بوابة الوفد:
2025-01-31@16:51:08 GMT

المشروع الوطنى وصراع الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

 يعيش الشرق الأوسط مشهداً غامضاً ومرتبكاً منذ انفجار الوضع فى غزة، والتداعيات التى خلفتها هذه الحرب والمجازر الإسرائيلية فى حق الفلسطينيين وأدت إلى التهاب الوضع فى الحدود اللبنانية الإسرائيلية والاشتباكات من حين لآخر، ميليشيات الحوثى على خط الأزمة واحتجاز بعض السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، الأمر الذى أدى إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى توجيه عدة ضربات جوية إلى قوات الحوثى فى اليمن، وهو ما أدى إلى تأثر الملاحة وحركة التجارة فى البحر الأحمر وقناة السويس.

آخر هذه التداعيات كان قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية على القنصلية الإيرانية فى دمشق وأدت إلى مقتل سبعة من قيادات الحرس الثورى الإيرانى، وهو ما استدعى قيام إيران بالرد على هذه العملية من خلال توجيه حوالى 300 مسيرة وعدد من الصواريخ إلى إسرائيل فى أول مواجهة مباشرة مع إسرائيل وليس من خلال وكلاء كما كان يحدث فى السابق من خلال حزب الله فى لبنان أو من خلال ميليشيا الحوثى فى اليمن باعتباره أحد الأذرع الإيرانية التى تقوم على تسليحه وتدريبه.

الرد الإيرانى على إسرائيل بعدد من المسيرات والصواريخ، أثار جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعى واعتبره كثير من العامة مسرحية هزلية ليست ذات جدوى، ويراه آخرون أنه مجرد خطوة إيرانية لحفظ ماء الوجه رداً على الهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق.. بينما يرى بعض المحللين والخبراء أن إيران قد تعاملت بذكاء فى هذه الخطوة على اعتبار أنها لم تنزلق فى حرب حقيقية فى هذا التوقيت تعلم أن أطرافها ستكون الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الغرب بجانب إسرائيل، وقد تؤدى إلى تدمير برنامجها النووى تماماً وأيضا بنيتها الأساسية وبعض من قوتها العسكرية التى تناور بها إقليمياً وتدعم بها أذرعها المنتشرة فى العراق ودمشق ولبنان واليمن، وقيامها بتوجيه هذا العدد من المسيرات إلى إسرائيل هى رسالة لها أكثر من بعد، يأتى على رأسها أنها قادرة على الوصول إلى تل أبيب وخوض حرب مباشرة معها رغم المسافة بينهما، والأمر الآخر هو كسر الهيبة الإسرائيلية أمام شعبها والعالم من خلال وضع الشعب الإسرائيلى فى حالة هلع ورعب والهروب إلى الملاجئ، وأخيراً هى رسالة إلى المؤسسات الدولية والغرب فى أنها مارست حق الرد بشكل عاقل ومتزن الأمر الذى يساهم فى استمرار علاقتها الدبلوماسية والدولية منفتحة على العالم فى مواجهة الحصار الذى تحاول أمريكا ودول الغرب فرضه عليها، مؤكد أن كل ما يحدث فى الشرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات له تأثير بالغ ومباشر على مصر عسكريا واقتصاديا وسياسيا لاعتبارات كثيرة وعديدة يأتى على رأسها الدور التاريخى الذى تقوم به مصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين سواء على المستوى الإنسانى أو السياسى، وأيضا حالة الاستنفار العسكرى للقوات المسلحة المصرية تحسباً لأية تطورات، وعلى جانب آخر تأثرت مصر اقتصادياً بسبب تراجع دخل قناة السويس وتراجع حركة التجارة فى البحر الأحمر نتيجة تداعيات الصراعات فى المنطقة، كما تأثرت حركة السياحة نتيجة التخوفات من هذه الصراعات التى تشهدها المنطقة بسبب وجود حكومة إسرائيلية متطرفة لا أحد يعلم متى تتوقف عن إشعال الحرائق فى المنطقة.. والحقيقة أن مصر فى حاجة إلى استقرار إقليمي لاستكمال مشروعها الوطنى الذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية لبناء دولة عصرية حديثة، وقطعت مصر فيه شوطاً كبيراً للانتقال إلى الجمهورية الجديدة، واستطاعت تحديث بنيتها الأساسية على كل المستويات فى شكل مدن حديثة وشبكة طرق ومواصلات ومطارات وموانئ، اضافة إلى المشروعات التنموية فى غرب الدلتا وسيناء وتوشكى وإنشاء عدد من المناطق الصناعية الواعدة، والأهم كان عملية تحديث وتنويع مصادر السلاح لقواتنا المسلحة التى ضاعفت قدراتها على حماية الأمن القومى المصرى أينما كان.

حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ المشروع الوطنى صراع الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

«ترامب».. لا بد منه!

حتى أربع سنوات مضت لم أكن أتخيل أن أعاود الكتابة عن دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الذى رحل عن السلطة آنذاك ليخلفه بايدن بعد أن كنت قد أشبعت فترة توليه الحكم كتابة عنه وعن طباعه المغايرة لطباع الرؤساء.. أى رؤساء! حمدت الله على أن ودعنا فترة تصورتها قلقة إن لم أقل مزعجة فى مسار العلاقات الدولية وفى القلب منها الشرق الأوسط. تصورت أنه رحل غير مأسوف عليه بغير رجعة.. لكن التصويت العقابى لبايدن أو بمعنى أصح سوءات بايدن لكبر سنه بشكل أساسى والتشخصيات بأنه وصل لمرحلة المعاناة من الزهايمر، فضلا عن ترشيح نائبته كاميلا هاريس قليلة الخبرة والمفتقدة للكاريزما، بالإضافة بالطبع إلى ما يمكن اعتباره لغز اتجاهات الناخب الأمريكى التى يبدو من الصعب توقعها، كل ذلك عزز فرص ترامب، فكانت عودته إلى البيت الأبيض مرة ثانية.

لم يمض ترامب فى كرسيه حتى كتابة هذه السطور أكثر من عشرة أيام، كأنها سنة بل سنوات، بالضجيج الذى أحدثه، والتوتر الذى سببه عالميا بحكم أنه رئيس أقوى دولة فى النظام الدولى. الرجل لم يترك اتجاها، يمنة أو يسرة، شرقا أو غربا، فوق أو تحت، إلا وامتدت مواقفه اليه بالسلب وليس بالإيجاب. فهو يتمنى لو أصبحت كندا الدولة الكبرى الولاية الأمريكية رقم 51، ولا يتوانى عن أن يعلن استعداده لاحتلال قناة بنما، و.. و. إلى آخر قائمة المواقف "غريبة الأطوار" التى صدرت عن ترامب خلال الأيام القليلة الماضية!

فى تقديرى – وأرجو ان تراجع مقالى فى الوفد فى 17 يونيو 2019 بعنوان «فى بيتنا ترامب» – أن الرجل يدفع ببلاده وبقوة إلى الهاوية، مع إقرارى بحقك وحق الآخرين فى أن يختلفوا مع هذا الرأى. هناك ملامح جبهة دولية تتشكل من الصديق قبل العدو للوقوف فى وجه غرائب ترامب إن لم نصف مواقفه بتوصيفات أخرى! مستقبل هذا التوجه الذى يبنى عليه ترامب سياساته يتوقف على الدولة العميقة التى يقف لها هو بالمرصاد، ومحاولتها عرقلة هذه السياسات، بمعنى آخر أن الولايات المتحدة على محك الحقيقة التى تؤكد دوما أنها دولة مؤسسات! والتى يسعى الرئيس الأمريكى إلى جرها لما يمكن اعتباره «حقبة ترامبية» محضة!

فى القلب من هذه السياسة تأتى قضايا المنطقة، وعلى الأخص القضية الفلسطينية. نقول ونعيد التأكيد على أن الكثيرين أخطأوا عندما تصوروا أن ترامب يحمل بعض الخير لتلك القضية حينما دفع بوقف النار – على نحو ما أوضحنا فى مقالنا الأسبوع الماضى. نقول ونعيد القول أن ترامب لن تنقضى عجائبه، وأن حديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ليس سوى عينة من تلك العجائب.

لو فكرت فى حديثه جيدا وتأملته بهدوء، دعك من كونك عربيا، وتخيلت أنك أمريكيا لشعرت بالخجل. هو حديث يفتقد المنطق، ويغيب عنه أبسط قواعد بروتوكولات العلاقات الدبلوماسية قبل العلاقات الإنسانية! هو كلام «ملغم» ويحمل من التزييف الكثير، وأى شخص لديه قدر من اتساق الفكر لم يكن ليطرحه، بغض النظر بالطبع عن كونه يصب فى صالح إسرائيل أم غيرها.. فهذا ليس موضوعنا فى هذه الكلمات.

إن ترامب بما قدمه هنا يضعنا ويضع المنطقة بأكملها على صفيح ساخن، وليس هناك مبالغة فى أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت ليس على صعيد منطقتنا فحسب وإنما على صعيد العالم ككل بما فى ذلك علاقات أمريكا مع روسيا والصين، القوى الرئيسية المناوئة للولايات المتحدة.. واذا كان المثل العامى يقول إن هناك من الشرور ما لا بد منها، فإن ترامب ربما يكون مما لا بد منه فى عالمنا الذى نعيشه!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
  • الرئيس المقاول
  • هدفنا الاستراتيجى دعم البحث العلمى للصناعة والاقتصاد الوطنى وتقليل الفاتورة الاستيرادية
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • مدبولي: لمست بدافوس تقديراً كاملاً للموقف المصري في كل ملفات الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: لمست في دافوس تقديرا كاملا للموقف المصري في ملفات الشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: العالم يقدر مواقف مصر في قضايا الشرق الأوسط
  • مدبولى: دول أوروبا تقدر دور مصر تجاه قضايا الشرق الأوسط
  • نادٍ برتغالي يفتح أبواب الاحتراف أمام مهاجم الاتفاق
  • رسائل السيسي لـ ترامب.. إحلال السلام العادل في الشرق الأوسط أبرزها