هل فقدت إسرائيل هيبتها في المنطقة وتآكل ردعها الإستراتيجي؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
اتفق خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن نظرية الردع الإستراتيجي الإسرائيلية تآكلت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستدلين باشتعال جبهات قطاع غزة وجنوب لبنان والبحر الأحمر، وصولا إلى الهجوم الإيراني الأخير.
ويعتقد الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور محمود يزبك أن جميع السيناريوهات والإستراتيجيات طويلة الأمد، التي أعدتها إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"، قد سقطت.
وأوضح يزبك -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن استنزاف قوة الردع وصل إلى جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي، الذي بدا مندهشا من احتجاز 250 إسرائيليا في قطاع غزة للشهر السابع تواليا، مشيرا إلى أنه بات مرعوبا وخائفا ومردوعا، وهو ما تُرجم بإخلاء مستوطنات غلاف غزة والشمال.
وأضاف أن القوة العسكرية التي تمتلكها إسرائيل أخفقت في ترميم تآكل الردع، مبينا أن الرد الإيراني أخاف الإسرائيليين، كما أن الحديث عن هجوم إسرائيلي مضاد يزيد التوتر في داخل المجتمع الإسرائيلي.
ولفت إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلي كان متجانسا منذ بداية الحرب، ولكن الانقسام يسوده حاليا، كما تطرق إلى أن سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت تقوم على ردع طهران فورا، ولكن لم يحدث ذلك بعد الهجوم الإيراني.
وفي تعليقه على تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن إيران لن تستطيع فرض معادلة ردع مختلفة ضد إسرائيل، رأى يزبك أن هذا التصريح أقرب إلى أمنية، وليس واقعا سياسيا أو حربيا، ولا يستند إلى وقائع ميدانية.
وحول انعكاس تآكل الردع على مسار الحرب في غزة، يعتقد الخبير بالشأن الإسرائيلي أن "تل أبيب أضاعت على نفسها فرصة الدخول إلى رفح جنوبي قطاع غزة"، بالإشارة إلى التطورات الأخيرة التي وصلت إلى اتهام أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة نتنياهو بالخائن.
"أصيبت في مقتل"بدوره، يؤمن مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن نظرية الردع الإسرائيلية أصيبت في مقتل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "وربما لا شفاء منها"، مؤكدا أن "الحرب الخاطفة على أرض العدو وإلحاق الرعب للجهات المعادية لإسرائيل تبددت تواليا".
ويبين أن إسرائيل تبدو في حالة المردوع لا الرادع، مستدلا بعمليات حزب الله اللبناني والحوثيين، التي كانت كفيلة سابقا بشن إسرائيل عمليات عسكرية كبرى، مثل اجتياح لبنان واحتلال جنوبه.
ويوضح الرنتاوي أن أهم أركان الأمن الإسرائيلي كان الاعتماد على الذات في توفير الأمن الفردي والجماعي للإسرائيليين، ولكن هذا تبدد بعدما استدعت بعد "طوفان الأقصى" حاملات الطائرات الأميركية، والمسيرات الغربية، فضلا عن تسيير جسر عسكري جوا وبحرا.
ويضيف أن 90% من المسيرات الإيرانية التي أسقطت في الهجوم الأخير لم تكن بأيد إسرائيلية، ليصبح الاعتماد على الخارج في توفير الأمن الفردي والجماعي في إسرائيل.
وبحسب الرنتاوي، لم تعد لإسرائيل هيبة في المنطقة ولم تعد هدفا عصيا على الفصائل أو الدول إن توفرت الإرادة لديها، كما أن عالم القطب الواحد في طريقه للانتهاء.
وتعد جميع خيارات إسرائيل للرد على إيران صعبة، وستزيد من تآكل الردع الإسرائيلي، إذ ستسجل طهران نقطة لصالحها إن لم ترد تل أبيب، كما أن إيران تعهدت بالرد على أي رد إسرائيلي ولو كان محدودا، في ما تبدو معادلة ردع جديدة، حسب الرنتاوي.
وأضاف "إن شنت إسرائيل ضربة قوية لإيران، فإن المنطقة ذاهبة إلى حرب إقليمية واسعة"، قبل أن يقول إن الولايات المتحدة بمقدورها تقديم مبادرة سياسية تبدأ بوقف إطلاق النار في غزة لمنع انزلاق الإقليم إلى مواجهة شاملة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توسع شبكة طرق في أكبر مستوطنات الضفة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، المصادقة على مشروع شق طريقين جديدين في الضفة الغربية المحتلة، ما يعزز النشاط الاستيطاني في منطقة معاليه أدوميم.
وقال مكتب نتانياهو في بيان: "وافق مجلس الوزراء الأمني الليلة الماضية على اقتراح وزير الدفاع يسرائيل كاتس لبناء طرق بديلة، مما سيؤدي إلى بناء شبكة طرق جديدة في منطقة معاليه أدوميم".
وأضاف أن هذا المشروع "سيحسن تالياً حركة المرور ويعزز البنية التحتية للنقل بين القدس ومعاليه أدوميم، وشرق منطقة بنيامين، مما يسمح باستمرار تطوير المستوطنات في منطقة إي 1".
وتقع المنطقة "إي 1" خارج القدس في الضفة الغربية، ويعيش فيها بدو.
حولتها إلى مستوطنات مستقلة..إسرائيل تفصل 13 حياً استيطانياً في الضفة الغربية - موقع 24أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم الأحد، أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على خطة لفصل 13 حياً استيطانياً يهودياً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل عن المناطق المجاورة لها.
ومن المقرر أن يلتف أحد الطريقين المخطط لهما حول الطريق الحالي، ويسمح للفلسطينيين في المنطقة بالوصول إلى القرى، دون استخدام الطريق الرئيسي.
وأعلنت إسرائيل مراراً مشاريع بناء في هذه المنطقة الواقعة بين القدس والبحر الميت.
وتعد معاليه أدوميم واحدة من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، إذ يتجاوز عدد سكانها 40 ألفاً.
ويدين الفلسطينيون ومنظمات غير حكومية هذه المشاريع التي تقطع الضفة الغربية إلى قسمين، وتمنع قيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً.
وقال نتانياهو في البيان: "نواصل تعزيز أمن المواطنين الإسرائيليين، وتوسيع مستوطناتنا".
وأضاف أن "الطريق الجديد سيعود بالنفع على جميع سكان المنطقة، وسيسمح بحركة مرور سلسة، وتحسين الأمن، وإنشاء رابط استراتيجي بين القدس ومعاليه أدوميم وغور الأردن"، وهي 3 مناطق تقوم فيها إسرائيل بتطوير المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي.
من جهتها، وصفت منظمة السلام الآن غير الحكومية المناهضة للاستيطان المشروع بأنه "طريق جديد للفصل العنصري".
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش فيها حوالي 3 ملايين فلسطيني، إلى جانب ما يقرب من نصف مليون مستوطن إسرائيلي.