بحسب تحليل لسكاي نيوز البريطانية، فمع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، فإن الفحص الدقيق لقدراتهما الصاروخية يسلط الضوء على التداعيات المحتملة لأفعالهما.

 ويؤكد تبادل التهديدات والهجمات في الآونة الأخيرة أهمية فهم الديناميكيات العسكرية الجارية.

وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل، متعهدا "برد واسع النطاق وقاس" في حالة وقوع هجوم.

يأتي ذلك بعد إطلاق إيران أكثر من 330 صاروخًا وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل، ردًا على القصف الإسرائيلي المزعوم لقنصليتها السورية.

رداً على ذلك، يتوقع الخبراء أن إسرائيل قد تفكر في شن غارة جوية على البنية التحتية الإيرانية الحيوية، بما في ذلك القواعد الجوية والمنشآت النووية. وتشكل القوات الجوية الإسرائيلية الهائلة، المجهزة بطائرات مقاتلة شبحية متقدمة من طراز F-35، تهديداً هائلاً، مع القدرة على القيام بمهام مراقبة في عمق المجال الجوي الإيراني. تمتلك إسرائيل 39 طائرة مقاتلة شبحية من طراز F-35، وهي خامس أكبر مخزون في العالم.

ومع ذلك، عززت إيران دفاعاتها الجوية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، من خلال إدخال أنظمة مثل سيفوم خورداد وخورداد-15. وتشكل هذه الأنظمة، إلى جانب قاذفات صواريخ أرض-جو بعيدة المدى، تحديًا للتوغلات الإسرائيلية المحتملة. ومن المعروف أن إيران تمتلك ما لا يقل عن 42 قاذفة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى، بما في ذلك 32 قاذفة روسية الصنع من طراز S-300 حصلت عليها في عام 2016.

يقول فابيان هينز، زميل باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS): "لقد عمل الإيرانيون بجد على تحسين دفاعاتهم الجوية في السنوات الأخيرة، ولكن مدى جودتها هو سؤال مفتوح".

تضيف حالة عدم اليقين المحيطة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإسرائيلي طبقة أخرى إلى المعادلة. ويعتقد أن صواريخ أريحا الإسرائيلية السرية للغاية، بما في ذلك أريحا 2، قادرة على حمل رؤوس نووية، لكن التفاصيل لا تزال نادرة. وفي حين أن قدرات إسرائيل الصاروخية الباليستية محاطة بالسرية، فقد أثبتت أنظمة الدفاع الجوي لديها، مثل القبة الحديدية، فعاليتها في اعتراض التهديدات القادمة.

ويشكل تبادل الهجمات الصاروخية الأخير فرصة للتعلم لكلا الجانبين. وبينما تكتسب إيران نظرة ثاقبة على القدرات الدفاعية الإسرائيلية، تعمل إسرائيل على تحسين استراتيجيات الدفاع الجوي الخاصة بها. إن تورط القوات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، يسلط الضوء على التداعيات الأوسع للصراع.

توجد تفاصيل قليلة في المجال العام، لكن تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن إسرائيل تمتلك حوالي 24 صاروخًا من طراز أريحا 2 ذات قدرة نووية. ويقول فابيان هينز، زميل باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: "إنهم يمتلكون صواريخ كروز تطلق من الغواصات، وصواريخ باليستية، ومن المؤكد أنهم يستخدمونها لردعهم النووي".

وتقدر الولايات المتحدة أن ترسانة إيران تشمل أكثر من 3000 صاروخ باليستي، لكن ليس من الواضح عدد الصواريخ التي ستتمكن من إطلاقها دفعة واحدة.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن احتمال حدوث مزيد من التصعيد يظل مصدر قلق. إن سعي إيران للحصول على تكنولوجيا الصواريخ المتقدمة، مثل فتح وخرمشهر، يؤكد التزامها بتعزيز قدراتها الهجومية. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الأنظمة ضد الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة لا تزال غير مؤكدة.

ويضيف دور الجماعات الوكيلة مثل حزب الله بعدا آخر للصراع. ومع امتلاك حزب الله لترسانة كبيرة من الصواريخ، فإن خطر نشوب صراع إقليمي أوسع يلوح في الأفق. ومن الممكن أن تؤدي أي مواجهة مستدامة إلى لعبة استنزاف خطيرة، حيث يختبر الجانبان حدود قدراتهما العسكرية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بما فی ذلک من طراز

إقرأ أيضاً:

داليا عبدالرحيم: الحرب الإسرائيلية وفرت بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان “دلالات سيطرة جبهة النصرة على حلب”.

وقالت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إن هذا التقرير يضع إصبعنا على جرح مفتوح في الصراع السوري والإقليمي، حيث تتكرر مشاهد سيطرة الجماعات المتطرفة على المدن الكبرى، في سيناريو يعكس عجزًا دوليًا وإقليميًا عن التصدي لهذه التحولات الخطيرة، وسيطرة هيئة تحرير الشام على حلب تعيد للأذهان صعود داعش قبل عقد من الزمن، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أسباب هذا التكرار، والدور الذي لعبته الفوضى الإقليمية الأخيرة، خاصة تلك الناتجة عن الحرب الإسرائيلية، في توفير بيئة خصبة لهذه التنظيمات.

وتابعت: الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الصمت الدولي أمام هذه التحولات، مما يُثير شكوكًا حول وجود أجندات خفية أو ضعف الإرادة السياسية لمواجهة هذه الجماعات، وبينما ينشغل العالم بتوابع الصراعات في أماكن أخرى، يبدو أن الجماعات المتطرفة تستفيد من هذا الفراغ لتوسيع نفوذها، ما يجعل الحاجة ملحة لتكاتف الجهود الدولية والإقليمية قبل أن تتحول سوريا مجددًا إلى نقطة انطلاق لتهديد أوسع يستهدف أمن واستقرار المنطقة والعالم.. والاتصالات الاقليمية التي بدأت أمس.. ومن أهمها الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوري  قد تكون نقطة انطلاق لجهود دولية نحو عودة الاستقرار للشعب السوري.

مقالات مشابهة

  • الطاقة الإسرائيلية: تداعيات كارثية على أمن الطاقة في “إسرائيل” نتيجة الحصار اليمني
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: سقوط صاروخ من لبنان قرب كريات شمونة شمالي إسرائيل
  • «البث الإسرائيلية»: إطلاق صواريخ من لبنان وغزة صوب إسرائيل
  • إسرائيل: لن نسمح لإيران باستغلال سوريا لتسليح حزب الله
  • بعد ضربة الصواريخ.. إسرائيل تتوعد حزب الله برد قاس
  • كيف تؤثر اضطرابات سوريا على أمن إسرائيل ونفوذ إيران؟
  • أسعار النفط تواصل الارتفاع مع تصاعد التوترات في المنطقة
  • إيران: المنظمات الإرهابية في سوريا تنسق مع أمريكا وإسرائيل
  • داليا عبدالرحيم: الحرب الإسرائيلية وفرت بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية
  • وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يترك إيران نمراً من ورق