ليس غريبًا القول بأن المصريين فى الأعياد والمناسبات والمواقف الوطنية يكونون على قلب رجل واحد، وهى ظاهرة رائعة ينفرد بها المصريون عن باقى شعوب العالم، فإن المصريين فى وقت الشدائد يتحولون إلى يد واحدة لا فرق بين مثقف وبسيط ولا بين مسلم ومسيحى. الشعب المصرى نسيج واحد وقوة واحدة فى الملمات والشدائد لأنه عجينة وجينات مختلفة عن باقى شعوب العالم.
فى الثورات مثلاً وليس على سبيل الحصر وجدنا المصريين يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد على مدار الثورات التى خاضها المصريون، لن نعدد منها إلا ما فى ثورتى القاهرة والتأييد لمحمد على والإجماع على اختياره والياً على مصر، ثم فى ثورة 1919 وكذلك الحال فى 1952.
وتجلى ذلك أكثر فى 30 يونيو 2013، حيث كان المصريون يداً واحدة وفكرًا ورأياً واحداً، ولم يشذ عن ذلك سوى إلا الباحثون عن تحقيق مصالحهم وأهدافهم الخاصة أو الأذناب الذين يعملون لحساب المخططات التآمرية على البلاد.
ولذلك فإن أى مؤامرة يتم نصبها على مصر تبوء بالفشل الذريع، وبكل حساب المؤامرات لا تنجح أبدًا فى النيل من مصر، وتتحطم كل الألاعيب التى تحاك ضد البلاد على عتبة مصر المحروسة بعناية الله سبحانه وتعالى.
والهدف من هذه الحرب الشعواء من أهل الشر كما قلت كثيراً منع مصر من القيام بتنفيذ المشروع الوطنى الجديد الذى بدأ ينقل البلاد نقلة مختلفة تماماً عما كانت عليه من ذى قبل. وما أشبه الليلة بالبارحة حيث تقوم حالياً أمريكا والدول الغربية بحرب شعواء على المشروع المصرى الجديد الذى بدأ بعد ثورة 30 يونيو، فى محاولات مستميتة من أجل وقف التقدم المصرى الجديد.. والهدف هو تركيع مصر ومنع تحقيق المشروع الوطنى المصرى، وهؤلاء الذين يعتقدون ذلك واهمون جداً فلن يتحقق مأربهم أبدًا أمام الشخصية المصرية الجبارة. وهم فى ذلك واهمون ولن ينالوا مرادهم أبداً طالما أن هناك شعباً وجيشاً وقياد سياسية حكيمة والجميع يعرف كل هذه الألاعيب التى تعد خطاً ممنهجاً ضد البلاد، ولا يزال هؤلاء من أصل الشر يطلقون أذنابهم الذين يستقوون بهذا الخارج.
أكرر لن ينال هؤلاء مرادهم وبغيهم بل سيحفظ الله هذا البلد الأمين بشعبه العظيم الذى لقن الجميع درساً فى ثورة 30 يونيو بقيادته الحكيمة التى تدرك حجم المخاطر الشديدة فى ظل أوضاع إقليمية مضطربة وحرب إسرائيلية ليس لها نهاية حتى الآن.. فى مصر الحديثة الآن تغيرت الأوضاع تماما ويقوم الرئيس بكل ما أوتى من قوة بإعادة المكانة إلى الدولة المصرية، فالرئيس الذى شغلته الحرب على الإرهاب حتى تم قطع دابر الجماعات الإرهابية والقضاء على أوكار الإرهاب، تم إعادة مكانة مصر أمام العالم أجمع. ومن كان يصدق أن تعيد مصر علاقاتها بالدول العربية والإفريقية والدنيا كلها بهذا الشكل الرائع العظيم.. إضافة إلى مواجهة التحديات الكبيرة من نظامين سابقين أيام الحزب الوطنى والإخوان، اللذين تخربت خلالهما مصر بعدهما كثيراً، ولأن هناك دولة عصرية حديثة بعد 30 يونيو ثم فتح كل السموات أمام مصر وباتت نظرة العالم كله تتغير تجاه القاهرة، التى أصبحت محورًا مهمًا فى كل القضايا العالمية.. نعم الشخصية المصرية القوية وراء كل هذه العظمة التى تشهدها البلاد حالياً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى الشخصية المصرية د وجدى زين الدين الأعياد والمناسبات
إقرأ أيضاً:
سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (3)
الغالبية المؤثرة فى تناول ملف الإسلام السياسى تركز حديثها فى منطقة ثابتة ومعروفة؛ العمل المسلح والنظام العسكرى للجماعات الدينية المتطرفة.
ومع الوضع فى الاعتبار أهمية تلك المسألة للأجيال الحالية والمقبلة حتى لا ننسى الدم الذى أحدثه تيار الإسلام السياسى، فإننا يجب أن ننتبه إلى أن تلك التنظيمات طالها التطور فى آليات العمل، والتأثر بسطوة تكنولوجيا المعلومات، وأصبحت المخاطر التى تأتى من خلفها أكبر من فكرة إطلاق الرصاص وتفجير العبوات الناسفة!
بالعودة إلى التاريخ وبدايات تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية سنجد من اللافت للانتباه فى مسألة النظام الخاص (الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان) أن أحد أهم المسئولين عنه فى حياة «حسن البنا»، «صالح عشماوى»، هو نفسه رئيس تحرير جرائد ومجلات الإخوان حتى وفاته فى الثمانينات.
الجرائد والمجلات وطباعة الكتب من أهم الأقسام داخل تنظيم الإخوان المحاطة بالسرية الشديدة، واهتم بها حسن البنا منذ بدايات تأسيس الجماعة، ومنذ اللحظة الأولى للتأسيس ظهر حجم الدور الكبير للإعلام فى توجيه دفة المعارك لصالح المنتصر، الدور الذى أصبح السلاح الأهم والأكبر فى حروب الجيل الرابع والخامس والسادس التى نعيشها اليوم.
أهمية ذلك الدور سنعرفها لاحقاً مع سطوة التكنولوجيا، عندما يصبح فى يد كل منا هاتف خلوى ذكى (Smart Phone) يراقب كل نفس نتنفسه، ويبيع بيانات المستخدمين لمن يدفع أكثر، لدرجة أنك تفاجأ فى بعض الأحيان بمنصة فيس بوك وهى تعرض عليك إعلانات لأشياء لم تخرج من حيز تفكيرك العقلى بعد، أو ربما تحدثت فيها عبر الهاتف مع صديق مقرب منذ لحظات.
«حسن البنا» كان يسعى منذ اللحظة الأولى لاختراق أى وسيط يستطيع من خلاله مخاطبة الشباب وطلاب المدارس والجامعات، فالطالب يحمل طبيعة فى تلك السن تتسم بالتمرد والإقبال على الحياة والفضول فى اكتشاف كل جديد دون حساب للمخاطر.
استخدم «حسن البنا» فى ذلك السبيل «فرق الكشافة» والتى من خلالها يستطيع الشباب أن يُخرجوا الطاقة الكبيرة بداخلهم. وفى نفس الوقت يتمكن التنظيم من اختيار النوعيات الأفضل والتى يمكن توظيفها فى تشكيلات النظام المسلح.
لم يتوقف «حسن البنا» عند فرق الكشافة فقط، بل استطاع توظيف شركات صناعة الكتب والمطابع والتى من خلالها يستطيع التحكم فى كل كلمة مقروءة من الممكن أن تصل للشباب ويفرض عليها الطابع الثقافى الذى يخدم التنظيم وأفكاره.
المسألة التى تبدو معقدة أمامك هى فى غاية البساطة شريطة المداومة والاستمرارية فى تنفيذ أهدافها خلال السنوات المتعاقبة دون توقف، حتى تتحول بكل بساطة إلى أداة تستطيع التحكم بها فى الوقت الذى تظن فيه أن كل ما حدث كان باختيارك الحر، برغبتك الكاملة، لكن الحقيقة أيها القارئ العزيز أن العالم من حولنا تعيش فيه المئات من أجهزة الاستخبارات التى لا تتوقف عن دراسة سلوكياتك حتى تعرف كيفية التحكم فيك، والتنبؤ بخطواتك المقبلة والسيطرة عليها.
فى تلك اللحظة ستجد أن الدول المعادية لن تحتاج إلى طائرات وأسلحة ثقيلة لخوض حرب مع الخصم، بل يكفى فقط أن تتحكم فى عقول شعوب تلك المناطق!
المتابع للقضايا الفارقة فى تاريخ الإخوان سيجد أن الكتب والأفكار كانت محوراً أساسياً فى تلك القضايا، أهمها قضية «سلسبيل» المتهم فيها أهم قادة الإخوان، فى المقدمة منم نائب المرشد «خيرت الشاطر»، ونُسبت القضية إلى شركة «سلسبيل» التى أسسها «الشاطر» للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات.
والأهم فى تلك القضية أن الشركة تأسست عام 1992، وهى فترة لم يكن مجال الحاسبات قد انتشر بالشكل الذى يشجع على الاستثمار فيه، لكن الحسبة للمشغل لتلك التنظيمات ليست الاستثمار المادى، إنما الاستثمار فى المستقبل الذى سيحاربون الدول من خلاله لاحقاً!