صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-23@21:03:40 GMT

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

صور المفارقة المفزعة في زمن الحرب

خالد فضل

الدكتور (ق)، قريب وصديق وزميل وحبيب يحمل أرفع درجة علمية في القرية، ما فوق الدكتوراة، وهو أستاذ جامعي مرموق وخبير عالمي يشار إليه بالبنان وتطلبه كل المنتديات والمراجع البحثية عبر القارات، أفنى ردحاً من عمره في الدروس والبحث العلمي الرفيع والتحصيل حتى بلغ شأواً ذا شأن في مضمار تخصصه الزراعي المرغوب والمطلوب عالمياً…

قرر عساكر السودان، الذين تحددت معارفهم ومداركهم في سقف الأوامر والنواهي للجنود، قرروا تدمير ما تبقى من أفق إصلاح للبلاد، فأطلقوها حرباً مدمرة وقودها الناس ومستقبل البلاد واستطاع بعض عناصر الإسلاميين من استثمار تغلغلهم في قيادة القوات المسلحة بصورة خاصة وأشعلوها حرباً ضروساً يعلم خبرها القاصي والداني، ويصطلي بنيرانها وتبعاتها الإنسان السوداني في أي صقيع ومن أي منحدر، وهي حرب خسران مبين كما يعلم حتى راعي الضأن في الخلاء البعيد فما هي القيمة المضافة التي يجنيها هذا الطرف أو ذاك من أطراف الحرب، غير الخزي والعار وصفات الذم واللعنات صباح مساء.

ذلك العالم والخبير المرموق طردته الحرب من داره قرب جامعة في الخرطوم، انطلق بأطفاله وأمهم المريضة توفاها الله في غضون الحرب- لها الرحمة والغفران- يمم صوب الجزيرة حيث أهله وعشيرته، ولكن في الجزيرة طاردته الحرب ولعنتها، فقد زوجه في ظروف إنسانية بالغة الأسى، مع كل تلك الأهوال والمفارقات دهمه داهم من عسكر الدعم السريع، سلبوه السيارة التي هي إحدى أدوات عمله ولم يجزع ثم واصل حياته في القرية، فانقطعت الكهرباء والماء وانعدم غاز الطبخ طبعاً وانقطعت شبكة الاتصالات تماماً، صار العالم بالنسبة لذلك العالم الكبير منحصراً في حكاوي الدكاكين وثرثرة القرية، أين منصات المؤتمرات وورش العمل ومختبرات البحث العلمي المهني التي أمضى فيها عشرات السنين؟ أين صالات المطارات في كل القارات تلك التي مشت عليها خطواته الواثقة المبدعة؟ أين قاعات الدرس والمحاضرة، أين حقل التجريب، وشلة الطلبة والدارسين والباحثين الذين كان فيهم يحاضر ويناقش ويصوب ويزيد ويستزيد، أين وأين وأين وهو مضطر لحمل إناء الماء وجلبه من الجيران ليتوضأ أو يستحم، هو مضطر لجر العود ليحرقه فحماً على طريقة الكمائن البدائية وهو من يحاضر حول أحدث الطرق والتكنولوجيا الحيوية وسلامة البيئة.

تُرى كم من عقل جهيز أهدرته هذه الحرب الرعناء، كم من خبير ومبدع وفنان وعالم وطبيب ومفكر فقدنا تحت قذف البراميل المفخخة ولهب المدافع المصوبة لتصيب عقل الوطن في مقتل، وتصيب فؤاد الوطن بالحزن المقيم، إنها لعنة الحرب يا صاحب، فلا تحزن ولا تيأس.. إن غداً موجود رغم الغيوم، وأشد ساعات الليل عتمةً تلك التي تسبق الفجر بقليل إن شاء الله.

لا للحرب.. نعم للسلام..

الوسومالإسلاميين الجامعة الجزيرة السودان القوات المسلحة الكمائن خالد فضل طبيب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإسلاميين الجامعة الجزيرة السودان القوات المسلحة الكمائن خالد فضل طبيب

إقرأ أيضاً:

ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم

زار سفير فرنسا هيرفي ماغرو المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان.

