لا يجد الروس فرصة مناسبة، إلا ويعودون فيها إلى القول من جديد، بأنهم منفتحون على مفاوضات سلام مع الأوكرانيين.
آخر المرات التى أعلنوا فيها ذلك كانت فى الحادى عشر من هذا الشهر، وكانت المناسبة هى حديث دار حول مؤتمر للسلام فى أوكرانيا تخطط له سويسرا، وتقول إنه يمكن أن ينعقد على أرضها فى منتصف يونيو المقبل، وأنها دعت إليه ما يقرب من ١٠٠ دولة.
ومثل هذه المعلومات شبه المحددة تشير إلى أن المؤتمر ليس مجرد فكرة، وأنه انتقل من كونه فكرة يدور حولها الكلام منذ فترة، إلى مشروع مؤتمر يجرى الإعداد له بالفعل.
ولكن الغريب أن روسيا لم يصلها دعوة لحضوره، مع أنها طرف مباشر فى الحرب الدائرة، ثم إنها طرف بالضرورة فى السلام، ولا أحد يعرف كيف يمكن أن ينعقد مؤتمر للسلام بين روسيا وأوكرانيا، ثم لا يكون الروس حاضرين فيه على الطاولة؟.. والأغرب أن المتحدثة باسم الخارجية السويسرية قالت إن حضور موسكو يمثل ضرورة!.. والسؤال هو: إذا كان هذا هو الحال، وإذا كان هذا هو موقف السويسريين الداعين إلى المؤتمر، فماذا بالضبط يقف فى طريق حضور روسيا؟
ويبدو أن موسكو متأكدة من عدم دعوتها، ويبدو أنها على يقين من أن الولايات المتحدة هى التى تمنع دعوتها، ولذلك سارعت فقالت إنها لن تحضر حتى ولو تلقت دعوة، وأن السلام الذى ينعقد من أجله المؤتمر هو سلام أمريكى، وعلى وجه الدقة هو " سلام ديمقراطى أمريكى " أى أنه مشروع سلام تسعى به الادارة الديمقراطية للرئيس الأمريكى جو بايدن.
ومن الواضح أن شيئا ما يمنع واشنطن من الحماس لأى مشروع سلام بين روسيا وأوكرانيا، لأنه على كثرة ما جرى طرحه من مشروعات سلام من جانب الروس وغيرهم، لم يلتفت الأمريكان إلى أى مشروع منهم، فضلًا بالطبع عن أن يتحمسوا له أو يسارعوا إلى تبنيه!
ولا تفسير لعدم الحماس الأمريكى إلا أن الولايات المتحدة ترغب فى إنهاك الطرفين معًا: الطرف الروسى من ناحية، ثم الطرف الأوروبى الداعم طول الوقت لأوكرانيا، وليس الطرف الأوكرانى وحده.. هذا هو التفسير الممكن حتى اللحظة، وإلا، فما هو ذلك السبب الخفى الذى يجعل ادارة بايدن لا تتحمس ولا تلتفت إلى كل مشروعات السلام بين الطرفين، بما فى ذلك مشروع سلام صينى، وآخر ڤاتيكانى تقدم به البابا؟
الحقيقة أن هذه هى الولايات المتحدة، وهذه هى طريقتها، وهذا هو أسلوب عملها، وهذا هو نهج عقلها تجاه العالم من حولها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة ع الأوكرانيين مؤتمر للسلام هذا هو
إقرأ أيضاً:
العلماء الروس يكتشفون علاقة بين بنية الدماغ ومرض التوحد لدى الأطفال
الثورة نت/..
اكتشف باحثون من مدرسة الاقتصاد العليا الروسية أن بنية المسارات العصبية في المهاد لدى الأطفال المصابين بالتوحد تختلف بشكل ملحوظ عن تلك الموجودة لدى أقرانهم من غير المصابين.
وتم تحديد أكبر التغييرات في المسارات التي تربط المهاد (الثلاموس) ومركز معالجة المعلومات الحسية مع الفص الصدغي في الدماغ. وكلما كانت الاضطرابات أكثر شدة كانت سمات التوحد أكثر وضوحا لدى الطفل.
يذكر أن التوحد أو اضطرابات طيف التوحد، هي حالات مرضية تجعل من الصعب على الشخص التواصل وفهم مشاعر الآخرين والتكيف مع التغييرات، كما أن أفعاله وعاداته تتسم بالتكرار. وعلى الرغم من التقدم العلمي، لا يزال يتم تشخيص المرض من خلال الاختبارات السلوكية فقط، مما يعقد التشخيص المبكر. لذلك، يسعى الباحثون إلى اكتشاف مؤشرات حيوية، وهي مؤشرات بيولوجية موضوعية، مثل التغيرات في بنية الدماغ أو الخصائص الجينية أو الكيميائية الحيوية التي يمكن استخدامها لتشخيص اضطرابات طيف التوحد.
وقام العلماء من مدرسة الاقتصاد العليا الروسية بالتعاون مع زملائهم من جامعات في الولايات المتحدة بمقارنة بنية الدماغ لدى الأطفال المصابين بالتوحد وأقرانهم من غير المصابين. وشارك في الدراسة 38 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاما. وتم جمع بيانات حول الذكاء غير اللفظي، ومستوى التطور اللغوي، ومدى ظهور سمات التوحد، والقدرة على تحويل الانتباه، والتواصل، والخيال، والانتباه إلى التفاصيل.
وركز الباحثون على دراسة المادة البيضاء في الدماغ، التي تعمل كموصل يربط بين أجزاء مختلفة من الدماغ ويضمن عملها المتناسق. كما تم دراسة الاتصال الوظيفي للمهاد، بصفته مركزا مهما لمعالجة المعلومات في الدماغ، مع مناطق مختلفة من القشرة الدماغية. ويمكن تصوير المهاد كغرفة تحكم يستقبل الإشارات من الأعضاء الحسية، ويعالجها جزئيا، ثم ينقلها إلى القشرة الدماغية، حيث يتم تحليل المعلومات وتحويلها إلى إحساسات واعية. وتساعد دراسة الاتصالات الوظيفية بينهما في فهم كيفية تنسيق الدماغ للإدراك والاستجابة للعالم المحيط. وتمت دراسة 40 مسارا عصبيا يربط المهاد بمناطق مختلفة من القشرة الدماغية.
واتضح أن البنية المجهرية لهذه المسارات تختلف بشكل ملحوظ لدى الأطفال المصابين بالتوحد. واكتشف العلماء تغيرات في حركة الماء داخل الأنسجة. كما تم تسجيل انخفاض في التباين الكسري، (fractional anisotropy)، وهو مؤشر على سلامة المادة البيضاء. وكانت التغييرات أكثر وضوحا في المسارات التي تربط المهاد بالفصوص الصدغية.
المصدر: Naukatv.ru