الثورة نت:
2024-11-08@09:46:47 GMT

إبادة غزة.. وذرائع القوى الاستعمارية

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

 

 

جريمة الإبادة الجماعية في غزة واحدة من جرائم القوى الاستعمارية الاجرامية بحق شعوب الامة العربية، فالقوى الاستعمارية تتبادل الأدوار من جريمة الى أخرى بين منفذ ومشارك ومحرض ومساند بمختلف الوسائل، ففي القرن الماضي تعرضت الشعوب العربية لجرائم إبادة من جانب القوى الاستعمارية في عدد من البلدان العربية منها ليبيا والجزائر وفلسطين المحتلة وغيرها، وذات الامر ينطبق على جرائم القوى الاستعمارية مطلع القرن الحالي في العراق وسوريا وليبيا والسودان وبلادنا وفلسطين المحتلة، خصوصا جريمة القرن في غزة اليوم.


وحين فشل العرب سابقا في إدراك قيمة وأهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي أدركت القوى الاستعمارية هذه القيمة والأهمية فزرعت الكيان الصهيوني في قلب الجغرافيا العربية ليمثل قاعدة متقدمة لهذه القوى لتنفيذ مخططات إجرامية بحق شعوب الأمة العربية، ولتظل حركة هذه الشعوب تحت المراقبة الدائمة عن قرب لمحق أي حالة وعي يمكن من خلالها لشعوب الأمة العربية العمل على نيل حريتها واستقلالها، وتحقيق وحدتها، فالقوى الاستعمارية تدرك جيدا أن وحدة شعوب الأمة العربية وتوظيف عائدات ثرواتها، ومواردها الاقتصادية الهائلة لخدمة شعوبها، سيؤدي إلى تحقيق نهضة كبيرة لشعوبها، وفي زمن قياسي، تتمكن من في ظلها من مواجهة القوى الاستعمارية ورد عدوانها والوقاية من جرائمها، لذلك عملت هذه القوى على توجيه الحملات الاستعمارية لاحتلال الجغرافيا العربية بشكل مباشر، والسيطرة على شعوب الأمة ومواردها، وتسخيرها لخدمة أهداف الاستعمارية، وحرمان شعوب الأمة العربية من الاستفادة بهذه الثروات والموارد بأي شكل من الاشكال، لتبقي هذه الشعوب في حالة فقر وعوز وتخلف، ولتظل موردا دائما للمواد الأولية تدير بها القوى الاستعمارية عجلة صناعاتها المختلفة، وتبقى الشعوب العربية في المقابل سوقا استهلاكية مفتوحة لمنتجات مصانع القوى الاستعمارية، وهذه الحالة كفيلة من وجهة نظر هذه القوى بإبعاد شعوب الأمة العربية، عن التفكير بشكل جدي في مشروع حقيقي لوحدتها، نظرا لعدم امساكها بمقومات وحدتها بأيديها، ولانشغالها بالدوران في فلك البحث عن لقمة العيش، رغم أن الجغرافيا العربية زاخرة بمختلف أنواع الموارد، التي إن تم تسخيرها لخدمة شعوبها فلن يكون هناك محتاج على كافة النطاق الجغرافي للامة العربية، لكن الحاصل أن القوى الاستعمارية تُجرع عدد كبير من شعوب الأمة العربية الموت البطيء من خلال منظماتها العاملة في ما يسمى بالمجال الإنساني، ومن يحاول من أبناء الأمة العربية الدعوة لمواجهة القوى الاستعمارية، والتحرر من سطوتها وهيمنها فإن هذه القوى تختلق مختلف الذرائع لقمع الشعب الذي يتجرأ على الوقوف في وجه إجرام القوى الاستعمارية، وقد تعددت خلال القرن الماضي الذرائع المعلنة للحملات الاستعمارية المباشرة على شعوب الأمة العربية من جانب هذه القوى، فتارة انتصار للصليبية، وأخرى لانتشال شعوب الأمة العربية من حالة التخلف، وحماية الاقليات من الاضطهاد، وحماية حقوق الإنسان، وحماية الممرات المائية وطرق الملاحة الدولية، وكما هو معلن في الوقت الراهن، غير أن كل المبررات والذرائع المعلنة من جانب القوى الاستعمارية، قديما وحديثا، لا تمت بصلة إلى الأهداف الحقيقية للحملات الاستعمارية، ضد شعوب الأمة العربية، والتي تتمثل في إذلالها ونهب ثرواتها وخيراتها، ومنع تبلور ونضج مقومات وحدتها.
