ما عواقب الهجوم الإيراني ضد إسرائيل على المدى الطويل؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
بغداد اليوم-طهران
يمكن أن يكون لهجوم القوات العسكرية الإيرانية على أراضي إسرائيل عواقب طويلة المدى في المنطقة، وهو ما لا يتفق عليه عدد من الخبراء الإيرانيين، فيما أشار الخبراء إلى أن أسلوب رد الفعل الإسرائيلي وما ستجريه الأيام المقبلة قد يرسم صورة أوضح للتطورات القادمة وذلك بعد التغيير الواضح الذي طرأ على النهج الإيراني تجاه الهجوم الجوي المباشر على إسرائيل
عملية إيران العسكرية
يقول المحلل السياسي وأحد منظري التيار الإصلاحي "صادق زيبا كلام" لـ"بغداد اليوم"، "أعتقد أنه ينبغي النظر إلى تصرفات إيران من منظورين رمزي وعملي، وكانت القيمة الرمزية للهجوم الإيراني بالنسبة للتيار الثوري المحافظ هو كسر التفوق العسكري الإسرائيلي، بينما ظل العالم الإسلامي، صامتا إزاء تصرفات إسرائيل في قطاع غزة، ومن ناحية كسر الموقف الإسرائيلي، ومن الناحية العملية، أي العسكرية، فإن العملية لم تحقق أي نتائج، ولهذا السبب عارضت أميركا وأوروبا انتقام إسرائيل ومهاجمة إيران رداً على ذلك".
وأضاف زيبا كلام "تلعب العوامل متعددة الطبقات دورًا في هذه التوترات، أولاً، تطبق الجمهورية الإسلامية سلوكها الخارجي والداخلي بناءً على التطورات السياسية الداخلية؛ ومن بينها، القلق من تكرار الاحتجاجات التي أدت إلى إرسال دوريات إلى الشوارع بحجة تطبيق قوانين الحجاب، فضلاً عن ضغوط القوات المقربة من النظام، مما يؤثر على الرد على إسرائيل. لقد وضع هذا الوضع الجمهورية الإسلامية في مفارقة: فالحفاظ على الحكومة مع الحفاظ على قاعدة دعمها، ومن ناحية أخرى، فإن زيادة التوتر المباشر مع إسرائيل يمكن أن يدفع النظام الإيراني إلى حرب ذات نتيجة غير مؤكدة".
الحرب الخفية ستتوسع
بدوره، يرى "دياكو حسيني"، الخبير في القضايا الاستراتيجية في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل سوف تستمر وتتوسع بعد الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الأحد الماضي على أهداف داخل الأراضي المحتلة".
وقال "حصل الطرفان على تصور أكثر واقعية لقدرات بعضهما البعض، كما أن العالم ليس مستعداً لتوسيع حرب غزة في الشرق الأوسط، والدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، تعرف ذلك ولا تريد أن تغير الحرب بين إيران وإسرائيل وضع الحرب الروسية الأوكرانية لصالح روسيا بشكل أكبر".
وأضاف "ونتيجة لذلك فإن الجهود الدولية سوف تمنع المواجهة المفتوحة والهجمات المضادة الخطيرة والواسعة النطاق، كما أن إسرائيل تحتاج إلى تعاون أميركا ودول أخرى لمهاجمة إيران، وهذا التعاون قد يعرض مصالح تلك الدول أيضاً للخطر، وأن إيران وإسرائيل غير مستعدتين لحرب متبادلة".
وتابع "لا أعتقد أن الوضع يؤدي إلى مواجهة جدية، لكن الحرب الخفية ستستمر على مستوى أحدث، ومن بين أمور أخرى، ينبغي أن نتوقع في الأسابيع والأشهر المقبلة سلسلة من الاغتيالات لشخصيات عسكرية إيرانية داخل إيران والمنطقة".
حرية إسرائيل في المهاجمة
بدوره، يرى "مهدي خورسند" الخبير في الشؤون الدولية، أنه "بهذا الهجوم غيرت الجمهورية الإسلامية استراتيجيتها من "لا الحرب المباشرة ولا التفاوض"، والآن، بالإضافة إلى الحرب بالوكالة، تحولت إلى المواجهة المباشرة ووقعت في فخ خطة إسرائيل لإثارة هجوم مباشر على إسرائيل".
وأضاف خورسند لـ"بغداد اليوم"، "هذا سيترك لإسرائيل الحرية في مهاجمة المراكز الحساسة للجمهورية الإسلامية في المستقبل، وستفعل إيران الشيء نفسه رداً على ذلك، ويعني أن دولتين في حالة حرب، وبحسب الوضع، قد تتدخل دول أخرى لمساعدة الطرفين، وتحدث حرب واسعة النطاق، وهذه الخطوة المغامرة ستدفع إيران إلى حرب رهيبة لن تفلت منها".
روسيا مقصرة في التوتر القائم
من جانبه يرى نعمة الله إيزدي الدبلوماسي الإيراني السابق، أن روسيا لديها تقصير في السيطرة على التوتر بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أنه "لا أحد ينتصر في حرب طهران-تل أبيب، حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحقق نتائج لصالحه".
وعند سؤاله عن أن ما يحدث بين طهران وتل أبيب يخدم المصالح الروسية، أجاب إنه "إذا فشلت الدول العظمى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وغيرها من السيطرة على التوتر فإن الدول الأخرى مثل تركيا والسعودية ومصر وقطر لن يمكنها القيام بشيء ملموس للسيطرة عليه، وأعتقد أنه حتى لو كانت روسيا، بحسب سؤالك، تبحث فعلاً عن استمرار الحرب في منطقة الشرق الأوسط بهدف صرف الرأي العام عن الحرب في أوكرانيا، فإن الغرب في منطقتنا يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن روسيا ستتضرر أيضًا في النهاية".
