في حرب أبريل، كان للحرس الرئاسي دورٌ كبيرٌ في زفشال مُخطّط استلام السلطة بضربة خاطفة.

بحسب معلومات تحصّلت عليها من مصادر مطلعة، وضع الحرس الرئاسي خُطة للدفاع عن مقر إقامة البرهان، لأنها في تماس مباشر مع قوات الدعم السریع بحي المطار.

ملخص الخطة ھو امتصاص الموجة الأولى لهجوم قوات الدعم السريع وتثبيطها وإدارة معركة لمدة ١٢ ساعة كوحدة منفصلة حتى تصل التعزیزات كان على المستوى الأعلى.

في خواتيم شھر رمضان العام الماضي، كان هنالك تزايدٌ مستمرٌ في أعداد قوات الدعم السریع بمواقع حي المطار، برج الدعم غرب القيادة العامة وموقع مدفعیة الدعم جوار قاعدة الخرطوم الجویة، والقصر الجمهوري ومقر المطار الوطني بشارع المطار، وكذلك انفتحت قوات الدعم في مواقع جدیدة على شارع النیل.. الأجواء كانت مشحونة بالتوتُّر في تلك الأیام نتیجة لتحركات الدعم في مروي وغیرھا، وضع قائد الحرس الجمهوري اللواء نادر محمد بابكر المشهور باللواء المنصوري، كل قوة الحرس في حالة استعداد ١٠٠٪؜.

فط يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، عند الساعة التاسعة صباحاً، دخل قائد ثاني الحرس الرئاسي العقید الركن خالد علي، على اللواء المنصوري وأخبره بأن ھنالك اشتباكاً في المدینة الریاضیة، وأنّ قوات الدعم بحي المطار ھجمت على أفراد الجيش بخدمة البوابة التي توجد بجوارهم، وقال له المنصوري: “الناس تشتغل حسب الخطة”.

تحرّك اللواء المنصوري على تیم الحمایة القریبة الموجود جوار سكن البرهان، أثناء سيره بدأت حِدّة الاشتباكات وازدادت مع الخدمات التي تحرس البوّابات الجنوبیة، وصل المنصوري إلى بیت القائد العام عبد الفتاح البرهان وتحرّك معه إلى موقع داخل مقر قیادة الحرس، وقبل ذلك قام فریق حراسة كباشي بإخلائه إلى مقر الحرس الرئاسي.

اندفعت القوات الخاصة التابعة للدعم السریع من مقر المؤتمر الوطني، وكذلك قوة من مقر ھیئة العملیات وانضمت للمعركة.. تمكنت قوات الدعم من احتلال مباني جهاز الأمن، وصعد القناصة علیها، وتمكنت الدعم السريع من كسر الجدران بواسطة بوكلن، استخدم التمرد صواریخ الكورنیت لتدمیر الدبابات، كل محاولات التمرد لكسر الدفاع باءت بالفشل، عدد القوات التي هاجمت كان كبیراً جداً وكان يقدّر بـ٢٠٠ عربة مسلحة، صمدت قوات الحرس الرئاسي وفریق القوات الخاصة صموداً أسطورياً في وجه ھجمات الدعم السريع.

أول الشهداء كان أحد ضباط المدرعات، حیث تم تدمیر الدبابة وهو بداخلها بالكورنيت.
مباني جهاز الأمن، شكّلت عقبة كبیرة، حيث احتل التمرد قممها بالقناصة والرشاشات، حاولوا الاقتحام من عبرھا عدة مرات ولكنهم فشلوا بسبب صمود الحرس الرئاسي الأسطوري.
تمكّنت الدبابات الموجودة بالقیادة العامة في الاتجاه الغربي من تدمیر برج رئاسة الدعم السريع، لأنّه كان مصدر نیران قناصتهم.. استمرّ القتال حتى العصر، عقب ذلك، بدأت ضربات جوية على محيط البرج الذي كان يمثل مقراً للقيادة والسيطرة وبه منظومة التشويش والتجسس الخاصة بالدعم السريع.

ثم وصلت قوة من المهام الخاصّة لتعزيز الحرس الرئاسي بقيادة العقید السریو.
في الیوم الثاني، كان الهجوم أشرس على بیت الضیافة والقیادة العامة، وتمكّن التمرد من الدخول إلى مطار الخرطوم بالاتجاه الجنوبي ووصل حتى برج القوات البریة بعد أن استشهد اللواء عردیب قائد قوات الاستطلاع، التي كانت تدافع عن الاتجاه الشرقي للقیادة، انفصلت قوة من قوات الحرس ومعها دبابة من بیت الضیافة لمساعدة القوات ببرج القوات البریة، حيث حقّقت ھذه القوة عملیة التفاف ناجحة على قوات التمرد التي كانت قد وصلت برج البریة وأجبرتها على التراجع، ظلت جثث الشهداء وجثث التمرد بأرض المعركة حتى ثالث یوم إلى أن تمكنوا من دفن الجثث.

فریق القوات الخاصة بالحرس الرئاسي كان له دورٌ كبیرٌ جداً في حسم المعركة من خلال القیام بواجبات القنص والاقتحام المباشر، وھم یتبعون للقوات الخاصة وملحقون بالحرس الرئاسي.. قوات المهام الخاصة التي وصلت عصر الیوم الأول كان لها دورٌ كبیرٌ جداً أیضاً.

كتب: عبد الرؤوف طه

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرس الرئاسی الدعم السریع قوات الدعم

إقرأ أيضاً:

السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم

 
واصلت وحدات برية من الجيش السوداني مسنودة بالدبابات، تقدمها في اتجاه محور وسط العاصمة الخرطوم حيث سيطرت قوات الجيش بالفعل على عدد من المباني والمواقع الاستراتيجية، من بينها مجمع النيليين المجاور لجسر المسلمية، وموقف شروني المؤدي إلى القصر الرئاسي، فضلا على حديقة القرشي".

ووفق مصادر عسكرية سودانية؛ فقد كثف الجيش انتشاره في شوارع الصحافة ظلط، مطبقا بذلك حصاره على قوات الدعم السريع الموجودة في عدد من المباني بالمدينة.

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد قال في كلمة نشرت على منصة "تليجرام"، الأحد، إن قواته "لن تخرج" من العاصمة الخرطوم، مهددا بتصعيد جديد في المعارك ضد الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وذكر حميدتي الذي ظهر بعد اختفاء طرح تساؤلات على مدار الأشهر الماضية، إن "الوضع مختلف حاليا"، مضيفا: "الحرب داخل الخرطوم. ولن نخرج من القصر الجمهوري".

جاء الخطاب بعد فترة طويلة غاب فيها حميدتي عن الظهور علنا، في وقت حقق فيه الجيش تقدما كبيرا في المعارك على مدار الأشهر الماضية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ، قد لفتت في تقرير سابق، إلى "اختفاء" حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، مما "أثار استياء واسعا وسط جنوده، شعورهم بالتخلي عنهم".

جدير بالذكر ان السودان يشهد منذ نحو عامين حربا مدمرة بين قوات الدعم السريع والجيش، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين.

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد، حيث أصبح الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.
 

مقالات مشابهة

  • السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع
  • روسيا تخوض معركة لطرد آخر قوات أوكرانية من منطقة كورسك
  • الجيش السوداني يسيطر على أهم مستشفيات الخرطوم.. والقصر الرئاسي مسألة وقت
  • السودان.. الجيش يسيطر علي مباني ومواقع استراتيجية في الخرطوم
  • بالفيديو .. قتل فارين من الدعم السريع في كمين بمحيط القصر الرئاسي.. تدمير من المسافة صفر
  • السودان.. حميدتي يهدد بتصعيد جديد ويؤكد عدم نيته الخروج من القصر الرئاسي
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية
  • يظل أبوعاقلة كيكل وجنوده من قوات درع السودان الفضلاء أحد شجعان معركة الكرامة