وزير الزراعة السوداني: الحرب أفقدتنا زراعة 10 ملايين فدان
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
الخرطوم– كشف وزير الزراعة والغابات السوداني أبو بكر عمر البشرى عن تقلص المساحات المستهدفة بالزراعة إلى 36 مليون فدان بسبب الحرب، بعد أن كان من المخطط زراعة 46 مليون فدان.
وقال عمر البشرى -في تصريح للجزيرة نت- إن الحرب أثرت على الزراعة في السودان والمحاصيل النقدية والغذائية، لأنها حرب شاملة شملت عدة ولايات، حيث تأثرت ولايات إقليم دارفور الـ5، وولايتي غرب وجنوب كردفان، والجزيرة والخرطوم، وكان الأثر بالغا في إيصال مدخلات الزراعة لهذه المناطق، ونقص الأيدي العاملة.
وكشف البشرى عن نهب قوات الدعم السريع للآليات ومدخلات الإنتاج والأسمدة من مشروع الجزيرة، حيث تم التخطيط لزراعة 650 ألف فدان من القمح، ولكن لم يزرع سوى ما بين 220 إلى 250 ألف فدان فقط.
وأضاف "نعول على بقية الولايات المنتجة للقمح، وهي ولاية النيل الأبيض، وولاية الشمالية، وولاية نهر النيل ومؤسسة حلفا الزراعية".
وقال البشرى إن السودان ظل ينتج حوالي 500 ألف طن من الصمغ العربي، وتقلص الإنتاج إثر تداعيات الحرب.
وتابع "لتلافي تأثيرات الحرب وحدوث مجاعة، ركزنا الموسم الصيفي السابق على زراعة الحبوب الأساسية كالذرة والدخن، لأنها تمثل قوت غالبية السكان، حيث تم زراعة نحو 23 مليون فدان ذرة ودخن في الموسم السابق، وكانت الإنتاجية أقل من الموسم السابق، أنتجنا هذا العام نحو 3 ملايين طن من الذرة، وذلك من دون إحصاء إنتاج إقليمي دارفور والجزيرة، وولايات كردفان (غرب)".
من جهته، قال المهندس الزراعي بإدارة الأمن الغذائي في وزارة الزراعة والغابات عمار حسن بشير إن الحرب أثرت على كل مؤشرات الأمن الغذائي بشكل مباشر وغير مباشر، وأضرت بالسلسة الغذائية، الإنتاج، الحصاد، الترحيل والتخزين.
وأضاف عمار -في حديثه للجزيرة نت- ارتفعت معدلات انعدام الأمن، وتضررت البنية التحتية الاقتصادية في البلاد، وتعطلت عملية الحصاد في ولاية الجزيرة، مما أثر على السلسلة الغذائية.
من جانبه، قال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم، خلال لقاء جمعه برئيس بعثة منظمة الزراعة والأغذية العالمية برين بولسن، إن الفجوة الغذائية الفعلية أقل بكثير من الحجم المتداول في وسائل الإعلام.
وأكد جبريل -وفقًا لوكالة السودان للأنباء- أنه لا توجد مجاعة في السودان، نظرا لعدم وجود مشكلة في الإنتاج، مشيرا إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في توزيع الإنتاج وتوصيله للمحتاجين في المناطق المختلفة، مثل جنوب كردفان، حيث تواجه الحكومة صعوبات في توفير مسارات آمنة.
عام على الحربومع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، تتضاءل فرص إنقاذ الاقتصاد السوداني الذي وجهت إليه المواجهات العسكرية أكبر ضربة قوية.
وبفقدان معظم الأسر في السودان مصادر دخلها، والآثار الهائلة للحرب على سوق العمل والتجارة والزراعة والصناعة، أصبحت الدائرة تضيق أكثر فأكثر بالنسبة للسودانيين في الداخل والفارين داخليا واللاجئين.
وفي تقرير سابق، قال مسؤول في وزارة المالية السودانية -للجزيرة نت- إن نسبة إيرادات الدولة انخفضت بنسبة 85% مع مضي سنة كاملة من القتال، ويتوقع ارتفاع مؤشر الفقر في البلاد إلى أكثر من 90% بعد فقدان الموظفين والعمال وظائفهم، ومن ثم عدم حصولهم على رواتبهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية السوداني ينفي استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب بالبلاد
نفى وزير الخارجية السوداني علي يوسف مزاعم أميركية بامتلاك الجيش السوداني أسلحة كيميائية، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة لبلاده باستخدام هذه الأسلحة في الحرب "غير صحيحة".
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير السوداني في جلسة نقاشية بعنوان "السياسة والأزمة الإنسانية" ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، والتي تزامنت مع تطورات الميدانية تقدما لقوات الجيش في عدة محاور بالعاصمة الخرطوم.
وقال يوسف "الجيش السوداني لم يرتكب انتهاكات أو خروقات في هذه الحرب، ولا يوجد أي دليل على ارتكابه انتهاكات"، وأضاف "الجيش السوداني لا يملك أسلحة كيميائية، وأي اتهامات موجهة له باستخدامها غير صحيحة".
وفي 16 يناير الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بدعوى "تنفيذ قواته هجمات على مدنيين".
وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلت فيه عن 4 مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هوياتهم، أن الجيش السوداني استخدم "أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد".
ووصفت الخارجية السودانية العقوبات الأميركية بأنها "غير أخلاقية" وتفتقر "لأبسط أسس العدالة والموضوعية"، معتبرة أنها تعكس "تخبطا وضعفا في حس العدالة".