عربي21:
2024-11-20@09:31:39 GMT

ماذا يعني وصف حماس بحركة تحرر وطني؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

ماذا يعني وصف حماس بحركة تحرر وطني؟

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، حركة حماس بأنها "حركة تحرر وطني".

جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية.

وقال أردوغان إنه "لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة حماس اليوم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها أردوغان حماس بأنها حركة تحرر وطني، لكنها المرة الأولى التي يشبهها بـ"القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال".



فماذا يعني أن توصف حركة حماس بأنها حركة تحرر وطني؟
عرف مؤتمر تطویر القانون الإنساني، 1976، حروب التحریر بأنها تلك التي توجه ضد المستعمر والاحتلال الأجنبي والأنظمة العنصریة، من أجل ممارسة حق تقریر المصیر كما یؤكده القانون الدولي، ومن هذا التعریف یتضح أن القاسم المشترك في حروب التحریر هو العنصر الأجنبي، فالاحتلال الأجنبي والأنظمة الاستعماریة یجمعها العنصر الأجنبي بصفته عنصرا معتدیا، كما كان ذلك مبررا مشروعا لوصف الحركة التي تقاومه بأنها حركة تحرر وطني، والحرب الموجهة ضده بأنها حربا دولیة للتحرر الوطني.


ويعرف قاموس أكسفورد حركات التحرر الوطني بأنها "منظمات "سياسية مكرسة للسعي لتحقيق الاستقلال السياسي عن الهيمنة الأجنبية...".

فيما يمكن تعريفها بأنها منظمات أو حركات سياسية تقود عملا عسكريا ضد قوة استعمارية، وتسعى إلى الاستقلال.

والتحرر الوطني بالمفهوم الاستراتيجي هو إزالة التسلط الأجنبي بكل أشكاله عن الوطن أو أي جزء منه وقع عليه تسلط خارجي، أو عن ثرواته.

وبهذه التعريفات تخرج حركات التحرر الوطني من مفهوم الحزب السياسي الذي يسعى للسلطة في بلاده، أو الحركات الإرهابية.

حركات التحرر الوطني والقانون الدولي:
وفق أحكام القانون الدولي الإنساني فإن أي أعمال حربیة تقوم بها منظمات التحرر الوطني لتقریر مصیرها ضد الاحتلال الأجنبي یعتبر خارج نطاق الأعمال التي حرمتها اتفاقیات جنیف الأربع عام ١٩٤٩، أو البرتوكول الأول الملحق بها، وهي من قبیل الأعمال المشروعة.

وينبع ذلك من كون حركات التحرر الوطني مرتبطة بشكل وثيق بحق تقرير المصير للشعوب، وهو الحق الذي كفلته المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

وتقوم فكرة الكفاح المسلح على أساس حق تقریر المصیر الذي یعطي الشعوب الخاضعة للاحتلال أو التمییز العنصري أن تكافح بكل الوسائل من أجل الحصول على تقریر مصیرها باستخدام القوة المسلحة.

وتضمن میثاق الأمم المتحدة مبدأ تقریر المصیر في المادة الأولى بفقرتها الثانیة التي نصت على إنماء العلاقات الودیة بین الدول على أساس احترام المبدأ الذي یقضي بالتسویة في الحقوق بین الشعوب، وأن یكون لكل منها تقریر مصیرها.

حركات التحرر الوطني والمنظمات الإرهابية
تنبع أكثر الإشكاليات التي تواجه حركات المقاومة الوطنية في الوقت الحالي ومنها حركة حماس، هو محاولة القوى الغربية وصمها بالإرهاب.

نتیجة اختلاف المواقف بین الدول واجتهادات المختصین في القانون الدولي حول تعریف الإرهاب، عمدت بعض الدول المعادیة لمبدأ حق الشعوب في تقریر المصیر على رأسها الولایات المتحدة الأمریكیة إلى الخلط بین مفهوم الإرهاب ومفهوم نضال الشعوب من أجل تقریر المصیر، وعلى الرغم من أن لكل منهما كیان وماهیة تمیزه عن الآخر بالإضافة إلى التناقض الصارخ بین المفهومین من حیث المشروعیة، إلا أن هناك خلطا متعمدا من جانب بعض الدول الغربیة، واستخدام هذا الخلط في إطار سیاسي وإعلامي لتشویه الحقائق والإساءة إلى حركات التحرر الوطني والمقاومة المشروعة للشعوب المضطهدة. بحسب الباحثة مبروكة عبد السلام مهاجر اقريره من جامعة المنوفية.

