أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها مؤخرا، الخطوات الشجاعة التي اتخذها في السابق في ما يخص القضية الفلسطينية، وقال إنه وقف بقوة في وجه القتلة والمجرمين بقوله «وان منت» One Minute خلال مؤتمر دافوس قبل 15 عاما، في وقت لم يكن يجرؤ فيه أحد على القيام بذلك. وشدد أردوغان على أنه رفض إطلاق صفة المنظمة الإرهابية على حركة حماس، ووصفها بأنها جيش من المجاهدين، رغم صمت الجميع في العالم، لافتا إلى أن حماس تمثل تماما «القوة الوطنية» (Kuvâ-yi Milliye)، في إشارة إلى المقاومة الشعبية إبان حرب الاستقلال التركية.
وقال أردوغان إن مشاعره تجاه فلسطين قد لا تظهر في بعض الأحيان، لكن حزمه مستمر بشأن هذه القضية، وإن الذين ينتقدونه اليوم «سيشعرون بالحرج عاجلا أم آجلا». وتطرق الرئيس التركي إلى الفشل في وقف هجمات إسرائيل على غزة، وعدم كفاية الجهود الدبلوماسية في هذا الصدد، رغم مظاهرات عشرات الملايين من الناس حول العالم. وقال أردوغان أيضا: «سأواصل الدفاع عن النضال الفلسطيني وسأكون صوت الشعب الفلسطيني المظلوم ما أعطاني الله الحياة حتى لو تركت وحدي».
لعب أردوغان وشخصيات أخرى مثل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقادة جنوب أفريقيا أدوارا مهمة في الجهود المبذولة لمنع الإبادة الجماعيةوتعليقا على هذه التصريحات، قالت حماس في بيان: «نثمّن عالياً تصريحات فخامة الرئيس رجب طيّب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، الذي جدَّد فيها مواقفه في مواصلة دفاعه عن الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل تحرير أرضه واستقلاله، وضرورة العمل فورا على وقف إطلاق النار في غزة». وأضافت: «نعبر عن بالغ تقديرنا واعتزازنا لتأييده الشجاع للحركة ومشروعها المقاوم في فلسطين، حين شبّه دور القوات الوطنية التركية إبَّان حرب الاستقلال بدور حركة حماس في نضالها الحالي، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته». وأكدت الحركة أن «التصريحات الشجاعة والمواقف المشرّفة للرئيس أردوغان، تجسّد الموقف التاريخي والأصيل للشعب التركي الشقيق، وسيحفظها شعبنا في مسيرة نضاله، صوتا جريئا في الوقوف مع أهلنا في قطاع غزة، ودعم حق شعبنا في تحرير أرضه والعودة إليها وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس».
وبجانب الرئيس أردوغان، لعبت شخصيات أخرى مثل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقادة جنوب أفريقيا والمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، أدوارا مهمة في الجهود المبذولة لمنع الإبادة الجماعية في غزة ومحاولات ضمها من قبل إسرائيل. ومن خلال تبني خطاب قوي ضد إسرائيل منذ الأيام الأولى، أفسد أردوغان المخططات الصهيونية وتصدى بقوة للقوى الاستعمارية بكلماته: «حماس جيش من المجاهدين يقاتل من أجل وطنه.. والمنظمة الإرهابية هي دولة إسرائيل». تحدى أردوغان الغرب والعقلية الصليبية من خلال الدفاع عن القضية الفلسطينية على كل المحافل الدولية. وأكد حزمه قائلا: «هذه الأمة لم تمت، إنها صامدة شامخة. إننا في الموضع نفسه الذي وقفنا عنده في ليبيا وقره باغ والشرق الأوسط». كما ذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان صعوبات عسكرية وسياسية بسبب فشلهما في سياساتهما المناهضة لحماس والفلسطينيين. لقد أدلى أردوغان بهذه التصريحات خلال فترة كانت تشهد الدعاية الغربية الأكثر كثافة والهادفة إلى تحريض العالم ضد حماس، من خلال تشبيهها بتنظيم «داعش» ووصف هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر بأنه بمثابة هجمات 11 سبتمبر.
في المحصلة؛ لا تزال المقاومة ورد الفعل الذي تبديه تركيا وقطر وجنوب أفريقيا يهز ويقلب المعادلات العالمية. وفي الوقت نفسه، لا يمكننا إنكار موقف إيران في ما يخص المساس بإسرائيل، رغم موقفنا الرافض لسلوكها في سوريا والعراق. من ناحية أخرى، لم تنجح مظاهرات شعوب العالم المستمرة منذ سبعة أشهر وموقف بعض الدول الإسلامية من وقف الحرب الوحشية على غزة. إذن، حان الوقت للدول والشعوب الإسلامية لاتخاذ خطوات جديدة وجريئة لحل مشاكلها.
المصدر: القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الفلسطينية غزة تركيا تركيا فلسطين أردوغان غزة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
تبدأ - اليوم الإثنين - في لاهاي جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في قضية منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة قد تؤدي إلى اتهام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي. ستعرض عشرات الدول مرافعاتها أمام المحكمة على مدار عدة أيام بدءًا من اليوم.
القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزةمنذ الثاني من مارس 2025، تمنع إسرائيل دخول أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة، الذي يضم نحو 2.3 مليون نسمة. وقد نفدت تقريبًا جميع المواد الغذائية التي تم إدخالها خلال فترة وقف إطلاق النار في بداية العام.
القرار الأممي حول التزامات إسرائيل بتسهيل المساعداتفي ديسمبر 2024، كُلِّفت محكمة العدل الدولية بتقديم رأي استشاري حول التزامات إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، التي يتم إرسالها من دول ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة. وتصر إسرائيل على أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات إلى غزة إلا بعد أن تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن المتبقين.
دول أوروبية تطالب إسرائيل بالامتثال للقانون الدوليوفي خطوة متزامنة، طالبت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل الأسبوع الماضي بالامتثال للقانون الدولي والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات لتضغط على حركة حماس.
تصريحات الرئيس الأمريكي حول المساعدات إلى غزةمن جهته، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريح يوم الجمعة بأنه مارس ضغطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن سرقة المساعداتوتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة، وهو ما تنفيه حماس، مشيرة إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن نقص الإمدادات.
القرار الأممي والموقف الدوليفي ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إسرائيل للامتثال لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، وأعرب عن "القلق البالغ" تجاه الوضع الإنساني في القطاع. وصوتت 137 دولة لصالح القرار، بينما رفضت إسرائيل والولايات المتحدة و10 دول أخرى، وامتنعت 22 دولة عن التصويت.
المرافعات الفلسطينية أمام المحكمةاليوم، سيبدأ ممثلو الأراضي الفلسطينية بتقديم مرافعاتهم أمام محكمة العدل الدولية، وهي محكمة لا تملك سلطة إنفاذ قراراتها رغم أن آرائها الاستشارية تتمتع بثقل قانوني وسياسي.
انتظار رأي محكمة العدل الدولية
من المتوقع أن تستغرق المحكمة عدة أشهر لتقديم رأيها بعد جلسات الاستماع التي ستختتم يوم الجمعة.