ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي. 

استكمل قداسته سلسلة "طرق تقديم المحبة"، وتناول جزءًا من الأصحاح الثالث عشر في إنجيل لوقا، والأعداد (١٠ - ١٧)، وتأمل في "كيف تُقدم المحبة من خلال الخدمة" وذلك من خلال شفاء السيد المسيح لمريض بِركة "بيت حسدا" في إنجيل يوحنا والأصحاح الخامس، وشفاء المرأة المنحنية منذ ثماني عشرة سنة في إنجيل لوقا والأصحاح الثالث عشر، كالتالي: 
- أنهما كانا مقيديْن تحت وطأة الشيطان، "«هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ»" (يو ٥: ١٤)، "وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً" (لو ١٣: ١٦).


- السيد المسيح ذهب إليهما بدون أن يطلبا منه، حيث ذهب إلى البِركة وإلى المجمع دون دعوة. 
- وجود معاندين (اليهود) أثناء شفاء مريض بِركة بيت حسدا، ورئيس المجمع أثناء شفاء المرأة المنحنية، والذين لديهم ازدواجية في المعايير، "يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟" (لو ١٣: ١٥).
- اختيار السيد المسيح لعمل المعجزتين في يوم سبت، وذلك لسببيْن هما: شفاء المريضين، وتعليم الجموع أن عمل الرحمة وتقديم الخدمة يكون في أي وقت، "السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ" (مر ٢: ٢٧). 


- شفاء المخلّع بعد ثمان وثلاثين سنة والتي ترمز لعدد سنوات التيه لشعب بني إسرائيل قبل دخول أرض كنعان، بسبب عدم إيمانهم، وفي المقابل شفاء المرأة المنحنية بعد ثماني عشرة سنة، ورقم (١٠) يرمز إلى حرف "يوتا" ورقم (٨)  يرمز إلى حرف "إيتا" في اللغة اليونانية أو العبرية القديمة، وهما أول حرفين في اسم "يسوع"، مما يعني أن الذي أعطاهما الشفاء والاستقامة هو اسم المسيح المقدس.
وأعطى قداسة البابا خمس معان للتعبير عن تقديم الخدمة، وهي: 


١- الإحساس بالآخر دون أن يطلب، كما فعل السيد المسيح مع المخلّع "«أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟»" (يو ٥: ٦)، وكذلك مع المرأة المنحنية "فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا" (لو ١٣: ١٢)، "لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ... اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ" (عب ١٣: ١ - ٣).

٢- احتواء ضعف الآخر بمحبة ورعاية، "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ" (إش ٦١: ١).

٣- تقديم الخدمة بدون حساب أو حدود إلى كمالها، وبحسب غِنى الإنسان سواء في المال أو المجهود، ودون انتظار مقابل، "تَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ. وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا" (أف ٣: ١٩، ٢٠).

٤- تقديم الخدمة حتى مع وجود مضايقات ومعاندين، بل واحتمال أي ألم من أجل المسيح، "هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" (يو ٣: ١٦).

٥- تقديم الخدمة بمحبة تماثل محبة الله للإنسان، وبحسب أعماله معنا، "لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو ١٣: ١٥)، فالعالم جائعًا لأعمال المحبة الكاملة "فَإِنَّكُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ تَعَبَنَا وَكَدَّنَا، إِذْ كُنَّا نَكْرِزُ لَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، وَنَحْنُ عَامِلُونَ لَيْلًا وَنَهَارًا كَيْ لاَ نُثَقِّلَ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ" (١ تس ٢: ٩).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قداسة البابا قداسة البابا تواضروس الثاني البابا تواضروس الثاني المقر البابوي بالقاهرة طرق تقديم المحبة السيد المسيح تقدیم الخدمة السید المسیح

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يستقبل المقرر الخاص المعني بحقوق ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الأربعاء، الدكتورة هبة هجرس، المقرر الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأمم المتحدة.

كيفية التعامل مع ذوي الاعاقة 

أعربت الدكتورة هبة هجرس عن تقديرها لدور الكنيسة في دعم قضايا ذوي الإعاقة، وجهودها في رفع الوعي بحقوقهم ودمجهم في المجتمع.

ومن جانبه، أشار قداسة البابا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقضية ذوي الإعاقة، حيث تعد من أولويات الدولة وتحظى بمتابعة مباشرة من فخامته كما أكد أن توجيهات الرئيس أسهمت في زيادة اهتمام كافة الجهات بهذا الملف الهام.

ولفتت الدكتورة "هجرس" على ضرورة رفع الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن رجال الدين لهم دور محوري في تحقيق ذلك. كما قدمت بعض الإحصائيات التي تعكس الواقع، وتساعد في تعزيز التوعية المجتمعية.

البابا تواضروس: علاقاتنا طيبة مع كل الكنائس .. والقبطية تمسكت بالإيمان المستقيم عبر العصورشباب الكنيسة السريانية الكاثوليكية يزورون كنيسة العائلة المقدسة ضمن برنامج حجاج الرجاءمطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك يتفقد تدريب كورال الكنائسوفد من الكنيسة المارونية بمصر الجديدة يزور كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية

ووجه قداسة البابا بأهمية تكثيف التوعية بهذه القضية، مشيرًا إلى أنه سيطلب من الآباء الأساقفة توجيه الآباء الكهنة للاهتمام بهذا الموضوع في عظاتهم.

كما طلبت المقرر الخاص إعداد منهج  يُدرّس في مدارس الأحد والكليات الإكليريكية يتناول كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على شخصيات قبطية عبر التاريخ كانت من ذوي الإعاقة وحققت إنجازات ملهمة.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس الثاني يكشف تحديات الكنيسة: التطوير المؤسسي خلال 12 عامًا
  • البابا تواضروس الثاني يتحدث مع لميس الحديدي حول مسيرة 12 عامًا على رأس الكنيسة الأرثوذكسية
  • البابا تواضروس يثمن تصريحات الرئيس السيسي برفض دعوة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم
  • البابا تواضروس: علاقاتنا طيبة مع كافة الكنائس
  • البابا تواضروس يستقبل سفير جمهورية كوت ديڤوار بالقاهرة
  • البابا تواضروس يستقبل القنصل العام المصري بكندا
  • البابا تواضروس يستقبل القنصل العام المصري بكندا.. صور
  • البابا تواضروس يستقبل المقرر الخاص المعني بحقوق ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة
  • البابا تواضروس الثاني يستقبل السفير المصري بالڤاتيكان
  • القس رفعت فكري: دعوة السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة