الإحباط والخيبة والقلق.. عناوين بارزة للفصل الأخير في مهمة «باتيلي»
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
“من المحبط أن نرى أفرادا يتولون مناصب في السلطة يقدمون مصالحهم الشخصية على احتياجات بلدهم” بهذه الكلمات الواضحة، ختم المبعوث الأممي إلى ليبيا “عبد الله باتيلي” مهمته الشاقة والشائكة، منهيا باستقالة مفاجئة، عاما ونصف من البحث الفاشل عن حل “يرضي الليبيين ولا يغضب المسؤولين”.
واختار “باتيلي” توقيت استقالته بعناية، لتأتي بعد إحاطة مليئة بالاحباط، قدمها أمام مجلس الأمن ليلة أمس الثلاثاء، وكان فيها حريصا على الوضوح، ليوصل رسالة بأن أصحاب القرار في ليبيا لا يريدون حلا يقلص مصالحهم حتى ولو كان في مصلحة بلدهم.
كيف لخص باتيلي مهمته في ليبيا؟
ــ تحدث “باتيلي” بأسف عن مصير محاولاته لدفع، القادة الليبيين، نحو حل وطني لكن محاولاته واجهت ” مقاومة عنيدة وقوبلت بتوقعات غير منطقية ولامبالاة بمصالح الشعب الليبي”.
ــ “الانقسام في المشهد الإقليمي والعالمي” شجع القادة الليبيين على التعنت، ولقيت الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للمساعدة في حل الأزمة السياسية في ليبيا من خلال الانتخابات صداً في الداخل وعلى الصعيد الإقليمي.
كيف وصف باتيلي مواقف الأطراف الليبية؟
جميع الأطراف بحسب باتيلي ساهمت في تعطيل التوصل إلى حل.
ــ رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الاعلى للدولة محمد تكالة، سميا ممثليهما للحوار المقترح، لكنهما وضعا شروطاً مسبقة بما يخص قوانين الانتخاب و الدستور.
ــ رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ربط مشاركته في الحوار بتشكيل حكومة جديدة من قبل المجلس، الذي يرأسه رغم انقضاء فترة ولايته.
ــ “حفتر” اشترط دعوة الحكومة المدعومة من قبله في الشرق، أو إلغاء دعوة حكومة طرابلس في الغرب.
ــ لقاء القاهرة الثلاثي وما صدر عنه من تفاهمات واتفافات لم يكن له أثر، وخلال لقاءاته مع أطراف البيان الثلاثي، لمس “باتيلي” تبايناً في الآراء وغياباً لتفاصيل النتائج، التي تمخض، إضافة إلى غياب القبول من جانب القيادات الليبية التي لم تكن طرفاً في هذا الاجتماع.
ــ القادة الليبيون يضعون شروطا مسبقا ويظهرون عكس ما يعتقدون به وحتى هذه اللحظة، لم تبدر منهم أية بادرة تظهر حسن نواياهم.
مما حذر باتيلي قبل استقالته؟
ــ المبادرات الفردية التي تقوم بها بعض الاطراف بخصوص الأزمة الليبية، تؤدي لتعقيدات لا داعي لها، وتساهم في الإبقاء على الوضع الراهن.
ــ تشتد هواجس عامة الشعب إزاء تضاؤل التوافق الدولي تجاه ليبيا جراء المخاطر.
ــ تحول ليبيا إلى ساحة لعب يحتدم على أرضها التنافس بين الأطراف الإقليمية والدولية المدفوع بمصالح جيوسياسية وسياسية واقتصادية.
ــ التنافس الذي تجاوز حدود ليبيا وطال الجوار نتيجة التكالب المتجدد فيما بين اللاعبين داخل البلاد وخارجها على ليبيا وموقعها ومواردها الزاخرة.
ــ تعقد الصعوبات الأزلية التي تواجهها المناطقة المهمشة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية والشمول الاقتصادي وتوفير الخدمات وغياب العدالة الاجتماعية، ومعاناة السجناء السياسيين وتطلعاتهم لنيل المساواة في الحقوق.
ــ ضياع فرصة المصالحة الوطنية و خطر الانفلات الأمني مجددا.
ــ تعقد الحالة الاقتصادية وزيادة حالة الاحتقان وسط التحذيرات من مصرف ليبيا المركزي إزاء أزمة وشيكة في السيولة.
ــ تأجيج بشكل ملحوظ الغضب الشعبي مع تزايد المخاوف بشأن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية.
دعوات وجهها باتيلي في خطابه الأخير
ــ ناشد حكومة الوحدة الوطنية لتخصيص الأموال اللازمة للانتخابات في جميع المجالس البلدية.
ــ دعا للاتفاق الفوري على ميزانية وطنية ومعالجة أوجه القصور المهمة بشكل حازم فيما يخص الإدارة الشفافة والعادلة والخاضعة للمساءلة لموارد الدولة .
ــ وضع حد للإصرار الأناني الذي يبديه القادة الحاليون، للإبقاء على الوضع القائم من خلال تكتيكات المماطلة والمناورات على حساب الشعب الليبي.
ــ يجب على القادة الليبيين التوصل إلى تسوية سياسية مبنية على المفاوضات.
ــ عدم السماح بطغيان المصالح الضيقة لقلة من الناس، على تطلعات 8.2 مليون من الناخبين الليبيين المسجلين.
ــ على أعضاء مجلس الأمن تحمل مسؤوليتهم قولاً وفعلاً، وإلزام أصحاب الشأن الليبيين والإقليميين بدعم جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
ــ إعطاء الأولوية لتمكين المرأة اقتصادياً.
مخاطر يتحتم على الليبيين والمجتمع الدولي مواجهتها
ــ تزايد احتمالية تقويض السلام والاستقرار، ولا سيما في مدن مثل طرابلس ومصراتة والزاوية.
ــ وجود أطراف مسلحة وانتشار الأسلحة الثقيلة في العاصمة الليبية يثير قلقاً بالغاً، إذ يُشكل تهديداً صريحاً لسلامة السكان المدنيين.
ــ عسكرة الجهات المسلحة في الأقاليم الثلاث والمناورات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة الليبية بالقرب من خط وقف إطلاق النار شرق سرت، تشكل خطراً على اتفاق وقف إطلاق النار.
ــ حالة الانسداد السياسي وغياب الاستقرار في دول الجوار، جنوب ليبيا، والتي ينحدر منها العديد من المقاتلين الأجانب والمرتزقة.
ــ تزايد عمليات الاختطاف والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية، التي ترتكبها قوات الأمن في ظروف يسودها الإفلات من العقاب، في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية على حد سواء.
ــ الوضع المزري للمهاجرين واللاجئين في ليبيا، وما يتعرضون له من انتهاكات لحقوق الإنسان في كل مراحل عملية الهجرة.
ويشغل باتيلي، وهو سياسي من السنغال، منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا منذ 25 سبتمبر 2022.
يحمل باتيلي شهادة دكتوراه الفلسفة في التاريخ من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى درجة الدكتوراه من جامعة شيخ أنتا ديوب. ويجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والسونينكية والولوفية.
SRSG Bathily has tendered his resignation to the UN Secretary General. الممثل الخاص، السيد عبد الله باتيلي، يقدم استقالته للأمين العام للأمم المتحدة
تم النشر بواسطة UNSMIL بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في الثلاثاء، ١٦ أبريل ٢٠٢٤المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: استقالة بعثة الامم المتحدة للدعم ليبيا عبد الله باتيلي مجلس الأمن الدولي فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
17 قائدا أمنيا يواجهون نتنياهو: خطر وجودي يهدد إسرائيل
حذر 17 قائدا أمنيا إسرائيليا سابقا، من بينهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك والجيش والشرطة، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهمينه بجر إسرائيل نحو "خطر فوري ووجودي".
جاء التحذير في بيان مشترك نُشر كإعلان مدفوع الأجر في الصحف العبرية، في إشارة واضحة إلى اتساع دائرة المعارضة داخل المؤسسة الأمنية ضد سياسات نتنياهو.
ووجه القادة الأمنيون انتقادات مباشرة لنتنياهو، معتبرين أنه يتحمّل مسؤولية كارثة السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، حيث تمكنت "حماس" من تنفيذ عملية غير مسبوقة داخل المستوطنات المحيطة بغزة.
وأكد البيان أن نتنياهو انتهج على مدى سنوات سياسة تعزيز قوة "حماس"، ومنع استهداف قادتها، وهو ما أدى إلى تمكين الحركة وجعلها أكثر خطورة على الأمن الإسرائيلي.
الانتقادات لم تتوقف عند هذا الحد، فقد اعتبر القادة أن استمرار الحرب في غزة دون أهداف واضحة يزيد من تآكل الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والمخاوف من عواقب توسع الحرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان.
وصرح وزير الأمن يسرائيل كاتس، الذي تتهمه أوساط إسرائيلية بعدم الكفاءة، وكونه مجرد دمية بيد نتنياهو، أن هدف العملية العسكرية هو زيادة الضغط على "حماس" من أجل استعادة الأسرى.
مكاسب سياسية
لم يقتصر البيان على انتقاد الأداء الأمني، بل وجه اتهامات سياسية مباشرة لنتنياهو، مؤكدًا أنه يستغل الحرب في غزة كوسيلة للبقاء في السلطة، دون أن يكون لديه استراتيجية خروج واضحة.
وأشار القادة الأمنيون إلى أن قرارات نتنياهو الأحادية تعكس حالة من التخبط السياسي، حيث يسعى إلى تأجيل أي نقاش حول الانتخابات المبكرة، رغم تزايد المطالبات الداخلية بتنحيه عن الحكم.
فضائح فساد
يأتي هذا التحذير الأمني في وقت يتزايد فيه الغضب داخل إسرائيل بسبب فضائح الفساد التي تلاحق نتنياهو وأعضاء حكومته.
وزادت الضغوط السياسية والاحتجاجات في الشوارع حيث يخرج آلاف الإسرائيليين بشكل متكرر للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، رافعين شعارات تدعو إلى إنهاء "حكم الفرد" الذي يفرضه نتنياهو، ووقف التلاعب بالمؤسسات الديمقراطية.
نتنياهو إلى بودابست
ورغم هذه العاصفة السياسية الداخلية، قرر نتنياهو السفر إلى بودابست برفقة زوجته سارة، في زيارة تستمر أربعة أيام للقاء رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، المعروف بمواقفه الشعبوية الداعمة لليمين المتطرف.
وتُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيارة محاولة للهروب من الأزمة الداخلية المتفاقمة، خاصة أن توقيتها يتزامن مع تصاعد الاحتجاجات وتزايد الأصوات المطالبة بإسقاطه.