أبوظبي – الوطن:

ضمن جولته البحثية الأوروبية ومشاركته في معرض باريس الدولي للكتاب، دشن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، في ندوة عالمية بالعاصمة الفرنسية، النسخة الفرنسية من مؤشر “نفوذ الإخوان المسلمين على المستوى الدولي” الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، ويهدف إلى قياس نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على مختلف المستويات في مختلف المناطق الجغرافية.

ادار الندوة الإعلامي سعود الكعبي موضحا أن المؤشر بقيس نفوذ الإخوان من خلال 5 مؤشرات رئيسية، هي نفوذ التنظيم الدولي، والنفوذ السياسي، والنفوذ الاقتصادي، والنفوذ الإعلامي، والنفوذ المجتمعي.

 

انخفاض حاد في القوة والتأثير

وأظهر المؤشر، الذي تم اطلاقة في ندوة عقدت بالعاصمة الفرنسية ، وتم بالتعاون مع جامعة مونتريال الكندية والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام (Pluriel)، انخفاضاً حاداً في قوة جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 2021، حيث تراجعت القوة الشاملة للجماعة من 64% (قوي) إلى 48% (متوسط) في عام 2023. ويعود هذا الانحدار إلى عدة عوامل رئيسية، تشمل ضعف تأثير الآلة الإعلامية والتجييشية للجماعة، وتصاعد حدة الخلافات الداخلية والتشظي في صفوف الجماعة، والتقارب المعلن بين دول الرباعية العربية وقطر وتركيا، مما أثر على مصالح جماعة الإخوان، إضافة إلى المزيد من الإجراءات المقوِّضة للجماعة على المستوى الدولي، والملاحقات الأمنية المتكررة لعناصر الجماعة، وبث العديد من الأعمال الدرامية التي كشفت جوانب خفية عن الجماعة، وازدياد وعي شرائح كبيرة من المواطنين العرب والمسلمين بازدواجية الجماعة ومتاجرتها بقضايا المنطقة، إضافة الى رحيل قيادات تاريخية بارزة، وفشل الجماعة المتكرر في التجييش لعمل اضطرابات في الدول العربية.

وأشار إلى أن الضربات السابقة أدت إلى تناقص مجموع القوة الشاملة للجماعة من 64% عام 2021 إلى 49.3% عام 2022 ثم 48% عام 2023.

وأظهرت نتائج المؤشر انخفاض قوة الجماعة على جميع المؤشرات الرئيسية، السياسية: من 67.7% إلى 47.5% ، والاقتصادية من 66.6% إلى 60.4%، والإعلامية: من 89.2% إلى 46.6%، والمجتمعية: من 77.5% إلى 61.8%

 

في طريقها إلى الاضمحلال

وأظهر المؤشر، تغيرات في توزيع القوة بين المناطق الجغرافية. ففي عام 2023، أصبحت آسيا المنطقة الأكثر مساهمة في قوة الإخوان على المستوى الدولي، بينما تراجعت أمريكا الشمالية والجنوبية إلى المرتبة الثانية. كما ارتفعت قوة الإخوان في أفريقيا، وانخفضت في العالم العربي وأوروبا.

وخلص مؤشر قوة جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي (2022-2023) إلى أن الجماعة في طريقها إلى الاضمحلال والزوال. ويعود ذلك إلى العديد من العوامل، منها ضعفها الداخلي، وتغيرات في البيئة الإقليمية والدولية، وتغير وجهة نظر الرأي العام العربي تجاهها.

 

 

أداة مهمة

وقال الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في الندوة التي شهدت حضورا إعلاميا كبيرا : “يُعدّ هذا المؤشر أداةً مهمةً لفهم التطورات المتعلقة بتنظيم الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، وتقديم تحليلات موضوعية حول نفوذ الجماعة في مختلف المجالات”، مشيراً إلى أن إصدار النسخة الفرنسية من مؤشر “نفوذ الإخوان المسلمين على المستوى الدولي” يأتي في إطار حرص مركز تريندز على توسيع نطاق توعية المجتمع الدولي بأخطار جماعة الإخوان، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة أفكارها المتطرفة.

وأشار إلى أن “تريندز” يولي برنامج دراسات الإسلام السياسي أولوية خاصة، نظراً لخطورة هذا التيار وفكره الهدام، حتى أصبح المركز مرجعية عالمية رئيسية في هذا المجال، لافتاً إلى إصدار المركز موسوعة خاصة عن جماعة الإخوان المسلمين، تتكون من 35 كتاباً صدر منها حتى الآن 11 كتاباً تمت ترجمتها إلى 15 لغة عالمية، إضافة إلى الدراسات التي تنشر على مدار الساعة وتتناول مختلف أبعاد هذا الموضوع.

 

الأول من نوعه

بدورة أوضح الدكتور وائل صالح أن المؤشر قد نظر لنموذج هو الأول من نوعه لقياس قوة ونفوذ الجمعات الدينية، وذلك من خلال مقاربة تجمع بين المناهج الكمية والكيفية ومؤشرات رئيسية وفرعية قادرة على قياس أدق أوجه القوة والنفوذ لجماعة الإخوان في 50 دولة تمثل وتغطي قارات العالم الخمس.

كما يلبي المؤشر الحاجة المتزايدة للحصول على إشارات مبكرة وواضحة عن التطورات الحالية والمستقبلية لمدى نفوذ جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، بشكل يؤدي لسرعة الاستجابة المناسبة تجاه الجماعة على صعيد السياسات، ويوفر إجابات صادقة وموضوعية عن قدرة الجماعة على الوصول لأهدافها واستشراف مستقبلها.

 

 

مقاربة تطبيقية

بدوره أشار البروفيسور باتريس برودور إلى أن المؤشر يأتي في إطار جهود باحثي مركز تريندز إلى وضع مبادئ لمقاربة تؤسس لمرجعية معرفية عربية في دراسة ظاهرة الإسلام السياسي ولتحديد بعض المجالات الجديدة في البحث فيها، ومن أهمها تبني مقاربة تطبيقية – مثل هذا المؤشر – قادرة على فهم ظاهرة الإسلاموية الإخوانية من جميع جوانبها وعلى رصد ديناميكياتها وتحولاتها.

 

رصينة

من جانبه أكد البروفيسور ميشيل يونس المنسق العام للمنصة الجامعية لدراسة الإسلام على أن أهمية المؤشر تكمن في أنه يقدم خارطة بتواجد وقوة نفوذ الإخوان في العالم وذلك من خلال منهجية علمية  ومقاربات رصينة.

القراءة الجغرافية لقوة نفوذ الجماعة ممتازة وتسمح بمعرفة مكامن القوة والضعف لدي الجماعة على المستويات المجتمعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية وهو ما يسد فراغا في المكتبات الفرنسية.

 

مواجهة الفكر بالفكر

الى ذلك بين فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز – دبي» أن «قياس قبول الإخوان المسلمين الذي أصدره تريندز حول.. كيف ينظر رواد التواصل الاجتماعي إلى الإخوان المسلمين في العالم؟»، يرصد كل ما كتب حول جماعة الإخوان خلال عام 2023، على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف بناء قياس حول شعبية الجماعة وقياس توجهات الرأي العام تجاه الجماعة، مضيفاً أن القياس اعتمد على بناء نموذج تحليلي «SWOT» الذي يقوم على عناصر أربعة، وهي «نقاط القوة، ونقاط الضعف، والتهديدات، وشرح الفرص المتاحة للتعامل مع الانتشار الإخواني«.

وذكر المهري انه انطلاقًا من عمل المركز بمبدأ مواجهة الفكر بالفكر، شكل تريندز فريق عمل، قام برصد دوري لتفاعلات الرأي العام عالميًا نحو جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا ان فريق العمل في تريندز ينوي التوسع في المؤشر، على أن يتم عمل استطلاع ميداني، مع عقد مقارنة مع ما تأتي به النتائج في العالم الافتراضي، لكي تضح الصورة أكثر حول أساليب الإخوان التي تحاول إظهار أن لديها ظهير قوي على المستوى الشعبي.

وأكد المهري أن مخرجات القياس تضمنت تقريراً تفصيلياً أبرز الجوانب التحليلية كافة، الكمية والكيفية، الخاصة بالعينة التي بني على أساسها القياس، حيث حدد التهديدات والفرص المتاحة لمكافحة الجماعة ومنهجها، مبيناً أن نسبة التوجه السلبي في الحديث حول منهج جماعة الإخوان مثلت 68.8% من عينة القياس، وركزت التفاعلات على أن الجماعة لا تمثل الدين الإسلامي، بل شوهت الدين وأساءت للمسلمين، كما أكدت أن منهج الجماعة منحرف ومتطرف، فيما وصفت معظم التدوينات جماعة الإخوان بـ«خوارج العصر»، بينما يراها الكثيرون لا تؤمن بمفهوم الانتماء والولاء للوطن.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

أدنى توقيت مدرسي في العالم..وساعات تدريس الرياضيات في تونس أكثر من الجزائر

يعتبر مستوى أداء النظام المدرسي الجزائري من أدنى الأنظمة في العالم، لعدم احترامه التوقيت المدرسي المعمول به عالميا. ناهيك غ الانقطاعات المتكررة عن العمل ما يحول دون العمل على مدار اثنان وثلاثين ساعة على المستوى الابتدائي. في وقت يصل عمر هذا التوقيت إلى مابين 36 و38 أسبوعا أوروبيا.

سجلت الحكومة من خلال التحقيقات التي فتحها قضاة مجلس المحاسبة تجاوزات بالجملة لدى تقييمهم للبرامج وأساليب وكذا المقررات التي يتوجب تصحيحها. استهلها القضاة بالحجم الساعي لمادة الرياضيات في المستوى الابتدائي والمحدد بـ720 ساعة مقارنة بتونس أين يصل إلى التعليم الابتدائي تونس 960 ساعة، وفرنسا 900 ساعة.

وقد أدى هذا القصور في تنظيم التوقيت المدرسي، بالإضافة إلى طغيان نشاط مراقبة المضامين على حساب مفهوم تقييم الكفاءات. إلى تدريس متراكم وعدم اكتساب المواد الأساسية التعليمية.

مقالات مشابهة

  • الحوثي يزور العرضي ويؤكد: تحركات أمريكا الأخيرة فاشلة ورهانها على "الشرعية" خاسر
  • “تريندز للبحوث والاستشارات” يتوج بجائزة أفضل مركز بحثي في عام 2024
  • خلال لقائه سفيرة فرنسا.. العرادة يدعو المجتمع الدولي إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن
  • أدنى توقيت مدرسي في العالم..وساعات تدريس الرياضيات في تونس أكثر من الجزائر
  • المستوى الأول بـ395 ألف جنيه.. أسعار حج الجمعيات الأهلية
  • أسعار حج الجمعيات الأهلية 2025.. المستوى الأول بـ 395 ألف جنيه
  • تريندز يحصل على جائزة أفضل مركز بحثي خلال 2024
  • “تريندز” يحصل على جائزة أفضل مركز بحثي خلال 2024
  • داليا عبد الرحيم: الإخوان اعتمدوا على دعم تركيا وقطر لتعزيز نفوذهم السياسي
  • “تريندز” يقوم بجولة في البرلمان البريطاني ويطلع على أقدم وأعرق البرلمانات في العالم