نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ملك البحرين
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الاتحادية
وأجريت مراسم استقبال رسمية، وعُزف النشيدان الوطنيان للبلدين.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مقدمة مستقبلي العاهل البحريني بمجرد وصوله إلى مطار القاهرة.
كلمة
السيد الرئيس/ عبــد الفتــاح السيســى
رئيس جمهورية مصـر العربيـة
خلال المؤتمر الصحفى المشترك
مع الشيخ " حمد بن عيسى آل خليفة"
ملك مملكة البحرين
قصر الاتحادية – الأربعاء الموافق 17 أبريل 2024م
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي صاحب الجلالة، الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة.
ملك مملكة البحرين الشقيقة،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي بداية، أن أرحب بشقيقي جلالة الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، في بلده الثاني مصر في زيارة كريمة تأتي في إطار العلاقات الأخوية والمتميزة التي تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين.
السيدات والسادة،
نجتمع اليوم في وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، واستمرار السقوط المروع لآلاف المدنيين الأبرياء لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم، إلا أنهم يتواجدون فى أراضيهم، ويتشبثون ببيوتهم وأوطانهم، ويطمحون إلى العيش بعزة وكرامة وإنسانية.
هى لحظة فارقة دون شك، سيتوقف عندها التاريخ، لما تشهده من استمرار الاستخدام المفرط للقوة العسكرية في ترويع المدنيين وتجويعهم، وعقابهم جماعياً لإجبارهم على النزوح والتهجير القسري في ظل مشاهدة عاجزة من المجتمع الدولى، وغياب أى قدرة أو إرادة دولية على إنجاز العدالة أو إنفاذ القانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني أو حتى أبسط مفاهيم الإنسانية.
لقد ناقشت مع شقيقى، جلالة الملك جهود بلدينا، والجهد العربى المشترك للتعامل مع هذا الوضع غير القابل للاستمرار ووضع حد له، والأهم ضمان عدم تكراره من خلال العمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف كل محاولات التهجير القسرى أو التجويع أو العقاب الجماعـــــي للشـــــعب الفلســطيني الشــقيــق، والنفاذ الكامل والمستدام والكافى للمساعدات الإنسانية للقطاع، مع الانخراط الجاد والفورى فى مسارات التوصل لحل سياسى عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإنفاذ دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف الدولى بها، وحصولها على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.
السيدات والسادة،
لقد حذرت مصر كثيراً ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة على الأشقاء فى فلسطين المحتلة، وإنما كذلك مما ستجره لا محالة من اتساع للصراع وامتداد حتمى لدعوات التصعيد والانتقام وإدخال المنطقة فى دائرة من العنف والعنف المضاد، فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أى أمل لشعوب المنطقة فى سلام وحياة مستقرة آمنة.
وها قد شهدت المنطقة على مدار الأشهر القليلة الأخيرة تبعات بالغة لاستمرار هذه الحرب حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة، فأصبحنا أمام ما نشهده اليوم من وضع إقليمى بالغ التوتر والخطورة يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوبنا موضع تهديد حقيقى وجاد.
لقد ناقشت مع شقيقى جلالة ملك البحرين تفصيلاً هذه التطورات الإقليمية المقلقة، وتصورات التعامل معها فى إطار اتفاقنا معاً على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف المهددات، وعدم ترك مصائرها لإرادة دعاة الحروب فى إطار أولوية الأمن العربى المشترك
الذى نعتبره كلاً لا يتجزأ.
وقد اتفقنا على ضرورة التكثيف والتشجيع الفورى لجهود إيقاف التصعيد سواء فى الأراضى الفلسطينية أو على المستوى الإقليمى، والعمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية، والتخلى عن الحلول العسكرية وتصورات الغلبة والنفوذ والهيمنة، والسماح للجهود المخلصة الهادفة للسلام بالنجاح وفتح مسار بديل لشعوب ودول المنطقة يحمل أملاً بمستقبل؛ توحد فيه شعوب ودول المنطقة جهودها من أجل الرخاء والتنمية.
أخى صاحب الجلالة،
مرة أخرى، أجدد ترحيبى بكم وأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين وأمتنا العربية متمنيا لكم ولمملكة البحرين الشقيقة كل الخير والازدهار.
شكراً لكم
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حمد بن عیسى آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
حزب الاتحاد: جولة الرئيس السيسي الخليجية تأكيد لمتانة العلاقات ودعم للقاهرة
أكد المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، أن الجولة الخليجية التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بزيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة؛ تمثل خطوة بالغة الأهمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وتؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بأشقائها في منطقة الخليج.
وقال صقر، في تصريحات صحفية، اليوم، إن توقيت الزيارة يحمل دلالات واضحة، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة.
وشدد على أن التنسيق المصري الخليجي في هذا التوقيت؛ يُعزز من فرص الوصول إلى حلول حقيقية للأزمة الإنسانية المتفاقمة، ويضع ثقلًا سياسيًا عربيًا في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.
تعميق التعاون مع الأشقاء الخليجيينوأوضح رئيس حزب الاتحاد أن اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي وأمير دولة قطر، يعكس حرص القيادة السياسية المصرية على تعميق التعاون مع الأشقاء الخليجيين ومنهم قطر، سواء في المجال السياسي لدعم الاستقرار الإقليمي، أو في المجال الاقتصادي بما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز فرص التنمية.
وأضاف صقر أن جولة الرئيس تؤكد من جديد أن مصر لا تتحرك فقط في إطار مصالحها الوطنية، بل تتحرك برؤية استراتيجية لحماية الأمن القومي العربي، مشيدًا في الوقت نفسه بالمكانة التي تحظى بها مصر لدى شركائها في الخليج، والدور الإقليمي الذي تلعبه القاهرة كركيزة أساسية لتحقيق التوازن في المنطقة.
واختتم رئيس حزب الاتحاد تصريحه بالتأكيد أن الحزب يدعم كل خطوات القيادة السياسية نحو تعزيز الشراكات العربية، مشيرًا إلى أن التحديات الحالية تتطلب تماسكًا وتعاونًا أكبر بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة.