حلم 145 مليار دولار.. هل تستطيع مصر مضاعفة صادراتها 3 مرات في 2030؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
تتطلع مصر إلى مضاعفة صادراتها الخارجية ثلاثة أضعاف حصيلة الصادرات في العام 2023 من خلال زيادة الصادرات من 15% إلى 20% سنويا، بحسب تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي دون أن يوضح كيفية ذلك.
وشدد مدبولي على ضرورة تعزيز معدلات الصادرات من القطاعات الإنتاجية المُختلفة، وكذا سُبل تعميق الصناعات المحلية التي تُسهم بدورها في زيادة نسب الصادرات؛ ما يُعزز بالتبعية من الحصيلة الدولارية من التصدير.
طوال السنوات العشر الماضية تركزت جهود الحكومة المصرية في ضخ عشرات مليارات الدولارات لدعم مشروعات البنى التحتية وما يسمى بالمشروعات الوطنية ولكن أغلبها مشاريع غير إنتاجية ولا تساهم في زيادة حجم الصادرات والتوسع بشكل مفرط في الاقتراض.
وأقر مدبولي أن الفترة الماضية التي شهدت الكثير من الصدمات الخارجية المتلاحقة، أثبتت حتمية الاعتماد على استدامة الموارد من العملة الصعبة، مُضيفًا: "الكل أجمع أن الصناعة والتصدير يُعدّان من أهم الموارد المُدّرة للعملة الصعبة".
وأوضح مدبولي أن إجمالي صادرات مصر يبلغ 53 مليار دولار سنويا، وفي حال زيادتها بنسبة من 17-18%، سنويا سنصلُ بقيمة الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار".
مضاعفة حجم الصادرات ثلاث مرات في فترة قصيرة مثل عشر سنوات يمثل تحدٍ كبير، ويتطلب جهداً هائلاً على صعيد تطوير البنية التحتية، تحسين بيئة الأعمال، تعزيز التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز التجارة الدولية، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
سِجِلٌ نمو الصادرات المصرية منذ عام 2013 يشير إلى أن تصريحات رئيس الوزراء المصري بعيدة عن الواقع؛ إجمالي الصادرات منذ ذلك التاريخ بلغ 29 مليار دولار وفي 2023 بلغ 53 مليار دولار أي بزيادة سنوية 8% فقط أي أنها لم تتضاعف في العقد الأخير سوى أقل من مرة واحدة .
"أهداف طموحة وخطط غائبة"
لتحقيق هذا الهدف، يقول خبراء ومحللون اقتصاد لـ"عربي21" يمكن اتخاذ عدة إجراءات وهي ذاتها التي أدى غيابها إلى عدم مضاعفة حجم الصادرات خلال العقد الماضي، منها:
تعزيز البنية التحتية: تطوير البنية التحتية اللوجستية والنقل، مثل تحسين موانئ الشحن وتسهيلات النقل، لتسريع عمليات التصدير.
تحسين بيئة الأعمال: تقليل البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الحكومية المتعلقة بالتصدير، وتوفير المزيد من الدعم والتشجيع للشركات لزيادة نشاط التصدير.
تعزيز التكنولوجيا والابتكار: دعم البحث والتطوير في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، واعتماد التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة المنتجات وزيادة تنافسيتها على السوق العالمية.
تعزيز التجارة الدولية: التركيز على فتح أسواق جديدة للتصدير وتوسيع الشبكات التجارية الدولية، وتوقيع المزيد من الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف.
تطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية: تعزيز القطاعات التي لديها ميزة تنافسية، مثل الزراعة، والصناعات التحويلية، والخدمات، والسياحة، والتكنولوجيا.
على الرغم من أن هذه الأهداف تبدو طموحة، إلا أن تحقيقها يتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة وإصرار على الإصلاحات الهيكلية.
"حلم طموح بدون خطة"
استبعد الباحث الاقتصادي، إلهامي الميرغني، قدرة الحكومة المصرية على تحقيق هذا الهدف؛ " مضاعفة الصادرات المصرية 3 مرات في 2030 حلم طموح، وحتى يكون قابل للتحقيق يتطلب ذلك معالجة تحديات بيئة الأعمال، وتعزيز تنافسية المنتجات، وتنويع أسواق التصدير، واستغلال الاتفاقيات التجارية، وتفعيل دور القطاع الخاص، ووضع استراتيجية شاملة لتحقيق هذا الهدف".
وانتقد في حديثه لـ"عربي21" تصريحات مدبولي: "الاستسهال في إطلاق التصريحات وإعلان الأرقام دون خطة واضحة يضر كثيرا بثقة المستثمرين في بيئة الاستثمار في مصر، ولا بد النظر إلى آلاف المصانع المتعثرة التي تعاني من ضعف التمويل، وآخرها إلغاء مبادرات إقراض المصانع بـ8% و11% بعد أن اشترط صندوق النقد الدولي إلغاء الفوائد المدعمة للأنشطة الاقتصادية، وبالتالي ارتفعت تكلفة الاستثمار بالنسبة لتلك الشركات خاصة بعد رفع الفائدة إلى أكثر من 27%".
وأشار الميرغني إلى "وجود مشاكل للمنتجين تتعلق بتوفير العملة الصعبة من أجل تدبير شراء مستلزمات وأدوات الإنتاج، وإغراق الأسواق بالمنتجات المستوردة رخيصة الثمن، وكلها تحديات تواجه المصنعين والصناعة المصرية"، مشيرا إلى أن "الحديث عن مضاعفة الصادرات يتكرر منذ 10 سنوات دون نتائج حقيقية ملموسة مؤشر على عدم وجود خطة واضحة للحكومة".
زيادة الصادرات وليس زيادة التصريحات
علق استشاري الاستثمار والاستراتيجيات، الدكتور مراد علي، على رغبة الحكومة المصرية في مضاعفة الصادرات 3 أضعافها بالقول: "في البداية تصريحات رئيس الوزراء عن حجم الصادرات غير دقيق؛ لأن صادرات مصر كانت 42 مليار دولار في عام 2023، بل انخفضت 20% مقارنة بعام 2022 عندما بلغت 52 مليار دولار بعد زيادة صادرات الغاز الطبيعي لحل أزمة نقص الغاز في أوروبا".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": أن الصادرات في الربع الأول من عام 2024 زادت 5% فقط جاءت بسبب تحسن العلاقات مع تركيا التي أصبحت أكبر مستورد من مصر، والحكومة لم تفصح عن أي خطط توضح لنا كيفية تحقيق هدفها المعلن ولا يعدو كونه إعلاميا أكثر منه واقعيا، والوضع الحالي لا يشجع على تحقيق هذا الهدف لأن الاستثمار الأجنبي المباشر حتى الآن هو عبارة عن بيع أصول مصرية أو استثمارات عقارية كما هو الحال في صفقة رأس الحكمة".
وأشار مراد إلى أن "أزمة نقص الدولار خلال الفترة الماضية أدى إلى إغلاق بعض المصانع أبوابها بسبب عدم القدرة على استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، الأمر الآخر هيمنة الجيش على مفاصل الاقتصاد بما فيها شركات الإنتاج والتصنيع و مزاحمة القطاع الخاص أدى إلى خروج بعض الشركات من السوق نتيجة غياب التنافسية".
ورهن استشاري الاستثمار والاستراتيجيات مضاعفة الصادرات بالآتي: "تحتاج إلى استراتيجية كاملة في الاقتصاد وتغيير هيكل الاقتصاد كاملا وتغير فكر وفلسفة الدولة بالأساس بدء من التعليم والتعليم الفني ومحاربة التضخم ومنع الفساد والسماح بالتنافسية والشفافية ومنح حوافز للتصنيع وتوجيه استثمارات الدولة إلى المشاريع والمناطق الصناعية وليس المشروعات عديمة الجدوى، زيادة الصادرات هي نتاج منظومة اقتصادية كاملة وليس تصريحات إعلامية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر اقتصاد مصر اقتصاد السيسي القاهرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مضاعفة الصادرات حجم الصادرات ملیار دولار هذا الهدف
إقرأ أيضاً:
17.6% زيادة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 26.6 مليار ريال
مسقط- العُمانية
شهدت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لسلطنة عُمان خلال السنوات الخمس الماضية زيادة تجاوزت 17.6 بالمائة لتبلغ القيمة التراكمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة 26.677 مليار ريال عُماني حتى الربع الثالث من عام 2024.
ويعكس هذا النمو المتسارع نجاح سلطنة عُمان في تعزيز مكانتها كمركز عالمي جاذب للاستثمار، مدعومًا بمبادرات استراتيجية وبيئة استثمارية محفزة وبنية أساسية متطورة. وأكد معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن التوجيهات السامية المتعلقة بتطوير البيئة الاستثمارية، شكلت دافعًا قويًّا لبناء مستقبل اقتصادي واعد، مدعومًا باستراتيجيات واضحة ومتكاملة، موضحًا أن المؤشرات الإيجابية لقطاع الاستثمار تدل على نجاح هذه السياسات والمبادرات التي انتهجتها سلطنة عُمان في توفير مناخ متكامل لاستقطاب المشروعات الاستثمارية.
وقال معاليه إن الإجراءات المتخذة بشأن استكمال إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة تعكس حرص الحكومة على توفير بيئة قانونية مستقرة تشجع على جذب الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن الوزارة ملتزمة بتقديم التسهيلات اللازمة والحوافز التنافسية لتسهّل على المستثمرين ممارسة الأعمال التجارية في بيئة ديناميكية. وأضاف معاليه أن تطوير البيئة الاستثمارية والتجارية يُعد من الأولويات الرئيسة لدفع عجلة التنمية المستدامة، مبينًا أن الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من المبادرات لتنويع الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل في مختلف القطاعات.
