بسبب دعمها لفلسطين.. جامعة جنوب كاليفورنيا تحرم طالبة مسلمة من كلمة التخرج
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا عن إلغاء خطاب التخرج لطالبها المتفوق، وهي طالبة مسلمة، وذلك بمُبرّر ما وصفته بـ"مخاوف أمنية، وسط الصراع المستمر في الشرق الأوسط".
وقال عميد الجامعة، أندرو جوزمان، عبر رسالة نُشرت الإثنين، إلى مجتمع جامعة جنوب كاليفورنيا، إن "النقاش حول اختيار الطالب المتفوق في الجامعة، اتخذ طابعًا مثيرًا للقلق في الأيام الأخيرة".
وأضاف: "كان من المقرر أن تلقي أسنا تبسم، الطالبة المتفوقة في جامعة جنوب كاليفورنيا لعام 2024، كلمة في حفل التخرج رقم 141 بالجامعة في 10 مايو".
تجدر الإشارة إلى أنه منذ اختيارها كطالبة متفوقة، عملت عدد من الجماعات المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي فضلا عن عدد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، على حثّ الجامعة على إعادة النظر؛ بالقول: "إن تبسم تروج لآراء معادية للسامية ومعادية لإسرائيل".
من جهتها، أعربت الطالبة المتفوّقة عن صدمتها من قرار الجامعة، بالقول إنها لم تكن على علم بتهديدات محدّدة ضدها أو ضد الجامعة، وذلك عبر بيان، أصدرته عبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في لوس أنجلوس.
وتابعت: "بإلغاء خطابي، فإن جامعة جنوب كاليفورنيا لا تفعل سوى الرضوخ للخوف ومكافأة الكراهية؛ وإن الجامعة لم تقدم لها تفاصيل بشأن تقييم التهديد".
إلى ذلك، تصاعدت التوترات في الجامعات بخصوص عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة؛ فيما استقال رؤساء جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا جزئيا بسبب استجاباتهم لارتفاع مستويات معاداة السامية في الحرم الجامعي.
وفي السياق نفسه، قالت مجموعة "توف" وهي مجموعة تدافع عن معاداة السامية، عبر منشور على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام"، خلال الأسبوع الماضي: "تقع على عاتق جامعة جنوب كاليفورنيا مسؤولية أن تشرح لهيئتها الطلابية سبب اختيارها لطالبة متفوقة تروج لآراء معادية للسامية".
كذلك، في الأسبوع الماضي، انتقدت مجموعة الحرم الجامعي، "أحصنة طروادة من أجل إسرائيل"، الجامعة، عبر الكتابة على منصة "إنستغرام": "هذا الاختيار المثير للقلق يحول معلما شاملا وهادفا إلى بيئة غير مرحب بها وغير متسامحة للخريجين اليهود وعائلاتهم".
وبالعودة إلى بيانها، دعت تبسّم، زملاءها، إلى الرد على ما وصفته بـ"الانزعاج الأيديولوجي من الحوار والتعلم، وليس التعصب والرقابة"؛ فيما طالبت بـ"دعم العدالة للجميع، “بما في ذلك الشعب الفلسطيني".
وتابعت: "باعتباري طالبة متفوقة في فصلك، أناشد زملائي في جامعة جنوب كاليفورنيا أن يفكروا خارج الصندوق، للعمل من أجل عالم لا يتم فيه التلاعب بصرخات المساواة والكرامة الإنسانية لتكون تعبيراً عن الكراهية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية جنوب كاليفورنيا غزة الفلسطيني فلسطين غزة جنوب كاليفورنيا كلمة التخرج المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تخرُّج آلاف الشباب من الجامعات إلى البيوت!
علي بن سالم كفيتان
حضرتُ إحدى حفلات التخرج لجامعة حكومية كأبٍ يُشارك أحد أبناءه فرحة التخرج، وكان عدد الخريجين يناهز 700 من الجنسين، وكان الحفل بهيجًا، والتنظيم رائعًا.. شبابٌ وشابات مفعمون بالحيوية والفرحة والنشاط؛ حيث تتصاعد فلاشات التصوير لتوثيق هذه اللحظات الفارقة، من كل حدب وصوب، ابتسامات عريضة وتهانٍ لا تنتهي، لمن تعرف ومن لا تعرف، وأنت تمضي في ردهات مركز السلطان قابوس للثقافة والترفيه بصلالة.
وبين حدائقه المكسوَّة بالزهور، وممراته المُضاءة بعناية، وجلساته الجانبية، من دكك وكراسٍ خشبية غاية في الجمال، هناك بنات في سن الزهور، يحملن باقات بكل الألوان، يمشين بزهو وخيلاء الإنجاز، أمهات عظيمات ترتبن بناتهن وتحرصن على البهاء والحشمة، آباء يصطفون على الكراسي خارج القاعة لأداء صلاة المغرب قبل الولوج للداخل، مصورون مع مظلات الفلاش وبراويز حالمة يصطف أمامها الخريجون ليلتقطوا الصور التذكارية. هذا إلى جانب أبيه، وتلك بمعية أمها، وآخرون مع الأصدقاء.. كان الجو الاحتفالي في الداخل استثنائيًا بكل المقاييس، رغم هبوب الشتاء في الخارج، ومع ذلك تجد لحظات وجوم على وجوه الحاضرين عندما يأتي أحدهم ليهنئ الآخر قائلًا "عقبال الوظيفة"، فيرد قائلًا "خليها على الله".
في هكذا يوم تُولد أحلام لتذبل سريعًا، وهذا ليس حصرًا على حفل التخرج هذا؛ بل في كل حفلات التخرج الأخرى على طول البلاد وعرضها، آلاف الشباب يتدفقون بكل حيوية إلى الحياة بعد إنهائهم سنوات من الدراسة والعناء، وخلفهم آباؤهم وأمهاتهم المثقلون بهَمِّ الحياة وصراع المثابرة لبلوغ فلذات أكبادهم هذه اللحظات؛ فهناك من باع كل ما يملك، وآخرون استدانوا، والبعض اقتطع من دخله لسنوات لتبدو هذه اللحظة حالمة، وتنتهي إلى بلوغ المرام، برؤية أبنائهم يحصلون على وظائف تليق بهذه التضحيات الجسام.
آلاف الشباب يصطفون في طوابير طويلة في الجامعات الحكومية والخاصة والكليات المتخصصة، ينتظرون المناداة بأسمائهم؛ ليُثبتوا للوطن أنهم قادمون لتكملة المسيرة، وليخبروا أهاليهم أنهم لم يخذلوهم يومًا على دكك الدراسة. لفتت أنظاري امرأة طاعنة في السن تمشي على مهلٍ مُتَّكئة على عصا بين بناتها أو ربما حفيداتها الخريجات، وهُن يضحكن معها ويدُرن حولها كالنحل حول الزهرة، بدت مهابة كجنرال يعبُر بين طوابير جنوده المصطفين لتحيته، حيَّتني رافعة عصاها وهي تسأل عن مُصلَّى النساء، فأجبتها، لتختفي بين الجموع. صلَّينا في الردهة الرئيسية للمركز من كل مكونات مجتمعنا؛ فالخريجون طيف واسع يشكل عُمان من شمالها إلى جنوبها، وكان حديث الساعة هو التساؤل: ماذا بعد التخرج؟ كان هذا هو السؤال الطاغي بين أولياء الأمور تلك الليلة، وربما هو الوحيد الذي يُعكِّر صفوها.
كان حظِّي في الجلوس إلى جانب ولي أمر تعرَّفنا على بعضٍ منذ زمن طويل، كان صامتًا ولم ينبس ببنت شفة، كما تقول العرب. حاولت مناوشته، لكنه تمنَّع، فقلت في نفسي ما عسى يشغل بال هذا الرجل، وما كل هذا الوجوم على وجهه في ليلة كهذه، يفرح فيها الجميع. ودون سابق إنذار، قال: اسمعني كل هذه الطاقات المتقدة في عُمان لا يجب إطفاؤها. واسترسل قائلًا: "لدي ابن وحفيدة يتخرجون الليلة صرفت عليهم كل ما استطيع، ويأخذون معونة 90 ريالًا من وزارة التعليم العالي طوال سنوات الدراسة، وبعد التخرج تُقطَع المعونة، ويجلس أبنائي وأحفادي إلى جانبي في المنزل، مهما حاولت إقناعهم بضرورات المرحلة، فلن يقتنعوا، وإن ظلوا ساكتين احترامًا لكِبَر سني وهواني على أن أجد لهم فرصة عمل، مثلما وعدتهم طوال حياتي، وكنتُ لهم السند والملاذ- بعد الله- فاليوم أبدو ضعيفًا يائسًا أمامهم". قلت له: "هوِّن عليك، وحاول أن ترسم ابتسامة تكون ذخيرتهم في هذه الليلة الغالية.. أرجوك لا تخذلهم"، فانصرف عني وتابع الحفل.
في الختام.. أشكرُ الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، وطاقمه الرائع، على الإخراج الأسطوري للحفل؛ إذ لم تكن هناك أخطاء، وكل شيء كان على خير ما يُرام. لقد رأيتُ الفرحة العارمة في عيون الفريق الأكاديمي والإداري، وكان بيان التخرُّج بصمة جديدة تلاها الدكتور الشحري، ووقف لها الخريجون، وكانت كلماته مُفعمة بالأمل، منحت أبناءه جرعات إيجابية لا تُحصى، نطقها بعباراتٍ صادقةٍ نابعةٍ من القلب. ولقد رأيتُ كل ذلك وأحسستُ به ومعي كثيرون في الحفل.. فشكرًا لكم.
رابط مختصر