قطر ترد على تصريحات مسيئة لنائب أمريكي حول وساطتها في مفاوضات غزة
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إن بلاده تجري حاليًا "تقييمًا شاملًا" للعبها دور الوساطة في المفاوضات ما بين إسرائيل والفلسطينيين.
تأتي تصريحات رئيس الوزراء القطري بعد ضجة أثارها بيان النائب الديمقراطي ستيني هوير، الثلاثاء، دعا خلاله الولايات المتحدة إلى "إعادة تقييم" علاقاتها مع قطر.
وهدد هوير بأنه "إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط (على حماس من أجل إبرام اتفاق بشأن الرهائن المحتجزين في غزة)، فإن الولايات المتحدة لابد أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر".
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، الأربعاء: "رأينا هناك إساءة لاستخدام الوساطة، وإساءة لتوظيف الوساطة من أجل مصالح سياسية ضيقة، وهذا استدعى دولة قطر أن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور، نحن الآن في هذه المرحلة".
وأوضح أن قطر تجري "تقييمًا شاملًا للوساطة وكيفية انخراط كل الأطراف" في المفاوضات المتعثرة.
وأضاف: "هناك استغلال وإساءة للدور القطري، هذه الإساءة مرفوضة، نحن عندما بدأنا في هذه العملية (مع مصر)، انخرطنا من منطلق إنساني ومن منطلق وطني وقومي لحماية أشقائنا الفلسطينيين، ولكن للأسف نرى أن هناك مزايدات سياسية كبيرة، أصحاب مصالح ضيقة، يحاولون القيام بحملات انتخابية من خلال الإساءة لدور دولة قطر، وهذا الأمر غير مقبول".
وانتقد المسؤول القطري "أن يقال لنا شىء في الغرف المغلقة، وفي الخارج يبدأون بإطلاق تصريحات للأسف هدامة ولا تسهم بشكل إيجابي"، مؤكدًا التزام بلاده بدورها في الوساطة "من المنطلق إنساني، ولكن هناك حدود لهذا الدور، وحدود للقدرة التي نستطيع أن نسهم فيها في هذه المفاوضات بشكل بناء، ودولة قطر ستتخذ القرار المناسب حيال ذلك".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف مصدر إسرائيلي، لـCNN، تفاصيل حول مقترح حركة حماس بشأن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
السلطنة تواصل دورها الدبلوماسي.. إيران تؤكد عقد "مفاوضات حساسة" مع أمريكا في مسقط
عواصم - الوكالات
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرة الأولى عن نية بلاده إجراء محادثات مباشرة مع إيران، بينما سارعت طهران إلى التأكيد بأن المفاوضات المزمع عقدها ستكون "غير مباشرة". وقد أثار الإعلان استياءً إسرائيليًا، حيث عبّرت مصادر سياسية عن "خيبة أمل" من الخطوة غير المتوقعة.
وخلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، كشف ترامب عن اجتماع "رفيع المستوى" سيُعقد السبت المقبل، مؤكدًا أن نجاح المحادثات سيكون في صالح إيران، بينما سيكون الفشل مكلفًا لها. وأضاف: "إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًا، وإذا لم تُكلّل المحادثات بالنجاح، فسيكون ذلك يومًا سيئًا للغاية بالنسبة لها"، مشددًا في الوقت ذاته على أن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ترغبان في الدخول بمواجهة ما دامت إمكانية تجنبها قائمة.
ورغم عدم إفصاح ترامب عن مكان انعقاد المحادثات، فقد أكد أنها لن تكون عبر وسطاء، بل على "أعلى مستوى تقريبًا". وسرعان ما أعلنت طهران أن اللقاء سيُجرى في سلطنة عُمان، لكنها شددت على طبيعته غير المباشرة.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر منصة "إكس"، أن المفاوضات ستُعقد في عُمان يوم السبت بين وفدين من إيران والولايات المتحدة، مؤكدًا أنها "فرصة واختبار في آن واحد، والكرة الآن في ملعب واشنطن". ومن المقرر أن يقود عراقجي المحادثات من الجانب الإيراني، في حين يمثل الجانب الأميركي المبعوث ستيفن ويتكوف.
وأكدت الحكومة الإيرانية في بيان رسمي أن المفاوضات ستركّز على "المصالح الوطنية وما يخدم الشعب الإيراني"، معربة عن أملها بأن تكون هذه الخطوة بداية لحوار "عقلاني وحكيم". وأكد البيان: "لن نخوض في تفاصيل المحادثات قبل بدئها، وما يهمنا هو احترام سيادتنا ومصالحنا، وسندخل المفاوضات إذا تمت مخاطبتنا بلغة الاحترام".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين أن طهران لا تمانع في التفاوض المباشر مستقبلاً إذا أظهرت المحادثات غير المباشرة تقدماً. وبيّن هؤلاء أن فهمهم لطبيعة المحادثات يختلف جزئيًا عن التصريحات التي أدلى بها ترامب.
يُذكر أن الطرفين سبق أن أجريا محادثات غير مباشرة خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، لكنها لم تُحقق نتائج تُذكر. أما آخر مفاوضات مباشرة معروفة فكانت خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي أفضت جهوده إلى التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، قبل انسحاب ترامب منه لاحقًا.
ردود إسرائيلية غاضبة
من جانب آخر، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الوفد الإسرائيلي في واشنطن تفاجأ بالإعلان الأميركي، إذ لم يكن على علم مسبق بهذه الخطوة. وقال مصدر ضمن الوفد إن علامات "الدهشة والصدمة" كانت واضحة على وجوه المسؤولين الإسرائيليين بعد إعلان ترامب.
واعتبرت الصحيفة أن زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى البيت الأبيض لم تحقق النتائج المرجوة، بل جاءت مخيبة للآمال. وفي تعليق له، قال نتنياهو إنه لا يعارض المفاوضات إذا كانت قادرة على منع إيران تمامًا من امتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى التجربة الليبية كنموذج ناجح للدبلوماسية الفعالة.