جدة – ياسر خليل

أكد أطباء مختصون أن الذكاء الاصطناعي يعتبر ثورة تقنية إذا استغلت في الجوانب العلمية والعملية والإنسانية بشكل صحيح ، بعيدًا عن الأمور السلبية التي قد تلحق الضرر بالبشر في حال استخدامها في أعمال منافية، مشددين على أهمية توعية جيل اليوم بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي في الأمور التي تنعكس عليهم إيجابًا سواء في دراستهم أو أي أعمال تتطلب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

بداية يقول أستاذ الصحة العامة استشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة: أصبح الذكاء الاصطناعي حديث العلماء والخبراء في المحافل العالمية ، لكون هذه الثورة نقلت البشرية خطوات هائلة إلى الأمام ، ولكن في ظل ذلك ما زالت هناك الكثير من التحديات والمخاوف في استغلال هذه الثورة في أمور سلبية تضر البشرية.

وتابع: الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تبديه الأجهزة والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، إذ يسمح الذكاء الاصطناعي لجهاز الحاسوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان، إذ يمكن تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات، ليتم تدريبها على تحديد الأنماط الموجودة فيها؛ فتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحل المشكلات، وحتى التعلم من أخطائها.


وأضاف: خلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، حتى بات العالم يستعين بالذكاء الاصطناعي في معظم أعماله بطريقة إيجابية وساعد ذلك في اختصار الوقت وإنجاز المهمة في أسرع ما يمكن ، ورغم كل هذه الإيجابيات ما زال هناك قلق عالمي من إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي ، إذ إن أكثر المخاطر المدمرة للذكاء الاصطناعي هو إدخال التحيز في خوارزميات صنع القرار.

وأختتم البروفيسور خوجة حديثه بقوله: من الأمور الإيجابية للذكاء الاصطناعي في المجال الصحي قدرته على إحداث ثورة في الرعاية الصحية من خلال تحسين تشخيص الأمراض، وإيجاد طرق أفضل لعلاج المرضى، وتقديم الرعاية إلى المزيد من الأشخاص.


من جانبه يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون لها دور كبير ومساعد في المجال الطبي، إذ أصبح من الممكن الآن تشخيص بعض أنواع السرطان أو التنبؤ باحتمال تطورها عبر الذكاء الاصطناعي ، فنلاحظ أنه في مجال الأمراض السرطانية تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مساعدة الأطباء وجعلهم يكتسبون الجودة والسرعة والدقة ، وبذلك فإن هذه التقنية تلعب دورًا مهما في المجال الطبي ولكنها لا تلغي دور الطبيب.
وتابع مير أن دراسة أجريت في السويد، أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه قراءة صور فحوص سرطان الثدي “بشكل آمن” ، إذ وجد الباحثون بقيادة فريق من جامعة “لوند” السويدية، أن الكشف بمساعدة الكمبيوتر يمكنه تحديد السرطان “بمعدل مماثل” لإثنين من أخصائيّ الأشعة ، بينما أكد خبراء بريطانيون على أن الذكاء الاصطناعي يقدم وعداً كبيراً في الكشف عن سرطان الثدي.

وخلص مير إلى القول: الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي يحمل وعداً كبيراً وقد يوفر الوقت للأطباء من خلال زيادة الكفاءة إلى الحد الأقصى، ودعم اتخاذ القرار والمساعدة في تحديد الحالات الأكثر إلحاحا وترتيبها حسب الأولوية.


ويتفق رئيس مجلس إدارة جمعية العلاج الآمن المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري مع الآراء السابقة فيقول: شهد المجال التقني والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة تطورات هائلة ومذهلة ساعدت البشرية في اختصار الوقت والجهد كثيرًا ، وكل ذلك أنعكس إيجابًا في خدمة المجتمعات.


وقال إن هناك فوائد إيجابية كثيرة للذكاء الاصطناعي ومنها تحسين الكفاءة والإنتاجية في العديد من المجالات التي تخدم البشرية، توفير الوقت والجهد إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في توفير الوقت والجهد للإنسان، حيث يمكنه تنفيذ المهام بشكل أسرع وأكثر دقة من الإنسان، تحسين الأمان والحماية، تعزيز الابتكار فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تقديم رؤى جديدة وحلول مبتكرة للمشكلات، تحسين جودة الحياة للإنسان في العديد من الجوانب، مثل الرعاية الصحية والتعليم والترفيه وتطوير طرق جديدة لتعليم الأطفال أو إنشاء تجارب ترفيهية جديدة.
ونوه الناشري في ختام حديثه أن جمعية العلاج الآمن تبنت تقنية الذكاء الاصطناعي في عملياتها كأول جمعية تفعل ذلك، مستشهدًا بنجاح هذه التقنية في تحسين عمليات التسويق بشكل كبير، مما أسهم في تعزيز سرعة الاستجابة وتحسين دعم المرضى بشكل عام، مؤكدًا أنه من المتوقع أن تزداد أهمية تقنية الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی فی المجال

إقرأ أيضاً:

د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.

إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.

والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.

واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.

ولتسليط الضوء على  تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.

ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.

تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.

في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • عمليات تصوير الرئة في الوقت الفعلي تُحدث ثورة في العلاج
  • عمليات تصوير الرئة في الوقت الفعلي يُحدث ثورة في العلاج
  • 3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024
  • خبير: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي أدوات استراتيجية للنهوض بالوطن 
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجية الدواجن.. ندوة بجامعة دمنهور
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • "اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي".. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • تعليم الشرقية يطلق خطة لدمج الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية