بوابة الوفد:
2024-12-26@02:13:02 GMT

سيناريوهات الأيام القادمة

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

لا يجب أبدًا أن نجعل الأحداث التى تجرى حولنا مجرد مادة للتسلية ولاجترار تفاصيلها فى أحاديثنا، فالعاقل هو من يستشرف المستقبل من الحاضر، والحكيم هو من يقرأ أحداث اليوم ليدرك منها ما سيحدث غدًا وبعد غد وبعد بعد غد..

والدول المتقدمة تفعل ذلك، وأذكر أننى فى مطلع عام 2013 أى قبل أكثر من 11 عامًا قرأت تقريرًا منشورًا فى الصحف الإسرائيلية للرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية «عاموس بادين»، وكان يستعرض ما يمكن أن تفعله إيران إذا وجهت إسرائيل ضربة لها، وقال التقرير بالحرف الواحد إن الرد الإيرانى على هجوم غربى أو إسرائيلى سيكون وابلًا من الصواريخ التقليدية والطائرات المسيرة التى ستُطلق باتجاه المدن الإسرائيلية والمنشآت النووية».

وهذا بالضبط ما حدث بعد 11 عامًا من كتابة هذا التقرير، ومعنى ذلك أن إسرائيل تنبأت بالشكل الذى سيكون عليه الهجوم الإيرانى قبل وقوعه بـ11 عامًا كاملًا.. وطبعًا أعدت العدة لمواجهته، ولهذا كان تأثيره محدودًا.

وليس الماضى هو ما يشغلنا الآن، فالأفضل أن ننشغل بما سيحدث فى المستقبل، وبما ستحمله الأيام القادمة من سيناريوهات بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل مؤخرا.

وإذا كان البعض يرجح أن تتعامل إسرائيل مع الهجمات الصاروخية الإيرانية كما تعاملت من قبل مع الهجمات الصاروخية العراقية عام 1991، ففى 17 يناير عام 1991 بدأت قوات تحالف دولى تزعمته الولايات المتحدة عملية عسكرية جوية وأخرى برية ضد العراق ردًا على غزوها للكويت فى أغسطس عام 1990.

وبعد 24 ساعة فقط من اندلاع هذه العملية العسكرية شرع الرئيس العراقى آنذاك- صدام حسين- فى تنفيذ تهديده بمهاجمة إسرائيل إذا تعرضت بلاده للهجوم، وأطلق الجيش العراقى حوالى 40 صاروخًا من طراز «سكود» على إسرائيل ما أدى إلى سقوط 14 قتيلًا وأكثر من 200 جريح أصيبوا بشكل مباشر، ووقتها لم ترد تل أبيب على الهجمات الصاروخية العراقية واكتفت بالحصول- وبشكل فوري- على معونات مادية وعينية وعسكرية بعشرات المليارات من الدولارات، ثم بعد سنوات تم قتل صدام حسين نفسه واحتلال العراق!

وأتصور أن الرد الإسرائيلى على الهجمات الإيرانية سيختلف عما فعلته تل أبيب مع صدام حسين وصواريخه، ليس فقط لأن إحدى قواعد العقيدة اليهودية يقول «العين بالعين والسن بالسن»، ولكن لأن إسرائيل حاليًا تحظى بحماية عسكرية أمريكية غير مسبوقة بفضل التواجد العسكرى الأمريكى الضخم والمكثف فى البحرين الأبيض والأحمر.

ولهذا أتوقع أن يكون الرد الإسرائيلى على صواريخ إيران عنيفًا وسيكون فى قلب إيران، إما بتوجيه ضربة صاروخية أو غارة جوية أو عدة غارات مكثفة وسريعة على منشآت إيرانية، وعلى رأسها المفاعل الإيرانى، وسيعقب ذلك عمليات تستهدف تصفية جسدية لبعض القادة فى إيران، وقد يتواصل سيناريو الرد الإسرائيلى حتى سقوط نظام الملالى فى إيران تمامًا مثلما حدث مع صدام حسين فى العراق.

وسيكون لحزب الله نصيب من الرد الإسرائيلى باعتباره الذراع القوية لإيران فى المنطقة العربية، وطبعًا ستطلب إيران من حلفائها: الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان وبعض ميليشياتها فى سوريا القيام بعمليات ضد إسرائيل.

ولا أستبعد أبدًا حدوث عمليات إرهابية بدعم وتمويل إيرانى فى دول الطوق العربى، وأن تتعرض بعض دول الخليج لنار إيران.

والمتوقع أيضاً شن هجمات بالطائرات المسيرة من البحر الأحمر ومن اليمن، باتجاه إسرائيل وهو ما يتطلب منا أن نكون فى قمة اليقظة والاستعداد لكل السيناريوهات الممكنة.

ووسط ذلك كله ستشهد رفح الفلسطينية اجتياحًا إسرائيليًا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على مجرى الأحداث فى الشرق الأوسط، وإن كنت أستبعد أن يتطور الأمر لحرب إقليمية شاملة فى الشرق الأوسط، فإيران لا تريد أن تخوض حربًا حقيقية مع إسرائيل، وإسرائيل نفسها لا تريد محو إيران من الوجود، ولكن كل منهما يريد أن يستفيد من وجود الآخر لأقصى درجة!

> ويبقى السؤال: من برأيك أكبر الخاسرين من الهجمات الصاروخية الإيرانية: هل هى إسرائيل التى تعرضت لهذا القصف الصاروخى؟ أم غزة التى تراجع الاهتمام بها وبما يجرى فيها من جرائم على يد الصهاينة بعدما تصدرت إيران المشهد فغض العالم عينيه عما يجرى فى غزة وراح يراقب مباراة أخرى ما بين تل أبيب وطهران؟!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمات المستقبل من الحاضر الهجمات الصاروخیة صدام حسین

إقرأ أيضاً:

إيران تندد باعتراف إسرائيل الوقح بمسؤوليتها عن اغتيال هنية

نددت إيران الثلاثاء بما وصفته اعتراف إسرائيل "الوقح" باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا العام، واتهمتها بارتكاب "جريمة بشعة".

وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة "هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها كيان الاحتلال بوقاحة بمسؤوليته عن ارتكاب هذه الجريمة البشعة".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أقر أول أمس الاثنين للمرة الأولى علنا بمسؤولية بلاده عن اغتيال هنية في طهران.

واستشهد هنية في طهران يوم 31 تموز/يوليو بانفجار عبوة ناسفة قيل إن عملاء إسرائيليين زرعوها في مقر إقامته بطهران، وحينها حمّلت إيران وحماس إسرائيل مسؤولية اغتياله قبل اعترافها بذلك.

ووصف إيرفاني الثلاثاء اغتيال إسرائيل لهنية بأنه "جريمة بشعة"، قائلا إن تصريح كاتس أظهر أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان مبررا.

وأضاف إيرفاني "كما يؤكد مجددا شرعية الرد الدفاعي الإيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024 وقانونيته، فضلا عن موقف إيران الثابت بأن نظام الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي لا يزال يمثل أخطر تهديد للسلام والأمن الإقليميين والدوليين".

وأطلقت إيران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي 200 صاروخ على إسرائيل، في رد واضح على عملية الاغتيال، لكن إسرائيل قالت إنه جرى اعتراض معظمها إما بواسطة دفاعاتها الجوية أو دفاعات تابعة لحلفائها.

إعلان

وفي 27 سبتمبر/أيلول اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في تفجير في بيروت، ثم قتلت رئيس حركة حماس يحيى السنوار خليفة هنية في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غزة.

مقالات مشابهة

  • العميد فدوي: خلال السنوات القليلة القادمة لن يكون هناك كيان يسمى إسرائيل
  • جنرال إسرائيلي: اليمنيون “لن يخسروا الحرب مع إسرائيل” 
  • إيران تندد باعتراف إسرائيل الوقح بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • إيران تندّد باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال هنية
  • بعد الهجمات الصاروخية على تل أبيب.. إسرائيل بمواجهة جديدة مع الحوثيين
  • تصاعد الهجمات الحوثية على إسرائيل.. الاحتلال يتعهد بعدم السماح بمواصلة إطلاق الصواريخ من اليمن.. وإعداد استراتيجيات للرد تتضمن اغتيالات وتدمير البنية التحتية
  • إيران تدين الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على اليمن
  • معاريف: ليس من المؤكد أن إسرائيل قادرة على حرب استنزاف مع إيران
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران
  • إسرائيل: إيران تجند جواسيس ومواطنونا مستعدون للخيانة من أجل المال