أحاول في هذا النص وبعض النصوص القادمة، توثيق بعض البرامج والصيغ الإذاعية، سواء التي قدمتها بنفسي، أو من تقديم زملاء آخرين، خاصة وأن بعض البرامج ربما كانت أنسب لمرحلتها، ولم تعد اليوم هناك حاجة لتقديمها بتلك القوالب نفسها، وإن كان بعضها يظل قابلا للتجديد ليقدَم بخطاب وأدوات العصر الذي نعيشه.. وأخصص مساحة اليوم لبرنامج (ما يطلبه المستمعون)، فهو واحد من أشهر البرامج التي لا أعتقد أن إذاعة في العالم العربي، وربما كل العالم، إلا وقدمت لمستمعيها مثله أو قريبا منه، لدرجة أن معظم الإذاعات تقدمه بالعنوان نفسه ولا أحد يكلف نفسه باستحداث عنوان آخر، كما أن المقصود مما يطلبه المستمعون هو الأغاني وليست المواد الأخرى، ولكن من جهة أخرى يمكن تمرير الكثير من المواد الإرشيفية بصيغ برامجية أخرى تنبش في ذكريات المكتبة الإذاعية، كما كنت أفعل في برنامج (ساعة في مكتبة الإذاعة).
من ذكرياتي مع هذا البرنامج في الثمانينيات، إنني كنت مكلفًا به في أحد الأيام وحضرت قبل موعد البث لمراجعته، وسيقوم بإخراجه أو بتنفيذه فنيا الزميل (خالد عبد الرسول) رحمه الله. إلا أن المفاجأة غير السارة أننا وجدنا الأغاني ولم نجد النص!، وأخذنا نبحث عنه ولم نترك مكانا في الأستوديو، ولكن لم نعثر عليه، ومكتب التنسيق الذي تداوم فيه المعدّة مغلق، ولم نتمكن من التواصل مع المعدّة، ولم تظهر بعد الهواتف النقالة ولا النداء الآلي. فحسمت الأمر بأن أقوم بتأليف حلقة مبنية على الأشرطة الموجودة، فوضعت لكل أغنية أسماء من عندي وبعض معارفي وبعض الأسماء التي تعودنا تكرارها في البرنامج، وسألت زميلي خالد: هل تريد أن تهدي شيئا منها؟ فرد بالإيجاب، ولكن اسمه سيظهر كمنفذ، فقلت له لا عليك، سأتصرف، لأفاجئه على الهواء مستخدما لقبه الشبابي الذي نناديه به: طلبها خالد ....... ويهديها إلى أصدقائه في الوشل فلان وفلان مع باقة ورد عطرة. فزّ خالد من مكانه رافعا يديه ضاحكا وقلقا في الوقت نفسه، وكأنه يقول لي: ماذا فعلت؟ قد يحاسبوننا عليها..
لا عليك يا صديقي، يفترض أن يشكروننا؛ لأننا أنقذنا الموقف.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب توقف أكثر من 80% من برامج الوكالة الأميركية للتنمية
أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اليوم الاثنين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أوقفت أكثر من 80 بالمئة من البرامج، وألغت 5200 عقد مرتبط بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في ختام مراجعة قامت بها الوزارة لأنشطتها.
وقال روبيو في منشور على منصة "إكس": "إن القرارات أصبحت رسمية بعد مراجعة أجرتها وزارة الخارجية لمدة ستة أسابيع".
وأضاف أن القرارات توقف تعاقدات "خصصت عشرات المليارات من الدولارات لأمور لم تخدم (وفي بعض الأحوال أضرت) بالمصالح الوطنية للولايات المتحدة".
وأوضح قائلاً "نعتزم إدارة البرامج المتبقية التي سنُبقي عليها (حوالي ألف برنامج) بشكل أكثر فعالية تحت إشراف وزارة الخارجية"، موجهاً الشكر لإدارة الكفاءة الحكومية بقيادة إيلون ماسك.
وفي اليوم الأول من ولايته الثانية، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوقف جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً.
وكلف ترامب، ماسك بتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية، في إطار جهود لتقليص الحكومة الاتحادية.