بغداد اليوم-طهران

يمكن أن يكون لهجوم القوات العسكرية الإيرانية على أراضي إسرائيل عواقب طويلة المدى في المنطقة، وهو ما لا يتفق عليه عدد من الخبراء الإيرانيين، فيما أشار الخبراء إلى أن أسلوب رد الفعل الإسرائيلي وما ستجريه الأيام المقبلة قد يرسم صورة أوضح للتطورات القادمة وذلك بعد التغيير الواضح الذي طرأ على النهج الإيراني تجاه الهجوم الجوي المباشر على إسرائيل

عملية إيران العسكرية

يقول المحلل السياسي وأحد منظري التيار الإصلاحي "صادق زيبا كلام" لـ"بغداد اليوم"، "أعتقد أنه ينبغي النظر إلى تصرفات إيران من منظورين رمزي وعملي، وكانت القيمة الرمزية للهجوم الإيراني بالنسبة للتيار الثوري المحافظ هو كسر التفوق العسكري الإسرائيلي، بينما ظل العالم الإسلامي، صامتا إزاء تصرفات إسرائيل في قطاع غزة، ومن ناحية كسر الموقف الإسرائيلي، ومن الناحية العملية، أي العسكرية، فإن العملية لم تحقق أي نتائج، ولهذا السبب عارضت أميركا وأوروبا انتقام إسرائيل ومهاجمة إيران رداً على ذلك".

وأضاف زيبا كلام "تلعب العوامل متعددة الطبقات دورًا في هذه التوترات، أولاً، تطبق الجمهورية الإسلامية سلوكها الخارجي والداخلي بناءً على التطورات السياسية الداخلية؛ ومن بينها، القلق من تكرار الاحتجاجات التي أدت إلى إرسال دوريات إلى الشوارع بحجة تطبيق قوانين الحجاب، فضلاً عن ضغوط القوات المقربة من النظام، مما يؤثر على الرد على إسرائيل. لقد وضع هذا الوضع الجمهورية الإسلامية في مفارقة: فالحفاظ على الحكومة مع الحفاظ على قاعدة دعمها، ومن ناحية أخرى، فإن زيادة التوتر المباشر مع إسرائيل يمكن أن يدفع النظام الإيراني إلى حرب ذات نتيجة غير مؤكدة".

الحرب الخفية ستتوسع

بدوره، يرى "دياكو حسيني"، الخبير في القضايا الاستراتيجية في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل سوف تستمر وتتوسع بعد الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الأحد الماضي على أهداف داخل الأراضي المحتلة".

وقال "حصل الطرفان على تصور أكثر واقعية لقدرات بعضهما البعض، كما أن العالم ليس مستعداً لتوسيع حرب غزة في الشرق الأوسط، والدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، تعرف ذلك ولا تريد أن تغير الحرب بين إيران وإسرائيل وضع الحرب الروسية الأوكرانية لصالح روسيا بشكل أكبر".

وأضاف "ونتيجة لذلك فإن الجهود الدولية سوف تمنع المواجهة المفتوحة والهجمات المضادة الخطيرة والواسعة النطاق، كما أن إسرائيل تحتاج إلى تعاون أميركا ودول أخرى لمهاجمة إيران، وهذا التعاون قد يعرض مصالح تلك الدول أيضاً للخطر، وأن إيران وإسرائيل غير مستعدتين لحرب متبادلة".

وتابع "لا أعتقد أن الوضع يؤدي إلى مواجهة جدية، لكن الحرب الخفية ستستمر على مستوى أحدث، ومن بين أمور أخرى، ينبغي أن نتوقع في الأسابيع والأشهر المقبلة سلسلة من الاغتيالات لشخصيات عسكرية إيرانية داخل إيران والمنطقة".

حرية إسرائيل في المهاجمة

بدوره، يرى "مهدي خورسند" الخبير في الشؤون الدولية، أنه "بهذا الهجوم غيرت الجمهورية الإسلامية استراتيجيتها من "لا الحرب المباشرة ولا التفاوض"، والآن، بالإضافة إلى الحرب بالوكالة، تحولت إلى المواجهة المباشرة ووقعت في فخ خطة إسرائيل لإثارة هجوم مباشر على إسرائيل".

وأضاف خورسند لـ"بغداد اليوم"، "هذا سيترك لإسرائيل الحرية في مهاجمة المراكز الحساسة للجمهورية الإسلامية في المستقبل، وستفعل إيران الشيء نفسه رداً على ذلك، ويعني أن دولتين في حالة حرب، وبحسب الوضع، قد تتدخل دول أخرى لمساعدة الطرفين، وتحدث حرب واسعة النطاق، وهذه الخطوة المغامرة ستدفع إيران إلى حرب رهيبة لن تفلت منها".

روسيا مقصرة في التوتر القائم

من جانبه يرى نعمة الله إيزدي الدبلوماسي الإيراني السابق، أن روسيا لديها تقصير في السيطرة على التوتر بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أنه "لا أحد ينتصر في حرب طهران-تل أبيب، حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحقق نتائج لصالحه".