وبين إيزدي "لا ظروف منطقة الشرق الأوسط، ولا الوضع الدولي لديه القوة لحرب أخرى بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإذا هاجمت إسرائيل إيران فإن وقوع حرب واسعة النطاق أمراً حتمياً، على الرغم من أن إيران وإسرائيل لا يبدو أن لديهما رغبة في حدوث هذه الحرب".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: إیران وإسرائیل بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
هل تغيّر موقف إسرائيل من إيران بعد عودة ترامب؟
رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه على مدى سنوات، عارضت إسرائيل الاتفاق النووي مع إيران، واستمرت في عرض انتهاكاتها للعالم، لكن مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عرض إجراء محادثات مع طهران، يبدو أن تغييراً قد حدث.
وقالت يديعوت أحرونوت تحت عنوان "هل إيران والولايات المتحدة على الطريق نحو اتفاق نووي؟ موقف إسرائيل والخيارات المتبقية"، أنه بعد أشهر طويلة من التهديدات بإمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وسلسلة من التقارير التي تتحدث عن أن إسرائيل تدرس تنفيذ "هجمات كبيرة" في النصف الأول من عام 2025، يبدو أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض هو الذي غيّر الخطط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعد تؤيد بالضرورة إمكانية القيام بعمل عسكري ضد إيران، وأنها بعد سنوات من معارضة الاتفاق، تفضل الدبلوماسية على القوة، وهي في الواقع أكثر دعماً لخيار عسكري موثوق به ضد إيران، ولكن إذا كان من الممكن التوصل إلى ترتيب جيد من شأنه أن يمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية، فإن إسرائيل، بعد سنوات من معارضة الاتفاق، سوف تفضل الدبلوماسية على القوة.
ولفتت يديعوت إلى إعلان ترامب بأنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، طلب فيها التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني، قائلة إنها حصلت على معلومات تفيد بأن طهران، من جانبها، اتصلت بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف المحادثات الرامية إلى المضي قدماً في الاتفاق النووي مع إدارة ترامب.
قدرات عسكرية إيرانية جديدة تثير قلق إسرائيلhttps://t.co/Bv6F6zv48T pic.twitter.com/UuMa2wIQnZ
— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025 الحوار غير مستبعدكما أشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى توقيع ترامب على تشديد العقوبات ضد إيران الشهر الماضي، بعد أن صرح مصدر إسرائيلي بأنه بعد الهجوم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وضعت إسرائيل خططاً لشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد المنشآت النووية، مستطردة: "الآن، لم يعد الحوار بين إيران والولايات المتحدة أمراً مستبعداً في إسرائيل، وهناك قدر كبير من التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بطهران، وما يجب القيام به لمعالجة انتهاكاتها".
هل غيرت إسرائيل موقفها؟وأوضحت الصحيفة العبرية أن الخيارات المطروحة على الطاولة بالنسبة لإسرائيل قد تكون العقوبات، وإمكانية معقولة للعمل العسكري، بالإضافة إلى حقيقة أن ترامب مستعد للتحدث مع إيران والتوصل إلى اتفاق معها، وهو الاحتمال الذي ذكره حتى قبل الانتخابات الأخيرة، موضحة أنه خلال مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بعد أن قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "الأرشيف النووي"، وقال الرئيس الأمريكي آنذاك: "اليوم لدينا دليل قاطع على أن الوعد الإيراني كان كذبة".
وتقول يديعوت إنه على الرغم من انعدام الثقة العميق، الذي لا يزال قائما لأسباب واضحة، فإن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى اتفاق جديد، إذا حققت هدفها في منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، مشيرة إلى أنهم في إسرائيل لا يعتقدون أن الحل الوحيد هو قصف إيران، إلا أنهم مستعدون لهذه الإمكانية ويستكملون الإجراءات اللازمة لذلك.
وفي الوقت نفسه، تحتاج إسرائيل إلى زيادة التنسيق العسكري وإظهار القوة، مثل التدريب المشترك الذي أجرته هذا الأسبوع طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفة أمريكية.
وعلقت: "هذه الأحداث وقعت في الماضي، وهذه ليست المرة الأولى، ولكن الآن، عندما تحدث في عهد إدارة ترامب، فهناك رسالة هنا إلى إيران مفادها أن الدول منسقة فيما بينها وتريد تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة، ويبدو أن إسرائيل غيرت موقفها، وأصبحت تفضل الطريق الدبلوماسي".
بزشكيان تحت المجهر.. أزمات إيران تتفاقم في عهد الرئيس الإصلاحيhttps://t.co/wlEH9S8p7A
— 24.ae (@20fourMedia) March 6, 2025 تهديدات ترامبوفي ظل المحاولات على المسار الدبلوماسي، أطلق الرئيس ترامب، من البيت الأبيض تهديداً جديداً تجاه إيران، وقال للصحافيين "الشيء التالي الذي ستتحدثون عنه هو إيران، ماذا سيحدث لها، هذا كل ما أستطيع أن أخبركم به، نحن في المراحل النهائية ضد إيران، سيكون الأمر مثيراً للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة".
وأضاف ترامب مهددا: "على أي حال، سيكون الأمر كبيراً، إنها فترة مثيرة للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك موقف مع إيران حيث سيحدث شيء ما قريباً، قريباً جداً، ستتحدثون عنه قريباً، وآمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام، أنا لا أتحدث من موقع القوة أو الضعف، أنا فقط أقول إنني أفضل أن أرى اتفاق سلام بدلاً من الخيار الآخر، لكن الخيار الآخر من شأنه أن يحل المشكلة".