مؤتمر باريس 15 أبريل 2024م بخصوص السودان
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
مؤتمر باريز 15 أبريل 2024م بخصوص السودان …
مؤتمر رسمي لممثلي دول ومنظمات تسبقه جلسة سودانية للدردشة والفضفضة وطق الحنك.
بقراءة متمعنة في نص الإعلان الرسمي الصادر من الخارجية الفرنسية وبقراءات من عدة مصادر إخبارية اتضحت لنا النقاط التالية وها نحن نضعها أمامك عزيزي القارئ ونضع الروابط الرسمية في نوافذ التعليقات بالأسفل.
أولا : هناك حدثين تما في نفس المقر وفي نفس اليوم وهما:
1- لقاء القوى المدنية السودانية:
وهؤلاء وجهت لهم الدعوات منفردين فهرولوا خفافا وثقالا وعلى كل ضامر وهم في حقيقة الأمر حسب تقديرنا لم يكونوا سوى زينة وزخرفة لا دور لها ألا إيهام الرأي العام السوداني أنهم موافقين على التوصيات السياسية للمؤتمر الحقيقي (رقم 2) والمعدة سلفا.
2- مؤتمر المانحين والتعهدات وهو يعتبر إمتدادا لمؤتمرات التعهدات والمانحين في السنوات السابقة ومنها ما حضره حمدوك بصفته رئيسا لوزراء الفترة الانتقالية.
أهم ما جاء في توصيات المؤتمر رقم 2 ولم يحضره إلا الممثلين الرسميين للحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية:
+ توصيف الحرب بأنها حرب بين قوات موالية للجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات موالية للجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي).
+ المطالبة بوقف تسليح الطرفين وهو ما ذكر نصا في الفقرة رقم 4 من التوصيات :
4. We urge all foreign actors to cease providing armed support or materiel to the warring parties and to refrain from undertaking any action which would heighten tensions and fuel the conflict.
الترجمة :
4. نحث جميع الجهات الأجنبية على التوقف عن تقديم الدعم المسلح أو العتاد للأطراف المتحاربة والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يزيد التوترات ويؤجج الصراع.
+ إذن فإن المؤتمر يجرد الدولة السودانية من حقوق السيادة ومن حقوق الجيش السوداني في الحصول على التسليح وتجديد التجهيزات وهو ما يعتبر أمرا متعارفا عليه في حالات تصدي الجيوش الوطنية لحالات التمرد الداخلي.
+ تعهدات الدعم المالي ليست للدولة السودانية بل للسودانيين في الداخل وفي الدول المجاورة التي لجأ إليها السودانيين وهذه الدول حضرت ممثلة رسميا بحكوماتها وهي بالتالي في انتظار حصتها من التبرعات ولهذا فإن موافقتها على التوصيف السياسي للحرب ومايتبعه من تكييف قانوني ثمنه حصولها على نصيبها من الأموال.
الدول والمنظمات التي حضرت ووافقت على التوصيات :
[11 List of States and international and regional organizations who have supported this declaration: [African Union, Chad, Djibouti, Egypt, European Union, Ethiopia, France, Germany, IGAD, League of Arab States, Libya, Kenya, Norway, United Arab Emirates, United Kingdom, United Nations, United States, Saudi Arabia, South Sudan].
الإتحاد الأفريقي ، تشاد ، جيبوتي ، مصر ، الإتحاد الأوروبي ، أثيوبيا ، فرنسا ، ألمانيا ، منظمة الإيقاد ، جامعة الدول العربية ، ليبيا ، كينيا ، النرويج ، الأمارات العربية المتحدة ، المملكة المتحدة ، منظمة الأمم المتحدة ، الولايات المتحدة ، المملكة العربية السعودية ، جنوب السودان.
هذا في الوقت الذي تملأ فيه أسافيرنا طبول النصر الوهمي لأن مريم الصادق تصدى لها مشاغب وإدعاء أن سلطان المساليت نسف المؤتمر وهو في الحقيقة مع احترامنا لمكانته الرمزية فقد كان هو ومجالسيه من ممثلي المجتمع المدني بحمدوكهم ومريمهم مجرد زخرفة وزينة وغلاف تضليلي بقبول توصيات مؤتمر معدة سلفا تجرد بلدهم وجيشهم من حقوق السيادة في الوقت الذي تؤكد فيه التوصيات حرصها على سيادة ووحدة السودان وياله من حرص أجوف.
#كمال_حامد ????
التوصيات في أول تعليق من الموقع الخارجية الفرنسية.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المهددات الاقليمية والدولية لسيطرة آل دقلو على السودان 2/2
(1) في الامبراطورية الفارسية جرت العادة عندما يموت الملك يترك الناس خمسة أيام في حالة من الفوضى واللاقانون والإرهاب وعند صعود الملك الجديد يستتب الأمن ويدرك المجتمع الفرق بين السلطة والنظام والفوضى.
منذ 15 ابريل 2023م وحتى اللحظة أدرك الشعب السوداني طبيعة الحكم الذي كان سيرزح في اغلاله لو سقطت الدولة السودانية في يد عصابة آل دقلو الارهابية.لقد عبر عن نموذج الأعراب التوحشي في الحكم مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون عندما ذكر في مقدمته ، إن طباعهم جافية إلى طباع الحيوانية أقرب يمدون إلى ما بأيدي الناس يسلبونهم أموالهم ومتاعهم ، وإذا تغلبوا على وطن أسرع إليه الخراب لأن طباعهم منافية للعمران لاستحكام عوائد التوحش فيهم ان أي دولة تنزع للنهوض في وسط عصبية قبلية تحتاج إلى الفضيلة والأخلاق ورمزية الدين وصيانة القيم المجتمعية ولكن عصابة آل دقلو الارهابية عراة أمام هذه القيم وحقا كما قال الافوه الأودي
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة لهم اذا جهالهم سادوا
(2)
ان مشروع عصابة آل دقلو في الحكم يحمل في جيناته ذات الافكار القومية النازية التي أججت النزعات الهوياتية في اوربا ، وأشعلت الحرب الكونية الثانية بكل مآسيها ومخازيها على الانسانية والطبيعة والاقتصاد ، لذلك فإذا تمكن آل دقلو من السيطرة على الحكم حتما سيتدحرج السودان في أتون صراع الهويات القاتلة وحرب الكل ضد الكل والتفكيك الى دويلات متناحرة.
فما هي التأثيرات الإقليمية والدولية في حال سيطرة عصابة حميدتي على السودان؟؟ سينزع النازي حميدتي الى تصدير نموذج النقاء العروبي الماهري في الحكم الى دول الجوار المتاخمة الى دارفور خاصة تشاد وإفريقيا الوسطى وستمتد نزعاته الامبراطورية الى النيجر ومالي مما سيؤدي الى تغذية الحروب الهوياتية في هذه الدول ذات الهشاشة الاثنية السياسية والاقتصادية بالتالي ستشتعل الحروب الاهلية في كل هذه الدول وستتكرر مأساة الابادة الجماعية في هذه المنطقة.
(3)
إن إشاعة حالة السيولة الأمنية والصراع الهوياتي في السودان سيغذي النزاعات الاثنية والقومية في دول جنوب السودان واثيوبيا وارتريا ، خاصة ان دولة جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية الثانية بين الدينكا والنوير، وكذلك اثيوبيا وارتريا تتأهبان لخوض الحرب المدمرة الثانية.
كذلك ستؤدي حالة الفوضى في السودان ودول الجوار الى تكاثف موجات الهجرة غير الشرعية من الدول الافريقية الى الشرق الاوسط وأوربا وستمتد حالة الفوضى الخلاقة الى منطقة البحيرات والقرن الافريقي المتأزمة أصلا بالتالي ستضطرب حركة التجارة العالمية في المحيط الهندي حيث تعبر 20% من التجارة العالمية، ومعلوم أن الاقتصاد العالمي يعاني من متلازمة الانكماش والفجوة الغذائية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية. وسينعكس ذلك في تفاقم الخلخلة السكانية والنزوح والمجاعات في هذه الدول الافريقية التي تعاني من متلازمة الفقر والمرض والجهل
(4)
إن السيناريو الاخطر أن تؤدي حالة الفوضى الخلاقة في السودان ودول الجوار الى انشقاقات عمودية وسط القوميات السكانية تؤدي الى انفصالات وصناعة دول فاشلة جديدة تشكل بيئة جاذبة وحاضنة للتنظيمات الارهابية مما يعني تهديد السلم والامن الاقليمي في منطقة البحر الاحمر ومضيق باب المندب ودول مصر وليبيا ودول الخليج العربي، ودول المغرب العربي. من ثم عبور نشاط التنظيمات الارهابية الى اوربا وأمريكا.
بالتالي ووفق نظرية الامن الجماعي في العلاقات الدولية فان هذه المآلات الكارثية تؤكد أن اختطاف مليشيا ال دقلو للحكم في السودان يمثل تهديد وجودي للسودان ، وايضا مهدد للسلم والامن الاقليمي والدولي.
(5)
إن إزالة هذا المهدد الوجودي والاستراتيجي يتطلب احاطة الرأي العام الرسمي والشعبي على المستويين الإقليمي والدولي وذلك بتكثيف الدبلوماسية الشعبية خاصة عبر الجاليات السودانية في أوربا وامريكا للتواصل مع الشعوب والاحزاب المؤثرة ، ومنظمات حقوق الانسان ، ومؤسسات المجتمع المدني ، ومراكز الفكر والثقافة والإعلام المؤثرة في صناعة القرار السياسي .
ايضا إزالة هذا المهدد الوجودي يتطلب تكثيف الدبلوماسية الرسمية مع كل دول العالم ومع المؤسسات الاقليمية والدولية مجلس الامن الدولي، الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوربي وذلك للضغط على دولة الامارات العربية المتحدة لايقاف تمويلها لمليشيا آل دقلو بالمال والسلاح والمرتزقة وتصنيف المليشيا المجرمة منظمة ارهابية، ودعم الدولة السوداني والجيش بالمال والسلاح للتمكن من دحر واستئصال المليشيا الارهابية حتى لا ينزلق السودان في أتون التفكك والانهيار ولصيانة الامن والسلم الاقليمي والدولي.
عثمان جلال الدين
عثمان جلال
الأحد: 2025/3/16