بوابة الوفد:
2025-02-23@00:10:42 GMT

حديث الأحزاب

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

قانون تنظيم الأحزاب السياسية الحالى أصبح لا يتماشى مع التغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية الحالية، وأصبحت هناك حاجة لقانون جديد ينظم دورها بشكل محدد، وحقيقى، وأن تدرك طبيعة مهامها كونها حلقة الوصل بين المواطن ومؤسسات الدولة المختلفة. وهذا سيأتى من خلال قوانين جديدة تتناسب مع الجمهورية الجديدة.

وهنا يأتى دور الحوار الوطنى الذى طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى استمراره ليشكل نقلة توعية فى مسار الحياة السياسية والحزبية وفرصة جيدة وممكنة لإعادة تشكيل بنية الحياة الحزبية فى مصر، إما عن طريق الاندماج أو من خلال الأحزاب ذات البرامج الواحدة أو الأحزاب ذات الأفكار والرؤى والمقاربات الواحدة، وهو أمر طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ فترة بأن الأحزاب لكى تقوى لابد أن تندمج أو تأتلف فى إطار واحد.

الاندماجات بين الأحزاب والائتلافات الحزبية مهمة فى الفترة القادمة مع قرب الانتخابات البرلمانية والمحليات حتى تشتبك بشكل أكبر ومؤثر فى الشارع المصرى واحتياجاته عن طريق استغلال قبلة الحياة التى منحها لها الرئيس السيسى بدعوته للحوار والوصول لمسارات متنوعة وطرح بدائل متعددة تلبى تطلعات الشعب على جميع الأصعدة.

تقدير القيادة السياسية للأحزاب بأنها ركن أساسى من أركان النظم الديمقراطية، وإحدى قنوات المشاركة السياسية للمواطن، وضع عليها مسئولية للعمل على تحسين أدائها حتى يكون لها دور فاعل فى المشهد السياسى والمجتمعى، إذ إن مناقشة قانون الأحزاب السياسية، الدمج والتحالفات الحزبية، الحوكمة المالية والإدارية، ودور لجنة شئون الأحزاب، تعد عوامل رئيسية فى مسار النهوض بالأحزاب وتعزيز مشاركتها، وأن يكون لدينا كيانات سياسية قوية ومؤثرة فى عملية صنع السياسات العامة للدولة وهو ما يرسخ بدوره المفهوم الشامل لحقوق الإنسان.

إن التحدى الأكبر الحالى هو الواقع الحزبى فى مصر الذى لا نجد فيه اختلافات كبيرة وملموسة، مما يستلزم النظر لهذا الواقع ليشمل زيادة صلاحيات واختصاصات لجنة شئون الأحزاب السياسية، واستمرار عملها ضمن القضاء لضمان عدم تولى أية جهة سياسية الإشراف على عمل الأحزاب، وزيادة إمكانياتها والاهتمام بالخبرات الفنية التى تضم لها وتوفير الأدوات اللازمة لعملها، ومنحها مزيدا من الاختصاصات بحيث تمكنها فى حالات معينة من تجميد نشاط الحزب لتوفيق أوضاعه لمدة لا تزيد على سنة.

اغتنام الأحزاب السياسية للحوار الوطنى الذى سهل لقياداتها الجلوس من خلال إجماع وطنى لمناقشة مشاكل الأحزاب المزمنة من خلال مبادرة الرئيس السيسى التى جاءت بمثابة حجر ألقى فى المياه الراكدة أدى إلى تحريك العملية الحزبية والسياسية، من شأنه أن يسفر عن رؤية جديدة تزيد من فرص تحركاتها وبناء قواعدها الجماهيرية على مستوى محافظات الجمهورية، ولبناء منظومة تدعم المستوى المالى والفنى والتدريبى للكيانات الحزبية، وهو ما يعتبر خطوة مهمة لإثراء الحياة الحزبية وإحداث نقلة نوعية ومختلفة.

لا يخفى على أحد أن الأحزاب السياسية معظمها على الأقل تواجه أزمة تمويل تعجزها عن تحركها فى الشارع أو حتى داخل مقراتها وعلى مستوى تشكيلاتها، وهناك مقترحات ساهم فى طرحها الحوار الوطنى مثل السماح للأحزاب بممارسة أنشطة تجارية، أو السماح للشخصيات الاعتبارية بتمويل العمل الحزبى، على أن يتم خصم هذه التبرعات من الوعاء الضريبى للمتبرعين، وكذلك دعوة الدولة إلى تمويل الأحزاب، وهناك شبه إجماع من المتحاورين على ضرورة أن تتمكن الأحزاب من تنظيم أنشطة جماهيرية فى إطار الدستور والقانون، وفق إجراءات متفق عليها، بالاضافة إلى حوكمة الأوضاع الداخلية للأحزاب، إداريا وماليا وفق مبادئ يحددها قانون الأحزاب بعد تعديله.

باختصار هناك فرصة ذهبية يجب أن تستغلها الأحزاب السياسية من خلال الحوار الوطنى الذى سهل اجتماعاتها بهذه الكثافة لإصلاح أوضاعها ووضعها على طريق المنافسة فيما بينها فى الانتخابات. عندما تتقوقع الأحزاب داخل مقراتها تفقد بريقها وينفض الناس من حولها، وكلما ظهرت نالت ثقة الشارع واجتمع الناس عليها. العمل الحزبى عمل تطوعى وليس وظيفة، والعمل هو حلقة الوصل بين المواطن والدولة.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن حديث الأحزاب محمود غلاب تنظيم الأحزاب السياسية بين المواطن الأحزاب السیاسیة من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي

تحدثنا فى مقال سابق عن «DeepSeek»، مطور الذكاء الاصطناعى الذى أعلنت الصين عنه ليكون على غرار ChatGPT، كما أوضحنا الفرق بين النموذجين ونقاط ضعف وقوة كل نموذج؛ لتكون أمام المستخدم خريطة متكاملة يمكن من خلالها الاختيار حسب ما يناسب احتياجاته وما يريده.

لكن ما لم يكن فى الحسبان أن يُحدث «DeepSeek» ما يشبه انقلاباً فى عالم الذكاء الاصطناعى، انقلاباً ليس له علاقة بالمستخدمين والتقنيات وما إلى ذلك، بل فيما يتعلق بالصناعة نفسها ومستقبلها ومدى تنافس الشركات العملاقة التى اشتدت بمجرد أن نزلت الصين الحلبة، ومن خلال التصريحات التى صدرت خلال الأسبوع الماضى يمكن القول إن هناك حرباً شرسة قد بدأت ولن تنتهى سريعاً.

بالطبع كان يوم 28 يناير الماضى يشبه زلزالاً هزّ بقوة عروش وادى السيلكون، ففيه تم طرح «DeepSeek» لأول مرة رسمياً، ووصل الإقبال عليه لدرجة أثرت على اتصاله بالإنترنت، أما الأخطر فإن صعود أسهم التطبيق الصينى أفقد أغنى 500 شخص فى العالم ما يقارب 108 مليارات دولار، وكان أبرز الخاسرين لارى إليسون، مالك «أوراكل» العالمية، الذى فقد 22.6 مليار دولار، كما خسر جينسن هوانج، مؤسس مشارك فى «إنفيديا»، 20% من ثروته، بينما كان نصيب مايكل ديل، صاحب «ديل»، 13 مليار دولار.

تأثير «DeepSeek»، كما أوضحت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، وصل إلى أنه حطم استراتيجية وادى السيلكون التى تنص على أن الإنفاق الضخم والتمويل الكبير للذكاء الاصطناعى هو ما يضمن الريادة الأمريكية لهذا القطاع، بينما تكلف التطبيق الصينى 5.6 مليون دولار بحسب البيانات الرسمية، واستطاع أن يصل إلى مختلف أنحاء العالم وأن يحقق أرقاماً ضخمة مقارنة بغيره من التطبيقات.

وللتوضيح أكثر، يمكن اعتبار سنة 2024 سنة محورية بالنسبة للذكاء الاصطناعى بسبب تضخم حجم الاستثمارات الذى وصل إلى 400 مليار دولار، فبعد أن نجحت «OpenAI»، من خلال ChatGPT، فى تحقيق أرباح بلغت مليون دولار يومياً، أطلقت «جوجل» نموذجها Gemini 2.0 للمنافسة، وكذلك سارت على نفس الطريق شركات «أمازون وأبل وميتا» سواء بنماذج جديدة على غرار ChatGPT أو بتمويل أبحاث للتطوير، وبحسب مجلة «ذى إيكونوميست»، فمن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعى 1.3 تريليون دولار فى 2032.

أمام تلك الاستثمارات الضخمة لم تقف شركات الذكاء الاصطناعى العملاقة مكتوفة الأيدى وهى ترى البساط ينسحب من تحت أقدامها ليذهب إلى الجانب الصينى، بل سرعان ما حاولت إنقاذ ما يُمكن إنقاذه؛ وكانت البداية من عند مارك زوكربيرج، الذى أعلن أن نموذجه «Meta AI» سيكون هو الرائد فى العالم خلال العام الجارى، بل وأطلق نموذجه مجاناً فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أيام قليلة، وبالتزامن مع ذلك أعلنت شركة «على بابا» العملاقة أنها ستطرح مطور ذكاء اصطناعى خاصاً بها خلال الفترة المقبلة لتشتعل حلبة المنافسة أكثر.

أما «OpenAI»، وهى الشركة الأبرز فى هذا المجال وتعقد شراكة منذ عام 2019 مع «مايكروسوفت»، فقررت أن تضرب «تحت الحزام» حين اتهمت «DeepSeek» بأنه قد يكون سرق بيانات من «OpenAI»، مؤكدة أنها ستحقق فى هذا الملف الشائك، وزاد من هذا التعقيد تصريح «ترامب» مؤخراً بأن أمريكا يجب أن تستعيد الريادة فى مجال الذكاء الاصطناعى، مقرّاً من ناحية أخرى بأن وادى السيلكون لم يعد فى مكانته العالمية بعد الصعود الصينى.

هكذا جاءت تداعيات «DeepSeek» خلال أيام قليلة، ثروات فُقدت، وشركات تحفزت، وأخرى استعدت للضرب «تحت الحزام»، لكن الأخطر أنه مع تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوعوده بفرض رسوم كبيرة واستئناف الحرب الاقتصادية مع الصين، ستكون المنافسة الأشرس فى مجال الذكاء الاصطناعى، وستخرج الحرب من كونها مجرد تصريحات بين شركات متنافسة إلى معارك تكسير عظام لن ينجو منها إلا الأكثر شراسة.

مقالات مشابهة

  • «الاتحاد»: الحوار الوطني ساعد في تعزيز مشاركة الأحزاب السياسية على أرض الواقع
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. كوميديا عن الحياة والحب
  • الرئيس السيسى يبعث برقيتى تهنئة لملك السعودية وولى عهده بمناسبة يوم التأسيس
  • المنفي يلتقي شبكة الأحزاب السياسية الليبية
  • «المنفي» يلتقي شبكة «الأحزاب السياسية» الليبية
  • عضو «مجلس الأمناء»: التحالف الوطني نموذج للتكامل.. ودوره حيوي لتعزيز التضامن المجتمعي (ملف خاص)
  • رمضان والعيد.. التحالف الوطني يوزع 11 مليون وجبة و4.5 مليون كرتونة
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • «محمود»: نطالب بتوفير الأدوية اللازمة لاستكمال رحلتنا مع الحياة
  • رئيس مجلس الشورى يهنئ الرئيس المشاط بحصوله على الماجستير في العلوم السياسية