الإهمال يقضي على حياة أهالى قرى ريف شرق والمنتزة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
رغم جمال محافظة الاسكندرية عروس البحر المتوسط، وعمل المسئولين دائما كخلية نحل للعمل على إبراز المدينة فى أبهى صورها، إلا أن توجد بعض الاماكن المتطرفة بالمدينة سقطت من حسابات المسئولين ، نظراً لان هده المناطق المتطرفة سجلت بانها قرى بالرغم أن الإسكندرية محافظة ساحلية، لكن المناطق المتطرفة ادرجت تحت مسمى قرى ريف شرق والمنتزة، ولبعدها عن أعين المسئولين والزيارات، اصبحت خارج نطاق الخدمة.
ورصدت " الوفد " معاناة أهالى القرى فعندما تتفقد دروب تلك القرى المنكوبة لابد أن يقفز إلى ذهنك سؤال أساسى كيف يعيش هؤلاء البشر هكذا؟ فالقرية تضم عدة منازل متهالكة بسبب انعدام الخدمات .
وهى قرى عزب المراغى والزوايدة وخورشيد شرق الإسكندرية، وقرى ريف المنتزة ، والتى يبلغ تعداد سكانها مليوناً و400 ألف تقريباً، عندما تدخل الى هده القرى التى تفصل كل واحدة عن الثانية امتار فقط تجد بها ناس بسطاء على اوجههم الابتسامة رغم المعاناة التى يعيشها الاهالى والاطفال الا انهم دائما يقولون لدينا امل ان يتدكرنا المسئولين اننا احياء فى هدة الارض.
مطالبهم بسيطة جدا وهى رصف الطرق والصرف الصحى وانهم يشربون مياه نظيفة ووحدة صحية ومدرسة لتعليم ابناءهم ،ويتساءال الاهالى هل هدا الحلم كثير علينا؟
" اهالى الزوايدة نطالب بحياة كريمة "
قال عثمان محمد عامل قاطن بقرية الزوايدة نعيش مند سنوات طويلة فى معاناة بسبب عدم رصف الطرق ودائما نقدم شكاوى وخاصا فى الشتاء لان مياه الامطار تغرق الشوارع وتختلط بمياه الصرف الصحى وتدخل المنازل والمحلات وتتحول الشوارع الى برك من المياه ونقدم شكاوى كثيرة ولكن بدون جدوى ولم نعلم متى سوف يشعر بنا المسئولين ، “مفيش مسئول عاوز يتحرك وينزل يشوف معاناة الأهالي، تكلمنا مع النواب وقدمنا شكاوى وللأسف لم يستجب أحد.. طب نستغيث بمين؟”.
وأضاف: “إحنا عاوزين نعيش حياة آدمية مشكلتنا منظومة الصرف الصحى المنطقة كلها بتصب على شارع نمره 3 وشارع السوق، ومواسير الصرف الصحي صغيره جدا قطرها حوالي 3 بوصة لا تستوعب المنطقة السكنية ، مؤكدًا أن أكثر الشوارع المتضررة منطقة الزوايدة الشارع العمومي وشارع نمره 3 وشارع السوق ، مما تسببت في خسائر فادحة لنا بعد تلف أثاث بيوتنا والبضائع في المحلات
وكشف " جابر السيد " عامل، نعاني من مشكله الصرف الصحي طوال العام “صيفا و شتاء” ، وفي عقارات بتقع وتهدمت بسبب مياه الأمطار والصرف الصحي ، كما أن أصحاب المحال التجارية والموظفين والطلاب الجامعيين والتلاميذ جميعهم متضررون من سوء حال الشارع وللأسف مش بنشوف استجابة من المسئولين ، المياه دخلت البيوت والمحلات والشوارع والبيوت كلها ،تعجب قائلا لو اموال الاعلانات التى تنفق فى شهر رمضان كلها اتجمعت لانشاء شبكات صرف ورصف للشوارع كانت تفيد المواطنين اكثر من الاموال الباهظة التى تنفق على الاعلانات والبرامج السيئة ، الغلابة اوله بهده الاموال .
