المشروع الوطنى وصراع الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
يعيش الشرق الأوسط مشهداً غامضاً ومرتبكاً منذ انفجار الوضع فى غزة، والتداعيات التى خلفتها هذه الحرب والمجازر الإسرائيلية فى حق الفلسطينيين وأدت إلى التهاب الوضع فى الحدود اللبنانية الإسرائيلية والاشتباكات من حين لآخر، ميليشيات الحوثى على خط الأزمة واحتجاز بعض السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، الأمر الذى أدى إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا إلى توجيه عدة ضربات جوية إلى قوات الحوثى فى اليمن، وهو ما أدى إلى تأثر الملاحة وحركة التجارة فى البحر الأحمر وقناة السويس.
آخر هذه التداعيات كان قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية على القنصلية الإيرانية فى دمشق وأدت إلى مقتل سبعة من قيادات الحرس الثورى الإيرانى، وهو ما استدعى قيام إيران بالرد على هذه العملية من خلال توجيه حوالى 300 مسيرة وعدد من الصواريخ إلى إسرائيل فى أول مواجهة مباشرة مع إسرائيل وليس من خلال وكلاء كما كان يحدث فى السابق من خلال حزب الله فى لبنان أو من خلال ميليشيا الحوثى فى اليمن باعتباره أحد الأذرع الإيرانية التى تقوم على تسليحه وتدريبه.
الرد الإيرانى على إسرائيل بعدد من المسيرات والصواريخ، أثار جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعى واعتبره كثير من العامة مسرحية هزلية ليست ذات جدوى، ويراه آخرون أنه مجرد خطوة إيرانية لحفظ ماء الوجه رداً على الهجوم الإسرائيلى على القنصلية الإيرانية فى دمشق.. بينما يرى بعض المحللين والخبراء أن إيران قد تعاملت بذكاء فى هذه الخطوة على اعتبار أنها لم تنزلق فى حرب حقيقية فى هذا التوقيت تعلم أن أطرافها ستكون الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الغرب بجانب إسرائيل، وقد تؤدى إلى تدمير برنامجها النووى تماماً وأيضا بنيتها الأساسية وبعض من قوتها العسكرية التى تناور بها إقليمياً وتدعم بها أذرعها المنتشرة فى العراق ودمشق ولبنان واليمن، وقيامها بتوجيه هذا العدد من المسيرات إلى إسرائيل هى رسالة لها أكثر من بعد، يأتى على رأسها أنها قادرة على الوصول إلى تل أبيب وخوض حرب مباشرة معها رغم المسافة بينهما، والأمر الآخر هو كسر الهيبة الإسرائيلية أمام شعبها والعالم من خلال وضع الشعب الإسرائيلى فى حالة هلع ورعب والهروب إلى الملاجئ، وأخيراً هى رسالة إلى المؤسسات الدولية والغرب فى أنها مارست حق الرد بشكل عاقل ومتزن الأمر الذى يساهم فى استمرار علاقتها الدبلوماسية والدولية منفتحة على العالم فى مواجهة الحصار الذى تحاول أمريكا ودول الغرب فرضه عليها، مؤكد أن كل ما يحدث فى الشرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات له تأثير بالغ ومباشر على مصر عسكريا واقتصاديا وسياسيا لاعتبارات كثيرة وعديدة يأتى على رأسها الدور التاريخى الذى تقوم به مصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين سواء على المستوى الإنسانى أو السياسى، وأيضا حالة الاستنفار العسكرى للقوات المسلحة المصرية تحسباً لأية تطورات، وعلى جانب آخر تأثرت مصر اقتصادياً بسبب تراجع دخل قناة السويس وتراجع حركة التجارة فى البحر الأحمر نتيجة تداعيات الصراعات فى المنطقة، كما تأثرت حركة السياحة نتيجة التخوفات من هذه الصراعات التى تشهدها المنطقة بسبب وجود حكومة إسرائيلية متطرفة لا أحد يعلم متى تتوقف عن إشعال الحرائق فى المنطقة.. والحقيقة أن مصر فى حاجة إلى استقرار إقليمي لاستكمال مشروعها الوطنى الذى بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه المسئولية لبناء دولة عصرية حديثة، وقطعت مصر فيه شوطاً كبيراً للانتقال إلى الجمهورية الجديدة، واستطاعت تحديث بنيتها الأساسية على كل المستويات فى شكل مدن حديثة وشبكة طرق ومواصلات ومطارات وموانئ، اضافة إلى المشروعات التنموية فى غرب الدلتا وسيناء وتوشكى وإنشاء عدد من المناطق الصناعية الواعدة، والأهم كان عملية تحديث وتنويع مصادر السلاح لقواتنا المسلحة التى ضاعفت قدراتها على حماية الأمن القومى المصرى أينما كان.
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ المشروع الوطنى صراع الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
استطلاع يظهر تدني ثقة الإسرائيليين في نتنياهو.. خارطة الأحزاب
كشف استطلاع رأي إسرائيلي جديد، اليوم الجمعة، عن تدني ثقة الإسرائيليين في رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو، تزامنا مع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "لزار" للبحوث أظهرت أن أغلبية الإسرائيليين وتُقدر نسبتهم بـ58 بالمئة، ثقتهم قليلة في نتنياهو.
ولفت الاستطلاع إلى أن أغلبية الإسرائيليين (52 بالمئة) يعتقدون أن المواجهة بين نتنياهو ورئيس الشاباك رونين بار تضر بالجهاز الأمني، مقابل 11 بالمئة فقط يعتقدون أنّ المواجهة تفعل خيرا للشاباك، و17 بالمئة يعتقدون أنها لا تؤثر و20 بالمئة لا يعرفون.
وذكر الاستطلاع أنه في الساحة البرلمانية فإنّ حزب بينيت تراجع 3 مقاعد بعد النوبة القلبية التي تعرض لها، مستدركا: "مع ذلك تبقى كتلة المركز- اليسار برئاسة بينيت تحظى بأغلبية 64 مقعدا دون الأحزاب العربية".
وبيّن أن "خريطة المقاعد في هذه الحالة جاءت: بينيت 26، الليكود 20، الديمقراطيون 12، إسرائيل بيتنا 10، عظمة يهودية 10، شاس 9، يوجد مستقبل 9، المعسكر الرسمي 7، يهدوت هتوراة 7، الجبهة/العربية 5، الموحدة 5".
وتابع: "أما إذا بقيت الأحزاب الحالية كما هي فستكون الخريطة على النحو التالي: الليكود 23، الديمقراطيون 17، ليبرمان 15، المعسكر الرسمي 15، يوجد مستقبل 12، عظمة يهودية 11، شاس 10، يهدوت هتوراة 7، الجبهة/العربية 5، الموحدة 5".
وتحدث نتنياهو مؤخرا عن الإنجازات التي حققها، زاعما أنه تمكن من تغيير وجه الشرق الأوسط، محذرا في الوقت نفسه من قيام "خلافة" على شاطئ البحر المتوسط.
وتابع نتنياهو: "قلت مرارا، سنغير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا، ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان، ونعمل على ضمان بقاء إسرائيل".
واستطرد: "بعد يومين من بدء الحرب قلت، ولم يصدقني أحد، سنُغيّر وجه الشرق الأوسط، وهذا بالضبط ما فعلناه"، على حد قوله.