سيد الحجار (أبوظبي)
أكد محمد عبد القادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في «مصدر»، اهتمام الشركة بتعزيز الشراكات طويلة المدى في مجال الهيدروجين الأخضر عالمياً، واستكشاف المزيد من الفرض بالقطاع لتحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى طاقة إنتاجية عالمية سنوية من الهيدروجين الأخضر تصل إلى مليون طن بحلول عام 2030، كجزء من خطط دولة الإمارات لترسيخ مكانتها كمركز للهيدروجين الأخضر، والاستحواذ على 25% من سوق الهيدروجين منخفض الكربون العالمي بحلول عام 2030.


وقال الرمحي لـ «الاتحاد» على هامش مشاركته في القمة العالمية لطاقة المستقبل: إن بناء على السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون، التي تم إصدارها نهاية العام الماضي، والتي تهدف إلى تحقيق استراتيجية أبوظبي ورؤية الدولة في مجال التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة، تم تفويض «مصدر» باعتبارها الممثل عن الشركات العاملة في قطاع الطاقة بأبوظبي، فيما يتعلق بمشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين.

أخبار ذات صلة 4610 علامات تجارية جديدة في الإمارات مديرة الاستدامة بـ«الدار» لـ«الاتحاد»: تعزيز الشراكات مع الموردين لخفض الانبعاثات بالقطاع العقاري في أبوظبي

وأضاف أنه بناء على ذلك تتواصل «مصدر» مع مختلف الجهات المعنية في أبوظبي، بهدف تطبيق خطة تنموية شاملة فيما يتعلق بتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر في الإمارة، ما يرسخ مكانة أبوظبي الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة، ويعزز تطبيق استراتيجية الشركاء (طاقة، وأدنوك، ومبادلة)، لتطوير ما لا يقل عن 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2030 إلى 2033 في أبوظبي.
وأوضح الرمحي أن إدارة الهيدروجين الأخضر في «مصدر» تهدف لأن تصبح منتجاً رائداً بحلول عام 2030، ما يدعم سياسة الإمارات للهيدروجين منخفض الكربون التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر (COP28)، وإبرام اتفاقية تعاون استراتيجي بين دائرة الطاقة في أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار و«مصدر» لتعزيز مكانة دولة الإمارات عالمياً في مجال إنتاج وتصدير الهيدروجين.
وتظهر المشاريع التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر الـ 12 الماضية التزام «مصدر» بتنفيذ حلول خضراء واسعة النطاق للهيدروجين ومشتقاته، حيث تتعاون «مصدر» مع شركات الطاقة اليابانية «إنبكس» و«طوكيو للغاز» و«أوساكا للغاز» لاستكشاف فرص إنتاج الميثان الإلكتروني بأبوظبي، كما عقدت شراكة مع «أو أم في» للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر لإزالة الكربون من العمليات الصناعية. 
ووقعت «مصدر» اتفاقية مع شركة «اتش واي 24» الفرنسية للتعاون في تطوير والاستثمار في مشاريع بقيمة تصل إلى ملياري يورو، وشراكة مع مجموعة «حديد الإمارات أركان»، لتطوير مشروع مبتكر للهيدروجين الأخضر بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الصلب في دولة الإمارات، كما تعاونت «مصدر» مع «توتال للطاقات» في إنجاز أول رحلة طيران لاختبار إمكانية تحويل الميثانول إلى وقود مستدام للطائرات، كما انضمت «مصدر» إلى مجلس الهيدروجين بهدف تعزيز مساهمة الهيدروجين في تحقيق الأهداف العالمية الخاصة بالحد من الانبعاثات الكربونية.

