بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
خلال إشرافه على احتفالات اليوم الوطني للجيش الإيراني، الأربعاء، حذر الرئيس الإيراني، إسرائيل من مغبة مهاجمة بلاده، وأشاد بـ"قوة جيشه".
وقال رئيسي، إنه إذا قامت إسرائيل "بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية فسيتم التعامل معه بشدة وصرامة"، وفق ما نقلت عنه الوكالة الإيرانية للأنباء "إرنا".
يأتي تصريح رئيسي بعد أن أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأربعاء، أنّ إسرائيل "تحتفظ بالحق في حماية نفسها" في مواجهة الضغوط الدولية على حكومته لتجنّب ردّ ضدّ إيران يهدّد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد في خضم الحرب مع حركة حماس في قطاع غزة.
وتستعد إيران لهجوم إسرائيلي انتقامي على أراضيها أو وكلائها، حيث تضغط الولايات المتحدة والدول الأوروبية على إسرائيل من أجل رد يتجنب تصعيد التوترات الناجمة عن هجوم طهران الصاروخي والطائرات بدون طيار في نهاية الأسبوع.
وقالت إسرائيل إنها تعتزم الرد، لكن المسؤولين يقولون إنهم سيردون في الوقت الذي يختارونه وبطريقة مسؤولة.
وتشجع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل على عدم الانتقام والاكتفاء بدلاً من ذلك بنجاح التحالف الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والذي يضم إسرائيل ودولا عربية في صد هجوم إيران السبت، والذي شمل أكثر من 300 طائرة بدون طيار هجومية وصواريخ كروز وصواريخ باليستية.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في إسرائيل الأربعاء للقاء نتانياهو وتعزيز رسالة التهدئة.
وفي كلمة أمام حكومته بعد ذلك، قال نتانياهو إنه أخبر الدبلوماسيين أن إسرائيل "ستتخذ قراراتها بأنفسها، ودولة إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".
الرد المتوقعقالت إيران، الأربعاء، وفق ما ذكرت وكالة رويترز إنها تجهز قواتها الجوية لتوجيه ضربات، وإن قواتها البحرية ستبدأ بمرافقة السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر.
وقال مسؤولون ومستشارون سوريون وإيرانيون، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن طهران بدأت في إجلاء موظفيها من مواقع في سوريا حيث يتواجد الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير.
ويقول تقرير الصحيفة إن شكل الرد الإيراني يمكن أن يؤدي إلى توسيع الصراع الإسرائيلي في غزة مع حركة حماس الفلسطينية إلى حرب إقليمية أوسع، وهي نتيجة يبدو أن معظم الأطراف حريصة على تجنبها، على الرغم من تزايد المخاوف من أن إسرائيل وإيران قد تسيء تفسير نوايا كل منهما.
ولتشجيع إسرائيل على الحد من ردها، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أنه سيفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية على إيران، بما في ذلك على الحرس الثوري الإيراني وبرامجه الصاروخية والطائرات بدون طيار.
ويمكن أن تستهدف عقوبات أخرى صناعة النفط وقدرتها على زيادة الإيرادات الحكومية.
وفي إشارة إلى أن إسرائيل تدرس رسالة الولايات المتحدة وحلفائها، أكد مسؤولون إسرائيليون لدول الخليج ودول عربية أخرى، الاثنين، أن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرض أمنهم للخطر ومن المرجح أن يكون محدود النطاق، حسبما ذكرت الصحيفة.
ومن المرجح أن تحذر إسرائيل حلفاءها العرب قبل الانتقام، ويمكن أن تقصر هجماتها على المنشآت المرتبطة بإيران في سوريا، وفقا لمسؤولين عرب إقليميين، تحدثت إليهم الصحيفة الأميركية.
وبالفعل، اتخذ الحرس الثوري الإيراني إجراءات طارئة لمنشآته في جميع أنحاء سوريا.
وقام بعض أعضاء الحرس الثوري الإيراني بإخلاء قواعدهم في سوريا، بينما من المقرر أن يقوم الباقون بذلك في الليل عندما تكون الضربات الإسرائيلية محتملة على الأرجح.
ولم يبق سوى عدد قليل من الجنود للدفاع عن الترسانات، وفق "وول ستريت جورنال".
وينظر الخبراء العسكريون إلى المنشآت المرتبطة بإيران في سوريا على أنها خيار يسمح لإسرائيل بالرد لكنه يتجنب دوامة من التبادلات المتبادلة التي تؤدي إلى صراع أوسع نطاقا.
في السياق، حذر قائد القوات الجوية في نفس الحدث من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات سوخوي 24 روسية الصنع، على "أهبة الاستعداد" لمواجهة أي هجوم إسرائيلي، وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.
وقال البريغادير جنرال أمير وحيدي "لدينا الجاهزية الكاملة في كافة المجالات بما في ذلك تغطيتنا الجوية وقاذفاتنا ومستعدون لأي عملية".
والهجوم المباشر على قواعد الحرس الثوري أو منشآت الأبحاث النووية داخل إيران هو أحد خيارات الرد الإسرائيلي أيضا.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن الأميرال شهرام إيراني قوله الأربعاء إن البحرية الإيرانية ترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر.
وقال إيراني "أساطيل الجيش تنفذ مهمة مرافقة سفننا التجارية، والآن المدمرة جماران متواجدة في خليج عدن، وستستمر هذه المهمة حتى البحر الأحمر".
وأضاف "نرافق سفننا من خليج عدن إلى قناة السويس ومستعدون لحماية سفن الدول الأخرى أيضا".
وشهد البحر الأحمر اضطرابا كبيرا في حركة الشحن المتجهة إلى إسرائيل بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.
وفي 13 أبريل، استولى الحرس الثوري الإيراني على سفينة حاويات ترفع العلم البرتغالي، والتي تقول طهران إنها مرتبطة بإسرائيل.
الأجواء في الشارع الإيرانيقالت شبكة "سي.بي.أس. نيوز" الأميركية، إنه منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل، لم تظهر أي مؤشرات على أن الجمهورية الإسلامية تستعد للحرب.
وبعيداً عن هروب القادة السياسيين والعسكريين إلى المخابئ خوفاً من ضربة انتقامية إسرائيلية، لم تكن هناك تدريبات عسكرية، وظلت المدارس مفتوحة. ولم تفرض السلطات الإيرانية أي قيود على الحركة الجوية.
وكشفت القناة الأميركية أن المواطنين الإيرانيين "يبدون مرتاحين نسبيا".
ولاحظ تقرير للقناة بالخصوص أنه "لم يكن هناك اندفاع واضح إلى محلات السوبر ماركت من قبل أشخاص يحاولون تخزين الضروريات، واستمرت الحياة اليومية كالمعتاد".
في المقابل أفاد التقرير بأن التأثير المباشر الوحيد اللافت هو الارتفاع المتوقع في قيمة العملات الأجنبية مقارنة بالعملة الإيرانية.
وأدى الارتفاع الذي أعقب ذلك في أسعار بعض السلع الأساسية إلى عودة الطوابير الطويلة للحصول على الغاز، "لكن هذه الأمور مألوفة في الدولة التي تخضع لعقوبات مشددة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحرس الثوری الإیرانی البحر الأحمر فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعد لنقل الفرقة 36 من الشمال نحو غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، أن الفرقة التي نفذت عمليات في لبنان تستعد للعمل في قطاع غزة.
وأوضح أن الفرقة 36 بدأت التحضير للعمل ضمن القيادة الجنوبية، بعدما شاركت خلال الأشهر الماضية في مهام عسكرية بلبنان وعمليات استمرت لفترة طويلة في المنطقة الشمالية.
من جهتها، ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن الجيش دفع بالفرقة 36 إلى حدود غزة للضغط باتجاه اتفاق لاستعادة الأسرى، مشيرة إلى أن الأولوية لدى المستوى السياسي لا تزال تجديد وقف إطلاق النار.
والفرقة 36 هي أكبر فرقة مدرعة في الخدمة النظامية في سلاح المدرعات في جيش الاحتلال. وتأسست عام 1954، تتبع للقيادة الشمالية، كما تضم 4 ألوية: لواء غولاني، اللواء السابع، اللواء 188، واللواء 282، ولكل منها مهام واختصاصات محددة.
وشاركت الفرقة في جميع الحروب التي شنتها إسرائيل منذ تأسيسها على الفلسطينيين والعرب، بدءا من النكبة مرورا بالنكسة والحرب على جنوب لبنان ومن ثم الحروب على قطاع غزة.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، قتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين وأصابت أكثر من ألف، معظمهم من النساء والأطفال.
ومطلع مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، لتعاود إسرائيل إغلاق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية، بعد السماح بإدخال كمية محدودة منها خلال فترة وقف إطلاق النار.
إعلانوتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل، بينما أكدت حماس على التزامها الكامل ببنود الاتفاق.
وبدعم أميركي، تتواصل الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 17 شهرا في غزة، مخلفا أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.