تمر اليوم ذكرى على توقيع ميثاق الوحدة العربية بين سوريا ومصر، الذي كان يعرف باسم الجمهورية العربية المتحدة. تم توقيع الميثاق في 1 فبراير 1958 بواسطة الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر. تم اختيار عبد الناصر رئيسًا للجمهورية الجديدة والقاهرة عاصمة لها.

تم تحقيق هذه الوحدة نتيجة المطالبة المستمرة من قبل مجموعة من الضباط السوريين، في حين قاد قادة حزب البعث العربي الاشتراكي حملة للاتحاد مع مصر.

وعلى الرغم من أن جمال عبد الناصر لم يكن متحمسًا للانضمام إلى سوريا بشكل مباشر، إلا أنه رأى ضرورة التضامن العربي الذي يجمع العرب ضد القوى العظمى.

منذ منتصف عام 1954، أظهرت الجماهير في سوريا اهتمامًا خاصًا بالثورة المصرية، بسبب قضايا مثل اتفاقية قناة السويس، ومقاومة الاحتلالات، والفكر العربي الذي تبناه قادة الثورة المصرية، والضغط الصهيوني على مصر، والمؤتمر العربي في باندونغ، وصفقة الأسلحة. وكانت هناك أيضًا عوامل خارجية تعزز هذا التقارب، حيث بدأ الاتحاد السوفيتي دعم الوحدة في بداية عام 1956.

عاشق مصر | "أندريا رايدر.. مبدع موسيقى الفيلم" جديد لـ رشا طموم تعرف على تفاصيل مهرجان التحرير الثقافي قبل انطلاقه بالجامعة الأمريكية

في 24 فبراير 1958، أبلغت وزارة الخارجية للأمين العام للأمم المتحدة عن إنشاء الجمهورية العربية المتحدة من قبل مصر وسوريا. وفي مذكرة مؤرخة في مارس 1958، أبلغت وزارة الخارجية أيضًا الأمم المتحدة بالقرار.

ومع تولي شكري القوتلي السلطة في عام 1955، تم تأكيد انضمام سوريا إلى التعاون والتحالف مع مصر. اتفقت مصر وسوريا أيضًا على إنشاء قيادة عسكرية موحدة في دمشق، ولعبت العوامل الخارجية دورًا رئيسيًا في تعزيز هذا التقارب، بما في ذلك دعم الاتحاد السوفيتي.

الوحدة العربية

ومع ذلك، تم إعادة استعادة استقلال سوريا كدولة مستقلة في 8 أكتوبر 1961، حيث أعلن رئيس الوزراء وزير الخارلية السوريون في ذلك الوقت عن رغبتهم في إنهاء الاتحاد مع مصر. هذا أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد بين سوريا ومصر.

فشل الوحدة العربية

قيام جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتى كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت، قدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل، سياسات استبدادية من قبل الحكومة فى الإقليم الجنوبى ساهمت فى توليد انزعاج لدى السوريين الذين كانوا يتباهون بالتعددية السياسية التى اشترط عبد الناصر إلغائها لقبول الوحدة.

فى برقية مؤرخة 8 أكتوبر 1961، أبلغ رئيس الوزراء ووزير خارجية الجمهورية العربية السورية رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن سوريا قد استأنفت وضعها السابق كدولة مستقلة وطلبت من الأمم المتحدة أن تأخذ علما بالعضوية المستأنفة فى الأمم المتحدة للجمهورية العربية السورية. قام رئيس الجمعية العامة بتوجيه هذا الطلب إلى الدول الأعضاء فى جلستها العامة 1035 المعقودة فى 13 أكتوبر 1961.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الوحدة العربية الاتحاد السوفيتي الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر مقاومة الاحتلال الجمهوریة العربیة عبد الناصر رئیس ا

إقرأ أيضاً:

جدل العربية في اسم سوريا.. ماذا تعرف عن أسماء الدولة السورية خلال مئة عام؟

شهدت سوريا تغييرات عديدة في اسمها الرسمي تبعا للتطورات السياسية التي مرت بها خلال المئة عام الأخير بدء من "الجمهورية السورية" إلى "الجمهورية العربية المتحدة” وصولا إلى "الجمهورية العربية السورية.

ويعكس كل تغيير جرى على اسم البلاد التي تحظى بأهمية جيوسياسية عالية بسبب موقعها الجغرافي، التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا منذ الاستقلال وحتى اليوم.

وشهدت الأوساط السورية مؤخرا جدلا بشأن اسم سوريا بعد سقوط النظام المخلوع وانتهاء حقبة حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استمرت لأكثر من 6 عقود.


وانطلق الجدل من حديث الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان والذي عقد في أنقرة قبل أيام، حيث ذكر الشرع "الجمهورية السورية" خلال قراءته كلمة مكتوبة بدلا عن الاسم المقر رسميا وهو "الجمهورية العربية السورية".

ويفتح باب الجدل المثار حول الإبقاء على "العربية" في اسم سوريا أو إلغائها تساؤلات حول المحطات التي جرى بها تغيير اسم الدولة السورية، وتاليا نستعرض أبرز المعلومات حول هذه المراحل:


المملكة السورية العربية (1920)
أعلن في 8 آذار /مارس عام 1920 عن قيام "المملكة السورية العربية" بقيادة الملك فيصل بن الحسين بعد إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية، التي شملت بلاد الشام الكبرى. وتبنت المملكة نظاما ملكيا دستوريا نص على الاسم الأول لسوريا بعد انهيار الدولة العثمانية.

سعت المملكة لتشكيل حكومة وطنية، كما عملت على بناء جيش وطني بقيادة يوسف العظمة، بهدف الدفاع عن الاستقلال. لكن سرعان ما واجهت المملكة تهديدات دولية، خاصة من فرنسا، التي أنهت المملكة بعد دخول قواتها إلى سوريا عقب معركة ميسلون في 27 تموز /يوليو عام 1920.

الجمهورية السورية (1946 - 1958)
بعد استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي في 17نيسان /أبريل 1946، اتخذت البلاد اسم "الجمهورية السورية"، وهو الاسم الذي ظهر في أول دستور لها بعد الاستقلال. كان ذلك جزءا من بناء هوية وطنية لسوريا كدولة مستقلة ذات سيادة، مع الحفاظ على طموحات الوحدة العربية التي كانت شائعة آنذاك.

لكن هذه الفترة لم تخلُ من الاضطرابات السياسية، إذ شهدت سوريا سلسلة من الانقلابات العسكرية بدءا من انقلاب حسني الزعيم عام 1949، مرورا بحكم أديب الشيشكلي (1951-1954)، ثم العودة إلى الحكم المدني الذي قاده شكري القوتلي.

الجمهورية العربية المتحدة (1958 - 1961)
مع تصاعد التيارات القومية في العالم العربي، سعت سوريا إلى تحقيق حلم الوحدة العربية. وفي 1 شباط /فبراير عام 1958، تم الإعلان عن اندماج سوريا ومصر في دولة واحدة تحت قيادة الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، وأُطلق عليها اسم "الجمهورية العربية المتحدة".

وبموجب هذا الاتحاد، تم إلغاء اسم "الجمهورية السورية" واستبداله باسم الدولة الجديدة. كما تم حل الأحزاب السياسية، وفرض نظام حكم مركزي من القاهرة، ما أدى لاحقا إلى استياء العديد من السياسيين والعسكريين السوريين.

الجمهورية العربية السورية (1961 - حتى اليوم)
لم تدم الوحدة طويلا، إذ وقع انقلاب عسكري 28 أيلول /سبتمبر عام 1961 في دمشق، أدى إلى انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة. وبعد الانفصال، أعلنت القيادة السياسية الجديدة تغيير اسم البلاد رسميا إلى "الجمهورية العربية السورية"، في إشارة إلى تمسكها بالهوية العربية رغم الانفصال عن مصر.


ومنذ ذلك الحين، استمر هذا الاسم دون تغيير، سواء خلال حكم حزب البعث الذي استلم السلطة في 1963، أو في ظل دساتير لاحقة مثل الدستور الذي أقر في عهد حافظ الأسد 1973 أو دستور 2012 الذي أقر في عهد المخلوع بشار الأسد.

بعد سقوط نظام الأسد
منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم، عكس اسم سوريا التحولات السياسية الكبرى التي مرت بها البلاد. ورغم كل التغيرات التي شهدتها المنطقة، ظل اسم "الجمهورية العربية السورية" ثابتا منذ عام 1961.

ومع التطور التاريخي الذي شهدته سوريا بإنهاء حقبة البعث وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر لما يزيد عن نصف قرن، يعود الحديث عن اسم سوريا من جديد إلى الواجهة وسط فريقين يرى أولهما ضرورة إلغاء كلمة "العربية" للتعبير عن كافة مكونات المجتمع السوري في حين يرى الفريق الثاني ضرورة الإبقاء عليها أسوة في العديد من البلدان في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • جدل العربية في اسم سوريا.. ماذا تعرف عن أسماء الدولة السورية خلال مئة عام؟
  • الذهب يتراجع بعد مكاسب استمرت 5 جلسات
  • هل يمكن إنشاء تحالف بين تركيا وسوريا والعراق؟
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في زيارته الأولى لجمهورية تركيا
  • القيادة تهنئ رئيس بوروندي بذكرى يوم الوحدة لبلاده
  • القيادة تهنئ رئيس بوروندي بذكرى يوم الوحدة
  • رئيس لجنة التصدير: إحياء الوحدة الاقتصادية العربية ضرورة لإنقاذ الأمة
  • أردوغان: على الدول العربية دعم الحكومة الجديدة في سوريا
  • تأخر خمسة أشهر.. لماذا الإعلان عن تشييع جنازة نصر الله الآن؟
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتوجه إلى تركيا في زيارةٍ رسميةٍ يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان