لجريدة عمان:
2025-02-07@01:38:51 GMT

هـجــومُ إيــران في الميـزان

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

يَـحَـار المـرءُ في تـفـسيـر نـازلـةٍ سياسـيّـة تَـعْـرِض نـفـسَها في شـكـل مـفارقـة: انـتحـالُ مـوقـفٍ مّـا ونـقيـضِـه في الوقت عيـنِه، ومن غيـر أن يـأبـه صاحـبُ النّـقيـضيْـن لِـمَا يـنـطوي عليه موقـفـه من صارخِ التّـناقـض! تلك حـالُ كـثـيـرٍ من الكـتّـاب العـرب المنـاوئـيـن لإيـران، المشـنِّـعيـن على سياساتـها بالغُـدُوِّ والآصال، المُـصِـرّين على النّـظـر إلى مـوقـفها من قـضيّـة فـلسطيـن بحسـبانـها مـادّةً لِـ«المُـتَاجَـرة السّـياسيّـة» قصـد تعظيـم المكـانـة السّـياسـيّـة الإقـليـميّـة والـدّوليّـة.

.. إلى آخـر الكـلام الأجـوف الذي يُـمْـطِـرنا بـه هـؤلاء عـن إيـران و«وكـلائـها» في المـنـطـقة!

نعـم، يَـحَـارُ في تـفـسيـر تلك القـفـزة البـهـلوانـيّـة في الهـواء بيـن القـولِ إنّ إيـرانَ أعجـزُ من أن تـردّ على جريـمـة «إسـرائـيل» في دمشـق والقـولِ إنّ ردَّهـا كـان مجـرَّد مسـرحيّـة محبوكـة بخيـوط التّـفاهُـم مع الإدارة الأمـريـكـيّـة! يَـقْـطعون، في القـول الأوّل، بعـدم قـدرتها على اتّـخاذ قـرارٍ بالمواجهـة المباشرة، وبأنّ قُـصارى ما يسـعها فعْـلُـه أن تُـوعِـز إلى «وكـلائها» بأن يقـومـوا نيـابـةً عنها بالـردّ فـيـتـلـقّـوْن عنـها ضربات العـقـاب. ويـتسـتّـرون، في القـول الثّـاني، عـن انـفـضاح حجّـتـهم المشروخة من طريق الإيـحـاء بـأنّ إيـران ما أقدمت على الـردّ إلاّ بعـد أن تـفاهـمـت على حـدوده «المتـواضعـة» مع إدارة بايـدن! هي، في عـقـولهم الصّـغيـرة، عاجـزة من جهـة، وقـادرة على الردّ بطريـقـتهـا من جهـةٍ أخـرى. وهـؤلاء هُـمْ أنـفـسُـهم الذين دَرَجـوا على المزايـدة على إيـران، لا حـبّـا في فـلسطيـن وحرصًا على حـقوق شعـبها، بـل رغـبـةً في إحـراجـها وكـشْـف «جُبْـنـها». وما إنْ تُـقْـدِم على فـعـل ما كـانـوا يـزايـدون عليها في شـأنـه، حتّى تَـراهم يـرفعـون العقائـر مُـنْـذِريـن بما يـنـتـظـر بلـدانـنـا وشعـوبـنا من أفعـال إيـران من ويْـلٍ وثـبـور ومن عظـائـم الأمـور.

وراء هـذه المـفارقـة منـطـقٌ ممـجـوج: سـوفسـطـائـيّ تـتـجاور فيـه الأضداد. لـكـنّ تـفكـيرًا فـقيـرًا إلى النّـزاهـة والمـوضوعـيّـة، ضَـحْـلًا ونـزَّاعـًا إلى المضاربـات السّـياسيّـة والأيـديـولوجيّـة يكمن وراءها أيضًـا. لذلك لا يـرى إلى الأشيـاء بمـنـظار الواقـع والعـقـل، بـل بمـقـتضـى الهـوى. والأغـربُ أن يـعـتـرف كـتّـابٌ «إسـرائـيـلـيّـون» بـوطأة الضّـربة الإيـرانيّـة على كيـانـهم، وبدقّـتـها في إصـابة قـاعـدتـيـن عسـكـريّـتـيـن في فلسـطيـن المحـتـلّة، فيما يـستـكـثـر كـتّـابٌ عـربٌ على إيـران أن تصـيـب مثـل هـذا الحـظّ من النّـجـاح في الاقـتـصـاص لـنـفـسها من الجريـمة، لمجـرّد أنّـها إيـران؛ أي ذلك البـلـد الذي يـنـبـغي له، في عـقيـدتـهم، أن لا يتـمتّـع نظـامُـه السّـياسـيّ بـأيّ مشـروعيّـة تـمـنـحها قضـيّـةُ فـلسطـيـن لِـمَـن يـناصـر شعـبـَها!

بعـيـدًا مـن هـذه المـفارقـة والعـقـلِ الصّـغير الذي تـدور فيه، تـبـدو الصّـورة مخـتـلفـةً، تـماما، حتّى عـنـد الأعـداء وحلفـائـهم الغـربـيّـيـن الذي هـبّـوا، جميـعًا، لنـجـدتـهـم من وابـل المقـذوفـات عليهم. ما من أحـدٍ من هـؤلاء يسـتـهيـن بإيـران: لِـعِـلْـمِهـم، ابتـداءً، أنّـها قـوّة إقـليـميّـة كـبرى ذاتُ شـأن في السّـياسـات الـدّوليّـة؛ ولعلـمهـم بـما تعـنيـه قـضيّـةُ فـلـسطيـن ضـمن منظـومـة المشـروعـيّـة السّـياسيّـة للنّـظـام الحـاكـم فيـها؛ ثمّ لِـعِـلْـمهـم بما تـمـتـلـكه من أدوات قـوّةٍ في مواجهـة الكـيان الصّـهـيـونيّ، بما فيها قـوى المقاومـة الفـلسطيـنـيّـة واللّـبـنانـيّـة (التي يُـطـلق عليها هـؤلاء الكَـتَـبَـة نعـت «الوكـلاء»!)؛ وأخيرًا لِـعِـلْـمِهـم بأنّ صـراع إيـران ودولـة الاحتـلال ليس مسـرحيّـةً سياسيّـة، بـل حـقـيقـةٌ من حـقائـق السّـياسـة في المنـطـقة والعـالـم. لذلك يحـسبـون لهـذا البـلـد ألـف حسـاب ويـأخـذون تهـديـداتـه على محـمـل الجِـدّ، ويُـبْـدون المَـخافَـة من قـدْراتـه الاستـراتيـجيّـة المتـناميّـة: العـلميّـة منها والعسـكـريّـة، على ما تـبـيّـنَـت علائـمـها في ضـرْب العـمـق الصّـهـيـونيّ.

والحـقُّ أنّـه أيًّـا كـان مـوقـفُ المـرء مـن إيـران ومـن سياساتهـا؛ وأيًّـا كـانت جـراحـاتُـنا من أفـعالـها بالعـراق، في العشـريـن عـامًـا الماضيـة، ومـا خـلّـفـته من آلامٍ في النّـفـوس لم تُـشْـفَ وقد لا تُـشْـفَـى، فإنّ النّـزاهـة تـقـتـضيـنا الاعـتـرافَ لهذه الـدّولـة بالاقـتـدار الكبير في إدارة الصّـراعـات، والحُـنـكـة السّيـاسيّـة والـذّكـاء الاستـراتيـجيّ في جبْـه التّـحـديّـات. إنّ دولـةً تمـلك قـرارها الوطـنيّ المسـتـقـلّ، وتمـلك الشّـجاعـة السّـياسيّـة لمعاقـبـة من اعـتـدى عليها من أجـل صـوْن كـرامتها الوطـنيّـة، لـهـيَ دولـةٌ تـسـتحـقّ الإعجـاب فـعـلًا. يكفي أنّها كانت تـدرِك مـقـدار ما يـنـطوي عليه قـرارُهـا بتـأديب الكيـان الصّـهـيـونيّ من جسيـم التّـبـعات، فما تـردّدت -مع ذلك- في الثّـأر لشـهـدائـها في القـنـصلـيّـة المـعـتَـدَى عليها. كانت تـعرف أنّـها لا توجّـه ضربـةً إلى دولـة الاحتـلال فحسب، بـل إلى الغـرب كـلِّـه: الذي هـبَّ لإنـقاذهـا، ولكـنّ نـداء الكـرامـة فيها كـان أعلى. ثمّ يكـفـي أنّ تـهـديـدها لإدارة بايـدن بضـرب القـواعـد العسكـريّـة الأمريـكـيّـة في المنطقة إنْ شـاركت واشنـطـن في العـدوان عليها، إلى جـانب دولة الاحـتـلال، أثـمـر ثـمرتـه بإعـلان بايـدن امـتـنـاع دولـتـه عـن مشاركـة الكـيـان أيَّ ردٍّ على إيـران. وحـدها الـدُّول التي يُـقام لـها اعـتبـار تَـحْـمل الأمـريكـيّـيـن على النّـزول أمـام تحـذيـراتها.ضـربةُ إيـران للكـيـان منـعـطـفٌ اسـتـراتـيـجيّ في المـواجهـة مع العـدوّ سيُـنـجـب معـادلاتٍ جـديـدةً في المنـطـقـة وصـراعِـها الـرّئـيس. أسـاء الكيـان تـقـديـرَ ردّ فـعـل إيـران واستـصـغَـر شـأنـه، نظيـر إسـاءتـه تقـديـر عـزم «حمـاس» والمقـاومـة قبـل 7 أكتـوبـر؛ وأسـاء معـه حسابَـه بجـرّ أمـريـكا إلى مواجـهـة مبـاشـرة مع إيـران، وكانت النّـتيـجـة الصّـفـعة الشّـديدة التي تلـقّـاهـا على وقـاحـتـه. وسيكـون عليه، منـذ عـمليّـة 14 أبـريـل 2024، أن يـنـتظـر ردًّا مبـاشـرًا من إيـران على كـلّ عـدوانٍ منـه على قـواها وليس من حـلـفائـها مثـلـما اعـتـاد في الماضي؛ وهـو ما سيُجـبـره على ضـرب الأخـمـاس في الأسـداس قبل التّـفـكـير في ذلك، أو على طلب التّـواضُـع في مـغامـراتـه ضـدَّهـا إنْ غـامـر...

