بوابة الوفد:
2025-02-22@14:57:05 GMT

قرارات الورق وحرية الجشعين

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

كنت سأواصل الكتابة فى حلقات (مطالب شعب مصر) إلا أننى اضطررت آسفا لقطعها بفعل ما شاهدته من استفزاز رهيب لبعض المسئولين فى الدولة وهم يعلنون انخفاض أسعار معظم السلع بدءًا من الدقيق ومرورا بالدجاج واللحوم وحتى البصل، وما إن استيقظ الناس صباحا حتى صدموا، ورددوا « حسبنا الله ونعم الوكيل».

ففى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة الاتفاق مع المنتجين على خفض أسعار عدد من السلع الحيوية والضرورية بنسبة لا تقل عن 15%، وتنبرى لهذه التصريحات أبواق (كذابين الزفة)، يفرشون الأرض حريرا، ويحاولون إقناع البسطاء بأن الحياة «بقى لونها وردى وبمبى وبكل ألوان الطيف» نجد العكس تماما فى الأسواق؟!

فلماذا يحدث كل ذلك وأين يكمن الخلل؟ هل هؤلاء التجار أصبحوا فعلا خارج السيطرة؟ وصاروا مراكز قوى خفية، يتلاعبون بالأسواق فى أى وقت وكيفما شاءوا، ويحتاجون إلى قوانين أكثر ردعا؟ أم هناك خلل فى آليات وإجراءات المواجهة الحقيقية والواقعية لهؤلاء المحتكرين والمستغلين؟

الحكومة اجتهدت وسعت، وربنا انقذها وانقذنا فى الوقت المناسب بصفقة راس الحكمة ومليارات الاتحاد الاوربى، وموافقة صندوق النقد على القرض، وانخفض سعر الدولار، ولم تعد هناك مشكلة فى توفيره لشراء مستلزمات الانتاج أو الإفراج عن المحجوز فى الجمارك،.

. فلماذا لا تنخفض الأسعار بالشكل المأمول؟

صحيح إننا فى دولة اقتصادها حر يخضع للعرض والطلب؟ ولكن من الواضح أن هذه الحرية الاقتصادية غير الشريفة، والتى تستفيد منها فئة معينة على حساب الشعب لا بد من إعادة النظر فى ضوابطها ووسائل ممارستها، ولا سيما بعد أن أصبحت مسمارا قويا فى نعش أى حكومة تتولى إدارة شئون المصريين.

وهنا لا أطالب بالعودة إلى قرارات اشتراكية عنترية، بقدر ما أطالب بتدخل حكومى مؤقت يعيد للأسعار توازنها بحيث لا تتضاعف أو تزيد كثيرا عن تكلفة الانتاج وهوامش ربح خيالية كما يحدث الآن، فليس منطقيا أبدا أن تتكلف السلعة 100 جنيه وتصل إلى المستهلك بـ200 جنيه أو أقل قليلا، فالمشكلة واضحة كسطوع الشمس فى كبد النهار وكلها فى تكلفة الانتاج والتسويق، فإذا ما استطاعت الحكومة السيطرة على هذه الدائرة والعثور على الحلقة المفقودة سيخرج الجشعون والمحتكرون والمستغلون تدريجيا من السوق بعد إحكام الرقابة على مصانعهم وعلى الوسطاء الذين يقومون بتسويق بضائعهم وسلعهم بأغلى الأسعار.

وليس منطقيا أبدا كما أكد عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة باتحاد الغرف التجارية فى لقاء تليفزيونى، أن يكسب احد التجار 7 ملايين جنيه يوميا؟! لقد نزع الرجل ورقة التوت عن هؤلاء وفجر المسكوت عنه وكشف المستور، ووضع يده على الحقيقة المؤلمة والموجعة، وهى عدم اعتراف الحكومة بأن هناك خللا جسيما فى آليات مواجهة مغالاة المنتجين فى الأسعار.

ضرب الرجل مثلا بتكلفة كيلو الدواجن، وأشار إلى أن السعر العادل له 75 جنيها بعد أن توفرت الأعلاف وانخفض سعر الطن إلى من 33 الف جنيه إلى 21 ألفا.. فلماذا يباع الكيلو بـ 115 جنيها؟ وقس على ذلك البيض وجميع السلع الأخرى، لا ضمير ولا انتماء ولا وطنية ولا مراقبة فعلية للمتاجرين بمعاناة الشعب المصرى.

التدخل الحكومى بات مطلوبا يا رئيس الوزراء، حددوا قائمة عادلة بتكاليف الانتاج الحقيقية للسلع وألزموا بها المنتجين والتجار، وحاكموا غير الملتزم، ولا تكتفوا بالقرارات الورقية، أسرعوا وصححوا الخطأ، وإن لم تفعلوا سيستمر الوجع، وما أدراك ما وجع الفقراء!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مطالب شعب مصر

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: المعارض الموسمية تلعب دورا حيويا في دعم المواطنين

أكد الكاتب الصحفي محمد عز الدين أن المعارض الموسمية مثل "أهلاً رمضان" وأسواق اليوم الواحد تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على مستوى معيشة المواطنين، خصوصًا في ظل التضخم العالمي وارتفاع الأسعار الناتج عن التأثيرات الجيوسياسية. 

وأشار إلى أن هذه المعارض تأتي ضمن المبادرات التي يوجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة.

جهود الحكومة لتأمين المعروض السلعي
وأوضح عز الدين خلال لقائه ببرنامج على قناة "إكسترا نيوز" أن الحكومة بذلت جهودًا كبيرة لضمان تأمين المعروض السلعي، تضمنت الإفراج عن مستلزمات الإنتاج، والتوسع في الشراء الموحد عبر الشركة القابضة للصناعات الغذائية، بالإضافة إلى التنسيق مع جهاز مستقبل مصر ووزارة التموين. 

ونتيجة لتلك الجهود، وصلت الاحتياطات الاستراتيجية لبعض السلع إلى 6 و7 أشهر، ما يعزز استقرار الأسواق.

استثمارات جديدة تسهم في تحسن توافر السلع
أشار عز الدين إلى أن دخول استثمارات خارجية جديدة، مثل مشروع رأس الحكمة، يسهم في زيادة الإفراجات الجمركية عن مستلزمات الإنتاج والأعلاف والصناعات الغذائية، ما أدى إلى تحسن توافر السلع في الأسواق. 

كما تم تنسيق استيراد سلع موسمية، مثل الياميش، لضمان استقرار المخزون ومنع حدوث أزمات مفتعلة، كما حدث مع بعض السلع سابقًا مثل السكر والبصل.

تشديد الرقابة الحكومية لمكافحة الاحتكار
أكد عز الدين أن تشديد الرقابة الحكومية على الأسواق كان له دور أساسي في منع احتكار بعض التجار للسلع، ما يضمن حقوق المستهلكين ويحافظ على استقرار الأسعار.

انتشار معارض "أهلاً رمضان" يعكس اهتمام الدولة بتوفير السلع
في ختام حديثه، شدد عز الدين على أن انتشار معارض "أهلاً رمضان" في جميع المحافظات، بما في ذلك مطروح، يعكس اهتمام الدولة بتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة. وأضاف أن هذه المعارض تسهم في توازن الأسعار وتخفيف العبء على المواطنين في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يفتتح معرض أهلا رمضان لبيع السلع الغذائية بشبين الكوم
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية؟
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية
  • ​بغداد أمام تحدٍ كبير: قرارات حاسمة أو عقوبات.. كيف ستتعامل الحكومة مع الضغوط الأمريكية - عاجل
  • طرح كميات من البطاطس بـ 2 جنيه استعدادًا لشهر رمضان بالوادي الجديد
  • كاتب صحفي: المعارض الموسمية تلعب دورا حيويا في دعم المواطنين
  • كاتب صحفي: المعارض توفر السلع للمواطنين وتمنع احتكار التجار
  • محافظ الغربية يصدر 7 قرارات استعدادا لشهر رمضان.. بينها تكثيف الحملات
  • قيود الحقد وحرية التسامح
  • أماكن وأسعار السلع الغذائية في معارض أهلا رمضان 2025