وقد عملت القوى الاستعمارية خلال القرن الماضي عقب مغادرتها للدول العربية التي كانت تحتلها، على تثبيت وجودها في مختلف الأجهزة والمؤسسات الرسمية للدولة، إما بشكل مباشر من خلال وجود عناصر استخبارية تتبع القوى الاستعمارية، تحت عدد من المبررات، منها تقديم خدمات استشارية للدول التي تتواجد فيها، أو تدريب العناصر الأمنية في هذه الدول، أو من خلال تجنيد عملاء يعملون لحسابها، ويؤدون المهام المكلفين بها من جانب تلك القوى الاستعمارية، ولا يقتصر وجودها على الأجهزة الأمنية بل في مجالات متعددة منها الزراعية والصناعية والاقتصادية والعسكرية، والشؤون المحلية وغيرها من المجالات .
ولاشك أن القوى الاستعمارية، غير معنية بتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في الدول التي تتواجد فيها، بل إن هدف القوى الاستعمارية هو تكريس وجود الاختلالات في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، لتظهر هذه المؤسسات عاجزة عن إدارة أبسط الشؤون العامة، وعاجزة عن تأمين أبسط مقومات الحياة لشعوب هذه الدول، ولتظهر الدول الاستعمارية من نافذة أخرى، لتغطية عجز أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية، فتعمل هذه الدول على تقديم المساعدات تحت عناوين إنسانية، ومن خلال مئات المنظمات العاملة في هذا المجال، والتي تعد في حقيقتها أو أغلبها ضمن الأجهزة الاستخبارية للدول الاستعمارية، حيث تعمل هذه المنظمات على الحلول تدريجيا محل مؤسسات الدولة المعنية، في توفير الاحتياجات الضرورية لأعداد هائلة من المواطنين في الدول التي تعمل فيها، وهي في حقيقة الأمر تقدم لهم الموت البطيء، وتعمل منظماتها في ذات الوقت ومن خلال توزيعها المباشر واتصالها بالمحتاجين من شعوب الأمة العربية على ربطهم بتلك المنظمات وإضعاف علاقتهم بمؤسسات دولتهم، وهو ما ترتب عليه وجود هوة سحيقة بينهم وبين مؤسسات دولتهم، التي عجزت عن توفير متطلباتهم الأساسية.
ولا يقتصر وجود المنظمات التابعة للقوى الاستعمارية على الجوانب السابقة، بل إنها تعمل على دراسة أدق تفاصيل العلاقات الاجتماعية في شعوب الأمة العربية، لتعمل من خلال نقاط الضعف في هذه العلاقات على تدمير الروابط الاجتماعية، وزرع بذور الصراع في ما بين أفراد المجتمع، حيث تبدأ القوى الاستعمارية أولا بتدمير ولاء الأفراد لدولتهم ووطنهم، لصالح مؤسساتها وأجهزتها، ثم تعمل على تدمير وتفكيك النسيج الاجتماعي، ولا تقف أهدافها عند هذا الحد، بل إنها تهيئ المجتمع لصراع بيني، ينتهي بتدمير الدولة ومؤسساتها، وهذا الوضع يبدو أكثر وضوحا في هذه المرحلة، في عدد من شعوب الأمة العربية.
ولا تقف الأهداف الشيطانية للدول الاستعمارية، تجاه شعوب الأمة العربية، عند حد معين، بل إن هذه القوى بعد احتلالها المباشر، لعدد من شعوب الأمة العربية ونهبها لثرواتها، وصناعتها لوكلاء عنها من أبناء هذه الأمة بعد رحيلها عن بعض شعوبها، واختراق أجهزتها الاستخبارية لأجهزة ومؤسسات الدول التي كانت تحتلها، والعمل على توجيه أداء تلك الأجهزة والمؤسسات في ما يخدم أهدافها، فإنها لا تكتفي بكل ذلك، بل عملت على صناعة تيارات فكرية، تبنت معتقدات تخالف ما عليه غالبية شعوب الأمة العربية، وصناعة هذه التيارات نتيجة من نتائج تغلغل أجهزتها الاستخبارية في الأوساط الاجتماعية.
وقد بدأت القوى الاستعمارية، وفي مرحلة مبكرة، بصناعة هذه التيارات وزرعها في جسد الأمة العربية، غير أن تأثيراتها كانت محدودة، ولم تكن على ما هي عليه اليوم، حيث ساعد تطور وسائل المواصلات والاتصالات بمختلف أنواعها، والتطورات التكنلوجية عموما، على انتشار الافكار التكفيرية على نطاق واسع، في الجغرافيا والديمغرافيا العربية، ولم يقتصر نشاط التيارات التكفيرية على مجرد الترويج للأفكار الدخيلة فحسب، بل عملت على فرضها بقوة السلاح، وعلى مساحة شاسعة في جغرافيا الأمة العربية.
وعقب إطلاق القوى الاستعمارية لأيدي التيارات التكفيرية، قتلا لأبناء شعوب الأمة العربية، وتدميرا لمقوماتها، عملت القوى الاستعمارية على تصنيف تلك التيارات، أنها إرهابية، لاستخدامها كذريعة للتدخل، والعودة من جديد لاحتلال الشعوب العربية، ولتظهر الدول الاستعمارية بمظهر المخلص، والمنقذ للشعوب العربية من ويلات الفظائع التي ارتكبتها التيارات التكفيرية.
ولم تشهد مرحلة من المراحل التي مرت بها الأمة العربية، حالة انكشاف للقوى الاستعمارية، كما هو الحال في المرحلة الراهنة، فهذه القوى تمد الجماعات والتيارات التكفيرية بمختلف أنواع الدعم، المالي والاستخباري واللوجستي، وتقف معها جنبا إلى جنب على أرضية واحدة وبشكل واضح، ودون خشية من هذا الانكشاف لاعتمادها على ما سبق أن أحدثته، خلال العقود الماضية من تدمير في البنية الاجتماعية لشعوب الأمة العربية، وتدميرها للعلاقات بين دولها وشعوبها، بحيث لم تعد هذه الدول تجرؤ على مواجهة القوى الاستعمارية بأسلوبها الجديد، الذي أغرق شعوب الأمة العربية في أنهار من الدماء بأيدي أبناء هذه الأمة وبأيدي أعدائها .
ولم تكتفِ القوى الاستعمارية، بالغزو والاحتلال المباشر لشعوب الأمة العربية، واختراق الأجهزة والمؤسسات الرسمية لدولها، وصناعة التيارات التكفيرية، بل عملت بشكل حثيث، وبشتى الوسائل، على سلخ أبناء الأمة العربية من انتمائهم لدينهم ولامتهم ولشعوبهم، ومن كل القيم التي يؤمنون بها، لإحلال الثقافة الانحلالية الغربية محل الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة، وتستخدم القوى الاستعمارية وسائل متعددة لتحقيق أهدافها، منها في المرحلة الماضية الحملات التبشيرية، ووسائل الإعلام المختلفة، التي تعاظم تأثيرها في الوقت الراهن بفعل التطورات التكنلوجية المتسارعة في هذا المجال، وتركز وسائل إعلام القوى الاستعمارية الموجهة إلى شعوب الأمة العربية، على إفساد الحياة العامة لهذه الشعوب في جميع مظاهرها.
ولمواجهة أخطر المخاطر المحدقة بشعوب الأمة العربية في الوقت الراهن من جانب القوى الاستعمارية لابد لهذه الشعوب الاستفادة بشكل إيجابي من التطور الهائل الذي أصاب وسائل الاتصال والتواصل لتحقيق حالة وعي عربي بأهمية عودة شعوب الأمة العربية لدينها وقيمها لتتمكن من مواجهة القوى الاستعمارية وطردها من كامل الجغرافيا العربية، ولابد لشعوب الأمة بالعربية أيضا من الاستفادة الإيجابية من حالة الوعي التي تحلى بها شعبنا اليمني، وتمكن بها من مواجهة حرب عدوانية دولية على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، وها هو اليوم ونصرة لإخواننا المظلومين في قطاع غزة يتعدى في الصمود والمواجهة نطاق العدوان الدولي الى مواجهة عدوان عالمي، فهل ستعي شعوب الأمة العربية وتنهض؟ أم أنها ستظل متفرجة لتفتك بها القوى الاستعمارية واحدة تلو الأخرى؟.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مستوطنون على تخوم غزة يطالبون بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية

على مقربة من غزة، يتجمع يمينيون متطرفون إسرائيليون، للمطالبة باحتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه، زاعمين أن "إسرائيل لليهود فقط وعلى الفلسطينيين الرحيل إلى الدول العربية".

وبمشاركة وزراء بارزين في الحكومة الإسرائيلية، عقد مئات اليمينيين الإسرائيليين، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مؤتمرا قرب قطاع غزة دعوا خلاله إلى إعادة النشاط الاستيطاني في "كل شبر" من القطاع الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتحت عنوان "الاستعداد لإعادة استيطان غزة"، انعقد المؤتمر في منطقة صنفها الجيش الإسرائيلي عسكرية مغلقة قرب مستوطنة بئيري بمحاذاة غزة.


ودعا إلى هذا المؤتمر حزب "الليكود" (يمين)، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء ونواب ونشطاء من أحزاب يمينية أخرى.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "الوزراء الذين شاركوا في المؤتمر هم: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والإسكان يتسحاق جولدكنوبف، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، والرياضة ميكي زوهر، والرفاهية حاييم كاتس، وشؤون الشتات عميحاي شيكلي".

ورغم انتهاء المؤتمر، مازال متطرفون إسرائيليون يواصلون تنظيم فعاليات في المنطقة، للمطالبة باحتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية.

القاسم المشترك الذي اجتمع حوله المشاركين في الفعالية، هو أنه يجب على الإسرائيليين احتلال الأراضي الفلسطينية والعيش في غزة، وأنه لا يمكن السماح للفلسطينيين بحكم أنفسهم خاصة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنه يجب "تشجيعهم على الهجرة القسرية".

"ليس خياراً بل مشيئة الرب"
وزعم يهود موجودون في المنطقة في أحاديث مع وكالة "الأناضول"، أن "إسرائيل" عائدة لهم بحسب العقيدة اليهودية، وليس بحسب القانون الدولي.

وقال إلياهو بنيامين (38 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال، إنه عاش في مستوطنة "غوش قطيف" في غزة إلى حين انسحاب إسرائيل منها عام 2005، وأنه الآن يقيم في مدينة سديروت المجاورة.

وردا على سؤال بشأن توجهاته السياسية، أضاف إلياهو: "نحن لا نعرف ما الذي يدور في أذهان هؤلاء الناس عندما نصوت. نحن نصوت بناءً على ما يقوله السياسيون".

واستطرد: "نحن لا نعرف الحقيقة، أو ما يفكرون فيه بالفعل، ولكن إذا أخبرك الله من هو أفضل قائد، فنحن نصوّت له في الانتخابات، والله يخبرنا ما يريد. هذا ليس خيارنا بل هو خيار الله"، على حد زعمه.

وذكر إلياهو أنه صوت لصالح "الذين يقولون إنهم يؤمنون بالعهد القديم، وأولئك الذين يقولون: يجب أن تكون إسرائيل دولة لليهود فقط ويجب أن نحكم هذا المكان، ويجب أن نجعل هذه دولتنا".

وأضاف أنه لا يؤمن بالانتخابات، بل "بمشيئة الله فقط"، على حد قوله.

وفي إشارة إلى عقيدة "المسيح" المنتشرة بكثرة في الأوساط اليمينية المتطرفة في "إسرائيل"، قال إلياهو "إن الله سيقرر من سيحكم بني إسرائيل في هذا العالم، وهذا هو المسيح"، مدّعياً بأن "المسيح سيجلس على كرسي المُلك من أجل اليهود والعالم".

وقال إلياهو إنهم سيواصلون استحضار مسألة الاستيطان الإسرائيلي في غزة من خلال احتلال الأراضي الفلسطينية، على الأجندة دائما.

وأردف: "بهذه الطريقة ستضطر الحكومة الإسرائيلية إلى إدراج هذه المسألة على جدول أعمالها ولو بعد شهر أو عام، ومن أجل السلام في المنطقة والعالم يجب أن تكون هذه الأراضي لليهود فقط، دون الفلسطينيين والعرب".

 "إسرائيل" الكبرى أكبر من الحالية
وفي معرض حديثه عن مزاعم "إسرائيل الكبرى" و"الأراضي الموعودة" التي تستخدمها أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل، قال إلياهو: "إن الأرض الموعودة لإسرائيل أكبر بكثير من إسرائيل الحالية. وفي يوم من الأيام، وبمشيئة الله، ستكون كل هذه الأراضي لنا وستطلب كل الأمم ذلك".

وقال إن الفلسطينيين في غزة يمكن أن يهاجروا قسرا إلى أماكن أخرى عن طريق التبرع بالمال من قِبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وزعم أن الفلسطينيين "يريدون أيضًا الهجرة من غزة ومن الضروري تشجيعهم".

وردا على سؤال حول ما يجب فعله إذا كان هناك فلسطينيون في غزة يريدون البقاء، قال إلياهو: "الكتاب المقدس يقول إن هذا الوضع يمكن قبوله إذا كان هناك أشخاص يريدون العيش في إسرائيل. ولكن هناك شرط لذلك. يجب أن يقبلوا إدارتنا وحكومتنا وقواعدنا".

وفيما يتعلق بما إذا كان الفلسطينيون سيحصلون على نفس الحقوق، قال إلياهو: "ليست نفس الحقوق. لا يمكنك أبداً أن تتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها السيد. لم أقل (إنهم) عبيد، ولكن هناك سيد وهناك أشخاص آخرون. هم سيتساوون فقط في حق العيش هنا".

فخورة بالحكومة وقادتها
شيرا ليف كريتمان، وهي مواطنة إسرائيلية من مواليد نيويورك تبلغ من العمر 31 عاماً وتعيش في مدينة عسقلان وأم لثلاثة أطفال، قالت إنها ترغب في الاستقرار في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من الفلسطينيين في غزة.

وأضافت أن الجنود الإسرائيليين أخبروهم أنه "تم إخلاء معظم الجزء الشمالي من قطاع غزة".

وذكرت كريتمان أنها تحدثت مع أشخاص من الحكومة وأنه تم تقييم بعض الخطط والأفكار، مضيفةً أن "بعض الأشياء تُقال علناً وبعض الأشياء لا يتم مشاركتها مع الرأي العام".

وأردفت: "أنا فخورة بالحكومة وقادتها لتحديهم الضغوط الدولية ولأنهم يفعلون ما يجب القيام به، وبعض الإسرائيليين الذين يريدون الاستيطان في المنطقة ينتظرون في الخيم التي نصبوها في محيط غزة".


 رؤية "الصهيونية الكبرى"
من جانبه، قال مالكيل برهاي، وهو مواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، ولد في مستوطنة بمرتفعات الجولان المحتلة ويدعم الاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي في غزة، إنه قام ببناء بؤرة "إفياتار" الاستيطانية غير القانونية في قرية بيتا، حيث قُتلت الناشطة التركية عائشة نور إزغي إيغي في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليها خلال مشاركتها في مظاهرة ضد الاحتلال.

وتابع: "إسرائيل كانت لديها مستوطنات يهودية في غزة حتى عام 2005، وعلى المجتمع الدولي بأكمله أن يساعد في التهجير القسري للفلسطينيين في غزة".

وشدد على ضرورة إقامة مستوطنات إسرائيلية في لبنان أيضاً، زاعماً أن "الفجوة الأمنية في جميع النقاط التي احتلها الجيش الإسرائيلي لن تنتهي ما لم يتواجد في تلك المناطق مستوطنون إسرائيليون".

وأكد برهاي أنه لا يؤمن بالحدود المحددة في النصوص المقدسة، بل برؤية "الصهيونية الكبرى" للزعيم المؤسس لإسرائيل ديفيد بن غوريون.

وزعم أنه كانت هناك "مستوطنات صهيونية" في مناطق مثل ميس عيون، التي تقع ضمن حدود لبنان قبل قيام دولة إسرائيل.

وقال المستوطن الإسرائيلي: "أي دولة تهاجمنا سندافع عن أنفسنا ونطلق هجوماً مضاداً. ومن يعتدي علينا فسنرسم حدودنا وفقاً لمصدر الاعتداء وسيدفعون ثمن هجماتهم".

وعندما سُئل عن رأيه في مقتل عائشة نور بنيران جنود إسرائيليين، قال برهاي، إن المنطقة كانت تشهد أعمال عنف في كثير من الأحيان، وأن الجيش الإسرائيلي استخدم "حقه المشروع في التدخل".

وتابع قائلا: "لا أعرف تفاصيل الحادثة، ولكن عائشة كانت في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ، ولكن اتهام الجيش الإسرائيلي في هذه الحادثة ليس أمراً منطقياً".

احتلال "عادل ومبرر"
بدوره، قال ديفيد فيندل إنه يعيش في مدينة سديروت التي تعد أقرب مستوطنة إلى قطاع غزة منذ 30 عامًا، مدعياً أن العودة إلى قطاع غزة "واقعية وعادلة ومبررة".

وادعى فيندل أنه "يمكن إرسال الفلسطينيين في غزة إلى 22 دولة عربية، وأنه لا يوجد أي منطق يحول دون قدرة اليهود على الاستقرار في أي مكان في الأراضي الإسرائيلية"، على حد زعمه.

وأردف: "إسرائيل الكبرى أعظم من إسرائيل الحالية، لكن المسيح سيضمن ذلك، والآن نطالب بغزة".

وفيما يتعلق بخيار مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قال فيندل: "بالطبع أنا أؤيده. هل علينا أن ننتظر حتى تصبح إيران قوة نووية؟ علينا التأكد من عدم بقاء النظام الحالي في إيران".

وزعم فيندل أن "إسرائيل تقدم مساعدات غذائية كبيرة جدًا لغزة، تصل إلى 3 آلاف سعرة حرارية للشخص الواحد يوميًا"، وأنه يعارض ذلك تماما.



واستطرد: "نحن نعمل على ضمان عدم اختلاق أي مشكلة تعيق السلام العالمي. يجب أن نوضح للفلسطينيين أن هناك العديد من الدول العربية (ليهاجروا إليها)، وأن إسرائيل لليهود. وإذا لم يتمكنوا من الاعتياد على ذلك، فسوف ندفعهم للاعتياد على ذلك".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 145 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: مصر من أولى الدول التي طبقت معايير منع ومكافحة العدوى
  • السيد عبدالملك الحوثي: إيران تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي ولم يكن لها أي علاقة بما يحدث في المنطقة العربية
  • الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة "الأسبوع العربي في اليونسكو"
  • العراق يتصدر قائمة الدول المستوردة للمنتجات العربية المتعلقة بنشاط البناء
  • غياب مفهوم الأمة العربية والإسلامية
  • رئيس الجمعية العربية الأمريكية: الأجندة الديمقراطية صهيونية لتحطيم الأمة العربية
  • الجامعةُ العربية ابنةُ أُمِّها
  • مستوطنون على تخوم غزة يطالبون بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية
  • الرئيس الفنزويلي يدعو إلى أنشاء اتحاد قوي بين شعوب الدول الإسلامية وعالم الجنوب للدفاع عن فلسطين
  • علي جمعة: الأمة الإسلامية الوحيدة التي عندها عالم الغيب ومشاهد القيامة والجنة والنار