يذكر أن الاتفاقیة العربیة لمكافحة الإرهاب الدولي أكدت في المادة الثانية منها على "عدم اعتبار الكفاح المسلح جریمة إرهابیة "، حیث نصت الفقرة الأولى منها على أنه "لا تعد جریمة حالات الكفاح المسلح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال لاأجنبي والعدوان من أجل التحرر وتقریر المصیر، وفقا لمبادئ القانون الدولي".

ماذا يعني الاعتراف بحركة حماس حركة تحرر وطني
إن الاعتراف بحركة حماس حركة تحرر وطني ينسف بالضرورة الأسس التي على أساسها صنفت الولايات المتحدة ودول غربية وعربية، كما ينسف الأسس التي تحظر الحركة خصوصا في العالم العربي.


كما أن الاعتراف بحماس حركة تحرر وطني يعني الاعتراف بها حركة سياسية تسعى للاستقلال الوطني، ما يعني التعامل معها كملف سياسي وليس كملف أمني كما يحصل في بعض الدول العربية.

لكن الأهم هو أن ذلك الاعتراف يصبغ الشرعية على مواقف الحركة وعلى رأسها استخدام القوة المسلحة ضد القوة المحتلة لإجبارها على الإقرار بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واستقلاله وإقامة دولته.

وهذا الاعتراف يفتح الباب أمام الدولة للتعامل مع حركة التحرر الوطني سياسيا وماليا أو حتى تقديم دعم عسكري طالما أن أعمالها المسلحة لا تتنافى مع القانون الدولي، وهو ما حصل مع حركات التحرر الوطني إبان فترة الاستعمار الغربي لدول في قارتي آسيا وأفريقيا.

كما يفتح الباب أيضا أمام مشروعية مواطني الدولة للتعامل مع حركة التحرر الوطني، بحيث لا تجرم تلك العلاقات أو التعاملات معها.  

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس تحرر وطني الإرهابية الاحتلال حماس إرهاب الاحتلال تحرر وطني المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القانون الدولی حرکة تحرر وطنی الکفاح المسلح تقریر المصیر حرکة حماس من أجل

إقرأ أيضاً:

من وجهة نظر دبلوماسي إسرائيلي.. 4 تحديات تواجه حركة حماس

في الوقت الذي ما زال فيه الاسرائيليون يرصدون آثار وتبعات هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وبعد أكثر من عام على العدوان الجاري على غزة، اجتهدت العديد من المحافل الإسرائيلية في رصد ما تعتبره تحديات تواجه الحركة في المرحلة الحالية والمستقبلية في ضوء استمرار سيطرتها على غزة، رغم الضربات القوية التي تلقتها خلال الحرب الجارية.

ويزعم مايكل هراري السفير والدبلوماسي السابق أن "حرب "السيوف الحديدية" التي شنتها قوات الاحتلال على غزة تضع حماس في واحدة من أصعب أوقاتها، إن لم تكن الأصعب على الإطلاق، فهي تقف على مفترق طرق استراتيجي سيحدد مسارها ومستقبلها للسنوات القادمة، وباتت تواجه أربعة تحديات رئيسية".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "التحدي الأول الذي يواجه حماس بعد أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية عليها يتعلق باليوم التالي في غزة، فقد استنفد هذا المفهوم خلال العام الماضي، ولكن سيتعين على إسرائيل في نهاية المطاف أن يقرر طبيعة السيطرة على القطاع، على افتراض، غير مؤكد حتى الآن، أنه لن يفرض حكماً عسكرياً، ولن يشارك بشكل مباشر في الإدارة من القطاع".


