أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «تريندز» يُدشن مؤشراً لقياس نفوذ جماعة «الإخوان» على المستوى الدولي قرقاش: جهود إماراتية مكثفة لضمان الاستقرار والازدهار الإقليميللحكايات سحر لا ينتهي في مختلف ثقافات العالم، إنها ذات حضور عابر للثقافات الإنسانية، وطالما كان الإنسان شغوفاً بالاستماع إليها منذ الطفولة، حيث تعد الحكاية مصدراً للمتعة والتثقيف والتعليم، وتعريفها في معاجم اللغة، أنها كل «ما يُحكَى ويُسْرَد ويُقصّ سَواء واقِعياً كان أم خَيالياً»، وما زال متحف «اللوفر- أبوظبي»، يحتفي بسحر الحكايات الخالدة في الذاكرة الإنسانية والتراث العالمي، في معرضه الأول لعام 2024، والذي انطلق في مارس الماضي، ويستمر حتى 21 يوليو 2024، تحت عنوان «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحِكَم»، حيث يستعرض الأسلوب الأدبي الذي تتميز به الحكايات الرمزيّة عن الحيوانات، وما تتضمنه من حكمة.
ويسلط المعرض- حسب البيان الصحفي لـ«اللوفر أبوظبي»- «الضوء على حكايات الحيوانات، بدايةً من حكايات كليلة ودمنة، إلى حكايات جون دي لافونتين. وتُعرف الحكاية الرمزيّة بأنها أسلوب كتابي تشترك فيه جميع الثقافات وتعود أصوله إلى العصور القديمة. كما يتمثل الهدف من هذه الحكايات المجازية القصيرة الموجهة إلى الكبار والصغار على حد سواء في تعليم القرّاء دروساً قيّمة في حياتهم بطريقة ممتعة ومسلية.. كما يهدف هذا النوع من القصص كذلك إلى المساهمة في تشجيع التحلّي بالسلوك القويم على المستويات الشخصية، والعائلية، والعامة. والنشأة الأولى لهذا الأسلوب الأدبي كانت في الهند واليونان، ثم شهد تطوراً بعد ذلك على يد شخصيتَين بارزتَين هما: ابن المقفع في العالم العربي الإسلامي، وإيسوب في العالم اليوناني الروماني. وقد شهد كِلَا الأسلوبَين انتشاراً واسعاً لعدة قرون حققا خلالها نجاحاً باهراً، كما جرت ترجمتهما، وبلغا ذروة الشهرة في القرن السابع عشر على يد مؤلف الحكايات الرمزيّة الفرنسي جون دي لافونتين».
يتكون المعرض من 3 أقسام رئيسة: القسم الأول: رحلات الحكايات الرمزيّة. القسم الثاني: رواية القصص. القسم الثالث: الحكايات الرمزيّة اليوم، ويضم نحو 132 قطعة فنية تشمل مخطوطات، وأعمالاً فنية تصويرية، وأعمالاً فنية ثلاثية الأبعاد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
رغم الصعوبات.. زراعة نخاع لطفلة بمستشفى مقدسي
القدس- في قسم أمراض الدم وزراعة النخاع بمستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) بمدينة القدس المحتلة، ترقد امرأتان وطفلة على أسرّة الشفاء، بعد إجراء عمليات زراعة نخاع عظمي ذاتية لهن، وكانت العملية التي أُجريت للطفلة سارة عبيد (13 عاما) -التي تعاني ورما في العظام- هي الأولى من نوعها في مستشفى مقدسي وفلسطيني يعاني من شح الإمكانات.
الجزيرة نت زارت القسم، الذي يعمل فيه عشرات الأطباء والممرضين كخلية نحل، ورافقتهم خلال إجراء عمليتي زراعة نخاع ذاتية لمريضة تعاني الورم النقوي المتعدد، وأخرى تعاني سرطان هودجكين "الليمفوما"، ووصلت كلتاهما من مناطق الضفة الغربية التي يفصلها عن القدس جدار وحواجز إسرائيلية، حيث لا بد من تنسيق خاص للدخول.
بين غرف مريضاته الثلاث وغرفة رابعة يرقد فيها مريض يتم تحضيره لعملية زراعة النخاع الذاتية من خلال فصل الخلايا الجذعية عن مكونات الدم الأخرى، يتنقل اختصاصي أمراض الدم وزراعة النخاع ورئيس قسم الدم وزراعة النخاع في مستشفى المطلع الطبيب حمدي جنازرة، ويتحدث بفخر عمّا وصل إليه قسمه بعد تذبذب العمل فيه لسنوات.
جنازرة (الأول من اليسار) وطاقمه في أثناء إجراءات عملية زراعة نخاع ذاتية في مستشفى المطلع (الجزيرة) تعثر وإصراريقول جنازرة إن القسم أجرى 3 عمليات زراعة نخاع ذاتية عام 2017، لكن العمل تعثر لاحقا لوجود نقص في التدريب وتعثر الاستعانة بخبرات خارجية دائمة فتقرر إنشاء برنامج مستدام لعمليات زراعة النخاع، مما تطلب الاعتماد على الطواقم الداخلية فتم تدريبها بالخارج والانطلاق مجددا في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"استقبل القسم مريضين من غزة وآخرين من الضفة الغربية وبعد إجراء الزراعة لهم اندلعت الحرب، وأصبحت لدينا مشكلة في وصول المرضى فانقطع العمل لـ6 أشهر، وانطلقنا مجددا في أبريل/نيسان المنصرم" يضيف جنازرة.
يحتاج المريض للمكث في غرف حجر صحي معزولة بهذا القسم نحو 16 يوما، وبالتالي تُجرى بين 4 إلى 6 عمليات زراعة نخاع ذاتية شهريا، لأن القدرة الاستيعابية لهذا القسم هي 4 غرف.
إعلانويتحدث الطبيب بفخر عن تدرج العمل في القسم من عمليات زراعة نخاع ذاتية للبالغين، وقبل أيام إجراء أول عملية من هذا النوع لطفلة، ويقول إن الخطوة القادمة التي يطمحون لها في الربع الأخير من عام 2025 هي قدرة القسم على إجراء عمليات زراعة نخاع من متبرع، لا ذاتية.
ويقول جنازرة: "نحن فخورون بالمستوى الذي وصلنا إليه بالنظر إلى مخرجات المرضى الذين تعتبر مؤشرات فحوصاتهم إيجابية بعد الخروج من قسمنا.. هذه الخدمة نوعية على مستوى الوطن خاصة أنها تقدم في القدس، وكان المرضى الفلسطينيون قبل ذلك يحولون لإجراء هذه العمليات خارج البلاد، والضرورة الملحة هي التي دعتنا للذهاب بخطواتنا إلى الأمام رغم قلة الموارد وشح الإمكانات".
التحضير لزراعة النخاع من خلاع فصل مكونات الدم وتجميع الخلايا الجذعية اللازمة (الجزيرة) خطة إستراتيجيةقبل الخروج من هذا القسم باتجاه إدارة المستشفى، أشار جنازرة إلى أن قسم أمراض الدم يستقبل 30% من إجمالي المرضى الذين يصلون إلى مستشفى المطلع بالقدس.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمستشفى المطلع ورئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع الطبيب فادي الأطرش -في مستهل حديثه للجزيرة نت- إن إعادة افتتاح قسم زراعة النخاع يعتبر تحديا وتثبيتا لمكانة القدس ومؤسساتها الصحية كمؤسسات مركزية في النظام الصحي الفلسطيني.
وأضاف أن الهدف الرئيسي لمستشفى المطلع هو تطوير الخدمة التي يحتاجها المجتمع والنظام الصحي الفلسطيني لتقليل الاعتماد أو الحاجة لأنظمة خارجية، وأن خبرة المستشفى على مدار أكثر من ربع قرن في علاج أمراض السرطان المختلفة، ووجود قسم الدم منذ 15 عاما هما الدافع الرئيسي للانطلاق بعمليات زراعة النخاع بشكل منتظم.
"وضعنا خطة إستراتيجية لتنفيذها على مدار 5 أعوام وتبدأ بعمليات زراعة النخاع الذاتية للبالغين ثم للأطفال وهو ما تم قبل أيام، ومع نهاية عام 2025 سنكون مستعدين لإجراء عمليات زراعة النخاع من متبرع، وهي الخطوة الأصعب، وستكون هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في فلسطين، وبها سنكون قد أغلقنا 90% من دائرة الرعاية بأمراض الدم والسرطان" يوضح الأطرش.
إعلانوبانطلاق خدمة زراعة النخاع في القدس وفرّ مشفى المطلع نحو 40% من تكلفة تحويل المرضى إلى الخارج، لذلك يعتبر الأطرش أن المستشفى هو جزء من النظام الوطني الصحي الفلسطيني.
مرحلة إخراج الخلايا الجذعية بعد تخزينها وتجميدها بالنيتروجين استعدادا لإعادة زرعها (الجزيرة) نقلة نوعية بتمويل قطريوفي إطار خطة التطوير، تطرق مدير المستشفى إلى تبرع صندوق قطر للتنمية لتطوير قسم العلاج الإشعاعي، الذي أُدخل إليه جهاز "المُسارِع الخطّي" المتقدم الذي يدخل تقنية الذكاء الاصطناعي في العلاج الإشعاعي.
وأشار الأطرش إلى أنه تم وضع لبنات أساسية في تطوير القسم نوعيا، وكانت أولاها عام 2004 عند تأسيسه ثم عام 2011 وفي 2018، وفي 2025 عند تشغيل الجهاز الجديد ستكون نقطة التحول الرابعة التي ستنقل القسم من العمل بالتقنيات العادية إلى تقنية الذكاء الاصطناعي.
وأضاف مدير مستشفى المطلع أن "أهمية الأجهزة المتطورة تكمن في أنها تسمح للإشعاع بالوصول إلى أماكن لم يكن بإمكاننا الوصول إليها تقنيا في السابق، فيمكنها علاج أكثر من موقع بشكل متزامن والتخفيف من الأعراض الجانبية عبر تخفيف الإشعاع للأعضاء السليمة، وهذا يمنح نوعية حياة أفضل للمريض ويرفع فرصة شفائه وفرص التعامل مع المرض" .
عن المشاريع الأخرى التي يطمح إليها المستشفى والتي ستشكل قفزة نوعية في عمله، أشار الأطرش إلى إنشاء جناح كامل للعناية بكبار السن من المقدسيين الذين لا يوجد أمامهم خيارات سوى داخل المستوطنات حيث تتوفر الخدمة ويضطر البعض للتوجه إليها.
وختم بالقول: "لدينا قائمة انتظار طويلة لقسم مرضى كبار السن، واستطعنا استصدار رخصة للبناء، وكنا على وشك الانطلاق بالمشروع، لكن بسبب الظروف الراهنة ونقص التمويل تعطلت عديد من المشاريع، ومن ضمنها هذا المشروع".