تعاون استراتيجي
وقال الرمحي: نعمل على وضع خطة عمل واضحة من خلال إعداد البنية التحتية اللازمة لذلك، فضلاً عن قوانين تحفيز الاستثمارات لجذب المستثمرين العالميين المهتمين بقطاع الهيدروجين الأخضر في أبوظبي.
ووقعت مجموعة موانئ أبوظبي وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، مذكرة تفاهم، على هامش (COP28)، بموجبها سيتعاون الطرفان لاستكشاف فرص تطوير مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن مناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي (كيزاد)، بما يخدم الأسواق المحلية والأسواق التصديرية. وافتتحت «أدنوك» نوفمبر الماضي محطة «H2GO»، أول محطة تجريبية فائقة السرعة في المنطقة للتزود بوقود الهيدروجين الأخضر، حيث ستقوم المحطة، التي تديرها شركة «أدنوك للتوزيع» وتم إنشاؤها على قطعة أرض وفرتها «مدينة مصدر»، بإنتاج الهيدروجين الأخضر النظيف من الماء باستخدام محلل كهربائي يعمل بشبكة كهرباء نظيفة.
وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050 الوصول بالإنتاج المحلي إلى 1.4 مليون طن سنوياً من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2031، مع طموح لزيادة الإنتاج إلى 15 مليون طن سنوياً بحلول عام 2050.

أسواق عالمية
وأكد الرمحي أن «مصدر» تسهم بدور ريادي في استكشاف فرص إنتاج الهيدروجين، حيث تستثمر الشركة وتطور مشاريع استراتيجية ومنصات قابلة للتطوير في الأسواق العالمية الرئيسية. ووقعت «مصدر» وشركة «دايملر تراك»، الرائدة عالمياً في تصنيع المركبات التجارية، مؤخراً مذكرة تفاهم لاستكشاف جدوى تصدير الهيدروجين الأخضر المسال من أبوظبي إلى أوروبا بحلول عام 2030. 
وأعلنت «مصدر» عن توقيع اتفاقية مع شركة «فيربوند» للهيدروجين الأخضر لاستكشاف فرص تطوير محطة للهيدروجين الأخضر في إسبانيا بما يدعم إزالة الكربون من القطاعات كثيفة الانبعاثات في أوروبا.
كما وقعت «مصدر» وميناء أمستردام و«سكاي ان ار جي» و«زينيث انرجي ترمينالز» اتفاقية مشتركة لإجراء دراسة جدوى لتطوير سلسلة توريد للهيدروجين الأخضر المسال الذي تنتجه «مصدر» وتوريده إلى ميناء أمستردام.

تطوير مشترك
كشفت «مصدر» مؤخراً عن توقيع اتفاقية تطوير مشترك مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لتطوير محطة طاقة رياح بقدرة جيجاواط مع نظام بطارية لتخزين الطاقة، ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى تطوير محطة للهيدروجين الأخضر في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأوضح الرمحي أن مشاريع مصدر تتوزع على أكثر من 40 دولة حول العالم، فيما تفوق استثماراتها 30 مليار دولار، بقدرة إجمالية لتوليد أكثر من 20 جيجاواط من الطاقة النظيفة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مصدر شركة مصدر طاقة المستقبل القمة العالمية لطاقة المستقبل قمة طاقة المستقبل الهيدروجين الأخضر الإمارات الهیدروجین الأخضر فی للهیدروجین الأخضر إنتاج الهیدروجین منخفض الکربون بحلول عام 2030 فی أبوظبی فی مجال

إقرأ أيضاً:

هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة «أوبك» لـ«الاتحاد»: زيادة الاستثمارات بقطاع النفط ضرورة والطلب سيواصل النمو

حامد رعاب (أبوظبي)

أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أهمية الاستثمار في جميع مصادر الطاقة، حيث يحتاج العالم لجميع المصادر من دون إقصاء أي نوع من الطاقة، سواءً كان الوقود الأحفوري أو النفط أو الغاز أو غيره، موضحاً أن العالم بحاجة لاستثمارات هائلة في مجال الطاقة، بما يضمن توفير الإمدادات بشكل أمن لتحقيق النمو الاقتصادي.
وقال الغيص، في تصريحات خاصة لـ«مركز الاتحاد للأخبار»، على هامش مشاركته في «أديبك 2025»، إن صناعة النفط بحاجة لاستثمارات تقدر بنحو 18.2 تريليون دولار من الآن، وحتى حلول عام 2050، بما يعادل نحو 700 مليار دولار سنوياً، وذلك في عمليات الاستكشاف والحفر والتنقيب والتكرير والبتروكيماويات والعمليات اللوجستية وغيرها.

أخبار ذات صلة انتعاش أنشطة الأعمال يعزّز زخم الاقتصاد غير النفطي «أكاديمية أبوظبي البحرية» تستعرض برامجها التدريبية المتقدمة

وأشار إلى أن الكلمة الافتتاحية لمعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، كانت قوية ومؤثرة، وتضمنت إحصائيات واضحة، مضيفاً: «سعداء في (أوبك) بتماشي هذه الأرقام والمؤشرات والإحصائيات مع رسائل المنظمة خلال السنوات الماضية».
وأضاف: «فيما يتعلق بالطلب على النفط في المستقبل، أشار معالي الدكتور سلطان الجابر، بوضوح في رسالته إلى أن إنتاج النفط سيستمر فوق مستوى 100 مليون برميل يومياً لما بعد عام 2040، بينما تشير أبحاث (أوبك) إلى أن مستوى الطلب على النفط سيرتفع لنحو 123 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050 مع إمكانية استمرار تزايد الطلب».
وقال الغيص: «هذه الأرقام ليست مجرد توقعات، بل وقائع وحقائق على أرض الواقع، حيث نحقق سنوياً مستويات قياسية في الطلب على النفط مدفوعاً بالعديد من العوامل المهمة مثل، النمو الاقتصادي العالمي، حيث من المتوقع ارتفاع عدد سكان العالم بحلول عام 2050 بنحو ملياري نسمة، معظمهم في الدول النامية، بجانب تضاعف حجم الاقتصاد العالمي بالمقارنة مع مستواه الحالي، بسبب النشاط التجاري ودوران عجلة الاقتصاد العالمي، فضلاً عن استمرار بناء مدن جديدة في مختلف أنحاء العالم، حيث تدفع هذه العوامل  في اتجاه زيادة الطلب على الطاقة بنحو 23% حتى حلول عام 2050، فيما سيصل الطلب العالمي على النفط وقتها إلى 123 مليون برميل يومياً». 
 وحول معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2025»، قال الغيص إن عدد المشاركين في «أديبك» يزداد بوتيرة سنوية، ما يؤكد أهمية هذا الملتقى العالمي الذي جذب نحو 200 ألف مشارك في دورته الحالية، مشيراً إلى أهمية الحدث في جذب المهتمين بقطاع الطاقة من جميع أنحاء العالم من مستثمرين ومسؤولي شركات وبنوك وهيئات دولية وحكومات تجتمع في أبوظبي عاصمة الطاقة.
وأوضح أن «أديبك 2025» شهد مناقشات هامة تشير لوجود تحول جذري الآن في النقاش حول مستقبل آفاق الطاقة للعالم، معرباً عن سعادته بالمداخلات والمناقشات التي دارت في الحلقات النقاشية، مع شعور الجميع بأهمية الاستثمار، لضرورة تمكين العالم من توفير الطاقة وإمدادات النفط بشكل أمن، وتزويد العالم بالوقود من أجل تحقيق النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن كافة الرسائل خلال «أديبك 2005» تتطابق تقريباً مع رسائل منظمة «أوبك».

مقالات مشابهة

  • البيئة : مصر تستهدف الوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة بحلول 2030
  • منال عوض: مصر تستهدف الوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة بحلول 2030
  • أبوظبي تستكشف «المدن الإسفنجية» وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحضرية في الصين
  • مسؤولون بشركات عالمية لـ«الاتحاد»: الإمارات سباقة في تبني حلول الذكاء الاصطناعي بقطاع الطاقة
  • سيف بن زايد يزور «أديبك 2025» ويشيد بحلول الطاقة المستدامة والابتكار التقني
  • "مصدر" و"OMV" تطلقان مشروعاً للهيدروجين الأخضر في النمسا
  • «مصدر» و«أو أم في» تتعاونان لتطوير وتشغيل محطة للهيدروجين الأخضر بالنمسا
  • الاتحاد الأوروبي يطلق خطة بتكلفة 2.9 مليار يورو لاستخدام الوقود الأخضر للنقل الجوي والبحري
  • طارق صالح يحمل ملف الإعمار الأخضر إلى قمة المناخ في البرازيل
  • هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة «أوبك» لـ«الاتحاد»: زيادة الاستثمارات بقطاع النفط ضرورة والطلب سيواصل النمو