كنت سأواصل الكتابة فى حلقات (مطالب شعب مصر) إلا أننى اضطررت آسفا لقطعها بفعل ما شاهدته من استفزاز رهيب لبعض المسئولين فى الدولة وهم يعلنون انخفاض أسعار معظم السلع بدءًا من الدقيق ومرورا بالدجاج واللحوم وحتى البصل، وما إن استيقظ الناس صباحا حتى صدموا، ورددوا « حسبنا الله ونعم الوكيل».
ففى الوقت الذى تعلن فيه الحكومة الاتفاق مع المنتجين على خفض أسعار عدد من السلع الحيوية والضرورية بنسبة لا تقل عن 15%، وتنبرى لهذه التصريحات أبواق (كذابين الزفة)، يفرشون الأرض حريرا، ويحاولون إقناع البسطاء بأن الحياة «بقى لونها وردى وبمبى وبكل ألوان الطيف» نجد العكس تماما فى الأسواق؟!
فلماذا يحدث كل ذلك وأين يكمن الخلل؟ هل هؤلاء التجار أصبحوا فعلا خارج السيطرة؟ وصاروا مراكز قوى خفية، يتلاعبون بالأسواق فى أى وقت وكيفما شاءوا، ويحتاجون إلى قوانين أكثر ردعا؟ أم هناك خلل فى آليات وإجراءات المواجهة الحقيقية والواقعية لهؤلاء المحتكرين والمستغلين؟
الحكومة اجتهدت وسعت، وربنا انقذها وانقذنا فى الوقت المناسب بصفقة راس الحكمة ومليارات الاتحاد الاوربى، وموافقة صندوق النقد على القرض، وانخفض سعر الدولار، ولم تعد هناك مشكلة فى توفيره لشراء مستلزمات الانتاج أو الإفراج عن المحجوز فى الجمارك،.
صحيح إننا فى دولة اقتصادها حر يخضع للعرض والطلب؟ ولكن من الواضح أن هذه الحرية الاقتصادية غير الشريفة، والتى تستفيد منها فئة معينة على حساب الشعب لا بد من إعادة النظر فى ضوابطها ووسائل ممارستها، ولا سيما بعد أن أصبحت مسمارا قويا فى نعش أى حكومة تتولى إدارة شئون المصريين.
وهنا لا أطالب بالعودة إلى قرارات اشتراكية عنترية، بقدر ما أطالب بتدخل حكومى مؤقت يعيد للأسعار توازنها بحيث لا تتضاعف أو تزيد كثيرا عن تكلفة الانتاج وهوامش ربح خيالية كما يحدث الآن، فليس منطقيا أبدا أن تتكلف السلعة 100 جنيه وتصل إلى المستهلك بـ200 جنيه أو أقل قليلا، فالمشكلة واضحة كسطوع الشمس فى كبد النهار وكلها فى تكلفة الانتاج والتسويق، فإذا ما استطاعت الحكومة السيطرة على هذه الدائرة والعثور على الحلقة المفقودة سيخرج الجشعون والمحتكرون والمستغلون تدريجيا من السوق بعد إحكام الرقابة على مصانعهم وعلى الوسطاء الذين يقومون بتسويق بضائعهم وسلعهم بأغلى الأسعار.
وليس منطقيا أبدا كما أكد عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة باتحاد الغرف التجارية فى لقاء تليفزيونى، أن يكسب احد التجار 7 ملايين جنيه يوميا؟! لقد نزع الرجل ورقة التوت عن هؤلاء وفجر المسكوت عنه وكشف المستور، ووضع يده على الحقيقة المؤلمة والموجعة، وهى عدم اعتراف الحكومة بأن هناك خللا جسيما فى آليات مواجهة مغالاة المنتجين فى الأسعار.
ضرب الرجل مثلا بتكلفة كيلو الدواجن، وأشار إلى أن السعر العادل له 75 جنيها بعد أن توفرت الأعلاف وانخفض سعر الطن إلى من 33 الف جنيه إلى 21 ألفا.. فلماذا يباع الكيلو بـ 115 جنيها؟ وقس على ذلك البيض وجميع السلع الأخرى، لا ضمير ولا انتماء ولا وطنية ولا مراقبة فعلية للمتاجرين بمعاناة الشعب المصرى.
التدخل الحكومى بات مطلوبا يا رئيس الوزراء، حددوا قائمة عادلة بتكاليف الانتاج الحقيقية للسلع وألزموا بها المنتجين والتجار، وحاكموا غير الملتزم، ولا تكتفوا بالقرارات الورقية، أسرعوا وصححوا الخطأ، وإن لم تفعلوا سيستمر الوجع، وما أدراك ما وجع الفقراء!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مطالب شعب مصر
إقرأ أيضاً:
الحكومة العراقية تصدر قرارات جديدة- عاجل
بغداد اليوم -
مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية الحادية والخمسين برئاسة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني
••••••••••
الجزء الأول
ترأس رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، الجلسة الاعتيادية الحادية والخمسين لمجلس الوزراء، جرت خلالها مناقشة الأوضاع العامة في البلاد، والبحث في عدد من الملفات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن التداول في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
ففي إطار تسهيل الإجراءات الخاصة بمشروع (إيدوبا) للأبنية المدرسية، وافق مجلس الوزراء على ما جاء في محضر الجلسة 9 لمجلس إدارة صندوق العراق للتنمية، المنعقدة في (2 كانون الأول 2024)، واعتماد محضر لجنة الفتح وتحليل العروض، والجدول المرفق بالشركات التي ستجري إحالة المشروع لها، وبحسب الآتي:
1-إحالة تنفيذ مشروع المدارس بمرحلة أولى، وعددها (600) مدرسة إلى الشركات المثبتة في المحضر المذكور آنفاً، البالغ عددها (12) شركة من أصل (17) شركة، ولمجلس إدارة الصندوق صلاحية إضافة شركات متخصصة ورصينة لإنجاز العمل ضمن المواعيد المقررة.
2-إلزام صندوق العراق للتنمية بالتأكد من صحّة وثائق المناقصة كافة، والوثائق المطلوبة قانوناً لإبرام العقود.
3-استثناء صندوق العراق للتنمية من أحكام تعليمات تنفيذ العقود الحكومية والضوابط الملحقة بها والوثائق القياسية، ومن تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة.
4-إصدار وزارة المالية ضمان الدفع للعقود المبرمة استناداً لما جاء في المادة 3 من قانون الموازنة العامة الاتحادية (13 لسنة 2023)، وفق الإجراءات المحددة في قرار مجلس الوزراء (219 لسنة 2020).
5-تخويل المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية صلاحية توقيع العقود أصولياً.
وضمن متابعة مجلس الوزراء لمستهدف إتمام المشاريع المتلكئة، واستكمال مشاريع البنى التحتية، جرى إقرار ما يلي:
1-إدراج مشروع محطة المعالجة لمحافظة النجف الأشرف/ المرحلة الثالثة، واستثناؤه من الضوابط الخاصة بتنفيذ المشروع بأسلوب (تصميم وتنفيذ)، وذلك لأهمية المشروع وبسبب التوسع السكاني في المحافظة.
2-زيادة كلفة مكوّن (إزالة التعارضات وتعويضات المتجاوزين ضمن خط سكة حديد "بصرة- شلامجة")، أحد مكونات مشروع (استملاك أراضي وإزالة الألغام)، ضمن الموازنة الاستثمارية لوزارة النقل، وزيادة الكلفة الكلية للمشروع.
3-زيادة مقدار الاحتياط لمشروع مستشفى تخصصي لأمراض الدم سعة (70) سريراً في الموصل، وزيادة الكلفة الكلية لمشروع (إنشاء مستشفى عام سعة (200، 100) سرير، ومستشفيات تخصصية مع الأجهزة والأثاث).
وضمن إجراءات تجهيز الطاقة الكهربائية إلى المواطنين في بغداد والمحافظات، وافق مجلس الوزراء على استمرار تجهيز أصحاب المولدات الأهلية بالكميات المخصصة من منتوج زيت الغاز، وبمعدّل (10 لتر لكل KVA)، خلال شهر كانون الأول وبالسعر المدعوم البالغ (400 دينار/ لتر)، إضافة إلى تجهيز حصة إضافية بمعدل (10 لتر لكل KVA)، وبسعر (250 دينار/ لتر)، كدعم حكومي، ولضمان استمرار تشغيل المولدات الأهلية.
ومتابعة لشؤون شريحة الصيادلة في العراق وإزالة معوّقاتهم، وجّه السيد رئيس مجلس الوزراء بتأليف لجنة من الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وعضوية ممثلين عن وزارة الصحة ونقيب الصيادلة في العراق، تتولى دراسة المطالب المثبتة في كتاب النقابة، على أن ترفع التوصيات خلال 30 يوم عمل، وللجنة استضافة من تراه مناسباً لإكمال مهامها.
ولتنظيم أوضاع الملاكات الطبية العراقية والأجنبية القادمة من الخارج، وافق المجلس على عمل هذه الملاكات، وبشكل تطوّعي في المؤسسات الصحية العاملة في وزارة الصحة، ويتحمل مكتب رئيس مجلس الوزراء نفقات السكن، فيما تتحمل وزارة الصحة نفقات النقل وتهيئة ظروف العمل المناسبة لهم، استثناءً من تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة الاتحادية (1 لسنة 2023)، على أن تضع لجنة الأمر الديواني (24821) لسنة 2024، الضوابط اللازمة لتنظيم عمل الملاكات، خلال 30 يوم عمل من تاريخ إصدار هذا القرار.
وفي القطاع الصحي أيضاً، تابع مجلس الوزراء مشروع التشغيل المشترك للمستشفيات، إذ وافق على شمول الشركة المشغلة لمستشفى الشعب العام في بغداد (سعة 200 سرير) بالاستثناءات الممنوحة سابقا للشركات المتعاقدة مع وزارة الصحة المشغل للمستشفيات الحديثة من قراري المجلس (24202 لسنة 2024)، و(24279 لسنة 2024)، كما وافق المجلس على استثناء الشركات المؤهلة لمشاريع إنشاء (16) مستشفى في جميع أنحاء العراق، من شرط فتح فرع داخل العراق عند توقيع العقد، على أن يستكمل تسجيل الفرع وفق نظام فروع الشركات الأجنبية (2 لسنة 2017)، وخلال 90 يوماً من توقيع العقد، وبخلافه يلغى العقد.
يتبع
•••••
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء
17 - كانون الأول - 2024