وأشارت السفارة الفرنسية في بيان، إلى أن "الحوار مع الأمينة العامة للمجلس تمارا الزين ومديري مراكز الأبحاث شكل مناسبة للقيام بجولة أفق حول التعاون الثنائي الكثيف والمثمر بين فرنسا والمجلس. كما زار السفير المركز الوطني للمخاطر الطبيعية والإنذار المبكر والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية".

ولفتت إلى أن "فرنسا تدعم عمل المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان من خلال العديد من مشاريع التعاون، لا سيما في مجال إدارة الأزمات"، وقالت: "في أعقاب الزلزال الذي حدث في 6 شباط 2023 في تركيا وسوريا، وشعر به سكان لبنان بقوة، تم تعزيز التعاون الثنائي في مجال رصد الزلازل على نحو ملحوظ".

وأوضحت السفارة أن "فرنسا قدمت دعما ماديا بقيمة 379000 يورو من خلال مركز الأزمات والمساندة التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية، وأتاح هذا المبلغ تركيب وحدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مما مكن منصة الإنذار المبكر التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية من العمل على مدار الساعة خلال الأزمات، مع تحقيق وفر كبير في الوقت نفسه. واستعمل هذا المبلغ كذلك لنشر 10 محطات جديدة لرصد الزلازل في مناطق مختلفة من البلاد"، وقالت: "بالتالي، يستطيع المركز الوطني للجيوفيزياء أن يحسن بشكل ملحوظ استخدام وتحليل البيانات التي يتم جمعها حول مخاطر الزلازل".

واعتبرت أن "هذا المشروع الذي تدعمه فرنسا ويعنى بسلامة الشعب اللبناني يسلط الضوء على دور المجلس الوطني للبحوث العلمية في مجال الخدمة العامة"، مشيرة إلى أن "هذا المشروع الطموح يواكب توقيع اتفاقية بين المجلسين الوطنيين للبحوث العلمية في فرنسا ولبنان بهدف تعزيز التعاون اللبناني - الفرنسي في مجال علوم الزلازل، وهذا ما نوه به السفير ماغرو والدكتورة تمارا الزين".

ولفتت إلى أن "الشراكة بين فرنسا والمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان تتجلى من خلال الالتزام التقني والتبادلات العلمية مع المجلس الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، إضافة إلى دعم سفارة فرنسا لتنقل الباحثين التابعين للمجلس الوطني للبحوث العلمية ومنح جامعية لشهادة الدكتوراه يستفيد منها طلاب مسجلون وفق نظام الإشراف المشترك أو الإدارة المشتركة مع جامعة في فرنسا" مشيرة إلى "المشاريع المختلفة التي تقوم بها وكالة التنمية الفرنسية والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى".

وأشارت إلى أن "فرنسا عازمة على مواصلة دعمها للأبحاث الجامعية والعلمية في لبنان من خلال مشاريع عدة للمساعدة على تنقل الباحثين، وبرامج المنح، وبرنامج "هوبير كوريان" – "سيدر"، ومواكبة العديد من مشاريع الشراكة الجامعية".

وتحدث ماغرو فقال: "إن هذا المركز، الذي تم تأسيسه عام 1962، هو رمز قيم وميزة كبيرة ودعامة ضرورية لهذه المرحلة المفصلية في تاريخ البلاد".

وأشار إلى أن "للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان أهميّة فائقة بالنسبة إلى استقلال لبنان الغد وسيادته، من خلال تجسيد القوى الحية في البلاد"، وقال: "من دون الأبحاث، يستحيل أن نفهم أو أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم. ويستحيل أيضا أن نتخيل الحلول اللازمة للمستقبل وأن ننير القرارات التي يتخذها المسؤولون من خلال توفير البيانات الموضوعية والموثوقة من أجل إعادة إعمار البلاد".

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت ترصد واقع الخدمات الكارثي في ود مدني
  • ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم
  • بعد أحداث الجزيرة .. أصوات شبابية ترفض عاصفة الكراهية في السودان
  • تعاون بين صحة الجزيرة والصحة العالمية لتنفيذ خطة مابعد الحرب
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