تروي شهادات أسرى ناجين من الموت وراء القضبان الإسرائيلية فصولا مروعة من التنكيل بالفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، حيث يتعرضون للإهمال الطبي والتعذيب، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وحسب الشهادات فقد اتسعت رقعة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول على نحو لافت.

وتؤكد شهادات تسردها مؤسسات حقوقية محلية ودولية ووسائل إعلام إسرائيلية أن الأسرى يتعرضون لأشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل والإهانات من قِبل الجنود الإسرائيليين، بما يشمل خلع الملابس والضرب المستمر.

وفي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، عرضت قناة الجزيرة تقريرا لمراسلها من رام الله محمد خيري، سلّط فيه الضوء على حالات أسرى تعرضوا للتعذيب داخل سجون الاحتلال، وبعضهم استشهد والبعض الآخر ما زالت أخباره مقطوعة عن ذويه.

ومن بين قصص الأسرى تبرز قصة عبد الرحمن، الذي كان أسيرا وصار شهيدا، منذ 4 أشهر، تحت وطأة التعذيب في السجون الإسرائيلية، ويقول والده أحمد مرعي، لقناة الجزيرة، إن الشهيد بقي 6 أيام في زنزانة بدون أكل ولا شرب، وكان يستغيث.

ولم تسمح سلطات الاحتلال حتى اليوم لعائلة الشهيد عبد الرحمن بمواراته الثرى في قريته قراوة بني حسان بمحافظة سلفيت في الضفة الغربية.

ولم يسلم إيهاب الحجوج، أسير محرر منذ أسابيع، من التعذيب والإهانات داخل سجون الاحتلال، حيث يقول إنه تعرّض للضرب هو وكل الأسرى، وإنه شاهد آخرين يموتون أمامه، ويتحدث ابن بلدة بني نعيم في الخليل عن إهانات وشتائم وتعذيب نفسي كل يوم، في الصباح وطوال النهار وفي الليل، "شفت ناس مقطعة ودم، كنت في فيلم رعب".

وحسب شهادة إيهاب، فقد تغير كل شيء بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وصارت الحرب كأنها داخل السجون.

وتعيش عائلات الأسرى في قلق وخوف، خاصة مع انقطاع الأخبار ومنع الزيارات، وهو حال عائلة الأسير مضر أبو دية في بلدة بيت أمر بالخليل، وتقول والدة الأسير إنها أصبحت تخاف حتى من رنة الهاتف.

وكما جاء في تقرير الجزيرة، فقد كشفت وعد عباس، مساعدة أبحاث وحملات في منظمة العفو الدولية، عن استشهاد أسير بعد 3 أيام من الضرب المتواصل، مشيرة إلى أن الإهمال الطبي من أسباب الوفاة داخل السجون.

ويُذكر أن سجن عوفر أحد عدة سجون إسرائيلية تحولت إلى معاقل لتعذيب الأسرى الفلسطينيين والتنكيل بهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات داخل سجون الاحتلال

إقرأ أيضاً:

شهادات تكشف قمع الداعمين لفلسطين داخل شركات التكنولوجيا الكبرى

كشف تقرير جديد أصدره مركز "حملة" (المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي)، عن ممارسات قمعية تمارسها شركات تكنولوجيا كبرى بحق موظفيها الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية، حيث تناول شهادات لموظفين حاليين وسابقين حول الرقابة والتمييز الذي يواجهونه داخل أماكن عملهم.

أظهر التقرير الذي حمل عنوان "احذف القضية: شهادات الموظفين في قطاع التكنولوجيا حول قمع المناصرة الفلسطينية في مكان العمل"، الدور الذي تلعبه شركات التكنولوجيا في تقييد حرية التعبير عن الحقوق الفلسطينية وفرض سياسات تمييزية على موظفيها الذين يدافعون عن هذه القضية.

واعتمد التقرير على 25 شهادة جمعها من موظفين حاليين وسابقين في شركات كبرى مثل "ميتا"، و"غوغل"، "مايكروسوفت"،  و"آبل"، و"لينكد إن"، و"سيسكو".

ولفت التقرير إلى أن هذه الشهادات تكشف عن سياسات ممنهجة داخل هذه الشركات تستهدف دعم القضية الفلسطينية وتحد من قدرة الموظفين على التعبير عن آرائهم. كما بين أن هذه الشركات تقوم بإزالة وإسكات المحتوى المرتبط بفلسطين، سواء كان تعبيرا عن التعاطف الإنساني مع الضحايا أو دعوة للحرية والاستقلال، تحت ذرائع متعددة مثل مخالفة إرشادات المشاركة المجتمعية أو خطاب الكراهية.

"ميتا" وسياسة حذف المحتوى الفلسطيني
أظهرت الشهادات التي جمعها التقرير أن شركة "ميتا" المالكة لمنصات "فيسبوك" و"إنستغرام" تتبع سياسة صارمة تجاه أي محتوى يتناول القضية الفلسطينية.

وفقا لموظفين في الشركة، يتم حذف أي منشور يحتوي على ذكر فلسطين أو غزة، وخاصة تلك المتعلقة بالحرب، بشكل تلقائي. وأشار الموظفون إلى أن حتى الدعوات للصلاة من أجل فلسطين أو التضامن مع الضحايا تُعتبر مخالفة لإرشادات الشركة، التي تعتبر فلسطين "منطقة متنازع عليها".


وأضاف الموظفون أن هذه السياسة تمتد أيضا إلى منشورات تعبر عن وجهات نظر إنسانية بسيطة، حيث يتم حذف المنشورات التي تعبر عن التعاطف مع الفلسطينيين أو الضحايا في غزة، حتى وإن لم تتضمن انتقادات مباشرة.

في المقابل، أوضح التقرير أن منشورات لموظفين مؤيدين للاحتلال الإسرائيلي حول الحرب لم تتعرض لنفس المستوى من الرقابة، ما يعكس انحيازا واضحا في سياسات الشركة.

"غوغل" وحظر الفعاليات الفلسطينية
ذكر التقرير أن شركة "غوغل" منعت تنظيم أي فعاليات متعلقة بفلسطين على منصاتها الداخلية بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، بينما أبدت تضامنا علنيًا في قضايا أخرى، مثل دعم الشعب الأوكراني.

وأشار موظفون إلى أن الشركة أزالت منشورات تعبر عن الحزن أو التعاطف مع ضحايا الحرب في غزة، بما في ذلك منشورات لموظفين فلسطينيين، تحت ذرائع مثل “الحفاظ على السلامة” أو “تجنب خطاب الكراهية”.

محمد، موظف سابق في "غوغل" أُقيل في نيسان /أبريل 2024، تحدث عن استهداف منهجي للموظفين الداعمين لفلسطين داخل الشركة، موضحا أن الموظفين المؤيدين لإسرائيل كانوا يبلغون عن منشورات تعبر عن الحزن أو الحداد، ما أدى إلى حذف هذه المنشورات.

وقال محمد في شهادته: "تم استهدافنا وإسكاتنا حتى في حزننا، حيث كانت منشوراتنا تُعتبر خرقا للإرشادات، رغم أنها لم تحمل أي شكل من أشكال التحريض".

تبرعات مثيرة للجدل عبر "آبل"
أفاد طارق، موظف فلسطيني سابق في شركة "آبل"، بأن الشركة تسهل عملية التبرعات لجماعات إسرائيلية متطرفة عبر منصة "Benevity"، وهي منصة تسمح للموظفين بالتبرع لصالح منظمات مختلفة. وأشار طارق إلى أن بعض هذه الجماعات المتلقية للتبرعات تدعم المستوطنات الإسرائيلية أو تسلحها.

وأضاف التقرير أن "آبل" تكمل التبرعات التي تُجمع لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر هذه المنصة، ما يثير تساؤلات حول دور الشركة في دعم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته. وأوضح طارق أن هذه السياسات أثارت استياء الموظفين الفلسطينيين، لكنها لم تلقَ أي استجابة من الإدارة العليا للشركة.

"مايكروسوفت" وخطاب الكراهية
أما في شركة "مايكروسوفت"، فقد وصف موظفون فلسطينيون الأجواء في منصات العمل الداخلية بأنها معادية للعرب بشكل صريح. وذكر أحد الموظفين أن العديد من المنشورات التي كانت تُنشر على المنصة تحتوي على تصريحات تصف الفلسطينيين بـ"دون البشر"، وتبرر الهجمات الإسرائيلية على الأطفال والمستشفيات.

وأشار التقرير إلى أن هذه المنشورات لم تُحذف، بينما كانت المنشورات التي تدعم الفلسطينيين تُبلغ عنها ويتم حذفها على الفور، مما يعكس سياسة تمييزية واضحة.


وقال موظف في الشركة: "كان يُسمح بنشر محتوى يحرض على العنف ضد الفلسطينيين، بينما كان أي تعبير عن دعم القضية الفلسطينية يواجه حظرا أو رقابة شديدة".

وفي السياق، خلص التقرير إلى أن هذه الممارسات في كبرى شركات التكنولوجيا لا تقتصر على الرقابة الرقمية فحسب، بل تعكس دورا أعمق لشركات التكنولوجيا في دعم سياسات استعمارية وإمبريالية تخدم المصالح الغربية والرأسمالية الاستعمارية.

وأكد مركز "حملة" أن هذه السياسات تتناقض مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وتؤثر بشكل مباشر على قدرة الموظفين على التعبير عن آرائهم بحرية في بيئات العمل.

مقالات مشابهة

  • أكثر من ربع الأسرى الفلسطينيين أصيبوا بالجرب في سجون الاحتلال مؤخرا
  • اعتراف إسرائيلي بإصابة ربع الأسرى الفلسطينيين بمرض الجرب
  • الاحتلال يمنع الأسير السابق إسماعيل طقاطقة من الدخول للأردن لاستكمال علاجه
  • عشرات الأسيرات في سجون الاحتلال.. شهادات صادمة عن انتهاكات جسدية ونفسية
  • وقفة بنابلس نصرة للأسرى والأسيرات ورفضًا للإبادة الجماعية والعنف ضد المرأة
  • اعتراف إسرائيلي بإصابة ربع المعتقلين الفلسطينيين بالجرب
  • نادي الأسير: الاحتلال اعتقل أكثر من 435 امرأة منذ بدء حرب الإبادة
  • هآرتس: ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال قتل 1000 طبيب وممرض بينهم 310 في سجون العدو
  • شهادات تكشف قمع الداعمين لفلسطين داخل شركات التكنولوجيا الكبرى