الثورة نت:
2025-01-31@12:43:18 GMT

إبادة غزة.. وذرائع القوى الاستعمارية

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

 

 

جريمة الإبادة الجماعية في غزة واحدة من جرائم القوى الاستعمارية الاجرامية بحق شعوب الامة العربية، فالقوى الاستعمارية تتبادل الأدوار من جريمة الى أخرى بين منفذ ومشارك ومحرض ومساند بمختلف الوسائل، ففي القرن الماضي تعرضت الشعوب العربية لجرائم إبادة من جانب القوى الاستعمارية في عدد من البلدان العربية منها ليبيا والجزائر وفلسطين المحتلة وغيرها، وذات الامر ينطبق على جرائم القوى الاستعمارية مطلع القرن الحالي في العراق وسوريا وليبيا والسودان وبلادنا وفلسطين المحتلة، خصوصا جريمة القرن في غزة اليوم.


وحين فشل العرب سابقا في إدراك قيمة وأهمية الموقع الجغرافي للوطن العربي أدركت القوى الاستعمارية هذه القيمة والأهمية فزرعت الكيان الصهيوني في قلب الجغرافيا العربية ليمثل قاعدة متقدمة لهذه القوى لتنفيذ مخططات إجرامية بحق شعوب الأمة العربية، ولتظل حركة هذه الشعوب تحت المراقبة الدائمة عن قرب لمحق أي حالة وعي يمكن من خلالها لشعوب الأمة العربية العمل على نيل حريتها واستقلالها، وتحقيق وحدتها، فالقوى الاستعمارية تدرك جيدا أن وحدة شعوب الأمة العربية وتوظيف عائدات ثرواتها، ومواردها الاقتصادية الهائلة لخدمة شعوبها، سيؤدي إلى تحقيق نهضة كبيرة لشعوبها، وفي زمن قياسي، تتمكن من في ظلها من مواجهة القوى الاستعمارية ورد عدوانها والوقاية من جرائمها، لذلك عملت هذه القوى على توجيه الحملات الاستعمارية لاحتلال الجغرافيا العربية بشكل مباشر، والسيطرة على شعوب الأمة ومواردها، وتسخيرها لخدمة أهداف الاستعمارية، وحرمان شعوب الأمة العربية من الاستفادة بهذه الثروات والموارد بأي شكل من الاشكال، لتبقي هذه الشعوب في حالة فقر وعوز وتخلف، ولتظل موردا دائما للمواد الأولية تدير بها القوى الاستعمارية عجلة صناعاتها المختلفة، وتبقى الشعوب العربية في المقابل سوقا استهلاكية مفتوحة لمنتجات مصانع القوى الاستعمارية، وهذه الحالة كفيلة من وجهة نظر هذه القوى بإبعاد شعوب الأمة العربية، عن التفكير بشكل جدي في مشروع حقيقي لوحدتها، نظرا لعدم امساكها بمقومات وحدتها بأيديها، ولانشغالها بالدوران في فلك البحث عن لقمة العيش، رغم أن الجغرافيا العربية زاخرة بمختلف أنواع الموارد، التي إن تم تسخيرها لخدمة شعوبها فلن يكون هناك محتاج على كافة النطاق الجغرافي للامة العربية، لكن الحاصل أن القوى الاستعمارية تُجرع عدد كبير من شعوب الأمة العربية الموت البطيء من خلال منظماتها العاملة في ما يسمى بالمجال الإنساني، ومن يحاول من أبناء الأمة العربية الدعوة لمواجهة القوى الاستعمارية، والتحرر من سطوتها وهيمنها فإن هذه القوى تختلق مختلف الذرائع لقمع الشعب الذي يتجرأ على الوقوف في وجه إجرام القوى الاستعمارية، وقد تعددت خلال القرن الماضي الذرائع المعلنة للحملات الاستعمارية المباشرة على شعوب الأمة العربية من جانب هذه القوى، فتارة انتصار للصليبية، وأخرى لانتشال شعوب الأمة العربية من حالة التخلف، وحماية الاقليات من الاضطهاد، وحماية حقوق الإنسان، وحماية الممرات المائية وطرق الملاحة الدولية، وكما هو معلن في الوقت الراهن، غير أن كل المبررات والذرائع المعلنة من جانب القوى الاستعمارية، قديما وحديثا، لا تمت بصلة إلى الأهداف الحقيقية للحملات الاستعمارية، ضد شعوب الأمة العربية، والتي تتمثل في إذلالها ونهب ثرواتها وخيراتها، ومنع تبلور ونضج مقومات وحدتها.
وقد عملت القوى الاستعمارية خلال القرن الماضي عقب مغادرتها للدول العربية التي كانت تحتلها، على تثبيت وجودها في مختلف الأجهزة والمؤسسات الرسمية للدولة، إما بشكل مباشر من خلال وجود عناصر استخبارية تتبع القوى الاستعمارية، تحت عدد من المبررات، منها تقديم خدمات استشارية للدول التي تتواجد فيها، أو تدريب العناصر الأمنية في هذه الدول، أو من خلال تجنيد عملاء يعملون لحسابها، ويؤدون المهام المكلفين بها من جانب تلك القوى الاستعمارية، ولا يقتصر وجودها على الأجهزة الأمنية بل في مجالات متعددة منها الزراعية والصناعية والاقتصادية والعسكرية، والشؤون المحلية وغيرها من المجالات .
ولاشك أن القوى الاستعمارية، غير معنية بتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في الدول التي تتواجد فيها، بل إن هدف القوى الاستعمارية هو تكريس وجود الاختلالات في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، لتظهر هذه المؤسسات عاجزة عن إدارة أبسط الشؤون العامة، وعاجزة عن تأمين أبسط مقومات الحياة لشعوب هذه الدول، ولتظهر الدول الاستعمارية من نافذة أخرى، لتغطية عجز أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية، فتعمل هذه الدول على تقديم المساعدات تحت عناوين إنسانية، ومن خلال مئات المنظمات العاملة في هذا المجال، والتي تعد في حقيقتها أو أغلبها ضمن الأجهزة الاستخبارية للدول الاستعمارية، حيث تعمل هذه المنظمات على الحلول تدريجيا محل مؤسسات الدولة المعنية، في توفير الاحتياجات الضرورية لأعداد هائلة من المواطنين في الدول التي تعمل فيها، وهي في حقيقة الأمر تقدم لهم الموت البطيء، وتعمل منظماتها في ذات الوقت ومن خلال توزيعها المباشر واتصالها بالمحتاجين من شعوب الأمة العربية على ربطهم بتلك المنظمات وإضعاف علاقتهم بمؤسسات دولتهم، وهو ما ترتب عليه وجود هوة سحيقة بينهم وبين مؤسسات دولتهم، التي عجزت عن توفير متطلباتهم الأساسية.
ولا يقتصر وجود المنظمات التابعة للقوى الاستعمارية على الجوانب السابقة، بل إنها تعمل على دراسة أدق تفاصيل العلاقات الاجتماعية في شعوب الأمة العربية، لتعمل من خلال نقاط الضعف في هذه العلاقات على تدمير الروابط الاجتماعية، وزرع بذور الصراع في ما بين أفراد المجتمع، حيث تبدأ القوى الاستعمارية أولا بتدمير ولاء الأفراد لدولتهم ووطنهم، لصالح مؤسساتها وأجهزتها، ثم تعمل على تدمير وتفكيك النسيج الاجتماعي، ولا تقف أهدافها عند هذا الحد، بل إنها تهيئ المجتمع لصراع بيني، ينتهي بتدمير الدولة ومؤسساتها، وهذا الوضع يبدو أكثر وضوحا في هذه المرحلة، في عدد من شعوب الأمة العربية.
ولا تقف الأهداف الشيطانية للدول الاستعمارية، تجاه شعوب الأمة العربية، عند حد معين، بل إن هذه القوى بعد احتلالها المباشر، لعدد من شعوب الأمة العربية ونهبها لثرواتها، وصناعتها لوكلاء عنها من أبناء هذه الأمة بعد رحيلها عن بعض شعوبها، واختراق أجهزتها الاستخبارية لأجهزة ومؤسسات الدول التي كانت تحتلها، والعمل على توجيه أداء تلك الأجهزة والمؤسسات في ما يخدم أهدافها، فإنها لا تكتفي بكل ذلك، بل عملت على صناعة تيارات فكرية، تبنت معتقدات تخالف ما عليه غالبية شعوب الأمة العربية، وصناعة هذه التيارات نتيجة من نتائج تغلغل أجهزتها الاستخبارية في الأوساط الاجتماعية.
وقد بدأت القوى الاستعمارية، وفي مرحلة مبكرة، بصناعة هذه التيارات وزرعها في جسد الأمة العربية، غير أن تأثيراتها كانت محدودة، ولم تكن على ما هي عليه اليوم، حيث ساعد تطور وسائل المواصلات والاتصالات بمختلف أنواعها، والتطورات التكنلوجية عموما، على انتشار الافكار التكفيرية على نطاق واسع، في الجغرافيا والديمغرافيا العربية، ولم يقتصر نشاط التيارات التكفيرية على مجرد الترويج للأفكار الدخيلة فحسب، بل عملت على فرضها بقوة السلاح، وعلى مساحة شاسعة في جغرافيا الأمة العربية.
وعقب إطلاق القوى الاستعمارية لأيدي التيارات التكفيرية، قتلا لأبناء شعوب الأمة العربية، وتدميرا لمقوماتها، عملت القوى الاستعمارية على تصنيف تلك التيارات، أنها إرهابية، لاستخدامها كذريعة للتدخل، والعودة من جديد لاحتلال الشعوب العربية، ولتظهر الدول الاستعمارية بمظهر المخلص، والمنقذ للشعوب العربية من ويلات الفظائع التي ارتكبتها التيارات التكفيرية.
ولم تشهد مرحلة من المراحل التي مرت بها الأمة العربية، حالة انكشاف للقوى الاستعمارية، كما هو الحال في المرحلة الراهنة، فهذه القوى تمد الجماعات والتيارات التكفيرية بمختلف أنواع الدعم، المالي والاستخباري واللوجستي، وتقف معها جنبا إلى جنب على أرضية واحدة وبشكل واضح، ودون خشية من هذا الانكشاف لاعتمادها على ما سبق أن أحدثته، خلال العقود الماضية من تدمير في البنية الاجتماعية لشعوب الأمة العربية، وتدميرها للعلاقات بين دولها وشعوبها، بحيث لم تعد هذه الدول تجرؤ على مواجهة القوى الاستعمارية بأسلوبها الجديد، الذي أغرق شعوب الأمة العربية في أنهار من الدماء بأيدي أبناء هذه الأمة وبأيدي أعدائها .
ولم تكتفِ القوى الاستعمارية، بالغزو والاحتلال المباشر لشعوب الأمة العربية، واختراق الأجهزة والمؤسسات الرسمية لدولها، وصناعة التيارات التكفيرية، بل عملت بشكل حثيث، وبشتى الوسائل، على سلخ أبناء الأمة العربية من انتمائهم لدينهم ولامتهم ولشعوبهم، ومن كل القيم التي يؤمنون بها، لإحلال الثقافة الانحلالية الغربية محل الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة، وتستخدم القوى الاستعمارية وسائل متعددة لتحقيق أهدافها، منها في المرحلة الماضية الحملات التبشيرية، ووسائل الإعلام المختلفة، التي تعاظم تأثيرها في الوقت الراهن بفعل التطورات التكنلوجية المتسارعة في هذا المجال، وتركز وسائل إعلام القوى الاستعمارية الموجهة إلى شعوب الأمة العربية، على إفساد الحياة العامة لهذه الشعوب في جميع مظاهرها.
ولمواجهة أخطر المخاطر المحدقة بشعوب الأمة العربية في الوقت الراهن من جانب القوى الاستعمارية لابد لهذه الشعوب الاستفادة بشكل إيجابي من التطور الهائل الذي أصاب وسائل الاتصال والتواصل لتحقيق حالة وعي عربي بأهمية عودة شعوب الأمة العربية لدينها وقيمها لتتمكن من مواجهة القوى الاستعمارية وطردها من كامل الجغرافيا العربية، ولابد لشعوب الأمة بالعربية أيضا من الاستفادة الإيجابية من حالة الوعي التي تحلى بها شعبنا اليمني، وتمكن بها من مواجهة حرب عدوانية دولية على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، وها هو اليوم ونصرة لإخواننا المظلومين في قطاع غزة يتعدى في الصمود والمواجهة نطاق العدوان الدولي الى مواجهة عدوان عالمي، فهل ستعي شعوب الأمة العربية وتنهض؟ أم أنها ستظل متفرجة لتفتك بها القوى الاستعمارية واحدة تلو الأخرى؟.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السلام من خلال القوة كأسلوب جديد لتطبيق المخطط الإمبريالى- الصهيونى وتجاوز اسلوبى الإسقاط العنيف والهبوط الناعم

د.صبرى محمد خليل/ أستاذ فلسفة القيم الإسلاميةفى جامعة الخرطوم

ملخص المقال:
يهدف المخطط الإمبريالى - الصهيونى فى المنطقه، " والذى يطلق عليه إسم مشروع الشرق الأوسط الجديد" ، إلى الغاء إرادة الأمة، على المستويين الرسمى والشعبى، بمزيد من التفتيت " الطائفى - القبلى" للمنطقه، بهدف ضمان نهب ثرواتها الاقتصادية والطبيعية.ولتحقيق هذه الأهداف الثابته ، استخدم اساليب متعدده ، الأسلوب الاول هو الإسقاط العنيف ، بإستخدام آليات عنيفه ' مسلحه'، كالتدخل العسكرى أو إدخال المنطقه فى دوامه الصراع المسلح الداخلى' الطائفى أو القبلى' . ولكن هذا الاسلوب افرز ظواهر سالبه ،اثرت سلبا على القوى التى تقف خلفه" كالإرهاب ، وتدفق اللاجئين على دولها، وعدم الإستقرار السياسى، وما يلزم منه،من إضعاف قدره هذه القوى ،على فرض إرادتها ، وتفاقم المنافسه بين هذه القوى"- ولتبرير هذه الظواهر السالبه، اطلقت عليه اسم " الفوضى الخلاقه - ولتجاوز هذا التاثير السلبى، لجأت القوى التى تقف خلف المخطط إلى الأسلوب الثانى" الهبوط الناعم والقوى الناعمه" بإستخدام آليات ناعمه' سلمية' كالمقاطعه الدبلوماسيه والاقتصاديه. لكن هذا الأسلوب لم يحقق لهذه القوى ، ما هو مطلوب منه . لذا لجأت فى هذه المرحله ، إلى أسلوب جديد، اطلقت عليه اسم " السلام من خلال القوه" ، يقوم على الجمع بين الاسلوبين السابقين، باستخدام آليات عنيفه، واخرى الناعمه، بالضغط العسكرى والسياسى للإستسلام " وليس للسلام". ونجاح الإرادة الشعبية للامة، فى التصدى لأهداف هذا المخطط، وافشال أساليب تطبيقه المتعدده، يتوقف على انتقالها من مرحله التفعيل التلقائي( اى رد الفعل : التلقائي، العاطفى ، المؤقت) ، إلى مرحله التفعيل القصدى ( اى الفعل: القصدى ' المخطط'، العقلانى، المستمر ' المؤسسى' ).
...........

المتن التفصيلى للمقال:

المخطط'المشروع' : يهدف المخطط الإمبريالى - الصهيونى فى المنطقة ، "والذى يطلق عليه إسم، 'مشروع الشرق الأوسط الجديد' ، والذى يتم تطبيقه منذ العقد السابع من القرن الماضى"، إلى الغاء إرادة الأمة، على المستويين الرسمى والشعبى ، من خلال الإرتداد بالنظام الرسمى العربى، من مرحلة التجزئه على أساس شعوبى" اتفاقية سيكس بيكو ١٩١٦ " ، إلى مرحلة التفتيت على أساس طائفى - قبلى ، " بمحاولة تأسيس دويلات طائفية- قبلية، على أنقاض الدول الوطنية العربية، مع بقاء الكيان الصهيونى كحارس لهذا التفتيت ، كما كان حارس للتجزئه فى المرحلة السابقة"، بما يضمن نهب الثروات الطبيعية والإقتصادية للأمة .

ثبات الأهداف وتغيير الوسائل: ورغم ثبات أهداف هذا المخطط ، إلا أنه اتصف بالمرونة فى الأخذ بأساليب تحقيقها ، وإمكانية تجاوزها "جزئيا أو كليا " ، من خلال التقييم المستمر لمدى نجاحها او فشلها ، فى تحقيق ما هو ممكن من هذه الأهداف ، والذى يتوقف على عوامل متعددة، أهمها مقاومة إرادة الأمة له ، على المستويين الرسمى والشعبى.

أولا : أسلوب الإسقاط العنيف" الفوضى الخلاقه" : مضمونه محاولة إلغاء إرادة الأمة، على المستويين الرسمى والشعبى، بإستخدام آليات عنيفه.

أمثله:
. الاغتيالات السياسيه التى نفذتها مخابرات القوى التى تقف خلف المخطط" الموساد، السى اى اية..."

. التدخل العسكرى المباشر "مثلا في الصومال والعراق ".

. تحريف مسار ثورة الشباب العربى- خاصة فى موجتها الاولى- من مسارها الاصلى " السلمى- الجماهيرى" إلى مسار مصطنع " عنيف- مسلح"، بتحويلها الى صراع طائفى- قبلى مسلح" " مثلا ليبيا، اليمن ، سوريا ".

. دعم حركات التمرد والحركات الانفصاليه.

التاثير السالب على المخطط " المشروع " : لكن هذا الأسلوب ، افرز العديد من الظواهر السالبة، التى تجاوز تأثيرها السالب ، الواقع السياسى العربى، الى ذات القوى التى تقف خلف هذا المخطط " المشروع "- ولتبريرها اطلقت على هذا الأسلوب إسم ' الفوضى الخلاقه'- ومنها :

أولا: الإرهاب: الذى ساهمت هذه القوه فى إنشاء تنظيماته - أو على الأقل تغاضت عن نشؤها - بغرض توظيفها لتحقيق اهداف المشروع، فى التفتيت الطائفى للمنطقه، لكن تأثيرها عليها تضاءل، عندما قويت شوكتها، وأصبحت مهدد لمصالحها ووجودها، فإضطرت إلى محاربتها ، بهدف تحجيمها ، وليس القضاء النهائى عليها، حتى يتاح لها إستخدامها لاحقا .

ثانيا: اللاجئين : وكلفتهم الإقتصاديه، واثارتهم لمخاوف تغيير التركيبة السكانية للدول الغربية، وتنامي النزعات العنصرية المعادية لهم.

ثالثا: عدم الإستقرار السياسى : وما يلزم منه من اضعاف مقدره هذه القوى،على فرض إرادتها ، على أجزاء عديده من النظام الرسمى العربى.

رابعا : تفاقم التنافس بين القوى الدوليه والاقليميه: نتيجه تعدد السلطات داخل الدوله الواحده ، ولجوء كل سلطه لأحد هذه القوى، لدعمها فى صراعها ضد القوى الأخرى.

ثانيا: الهبوط الناعم " القوه الناعمه": وهو الاسلوب الذى تم إستخدامه لتجاوز التاثير التاثيرات السالبة على المخطط - المذكورة اعلاه - و مضمونه محاوله إلغاء إراده الأمة، على المستويين الرسمى والشعبى، بإستخدام أساليب ناعمة" القوه الناعمه". واهمها إجراء تغييرات شكليه، تشمل تغيير الأشخاص، دون اى تغيير حقيقى للسياسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... التى تتعارض مع اهداف الإرادة الشعبية للامة" الهبوط الناعم.

امثله:
. فى مواجهة ثوره ديسمبر ٢.١٨ فى السودان قبل حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣، والحراك الشعبى الجزائرى ضد ترشح الرئيس بوتفليقه لولاية خامسة، والحراك الشعبى السلمى المطلبى فى العديد من الدول العربيه كالمغرب ولبنان والعراق... ".
. المقاطعه الدبلوماسية.
.العقوبات الاقتصادية والمعونات كاداه سياسية.

السلام من خلال القوه وجمع بين الاسلوبين : وفى المرحلة الحالية ، لجأت القوى التى تقف خلف هذا المخطط ، إلى أسلوب اطلقت عليه اسم " السلام من خلال القوه" ، مضمونه التجاوز الجزئي لاسلوبى الإسقاط العنيف والهبوط الناعم ، من خلال الجمع بينهما ، بكيفيات مختلفه ، باستخدام آليات تندرج تحت اطار الاسلوب الاول ،وأخرى تحت إطار الثانى .

أمثلة :

بعض مراحل وآليات حرب السودان " ١٥ ابريل ٢٠٢٣ " : محاولة تفكيك الدولة السودانية من داخل النظام - استئنافا لمخطط تفتيتها، بعد فصل الجنوب، وتشجيع النزعات الانفصاليه فى مناطق اخرى- فى المرحلة الأولى للحرب، من خلال الإعداد والتخطيط ثم تنفيذ إنقلاب عسكرى، تقوده قوه مسلحه،كانت تعتبر بحكم القانون- الذى فرضه النظام السابق - جزء من المؤسسة العسكرية " قوات الدعم السريع، كمليشيا شبه نظامية، شبه قبلية "، وكان قادتها جزء من النظام ، وذلك بالتحالف مع بعض النخب المدنيه، التى وظفت كواجهه مدنيه . و بعد فشل هذه المحاولة تم الإنتقال إلى مرحلة الإستمرار فى محاولة تفكيك الدولة ، من خارج النظام، بواسطه ذات القوة المسلحة - المتحالفة مع ذات النخب المدنية - لكن بعد أن أعتبرت قوة متمردة على المؤسسة العسكرية، وفقد قادتها مناصبهم فى النظام المرحله ، وهذا يعنى ترجيح أسلوب الإسقاط العنيف، لكن تم الإستمرار فى محاولة الجمع بين الأسلوبين، وذلك من خلال آليات متعددة منها :
* الإستمرار فى دعم هذه القوة المسلحة ، وتأمين غطاء لإستمرار ممارساتها ، التى تتعارض مع القانون الإنسانى والدولى فى حالة الحرب ، لأنها اصلا قوه غير نظامية، من خلال تبرير هذه النخب المدنية لها، وتغاضى القوى الدولية عنها .
* السعى لتدويل القضية السودانية" تحت شعارات كتدخل قوات دولية لحماية المدنيين، أو انشاء مناطق أمنه بحماية دوليه...".
* الضغط " العسكرى والإقتصادى والسياسى..." على النظام القائم، وتحييد القوى " المحلية أو الإقليمية أو الدولية" الداعمة له، بهدف تفكيكه، أو دفعه لتقديم تنازلات، تكرس او تؤدى أو تمهد لتفتيت الدوله .
* الترويج - بالتنسيق مع هذه النخب المدنيه- لأى سياسات او قرارات تكرس أو تؤدى أو تمهد لتفتيت الدولةوتفكيكها، كالدعوه لتشكيل حكومة منفى، أو سلطة اخرى داخل حدود الدوله السودانيه.

إسقاط النظام السورى : بهدف استئناف تفكيك الدوله السوريه وتفتيتها، باتخاذ كل الخطوات الممكنة ،تجاه محاوله تحويل السلطات الطائفية، التى اقامتها المليشيات المسلحه المعارضه للنظام،بدعم وحمايه من القوى ، التى تقف خلف هذا المخطط، تجاه تحويلها الى دويلات طائفيه ' تحت ذريعه حمايه الاقليات- وذلك بإستخدام آليات متعدده تضمنت:
* تحييد القوى " المحليةو الإقليمية والدولية " الداعمة للنظام.
* إطلاق يد القوى " المحلية والإقليمية" المناهضة له.
* استغلال قوى " محلية وإقليمية ودولية " للهدنة بين الحكومة المركزية وبين المعارضة العسكرية ، لإعدادها وتاهيلها وتنظيمها،وامدادها بأحدث الاسلحه والتقنيات العسكرية واستخدامها لعنصر المفاجأة فى تحركها العسكرى لاسقاط النظام
* اضعاف الطيران الصهيونى والأمريكي للجيش السورى و وتدمير قدراته العسكريه.
* الحصار الدبلوماسى والمقاطعه الاقتصاديه للنظام، خلال ما يقارب العقد من الزمان.
* إختراق النظام السورى والمؤسسة العسكرية السورية من الداخل،خاصه بعد اعاده العلاقات الدبلوماسيه معه.

اضعاف القدرات العسكريه لحزب الله، واغتيال قياداته، وتدمير البنيه البنيات التحتيه للبنان، والتهجير القسرى لسكان الجنوب، وتعميق الخلافات الطائفية، ومن ثم دفع حزب الله لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

إضعاف القدرات العسكريه لحركه حماس ، وفصائل المقاومه الشعبيه المسلحه الاخرى فى غزه، واستناف عمليات الاباده الجماعيه والتهجير القصرى للشعب الفلسطينى، وتدمير كل مؤسساته الخدميه، ثم دفع فصائل المقاومه الشعبيه المسلحه لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

الإرادة الشعبية للأمة وضرورة الإنتقال من التفعيل التلقائى الى القصدى : إن نجاح الإرادة الشعبية للأمة فى التصدى لهذا المخطط واهدافه، والاساليب المتعدده لتطبيق هذه الاهداف، يتوقف على انتقالها من مرحله التفعيل التلقائي، والتى تأخذ حركتها فيها شكل رد فعل : تلقائى، عاطفى، مؤقت، إلى مرحله التفعيل القصدى ، والتى يجب ان تأخذ حركتها فيها شكل فعل: قصدى ' مخطط'، عقلانى،مستمر ' مؤسسى' .

sabri.m.khalil@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • القوى الشعبية والأحزاب السياسية يشاركون في الوقفة التضامنية أمام معبر رفح (شاهد)
  • الصيد بالصعق الكهربائي إبادة جماعية للثروة السمكية بالفيوم 
  • رئيس الوزراء: فرص التعاون والتكامل بين الدول العربية هائلة وبلا حدود
  • الجامعة العربية تنظم دائرة حوار حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي ..الأحد
  • رسائل طمأنة من الرئيس السيسي إلى الأمة العربية.. مصر لا تقبل ولن تشارك في تهجير الفلسطينيين
  • غزة..سكان الشمال يعانون كارثة كبرى وحماس تطالب الدول العربية بهذا الأمر
  • السلام من خلال القوة كأسلوب جديد لتطبيق المخطط الإمبريالى- الصهيونى وتجاوز اسلوبى الإسقاط العنيف والهبوط الناعم
  • عضو بـ«خارجية النواب» تطالب باجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لمواجهة تهجير الفلسطينيين
  • أبو الغيط يؤكد استقرار المنطقة العربية مشروطا بمعالجة أزمات فلسطين والسودان وليبيا