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الس ـیاسی ـة ـة الس

إقرأ أيضاً:

توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 برج الميزان.. لا تفرّط في الشريك

توقعات الأبراج اليوم.. يرغب البعض في قراءة توقعات الأبراج وتنبؤات علم الفلك في بداية كل يوم لمعرفة الأحداث الجديدة وكيفية التعامل مع الأوضاع والمفاجآت التي تنتظر كل برج.

توقعات الأبراج وحظك اليوم

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 7 فبراير 2025، على كل من الصعيد العاطفي والصحي والمهني والمالي ومعرفة كل ما يخص الخدمة بالخطوات وكيفية تنفيذها وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات، ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

توقعات الأبراج لـ برج الحمل اليوم

مهنيًا: احذر التراجع المهني، ونظّم جدول أعمالك، وسيطر على انفعالاتك، وتكتّم على أسرارك.

عاطفيًا: محاولات الشريك للتأثير على قراراتك لن تجدي نفعًا، ويجب أن تتعامل مع الأمر بوعي كبير.

صحيًا: بعض الوقاية يكون مفيدًا، وهذا ما ستلمسه في الأيام القليلة المقبلة.

توقعات الأبراج لـ برج الثور اليوم

مهنيًا: تشعر بالارتياح وتتحمّس لأمر جديد تستقبله في حياتك، كعملية إبداعية تقوم بها أو إنجاز فني، أو حتى فرحة طفل يبتسم في منزلك.

عاطفيًا: تغاضي الشريك عن تهوّرك هو المرحلة الهادئة قبل الانفجار، لذا يفرض الحذر نفسه.

صحيًا: تشنّج أعصابك بين حين وآخر يصيبك بالكآبة والشعور بعدم إيجاد الحل المناسب.

توقعات الأبراج لـ برج الجوزاء اليوم

مهنيًا: تجنّب الجدال والنزاع، وكن متفهّمًا ولا تذهب بعيدًا، فقد لا تتحقق أحلامك بالسرعة التي تتوخاها.

عاطفيًا: قد تكون تغاضيت عن بعض المواضيع، لكن المجال ما زال متاحًا لتلافي الأسوأ.

صحيًا: أنت متعب وتحتاج إلى الكثير من الانتباه لصحتك، فما عليك سوى أخذ قسط طويل من الراحة.

توقعات الأبراج لـ برج السرطان اليوم

مهنيًا: تصاب بخيبة أمل كبيرة لأن حلمك الذي عملت على تحقيقه لم يتحقق.

عاطفيًا: لا تكترث بالمظاهر عند بحثك عن شريك حياتك، بل ابحث عن الإخلاص.

صحيًا: مارس النشاطات الترفيهية لتتخلص من توتّرك وتريح أعصابك المتشنجة.

توقعات الأبراج لـ برج الاسد اليوم

مهنيًا: يوم ضعيف لا يعد بأي تطور أو نتيجة على الصعيد المهني، وقد يعترض بعضهم على مواقفك، فلا تؤزّم الوضع.

عاطفيًا: تصرفاتك الاستفزازية قد تؤدي إلى خلاف مع الشريك، وقد تكون العواقب وخيمة جدًا.

صحيًا: بسبب الضغوط وبعض القوى النافذة، قد تصاب بانهيار عصبي مفاجئ.

توقعات الأبراج لـ برج العذراء اليوم

مهنيًا: يتحدث هذا اليوم عن ربح محتمل تحرزه أو نجاح تكافأ عليه، وتنقذك سرعة البديهة من المواقف المحرجة.

عاطفيًا: المواجهة بالحقيقة صعبة، لكنها في النهاية تحدد طبيعة العلاقة بالشريك وتضع النقاط على الحروف.

صحيًا: ممارسة المشي في السهول القريبة منك مفيدة، وخصوصًا في الصباح الباكر.

توقعات الأبراج لـ برج الميزان اليوم

مهنيًا: الدخول في نقاشات غير مجدية لن يكون عاملًا إيجابيًا لتبديل بعض المعطيات التي تلوح في الأفق، فكن حذرًا.

عاطفيًا: لا تفرّط في الشريك، فهو الأقرب إليك وأكثر من يفهم أوضاعك الحياتية.

صحيًا: لا تعقّد الأمور، واستمتع بحياتك، فالحياة جميلة!

توقعات الأبراج لـ برج العقرب اليوم

مهنيًا: تجنّب الجديد والمغامرة، واحذر التراجع والفوضى والغش، ولا توسّع دائرة التحرّك قبل دراسة المعطيات بدقة، فقد تواجه معاكسات صعبة.

عاطفيًا: التسرّع غير المبرر يودي بك إلى مواقف بعيدة عن قناعاتك، ويجعل الشريك حذرًا منك باستمرار.

صحيًا: لا تستخف بأخطار العوارض الخفيفة التي تنتابك بين حين وآخر، بل استشر طبيبك بسرعة.

توقعات الأبراج لـ برج الفوس اليوم

مهنيًا: تمتلك ثقة كبيرة بالنفس للوصول إلى جميع الأهداف التي رسمتها في قائمتك.

عاطفيًا: إذا رغبت في المحافظة على موقعك في قلب الشريك، عليك أن تكون أكثر جدية من السابق.

صحيًا: لا تكن من أصحاب الحلول المؤقتة في معالجة مشاكلك الصحية، فالأمر يتطلب منك المواظبة.

توقعات الأبراج لـ برج الجدي اليوم

مهنيًا: تتوسع الآفاق والآمال الكبيرة، وتتجسد الطموحات، وقد تكون على موعد مع مفاجأة جيدة وحظ استثنائي في العمل والمال.

عاطفيًا: ينتظر الحبيب منك لفتة حب ليعود إليك، وتستأنفان معًا علاقتكما العميقة، وتستعيدان أجمل أيام الماضي.

صحيًا: اضبط أعصابك وتروّ في تصرفاتك، فقد تخسر صحتك وتبقى وحيدًا، عندها لن ينفع الندم.

توقعات الأبراج لـ برج الدلو اليوم

مهنيًا: تعيش نزاعًا داخليًا لتطوير وضعك المادي، وقد تكون لذلك مضاعفات متعددة ومتنوعة، فكن حذرًا.

عاطفيًا: التخطيط للمشاريع المستقبلية قد لا يجدي نفعًا إذا لم يكن مقترنًا بالنوايا الصافية.

صحيًا: عليك أن تمنح نفسك بعض الراحة، فهي ضرورية لتتمكّن من تحديد خياراتك المقبلة.

توقعات الأبراج لـ برج الحوت اليوم

مهنيًا: يكون الحظ حليفك على صعيد العلاقات والصّداقات، وربما تصلك أخبار عن أموال تسعدك يا عزيزي الحوت.

عاطفيًا: تواجه ضغوطًا روتينية في العلاقة العاطفية، لكنك تملك القدرة على تسيير الأمور في الوجهة الصحيحة.

صحيًا: لا تكثر من صعود الأدراج أو السير في المرتفعات، فأنت تعرف أنك ممنوع عن ذلك.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الميزان الجمعة 7 فبراير 2025.. تنشغل في أفكار الحب
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 برج الميزان.. لا تفرّط في الشريك
  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • بـ نسبة 0.5%.. ارتفاع قيمة العجز في الميزان التجاري لـ شهر نوفمبر 2024
  • حظك اليوم برج الميزان الخميس 6 فبراير 2025.. تلتقي بشخص جذاب
  • برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 6 فبراير 2025: ثق بقدراتك
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟
  • «سنقضي عليها».. ترامب يتوعد إيران قبيل لقاء نتنياهو
  • برج الميزان.. حظك اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025: لقاء غير متوقع
  • ترامب يتوعد إيران: إذا حاولت اغتيالي سنقضي عليها بالكامل!