قالت نعمة السيد ربة منزل، احنا ناس بسطاء مطالبنا بسيطة جدا هو النظر الينا وادراجنا فى مبادرة حياة كريمة لان اطفالنا بتموت من كثرة الاهمال سؤ من عدم النظافة والقمامة المتراكمة بالشوارع والصرف الصحى السيئ جدا والامطار التى تغرق المنازل والحشرات والامراض التى تصيب اطفالنا ولم نجد مستشفيات نلجاء اليها ده غير ان المدارس هنا بعيدة جدا على اطفالنا .
" ارحمونا المراغى مهملة "
قال ميلاد هانى- نجار- ارحموا من يعيشون بالمناطق الشعبية البسيطة، شوارع المراغى تزداد سوءاً وتحولت إلى «روبة طين» مع هطول الأمطار، مفيش مسئول عاوز يتحرك وينزل يشوف معاناة الأهالى ، وأضاف أن شركة الغاز حفرت الشوارع لوضع خطوط الغاز العمومية، لكن الشركة انتهت من أعمالها دون تطبيق مبدأ إرجاع الشىء لأصله، وقال «إحنا عاوزين نعيش حياة آدمية مشكلتنا منظومة صرف صحى وتمهيد الأرض بطبقة أسفلت، والقمامة، مؤكداً أن الشوارع وقت سقوط الامطار تغرق وممتلئة بـ«الطين ومياه الصرف»، وأن جميع الطرق مغلقة ويصيبها شلل تام، مشيراً إلى «الوضع السيئ الذى يشهده أهالى المراغى خاصا فى نوات فصل الشتاء.
وأكدت سلوى محمد ربة منزل، خورشيد منطقة مكدسة بها سكان كثيرة نظرا لان كانت الاراضى فيها برخص التراب ده كان زمان ،اصبحت مكدسة بالمواطنين وللاسف نظرا للكثافة السكانية اثر دلك على الصرف الصحى والبيار اصبحت لم تتحمل وكل يوم نعيش ماساة بسبب الصرف الصحى واختلاطه بمياه الامطار مما يتسبب فى غرق الشوارع والاطفل يعانون من عدم الدهاب الى المدرسة والدروس الخصوصية لان الشوارع لم يوجد بها رصف تتحول الى طين وقمامة والاطفال تسقط فى الطين بالشوارع مما يتسبب فى اصابتهم بالامراض وهدا يشكل خطورة على صحتهم لدلك نطالب بتدخل المسئولين .
قال توفيق عبد الحميد موظف، الواحد وهو نازل من بيتهم بيبقى عاوز ياخد ملابس اخري معاه علشان يلبسه على أول الشارع بسبب الطين، ولا أروح شغلى بالكوزلوك»، موضحاً أن أصحاب المحال التجارية والموظفين والطلاب الجامعيين والتلاميذ جميعهم متضررون من سوء حال الشارع وللأسف مش بنشوف استجابة من المسئولين. قائلا كل ما نطلبه اننا نفسنا نعيش زى باقى الناس"..
ولفت احمد سعد أحد أهالى المنطقة، إلى أن المياه مبتخلناش نعرف نمشى لا برجلينا ولا بالعربيات، ولا حد من المسئولين بييجى أصلا ولا يعرف عننا حاجة، والحياة تنتهى وقت سقوط الأمطار، فلا نستطيع الخروج لأعمالنا، أو حتى الذهاب لشراء طعام يومنا، فنجلس خائفين من السقوط وسط الطين ومياه الصرف الصحى.
وأضاف على عبدالله موظف من اهالى القرية، أقرب وحدة صحية تبعد عشرات الكيلو مترات، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل نقل آمنة بينما تبعد قطعة الأرض الخاصة بالوحدة الصحية القديمة عشرات الأمتار فقط.
وقال " نادر فرج مزارع، نعانى من الكثير بسبب انعدام الخدمات الأساسية وكأنها قرية خارج حدود البلاد، مضيفا انه لا يوجد خدمات صحية على الإطلاق داخل القرية لإغاثة الاهالى أو رعايتهم وأن أقرب مستشفى على بعد أكثر من 20 كيلومترا وكذلك لاتوجد إلا مدرسة تعليم أساسى واحدة لا تلبى الزيادة فى أعداد الطلاب ولا يوجد نقطة شرطة ولا مكاتب للبريد والتضامن مما يضاعف من معاناة المواطنين.
وقالت فاطمة محمد السيد - عاملة بالمدرسة الابتدائية وتعول 4 أولاد وتسكن بمنزل متهالك بالإيجار، إن ما يعانيه أغلب سكان القرية فوق طاقة البشر فحتى المنازل يتم تأجيرها بمبالغ كبيرة تتعدى 500 جنيه فى الشهر ولا يوجد أى خدمات داخل القرية وكأنها ليست على الخريطة، وأرسلنا الكثير من الشكاوى إلى المسئولين لينظروا فى مطالب أهالى القرية ولكن لا حياة لمن تنادى، فالأمور كما هى لم تتغير من سنوات بعيدة وأملنا أن تكون مبادرة الرئيس السيسى لتطوير القرية فاتحة خير علينا.
أكد محمود على عوض -عامل زراعى- أن أغلب مواطنى القرية من العمال البسطاء اللذين يعملون باليومية داخل المزارع المجاورة للقرية، مضيفا أن مطالب القرية بسيطة للغاية ويمكن تنفيذها بكل سهولة لأنها لا تتعدى توفير الحد الأدنى للمعيشة.،وأوضح محمود، أن هناك مشكلة أخرى يعانى منها المزارعون بالقرية وهى عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم وذلك لوقوعها بنهاية الترع مما أدى إلى تبوير تلك الأراضى وتلف المحاصيل المزروعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية معاناة المواطنين حياة كريمة الصرف الصحى
إقرأ أيضاً:
أسير محرر يروي تفاصيل مروعة عن الإهمال الطبي بسجون الاحتلال.. تمنيت الموت
روى أسير فلسطيني محرر تفاصيل مروعة، للانتهاكات التي مارسها أطباء الاحتلال بحقه خلال فترة أسره، فضلا عن الإهمال الطبي المتعمد من التخلص منه.
وقال الأسير المحرر إياد أبو ناصر، والذي اعتقل عام 2003، وأمضى 18 عاما في السجن، إنه عانى من آلام شديدة في البطن، في أولى سنوات اعتقاله.
وعلى مدار سنوات اعتقاله خضع الرجل لثلاث عمليات جراحية في البطن وهو مكبل اليدين والقدمين بأصفاد حديدية وتحت حراسة مشددة.
وقال إن 3 سنوات، طويلة من الألم، فصلت بين الجراحات، لكن عمليتين منهما فشلتا بسبب الإهمال الطبي ومواصلة التعذيب منذ لحظة زوال تأثير المخدر.
وفي العملية الثانية، ترك أطباء الاحتلال، وفق ما يقوله أبو ناصر، كتلة خيوط بلاستيكية في بطنه ما سبب له آلاما شديدة لا تحتمل على مدار أكثر من 3 سنوات.
وأفاد بأنه في تلك السنوات الثلاث، اعتقد أن الموت سيكون أرحم من الآلام، التي تعرض لها جراء الإهمال الطبي.
وقال أبو ناصر: "يعالجوننا علاجا يجعلنا بين البينين، فلا أنت صحيح ولا مريض، فأنت تأخذ علاجا لكن تتعذب على البطيء".
وذكر أنه خضع لجراحاته داخل غرف العمليات وهو مكبل اليدين والقدمين بأصفاد حديدية مثبتة بأطراف السرير، بينما يقف إلى جانبه ضباط مدججون بأسلحتهم ومخصصون لحراسته وهو تحت تأثير المخدر.
ووصف أبو ناصر خضوع أي إنسان لعملية جراحية وهو مكبل بالأصفاد بـ"الشيء الفظيع" الذي لا يمكن أن ينساه طيلة سنوات حياته.
وبعد انتهاء الجراحة وبدء الإفاقة، يسارع الضباط بربط الأغلال الحديدية مرة أخرى لإعادته إلى السجن فورا في ظروف إنسانية قاسية تسببت في فشل عمليته الأولى التي أجراها عام 2005.
ويروي عن ذلك، قائلا إن الجيش أعاده إلى السجن بسيارة غير مؤهلة لنقل مرضى وبسياقة عنيفة جدا، فما إن وصل إلى قسم السجن حتى فشلت العملية.
واستمر صراعه مع السجان والمرض لمدة عامين كاملين حتى تم إجراء عملية ثانية عام 2007.
وبعد العملية الثانية تولد شعور لدى أبو ناصر بوجود كتلة غريبة في بطنه تُسبب له آلاما مبرحة، فبدلا من أن تساهم العملية الثانية في التخفيف من آلامه حدث العكس حيث ضاعفت الأوجاع.
وقال أبو ناصر: "قلت لهم مرارا أنني أتألم ويوجد جسما غريبا في بطني".
وبسبب هذه الآلام التي لم تلتفت لها مصلحة السجون، طلب أبو ناصر عام 2010 أن يقدموه "لمحكمة إعدام لمرة واحدة"، كما يفيد.
وتابع: "كنت أريد أن أموت لمرة واحدة.. فأنا كنت أموت كل يوم".
وفي اليوم التالي من طلبه، فوجئ أبو ناصر بأن مصلحة السجون تصطحبه إلى قسم الجراحة بمستشفى السجن لإجراء جراحة له بناء على طلبه.
واستكمل قائلا: "ذهبت إلى هناك على مسؤوليتي الشخصية، ووقعت ورقة بذلك".
وبعد خضوعه للعملية الثالثة، قال أبو ناصر إنه سأل الجراح عن المشكلة التي كانت في بطنه ليجيبه الأخير: "كتلة من الخيوط البلاستيكية".
ليرد متسائلا: "من وضعها؟"، فأجاب الجراح وكأن الأمر طبيعيا ولا يسبب أي خطر: "ربما تم نسيانها من العملية الماضية".
وبعد انتهاء العملية شعر أبو ناصر بالتحسن تدريجيا بعدما تخلص من أثر الإهمال الطبي الذي لازمه لمدة 3 سنوات.
ويشير إلى أن الروايات المتداولة عن قسم الجراحة بمستشفى السجن تفيد بأن الأطباء "يجرون عمليات جراحية تجريبية، بمعنى أن الشباب الذين تخرجوا حديثا يجرون على أجساد الأسرى الفلسطينيين هذه العمليات".
وعن أوجه المعاناة الأخرى داخل سجون الاحتلال، يقول المحرر الفلسطيني إن الأسرى يتعرضون لمعاملة سيئة جدا على صعيد العلاج والطعام.
وخلال 18 عاما، عاش مئات من عمليات التفتيش المباغتة للغرف التي كانت تجرى في أوقات يكون فيها الأسرى نيام حيث تشرع وحدات القمع الإسرائيلية بتكبيل أيديهم وتجريدهم من الملابس، كما يقول.
وأضاف: "يطلقون الكلاب وقنابل الصوت والدخان داخل الغرف، وهذا كان يتكرر باستمرار داخل السجن".
ويشير إلى أنه التقى منذ أيام بأسرى كان قد أمضى معهم سنوات طويلة وكانت أجسادهم رياضية قوية، لكن أوزانهم أصبحت هزيلة والعظام بارزة في وجوههم وأجسادهم.
والسبت، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن الدفعات الأربع من الاتفاق "بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من أوزانهم جراء ما يبدو أنه تجويع متعمد".