من جانبها، قالت سعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار إن قطاع الاستثمار في سلطنة عُمان يعمل على مراجعة سياسات الاستثمار وقوانينه وحوافزه وتقييمها والعمل على الترويج للاستثمار الأجنبي من خلال المشاركات الترويجية المحلية والإقليمية والدولية في المعارض والمنتديات الاستثمارية المهمة وتنفيذ الحملات التسويقية لاستقطاب المستثمرين. وأضافت سعادتها أن الفرص الاستثمارية يتم تأطيرها وتعزيزها بدراسات جدوى ومن ثم إتاحتها للمستثمرين من أجل تعزيز الاستثمار في القطاعات المستهدفة وتسريع وتيرة جلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لسلطنة عُمان وتنمية مصادر التنويع الاقتصادي وتعزيز حجم الإيرادات غير النفطية في الناتج المحلي بما ينعكس إيجابًا على ثقة المستثمرين ويعزز المؤشرات التنافسية لسلطنة عُمان.
وأوضحت سعادتها أن الحكومة ممثلة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والجهات ذات الاختصاص بالاستثمار تركز في الفترة الحالية على عدد من القطاعات الرئيسة التي تنبثق من رؤية "عُمان 2040" وهي: قطاع النقل واللوجستيات والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والأمن الغذائي والسياحة والتعدين والصناعات، إضافة إلى القطاعات المساندة والمكملة؛ أهمها قطاع الاقتصاد الدائري والصحة والتعليم.
وتُشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن المملكة المتحدة تصدرت المرتبة الأولى من بين الدول المستثمرة في سلطنة عُمان حتى الربع الثالث من عام 2024م بواقع 13.66 مليار ريال عُماني، ثم الولايات المتحدة الأمريكية باستثمارات 5.25 مليار ريال عُماني، ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيمة 836.5 مليون ريال عُماني، ودولة الكويت بقيمة 833.5 مليون ريال عُماني، وجمهورية الصين بـ817.8 مليون ريال عُماني، و551.9 مليون ريال عُماني قيمة الاستثمارات القادمة من سويسرا. فيما بلغ حجم الاستثمارات القطرية في سلطنة عُمان بنهاية الربع الثالث من العام الماضي 488.3 مليون ريال عُماني، و375.7 مليون ريال عُماني من مملكة البحرين، وبلغ حجم الاستثمارات القادمة من مملكة هولندا وجمهورية الهند نحو 359.1 مليون ريال عُماني، و286.1 مليون ريال عُماني على التوالي.
وأشارت سعادة وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار إلى أن هذه الإحصاءات توضح أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية حقق في الاستثمار الأجنبي المباشر قيمة استثمارية بلغت 2.13 مليار ريال عُماني، والوساطة المالية بقيمة 1.36 مليار ريال عُماني، ثم الأنشطة العقارية بقيمة 969.1 مليون ريال عُماني.
وأوضحت سعادتها أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قامت بحوكمة الفرص الاستثمارية ضمن منصة "استثمر في عُمان"، مبينة أنه تم نشر 20 فرصة استثمارية في قطاعات السياحة والتطوير العقاري والطيران واللوجستيات والصناعة، وتخصيص أراضي للفرص الاستثمارية الصناعية (قطاع الصناعات التحويلية) بالتعاون مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، حيث أبدى المستثمرون اهتمامهم في الاستثمار في أراضي في المدن الصناعية في كل من الرسيل، وصحار، وسمائل.
وأشارت سعادتها إلى أن الوزارة قامت خلال العام الماضي بالترويج لسلطنة عُمان دوليًّا في 21 فعالية، واستقبال وفود من 23 دولة، ونظمت 8 فعاليات ترويجية محلية، واستهدفت 6 دول من مجموعة العشرين و4 أسواق بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، موضحة أن هذه الجهود تهدف إلى استقطاب مختلف القطاعات ورفع قيمة الاستثمار الأجنبي.
من جهته، قال المهندس ناصر بن خليفة الكندي الرئيس التنفيذي لصلالة "استثمر في عُمان" إن الصالة تجمع تحت مظلتها مختلف المؤسسات الحكومية لتسهيل رحلة المستثمر وتعمل على استقطاب مستثمرين أصحاب رؤوس الأموال الضخمة للاستثمار في القطاعات ذات الأولوية الاستراتيجية، وتعد نافذة رقمية لترويج البيئة الاستثمارية في سلطنة عُمان وتعريف المستثمرين بالفرص الاستثمارية المتاحة من خلال خارطة واضحة. وأضاف أن عدد المشروعات الاستثمارية التي يتم معالجة طلباتها بلغت 59 مشروعًا بقيمة 3.2 مليار ريال عُماني منها 29 مشروعًا تقدر بـ1.2 مليار ريال عُماني تم توطينه؛ حيث جاءت كل من الهند والصين ومصر في صدارة الدول المستثمرة من حيث أعداد المستثمرين، وقطاع الصناعة في مقدمة القطاعات الاستثمارية يليه قطاعي الطاقة المتجددة والصحة.