مجرد رد أم ضربة كبرى في رأس الأفعى الصهيونية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
عاش الكيان الصهيوني المجرم مساء الأحد الماضي أسوأ ليلة في تاريخ وجوده الإجرامي على أرضي فلسطين المحتلة تلقى فيها ضربة عسكرية واسعة وقوية تحت عنوان الرد على جريمة استهدافه للقنصلية الإيرانية في دمشق قبل حوالي أسبوعين، وقد نفذت هذه العملية بحسب ما أعلنته وسائل إعلام العدو ووكالات أخبار عالمية بأكثر من 350 صاروخاً وطائرة مسيرة من أجيال وطرازات مختلفة، وبعيداً عن التصريحات الإعلامية الظاهرية حول هذه العملية سواء الصادرة من إيران أو من العدو الصهيوني أو من أي جهة دولية أخرى تناولت هذه العملية في أخبارها أو تقاريرها ووصفتها بالرد الإيراني على العدو الصهيوني، فإن هذه العملية المباركة أكبر بكثير من مسمى الرد فهذا الوصف قد يُقْبَلْ من الجانب الإعلامي من إيران لإكسابها المشروعية العملية أمام المجتمع الدولي، لكنه غير مقبول من وجهة النظر العسكرية والسياسية بسبب طبيعة الصراع في المنطقة والعدوان الصهيوني الوحشي المستمر على غزة من جهة وبسبب حجم العملية الواسع وزمنها والأطراف التي شاركت فيها من جهة أخرى، فمن وجهة النظر العسكرية والسياسية لا يعقل أن تكون هذه العملية مجرد رد على عملية قام بها العدو الصهيوني ضد قنصلية إيرانية مهما كانت الخسائر، لأنها أكبر وأقوى بكثير من عملية العدو الصهيوني على القنصلية الإيرانية ولو كانت مجرد رد لكانت متناسبة مع جريمة العدو أو أقوى منها بقليل.
لكن عملية كبيرة بهذا الحجم ومشاركة أطراف محور المقاومة فيها كل ذلك يشير إلى أنها أكبر من مجرد رد، ما يعني أنها عملية مدروسة تضمنت هدف الرد وأهدافاً أخرى قد تكون أهم من الرد نفسه لإيران وأطراف محور المقاومة خصوصاً ونتائجها حتى هذه اللحظة تؤكد ذلك ومنها أن العدو الصهيوني ادعى نجاحه في اعتراض 99% من صواريخها ومسيراتها وبتكلفة تجاوزت المليار والنصف دولار، لكن الكثير من الدلائل تؤكد عكس ذلك وهو ما أكده الكولونيل الأمريكي المتقاعد ماك غريغور مستشار “البنتاغون” السابق في مقالة له نشرتها مجلة “ذا اميركان كونسر فاتيف” أن إيران أثبتت أنها قادرة على تدمير إسرائيل وأن الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط لا تخدم أحداً لا أمريكا ولا أوروبا ولا آسيا – منبهاً إلى خطورة إغلاق مضيق هرمز وإغلاق مضيق باب المندب كلياً أمام العالم، ومحذراً من تدخل روسي مباشر لصالح إيران وأنها لن تقبل بأي هجوم مدمر ضد إيران وفيما لو ردت إسرائيل على هذه العملية قال: إن ردها سيكون شرارة تشعل حرباً إقليمية كارثية على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي ستكون مجبرة على الدخول فيها مع إسرائيل، وستكون أمام العالم هي السبب في إشعال حرب إقليمية لا يستبعد أن تطور سريعاً إلى حرب عالمية كبرى ثالثة قد تتمخض عن زوال إسرائيل.. وأضاف، أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والأردنية فشلت في صد أسلحة العملية وأن إيران وحلفائها نجحوا في تصنيع أسلحة قادرة على اختراق أحدث منظومات الدفاع الجوي، من جهة أخرى فإن تحليلات الكثير من الخبراء الإسرائيليين عبر قنواتهم أكدت كارثية عواقب أي رد إسرائيلي على إيران محذرين من كارثية الرد الإيراني على أي رد إسرائيلي قادم وأنه لن يكون من إيران فقط، بل سيكون من حزب الله ومن اليمن وهما يمتلكان ترسانة صاروخية ومسيرة كبيرة جدا إضافة إلى العراق وإيران والتي لم تستخدم في هذه العملية أي من أسلحتها الفتاكة إضافة إلى أن الظروف الداخلية والخارجية التي تعيشها إسرائيل غير مناسبة حاليا للرد على إيران إطلاقا.
وهذا يعني أن العدو الصهيوني بعد هذه العملية أصبح بعد هذه العملية في مأزق خطير ولم يعد أمامه إلا خيارين إحدهما أمر من الآخر الأول الرد على إيران وإشعال حرب إقليمية ومنها إلى حرب عالمية كبرى يكون من أهم نتائجها زوال إسرائيل والثاني عدم الرد على إيران وحينها ستكون مجبرة على إنهاء عدوانها على غزة في أسرع وقت ولن تنجح في ذلك إلا بالموافقة على شروط حماس وبذلك تكون قد أعلنت انهزامها أمام المقاومة الفلسطينية ورسخت أساساً صلباً لقيام دولة فلسطينية بعيدة عن تدخلها وخالية من أي عمالة لها، وهو ما يعني تضاعف قوة المقاومة الفلسطينية وبشكل يستحيل القضاء عليها مستقبلاً، وفي هذه الحالة سيكون زوال إسرائيل أهون من زوال المقاومة الفلسطينية.
فماذا ستقرر الأفعى الصهيونية بعد هذه الضربة المباركة وكيف ستخرج من هذا المأزق؟
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
يمانيون/ تقارير
قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.
وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.
يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.
لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.
وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.
وجهان لعملة واحدةويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:
الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.
الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.
ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.
ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟
يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.
ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟
تغيير ملامح المنطقة
وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:
النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.
النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.
ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.
ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.
ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.
الجهاد في سبيل الله هو الحلوأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.
يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.
ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.
ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.