وأوضح أن "هناك أفكارا كثيرة تتطاير في الهواء، ليس بينها أن يأتي طرف خارجي، عربي أو دولي، ليتولى المهمة في غزة، وبالتالي فإن الصيغة التي سيتم الحصول عليها في النهاية ستحدد الخطوط العريضة التي ستكون عليها إسرائيل بطريقة أو بأخرى قادرة على الهضم، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مع أن حماس ستكون قادرة على التعايش مع عودة السلطة للسيطرة المدنية على القطاع، على أمل أن تتمكن بمرور الوقت من تعزيز سيطرتها، والحركة، على غرار حزب الله، تدرك جيداً أنه يتعين عليها أن تدفع ثمناً يتعلق بالحكم في غزة في الإطار الزمني القريب، على أمل أيام أفضل، من وجهة نظرها".

وأشار إلى أن "التحدي الثاني الذي تواجهه حماس يتعلق بالعلاقة بين الداخل والخارج فيها، التي شهدت تغيرات كثيرة، لكن مركز القوة انتقل في السنوات الأخيرة إلى الداخل من خلال وجود يحيى السنوار وقيادته للذراع العسكري في الميدان، حيث ركز الكثير من القوة في أيديهم، وتجلت بشكل درامي في السابع من أكتوبر، لكن مقتله، والضربة العسكرية للحركة، أجبرتها على نقل المركز خارج الأراضي الفلسطينية، وسيُظهر الزمن مدى نجاح خالد مشعل ورفاقه باستعادة القيادة، مع أنه من الواضح تماما أن ميزان القوى سيميل الآن لصالحهم".

وأكد أن "التحدي الثالث للحركة يتعلق بتوجهها المستقبلي، فقد بذلت دائما جهدا كبيرا لتجنب "الرعاية الخارجية" التي من شأنها أن تلحق ضررا أساسيا بحرية عملها، ولذلك باتت العلاقة مع إيران، عبر حزب الله، وثيقة جداً في السنوات الأخيرة، ونتائجها معروفة، والآن يطرح السؤال عن أي طريق ستختاره الحركة، علما بأن هوية البلد المضيف لقيادتها سيساهم في اتجاهها الجديد".

وأضاف أن "ذلك لا يعني بالطبع قطع حماس لعلاقاتها مع إيران، لكن سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستعود للارتباط الأيديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما إن وصلت ضيافتها إلى تركيا أو الجزائر أو بقيت في قطر، وكل ذلك سيؤثر على مسار الحركة".



وختم بالقول أن "التحدي الرابع الذي يواجه حماس في المستقبل القريب يتعلق بالضفة الغربية، فالدعم الواسع الذي تتلقاه في الساحة الفلسطينية لم يتلاش رغم الحرب الدائرة، ولكن يبقى أن نرى العواقب المترتبة على ذلك، لكن الواضح أن الحركة ستسعى للحفاظ على قوتها بالضفة، بل وربما تقويتها، وسيعتمد الكثير على شكل العلاقات التي ستنشأ مع السلطة الفلسطينية".

ويرى هراري أن "إسرائيل ستكون اللاعب الرئيسي في مدى تحقق هذا التحدي الأخير، لأن مخطط السيطرة في القطاع سيؤثر على الكيفية التي ستحاول بها حماس استعادة قوتها، ويجب أن نتذكر أن إسرائيل بذلت قصارى جهدها في السنوات الأخيرة لمنع أي تقدم نحو حل الدولتين، من خلال استمرار الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة، صحيح أنه غير متوقع تغير الموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، لكن إدارة ترامب الثانية تدرس الآن خياراتها، ولذلك ما زال من الصعب، ومن السابق لأوانه تقييم مدى تأثير الأمور على مكانة حماس، واحتمالات تعافيها".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قادة من حركة “حماس”
  • نتنياهو: حركة حماس لن تحكم قطاع غزة مجددًا
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • عاجل | الخزانة الأميركية: فرض عقوبات على 6 قادة كبار في حركة حماس
  • بينهم قيادي في القسام.. عقوبات أميركية جديدة على مسؤولين كبار بحركة حماس
  • عقوبات أميركية جديدة على قياديين في حركة حماس
  • الخزانة الأمريكية: فرض عقوبات على عددا من قادة حركة حماس
  • هل تستقبل تركيا عناصر حركة حماس؟
  • تركيا تكشف حقيقة نقل مكتب حركة حماس إليها من قطر
  • من وجهة نظر دبلوماسي إسرائيلي.. 4 تحديات تواجه حركة حماس