وعند سؤاله عن أن ما يحدث بين طهران وتل أبيب يخدم المصالح الروسية، أجاب إنه "إذا فشلت الدول العظمى مثل روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وغيرها من السيطرة على التوتر فإن الدول الأخرى مثل تركيا والسعودية ومصر وقطر لن يمكنها القيام بشيء ملموس للسيطرة عليه، وأعتقد أنه حتى لو كانت روسيا، بحسب سؤالك، تبحث فعلاً عن استمرار الحرب في منطقة الشرق الأوسط بهدف صرف الرأي العام عن الحرب في أوكرانيا، فإن الغرب في منطقتنا يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن روسيا ستتضرر أيضًا في النهاية".

وبين إيزدي "لا ظروف منطقة الشرق الأوسط، ولا الوضع الدولي لديه القوة لحرب أخرى بين إسرائيل وإيران، إلى جانب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإذا هاجمت إسرائيل إيران فإن وقوع حرب واسعة النطاق أمراً حتمياً، على الرغم من أن إيران وإسرائيل لا يبدو أن لديهما رغبة في حدوث هذه الحرب".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: إیران وإسرائیل بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية

أبدى سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده لحليفتها سوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة. 

وقال لافروف، في تصريحاتٍ صحفية، :"هضبة الجولان ستظل أرضاً سورية". 

اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت النقاب قبل أيام عن قيام إسرائيل بتشييد منشآت عسكرية ودفاعية في سوريا. 

ويفتح ذلك التصرف الباب أمام إمكانية بقاء إسرائيل لفترة طويلة الأمد. 

ووثقت الصور التي نشرتها الصحيفة الأمريكية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية داخل قاعدة مُحصنة، وانشاء قاعدة شبيهة على بُعد 8 كيلو إلى الجنوب. 

وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة نقل تتصل بهضبة الجولان المُحتلة. 

وكانت منظمة الأمم المُتحدة قد أصدرت بياناً يوم الجمعة الماضي طالبت فيه بخفض التصعيد في المنطقة العازلة بسوريا حتى تستطيع قواتها القيام بدورها. 

وذكر البيان الأممي أن إسرائيل أكدت أن انتشار قواتها في المنطقة العازلة بسوريا مؤقت لكن المنظمة ترى أن ذلك يعد انتهاكا للقرارات الأممية.

واستغلت إسرائيل الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقامت باختراق نقاط فصل القوات فيما بعد حرب 1973. 

واستولت إسرائيل على نقاط في العمق السوري، وهو الأمر الذي أغضب السوريين خاصةً أنه يُعد انتهاكاً صريحاً للقرارات الأممية.

يشهد التوتر بين سوريا وإسرائيل تصعيدًا مستمرًا منذ عقود، حيث تعود جذوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1948، ثم احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967، والذي لا تزال سوريا تطالب باستعادته. وعلى الرغم من توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، فإن التوترات لم تهدأ، حيث تكررت المواجهات العسكرية والضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها تستهدف مواقع إيرانية وقوافل أسلحة لحزب الله، بينما تعتبرها سوريا انتهاكًا لسيادتها ومحاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.

في السنوات الأخيرة، تصاعدت الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق ومحيطها، إلى جانب استهداف البنية التحتية الدفاعية السورية. ورغم أن سوريا غالبًا ما ترد بإطلاق صواريخ دفاعية، فإن ميزان القوى يميل لصالح إسرائيل، التي تتمتع بتفوق عسكري واضح ودعم غربي. وعلى المستوى الدبلوماسي، لا تزال العلاقات مقطوعة بين البلدين، وتُعتبر الجبهة السورية-الإسرائيلية ساحة صراع إقليمي تتداخل فيها قوى مثل إيران وروسيا. ورغم تدخلات بعض الأطراف الدولية للتهدئة، فإن استمرار الغارات الإسرائيلية والتواجد الإيراني في سوريا يجعل احتمالات التصعيد قائمة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة

مقالات مشابهة

  • تصعيد دبلوماسي.. مصر تحذر إسرائيل من عواقب تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • إيران تندد بالعقوبات الأمريكية على كيانات متهمة ببيع النفط الإيراني للصين
  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • الثوري الإيراني يكشف النقاب عن أول حاملة طائرات مسيرة إيرانية.. هذه قدراتها
  • الحزب اليميني الهولندي: من المستحيل هزيمة روسيا عسكريا
  • زيلينسكي يزعم فقدان 45 ألف جندي من قواته.. خلال الحرب مع روسيا
  • روسيا عن خطط إسرائيل: يريدون البقاء في فلسطين ولبنان والجولان
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • نيويورك تايمز: إيران قد تلجأ إلى تطوير النووي للرد على أمريكا وإسرائيل
  • روسيا تُثمن دور مصر في إنهاء الحرب بغزة