و11% بعد أن اشترط صندوق النقد الدولي إلغاء الفوائد المدعمة للأنشطة الاقتصادية، وبالتالي ارتفعت تكلفة الاستثمار بالنسبة لتلك الشركات خاصة بعد رفع الفائدة إلى أكثر من 27%".


وأشار الميرغني إلى "وجود مشاكل للمنتجين تتعلق بتوفير العملة الصعبة من أجل تدبير شراء مستلزمات وأدوات الإنتاج، وإغراق الأسواق بالمنتجات المستوردة رخيصة الثمن، وكلها تحديات تواجه المصنعين والصناعة المصرية"، مشيرا إلى أن "الحديث عن مضاعفة الصادرات يتكرر منذ 10 سنوات دون نتائج حقيقية ملموسة مؤشر على عدم وجود خطة واضحة للحكومة".

زيادة الصادرات وليس زيادة التصريحات
علق استشاري الاستثمار والاستراتيجيات، الدكتور مراد علي، على رغبة الحكومة المصرية في مضاعفة الصادرات 3 أضعافها بالقول: "في البداية تصريحات رئيس الوزراء عن حجم الصادرات غير دقيق؛ لأن صادرات مصر كانت 42 مليار دولار في عام 2023، بل انخفضت 20% مقارنة بعام 2022 عندما بلغت 52 مليار دولار بعد زيادة صادرات الغاز الطبيعي لحل أزمة نقص الغاز في أوروبا".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21": أن الصادرات في الربع الأول من عام 2024 زادت 5% فقط جاءت بسبب تحسن العلاقات مع تركيا التي أصبحت أكبر مستورد من مصر، والحكومة لم تفصح عن أي خطط توضح لنا كيفية تحقيق هدفها المعلن ولا يعدو كونه إعلاميا أكثر منه واقعيا، والوضع الحالي لا يشجع على تحقيق هذا الهدف لأن الاستثمار الأجنبي المباشر حتى الآن هو عبارة عن بيع أصول مصرية أو استثمارات عقارية كما هو الحال في صفقة رأس الحكمة".

وأشار مراد إلى أن "أزمة نقص الدولار خلال الفترة الماضية أدى إلى إغلاق بعض المصانع أبوابها بسبب عدم القدرة على استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، الأمر الآخر هيمنة الجيش على مفاصل الاقتصاد بما فيها شركات الإنتاج والتصنيع و مزاحمة القطاع الخاص أدى إلى خروج بعض الشركات من السوق نتيجة غياب التنافسية".

ورهن استشاري الاستثمار والاستراتيجيات مضاعفة الصادرات بالآتي: "تحتاج إلى استراتيجية كاملة في الاقتصاد وتغيير هيكل الاقتصاد كاملا وتغير فكر وفلسفة الدولة بالأساس بدء من التعليم والتعليم الفني ومحاربة التضخم ومنع الفساد والسماح بالتنافسية والشفافية ومنح حوافز للتصنيع وتوجيه استثمارات الدولة إلى المشاريع والمناطق الصناعية وليس المشروعات عديمة الجدوى، زيادة الصادرات هي نتاج منظومة اقتصادية كاملة وليس تصريحات إعلامية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر اقتصاد مصر اقتصاد السيسي القاهرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مضاعفة الصادرات حجم الصادرات ملیار دولار هذا الهدف

إقرأ أيضاً:

10 مليارات دولار فائض بين الواردات والصادرات بهذا الموعد.. الحكومة توضح

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن الصادرات السلعية غير البترولية في العام 2015  كانت 18.6 مليار دولار، وتم تحقيق 40.8 مليار خلال العام الماضي، فهناك تحسن في الميزان التجاري بنسبة نمو 119%.

وكشف أن الأرقام خلال الـ 10 سنوات الأخيرة تؤكد أن هناك نموا كبيرا في الصادرات، موضحًا أن نسبة الواردات في 2015 كنا نصل إلى 67 مليار، واليوم 78 مليار ونصف، وأن الزيادة هنا بنسبة 16%.

وأوضح أن الميزان التجاري يتحسن، وأن الدولة قادرة على الوصول بالصادرات لأرقام كبيرة، وأنه إذا تم الاستمرار على هذا النمو الحالي دون حدوث طفرة سنصل بالوردات في 2030  إلى 105 مليار دولار، والصادرات  115.8 مليار دولار، إي فائض 10 مليارات دولار.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه مع أعضاء اللجان الاستشارية المتخصصة لتعزيز التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص في المجالات المختلفة، أن الرئيس السيسي وجه بتوسيع قاعدة التشاور مع القطاع الخاص، أن هناك عمل على زيادة الصادرات، وأن لجن الصادرات تعتبر من أكبر اللجان وبها 11 خبير، ويمثلون جميع القطاعات.
 ويجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بأعضاء "اللجان الاستشارية المُتخصصة" التي كان قد أصدر قرارًا بتشكيلها الأسبوع الماضي لتعزيز التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص فى المجالات المختلفة، في إطار النهج الرامي لتعزيز قنوات دائمة لتبادل الرؤى والمقترحات لدعم عملية صُنع السياسات.

ونص القرار على تشكيل 6 لجان استشارية مُتخصصة، وتسمية أعضائها، على أن تضطلع كل لجنة، بتقديم الآراء والمُقترحات لدعم الجهود الحكومية الرامية إلى الإصلاح والنهوض بالقطاع المعني، وتعزيز دور القطاع الخاص في عملية صُنع السياسات.


وذلك من خلال مهام استشارية؛ تشمل تقديم تقارير استشارية دورية لرئيس الوزراء تتضمن توصيفاً للتحديات التي تواجه القطاع المعني وطرح مُقترحات وحلول عملية لمعالجتها، وإبداء الرأي الاستشاري بشأن الاستراتيجيات والخطط والسياسات والبرامج التي تتبناها الحكومة، مع تقديم تقييم موضوعي لأثرها على القطاع المعني، فضلاً عن المشاركة في المناقشات الاستشارية المتعلقة بصياغة السياسات ذات الصلة بتطوير القطاع المعني.

إلى جانب إعداد تقييمات استشارية مُستقلة حول جدوى الحلول والسياسات الحكومية المُوجهة للنهوض بالقطاع على المديين القصير والمتوسط، بالإضافة إلى اقتراح آليات استشارية لتعزيز مستويات التنافسية الدولية للقطاع المعني بما يسهم في رفع كفاءته، وكذا تقديم المشورة في مهام إضافية قد يكلفها بها رئيس الوزراء؛ بما يتوافق مع أهداف اللجنة.

مقالات مشابهة

  • 17 % زيادة في الصادرات الزراعية منذ عام 2023
  • محمد حافظ رهوان: جزء مهم من حل أزمة الدولار هو زيادة الصادرات وتقليل الواردات
  • د. منجي على بدر يكتب: زيادة الصادرات إلى 100 مليار دولار بين الرغبة والواقع
  • «شعبة السيارات»: توطين الصناعة يدعم الاقتصاد ويساهم في زيادة الصادرات
  • استعدادًا لشهر رمضان.. الزراعة: زيادة الصادرات بنسبة 11% ووفرة بالدواجن
  • «التضامن»: مضاعفة مخصصات الإنفاق على الحماية الاجتماعية لـ635 مليار جنيه خلال 2024
  • وزير الاستثمار: نسعى إلى زيادة تنافسية الصادرات المصرية عالميا
  • مدبولي: يمكننا تحقيق 10 مليارات دولار فائض بين الواردات والصادرات في هذه الحالة
  • مدبولي: الدولة حققت نمو صادرات وصلت إلى 15% خلال العام الماضي
  • 10 مليارات دولار فائض بين الواردات والصادرات بهذا الموعد.. الحكومة توضح