بعد الهجوم الإيراني الذي وجهته طهران إلى إسرائيل كأسلوب عقابي لضرب قنصليتها في دمشق، والذي أسفر عنه قتل عدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني، خرجت إسرائيل تتوعد وانعقد مجلس الحرب الذي أعلن استعداده لتوجيه ضربة عقابية إلى طهران، وسط أراء انقسامية ما بين تأييد ورفض للقرار، خاصة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم الرد على ضربة لم تحقق أضرار.


حالة من الترقب حول تبعيات الهجوم الإيراني على تل أبيب، واختلفت توقعات الخبراء حول رد فعل إسرائيل القادم وهل سوف ترد أم لا خاصة أن الضربة الإيرانية كانت معلومة المكان والزمان ولم تكن تحتوي على عنصر المفاجأة الذي يستدعي الانتقام أو الرد العقابي.

 

قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إنه بعد الهجوم الإيراني  إسرائيل وجدت معارضة من الجميع في تنفيذ ضربة انتقامية ضد طهران خاصة من الولايات المتحدة، لأنه إذا إسرائيل ضربت إيران في هذه الحالة الأخيرة لن تمر الأمر وسوف ينتج عنها حرب إقليمية في المنطقة، وهو ما ترفضه أمريكا، لذلك تضغط على إسرائيل لمنعها من الضربة الانتقامية.


وأضاف المفكر الاستراتيجي، في تصريح خاص لـ الوفد، أن مجلس الوزراء المصغر كلف نتنياهو ووزير الدفاع بتنفيذ الضربة الانتقامية، مشيرا إلى أن المقترح الأول أن لا تنفذ إسرائيل الضربة وفقا لتوجيهات الولايات المتحدة الأمريكية، والمقترح الثاني وهو المتوقع حدوثه، أن تنفذ إسرائيل ضربة صغيرة لأهداف محددة داخل إيران قد يكون قاعدة أو قاعدتان جويتان، ميناء بحري أو أحد مصانع إنتاج أسلحة لدى طهران، ولكنها لن تجرؤ على ضرب أي من المصالح النووية لأن إيران لن تسمح بذلك وسوف تستخدم باقي قوتها التي لم تستخدمها الفترة الماضية.

 

وتوقع أن تضرب إسرائيل مواقع محددة داخل طهران كأسلوب عقابي، بطائرات الشبح F35 التي يصعب كشفها بالرادارات لضرب قاعدتان، أو أي من الأهداف الخفيفية لإراقة ماء الوجه، مؤكدا أن الضغط الأمريكي قد يمنع إسرائيل من توجيه ضربة لإيران لأنها تتخوف من نشوب حرب إقليمية .


ولفت اللواء سمير فرج، إلى أنه في حالة حدوث رد عقابي من إسرائيل على إيران سوف يكون له تأثير على مصر سياحيًا، خاصة أن مصر شهدت أعلى فترة في الرواج السياحي الستة أشهر الماضية، ونشوب صراع جديد بين إسرائيل وطهران سوف يمثل عقبة كبيرة للقطاع .

 

وفي ذات السياق، أكد اللواء محمد الغباري الخبير الاستراتيجي، أن إسرائيل لن ترد على الهجوم الإيراني لأن طهران حليفتها، خاصة أن الضربة الإيرانية كانت تمثيلية ومعلومة المكان والزمان.


وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن إسرائيل مرتبطة ارتباط عقائدي بإيران، ويرجع ذلك لتاريخ الفرس، عندما رجع كورش الفراسي الإسرائيليين لأرض فلسطين بعدما طُردو منها وهُدم هيكل سليمان، لذلك هناك وفاء كبير بين إسرائيل وإيران منذ القدم.
وأوضح اللواء الغباري، أن إسرائيل تعتمد في حربها ضد المسلمين في تدمير العقائد وخلق انقسام دائم بينهم من خلال الانقسامات الطائفية وهو مشابه للفكر الإيراني تماما، ولكنها في النهاية دولة صديقة لها ولأمريكا.


ولفت إلى أن إيران تلعب بأطرافها مع إسرائيل، وهم الحرس الثوري في سوريا والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وهم عنصر ضاغطة على إسرائيل، لذلك تل أبيب تواجههم ولا تواجه طهران نفسها، وعندما ردت على أطرافها غضبت إيران خاصة بعد الاعتداء على قيادتها في دمشق، وبتنفيذ الهجوم على إسرائيل انتهت الأزمة لذلك لن يكون هناك رد عقابي من جانب إسرائيل على الهجوم .

 

أوضح اللواء محمد غباشي، الخبير الاستراتيجي، أن الهجوم الإيراني لم يكن أكثر من مسرحية هزلية، ولن يكون هناك رد عقابي من إسرائيل على الهجوم الإيراني، مشيرا إلى أن إسرائيل حققت أهدافها من خلال الهجوم الإيراني عليها بنجاح وهو تحويل أنظار العالم عن ما يحدث في فلسطين، وكسب تعاطف الدول الأوروبية حول ما تواجهه إسرائيل من أعداء من جبهات متعددة سواء من داخل قطاع غزة ومن سوريا ولبنان ومن إيران، واستطاع نتنياهو الفوز بموقفه مرة أخرى بعد المظاهرات العديدة ضده فضلا عن استعادة التمويل والدعم الخارجي له وانطوى كل ذلك تحت لواء توحد إسرائيل في مواجهة إيران .
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن ما حدث كان فخ وكمين نصبته إسرائيل لإيران التي نفذت الهجوم على تل أبيب لإرضاء الداخل بعد مقتل قادتها، فقررت تنفيذ مسرحية بأسلحة ضعيفة لن نؤثر على إسرائيل، ولن ترد عليه إسرائيل رغم التوعد بتنفيذ هجمة عقابية على طهران.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تداعيات الهجوم الإيراني إسرائيل خبراء يتوقعون فعل تل أبيب طهران إيران نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الخبیر الاستراتیجی الهجوم الإیرانی على إسرائیل أن إسرائیل خاصة أن تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران ترد على تهديدات نتنياهو: أي مغامرة ستواجه برد ساحق

حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي مما وصفته بأي مغامرة أو تصرف خاطئ ضد طهران، مشددًا على أن إيران لن تتهاون مع أي تهديد وستواجه برد "ساحق".

وجاءت التصريحات بعد سلسلة من التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي اعتبرت إيران أنها تدخلت في سير المحادثات النووية بشكل غير مقبول، مؤكدا أن نتنياهو يسعى إلى "إملاء" السياسة الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بالمفاوضات النووية بين إيران وواشنطن.

وأشار بقائي إلى أن إيران منفتحة على دور دول أخرى مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، لدعم العملية التفاوضية والوصول إلى اتفاق يراعي مصالح جميع الأطراف.

وأوضح بقائي أن إيران ستتمسك بشروطها في المفاوضات، ولن توافق على أي اتفاق لا يتماشى مع الإطار العام الذي تراه طهران مناسبًا، بما في ذلك الحفاظ على حقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية.


وكان بقائي قد أعلن في وقت سابق الأثنين وصول فريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، حيث سيجري محادثات مع السلطات الإيرانية، حيث تعد الزيارة جزءًا من المساعي المستمرة لضمان الشفافية في البرنامج النووي الإيراني، مع العلم أن الوكالة قد تنضم إلى الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.

كما أن هناك تأكيدات من قبل وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن الوكالة سيكون لها دور محوري في التحقق من أي اتفاق مستقبلي.

وتعكس تصريحات بقائي الموقف الإيراني الثابت في المحادثات النووية، حيث تسعى طهران إلى الحفاظ على سيادتها في الملف النووي والتصدي لأي محاولات تهدف إلى تقليص برنامجها النووي بشكل مفرط. ويأتي ذلك في وقت حساس من المحادثات، خاصة مع استمرار الضغوط الدولية على إيران لإيجاد حل دبلوماسي لأزمة برنامجها النووي.

من جهة أخرى، استمر نتنياهو في موقفه المتشدد ضد إيران، حيث دعا مجددًا إلى تفكيك كامل للبنية التحتية النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن أي اتفاق جيد هو الذي يؤدي إلى إزالة هذه المنشآت بشكل كامل، تمامًا كما فعلت ليبيا في عام 2003 بعد تخليها عن برامجها النووية.


كما اتهم نتنياهو إيران بأنها "المحرك الرئيسي للهجمات على إسرائيل" في المنطقة، معبرًا عن قلقه من التوسع الإيراني في الشرق الأوسط. وأضاف أن إسرائيل ستظل حائط صد ضد المخططات الإيرانية في المنطقة.

ومن جانبها تواصل إيران، التأكيد على موقفها الثابت في المفاوضات، وهي تضع شروطًا واضحة في ما يتعلق بالبرنامج النووي، مع رغبة كبيرة في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي وتفادي أية مغامرات قد تؤدي إلى التصعيد في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو بتدمير مفاعلاتها النووية… عواقبه على إسرائيل لا يصدق
  • طبول الحرب تُقرع في كشمير: وزير باكستاني يحذر من ضربة هندية وشيكة خلال ساعات
  • باكستان: ضربة عسكرية وشيكة من الهند.. وردنا سيكون حاسما
  • إيران تتحدث عن مستقبل المفاوضات مع أميركا وتنتقد إسرائيل
  • إيران ترد على تهديدات نتنياهو: أي مغامرة ستواجه برد ساحق
  • إيران ردا على نتنياهو: لا حل عسكريا .. وأي ضربة ستقابل برد فوري
  • نتنياهو: ينبغي اختفاء البرنامج النووي الإيراني بأكمله
  • إيران تحذر من رد مدمر على أي مغامرة إسرائيلية وتتهم تل أبيب بتقويض الدبلوماسية
  • في تصريح جديد.. نتنياهو: يجب تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل
  • نتنياهو: يجب تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل