بوابة الوفد:
2024-07-03@13:55:02 GMT

سيناريوهات الأيام القادمة

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

لا يجب أبدًا أن نجعل الأحداث التى تجرى حولنا مجرد مادة للتسلية ولاجترار تفاصيلها فى أحاديثنا، فالعاقل هو من يستشرف المستقبل من الحاضر، والحكيم هو من يقرأ أحداث اليوم ليدرك منها ما سيحدث غدًا وبعد غد وبعد بعد غد..

والدول المتقدمة تفعل ذلك، وأذكر أننى فى مطلع عام 2013 أى قبل أكثر من 11 عامًا قرأت تقريرًا منشورًا فى الصحف الإسرائيلية للرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية «عاموس بادين»، وكان يستعرض ما يمكن أن تفعله إيران إذا وجهت إسرائيل ضربة لها، وقال التقرير بالحرف الواحد إن الرد الإيرانى على هجوم غربى أو إسرائيلى سيكون وابلًا من الصواريخ التقليدية والطائرات المسيرة التى ستُطلق باتجاه المدن الإسرائيلية والمنشآت النووية».

وهذا بالضبط ما حدث بعد 11 عامًا من كتابة هذا التقرير، ومعنى ذلك أن إسرائيل تنبأت بالشكل الذى سيكون عليه الهجوم الإيرانى قبل وقوعه بـ11 عامًا كاملًا.. وطبعًا أعدت العدة لمواجهته، ولهذا كان تأثيره محدودًا.

وليس الماضى هو ما يشغلنا الآن، فالأفضل أن ننشغل بما سيحدث فى المستقبل، وبما ستحمله الأيام القادمة من سيناريوهات بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل مؤخرا.

وإذا كان البعض يرجح أن تتعامل إسرائيل مع الهجمات الصاروخية الإيرانية كما تعاملت من قبل مع الهجمات الصاروخية العراقية عام 1991، ففى 17 يناير عام 1991 بدأت قوات تحالف دولى تزعمته الولايات المتحدة عملية عسكرية جوية وأخرى برية ضد العراق ردًا على غزوها للكويت فى أغسطس عام 1990.

وبعد 24 ساعة فقط من اندلاع هذه العملية العسكرية شرع الرئيس العراقى آنذاك- صدام حسين- فى تنفيذ تهديده بمهاجمة إسرائيل إذا تعرضت بلاده للهجوم، وأطلق الجيش العراقى حوالى 40 صاروخًا من طراز «سكود» على إسرائيل ما أدى إلى سقوط 14 قتيلًا وأكثر من 200 جريح أصيبوا بشكل مباشر، ووقتها لم ترد تل أبيب على الهجمات الصاروخية العراقية واكتفت بالحصول- وبشكل فوري- على معونات مادية وعينية وعسكرية بعشرات المليارات من الدولارات، ثم بعد سنوات تم قتل صدام حسين نفسه واحتلال العراق!

وأتصور أن الرد الإسرائيلى على الهجمات الإيرانية سيختلف عما فعلته تل أبيب مع صدام حسين وصواريخه، ليس فقط لأن إحدى قواعد العقيدة اليهودية يقول «العين بالعين والسن بالسن»، ولكن لأن إسرائيل حاليًا تحظى بحماية عسكرية أمريكية غير مسبوقة بفضل التواجد العسكرى الأمريكى الضخم والمكثف فى البحرين الأبيض والأحمر.

ولهذا أتوقع أن يكون الرد الإسرائيلى على صواريخ إيران عنيفًا وسيكون فى قلب إيران، إما بتوجيه ضربة صاروخية أو غارة جوية أو عدة غارات مكثفة وسريعة على منشآت إيرانية، وعلى رأسها المفاعل الإيرانى، وسيعقب ذلك عمليات تستهدف تصفية جسدية لبعض القادة فى إيران، وقد يتواصل سيناريو الرد الإسرائيلى حتى سقوط نظام الملالى فى إيران تمامًا مثلما حدث مع صدام حسين فى العراق.

وسيكون لحزب الله نصيب من الرد الإسرائيلى باعتباره الذراع القوية لإيران فى المنطقة العربية، وطبعًا ستطلب إيران من حلفائها: الحوثيين فى اليمن وحزب الله فى لبنان وبعض ميليشياتها فى سوريا القيام بعمليات ضد إسرائيل.

ولا أستبعد أبدًا حدوث عمليات إرهابية بدعم وتمويل إيرانى فى دول الطوق العربى، وأن تتعرض بعض دول الخليج لنار إيران.

والمتوقع أيضاً شن هجمات بالطائرات المسيرة من البحر الأحمر ومن اليمن، باتجاه إسرائيل وهو ما يتطلب منا أن نكون فى قمة اليقظة والاستعداد لكل السيناريوهات الممكنة.

ووسط ذلك كله ستشهد رفح الفلسطينية اجتياحًا إسرائيليًا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على مجرى الأحداث فى الشرق الأوسط، وإن كنت أستبعد أن يتطور الأمر لحرب إقليمية شاملة فى الشرق الأوسط، فإيران لا تريد أن تخوض حربًا حقيقية مع إسرائيل، وإسرائيل نفسها لا تريد محو إيران من الوجود، ولكن كل منهما يريد أن يستفيد من وجود الآخر لأقصى درجة!

> ويبقى السؤال: من برأيك أكبر الخاسرين من الهجمات الصاروخية الإيرانية: هل هى إسرائيل التى تعرضت لهذا القصف الصاروخى؟ أم غزة التى تراجع الاهتمام بها وبما يجرى فيها من جرائم على يد الصهاينة بعدما تصدرت إيران المشهد فغض العالم عينيه عما يجرى فى غزة وراح يراقب مباراة أخرى ما بين تل أبيب وطهران؟!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كلمات المستقبل من الحاضر الهجمات الصاروخیة صدام حسین

إقرأ أيضاً:

إيران: رفع دعوى جنائية ضد من عطل إجراء الانتخابات الرئاسية في الخارج

طهران-سانا

أعلن مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب أبادي عن رفع قضية جنائية ضد من عطلوا عملية الانتخابات الرئاسية الإيرانية في الخارج.

وأشار إلى “أن أي شخص إيراني أو غير إيراني متواجد في الخارج قام بإهانة أو تهديد أو ضرب أبناء الوطن وإثارة الرعب بينهم، أو منع تواجد الإيرانيين الذين يرغبون في المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الخارج بحسب التقارير ومعلومات وزارة الخارجية سيتم رفع قضية جنائية ضده ومعاقبته”.

وأجريت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة الماضي، حيث جرت المنافسة بين أربعة مرشحين شارك فيها 24 مليوناً و535 ألفاً و185 ناخباً، وحاز فيها مسعود بزشكيان على 10 ملايين و415 ألفاً و991 صوتاً وسعيد جليلي على 9 ملايين و473 ألفاً و298 صوتاً ومحمد باقر قاليباف على 3 ملايين و383 ألفاً و340 صوتاً ومصطفى بورمحمدي على 206 آلاف و397 صوتاً، ومن المقرر إجراء الجولة الثانية يوم الجمعة القادم ويتنافس فيها بزشكيان وجليلي على رئاسة البلاد.

مقالات مشابهة

  • أنت لوحدك.. صحيفة تكشف ما دار بين بايدن ونتانياهو بعد الهجوم الإيراني
  • إيران.. الخامنئي يدعو إلى المشاركة الواسعة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
  • إيران: رفع دعوى جنائية ضد من عطل إجراء الانتخابات الرئاسية في الخارج
  • حفل غنائي يتسبب في اعتقال فنانة شهيرة بإيران
  • بعد الانتخابات.. هذه توقعات أميركا لتوجهات إيران "الجديدة"
  • حمام دم قادم بصنعاء وانفجار وشيك لصراع الأجنحة بجماعة الحوثي.. ومصدر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة
  • الحرس الثوري الإيراني: نتمنى فرصة لعملية الوعد الصادق 2 ضد إسرائيل
  • قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً: لا تستخفوا بالتهديدات الإيرانية
  • إيران.. انتخابات على طبول الحرب
  • مِن طبيب جراح للانتخابات الإيرانية.. معلومات عن الإصلاحي مسعود بزشكيان؟