بين فتنة النازحين وتهديدات الإسرائيليين
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء":بإنتظار فكفكة العقد والصعوبات التي تعترض عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم، و«إقتناع» الدول الأوروبية بدفع المساعدات داخل الأراضي السورية، لمساعدة العائلات العائدة إلى بلدها، يمكن إتخاذ خطوات حاسمة من الجانب اللبناني، لضبط الوجود السوري وتنظيمه، في أطر شرعية وأمنية مدروسة، تطوق حالة الفوضى والتفلُّت الراهنة، وتحافظ على ما يحتاجه البلد من إيدٍ عاملة سورية، لعبت دائماً دوراً بارزاً في حركة البناء، وفي تنشيط عدد من المهن الحيوية.
الجرائم العديدة التي حصلت في الأسابيع الأخيرة، على أيدي سوريين، قبل مقتل باسكال سليمان وبعده، تفرض التعجيل بتنفيذ التعاميم الصادرة من وزير الداخلية إلى البلديات والأجهزة الأمنية، لملاحقة المقيمين بطريقة غير شرعية، والمتسللين خلسة عبر المعابر، وإعادتهم إلى بلادهم، مع السجناء السوريين الذين تعج بهم السجون اللبنانية، التي تُعاني أصلاً من إزدحامات خانقة، بسبب بطء المحاكمات في القضاء اللبناني، ومرور سنوات طويلة على «الموقوفين الإسلاميين» دون محاكمات عادلة، تُطلق الأبرياء، وتُعاقب المرتكبين.
إتخاذ مثل هذه الخطوات العملية، من شأنه ليس تخفيف ضغوط النزوح السوري على البلد وحسب، بل ويساعد على إطفاء مشاعر الكراهية وشرارات الفتنة التي تطل برأسها، مع كل حادث أو جريمة تحصل، ويكون فيها ضلع لنازح سوري.
إقفال هذا الملف بات أكثر من ضرورة وطنية، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، والتي زادت من حدتها تفاقم الإشتباكات الأخيرة على الحدود بين حزب الله وجيش الإحتلال الإسرائيلي، والتي تتطلب إستعدادات لبنانية جمّة، لمواجهة أي عدوان واسع على بعض المرافق الحيوية في لبنان.
ثمة أصوات في تل أبيب تطالب بأن يكون لبنان إحدى ساحات الرد الإسرائيلي المنتظر، على الرد الصاروخي الإيراني فجر يوم الأحد الماضي، على إعتبار أنه الجبهة الأقرب، والأكثر سخونة، بين الساحات الأخرى المحسوبة على إيران، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن.
ومصير الرد الإسرائيلي مرتبط، كما أصبح معروفاً، بمدى قدرة الإدارة الأميركية على ضبط هستيريا الحرب المهيمنة على نتانياهو وفريقه اليميني المتطرف، بعد «المساعدة الذهبية» التي قدمتها واشنطن لإنقاذ الدولة العبرية من وابل المسيَّرات والصواريخ الإيرانية التي إستهدفت المدن والمواقع العسكرية في العمق الإسرائيلي.
فهل ينجح بايدن في لبنان حيث أخفق في غزة؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: عودة الحياة الطبيعية مرتبطة بانسحاب الاحتلال وعودة الأسرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، أنه لا يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة من دون تطبيق القرارات الدولية التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان وعودة الأسرى إلى وطنهم.
وأشار عون في كلمة ألقاها في حفل إفطار دار الفتوى، اليوم السبت حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إلى إيفاء المجتمع الدولي بضماناته وتعهداته، وتجسيد مواقفه الداعمة للدولة ووضعها موضع التنفيذ.
وقال إن موضوع تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار قضية محورية تستدعي اهتمام الدولة، مشددا على أنه لا يمكن أن يستقر لبنان ويزدهر في ظل استمرار التوتر على حدوده الجنوبية.
ولفت إلى أن إعادة إعمار ما دمرته الحرب تتطلب من الجميع العمل بجد وإخلاص، وتستدعي تضافر جهود الدولة في الداخل والخارج، والمجتمع المدني والأشقاء والأصدقاء، والقطاع الخاص، لإعادة بناء ما تم هدمه، وفتح صفحة جديدة من تاريخ لبنان.
وأضاف الرئيس عون أن التحديات التي يواجهها لبنان كبيرة ومتنوعة، لكن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أكبر وأقوى، من أجل بناء لبنان القوي بدولته ومؤسساته، المزدهر باقتصاده وموارده، المتألق بثقافته وحضارته، المتمسك بهويته وانتمائه، المنفتح على محيطه العربي والعالمي.