لجريدة عمان:
2025-04-11@11:27:18 GMT

ما يطلبه المستمعون

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

أحاول في هذا النص وبعض النصوص القادمة، توثيق بعض البرامج والصيغ الإذاعية، سواء التي قدمتها بنفسي، أو من تقديم زملاء آخرين، خاصة وأن بعض البرامج ربما كانت أنسب لمرحلتها، ولم تعد اليوم هناك حاجة لتقديمها بتلك القوالب نفسها، وإن كان بعضها يظل قابلا للتجديد ليقدَم بخطاب وأدوات العصر الذي نعيشه.. وأخصص مساحة اليوم لبرنامج (ما يطلبه المستمعون)، فهو واحد من أشهر البرامج التي لا أعتقد أن إذاعة في العالم العربي، وربما كل العالم، إلا وقدمت لمستمعيها مثله أو قريبا منه، لدرجة أن معظم الإذاعات تقدمه بالعنوان نفسه ولا أحد يكلف نفسه باستحداث عنوان آخر، كما أن المقصود مما يطلبه المستمعون هو الأغاني وليست المواد الأخرى، ولكن من جهة أخرى يمكن تمرير الكثير من المواد الإرشيفية بصيغ برامجية أخرى تنبش في ذكريات المكتبة الإذاعية، كما كنت أفعل في برنامج (ساعة في مكتبة الإذاعة).

. وقدمت التلفزيونات أيضا (ما يطلبه المشاهدون)، وظهر برنامج ما يطلبه الأطفال في القناة الثانية المصرية.. بعض مستمعي ومشاركي ما يطلبه المستمعون يحرصون على المتابعة ليقوموا بتسجيل الأغاني كإرشيف شخصي من خلال الأجهزة المزدوجة التي كانت عبارة عن (راديو ومسجل). وتعد هذه خدمة إذاعية في عنصر الترفيه.. ثم أتى من استحدث فكرة -لا أذكر في أي إذاعة- وقدم برنامجًا بعنوان (ما لا يطلبه المستمعون) ليقدم الأغاني أو المواد التي نسيها الناس ولم يعودوا يطلبونها، وكأنه يريد رد بعض الاعتبار لها ولمطربيها. وظهرت لاحقا برامج الـ(توب تن - Top ten) وما شابه.. في إذاعة سلطنة عمان كثير من المذيعين شاركوا في تقديم برنامج (ما يطلبه المستمعون)، فهو يُدرج مع فترة دوام مذيع الربط الذي تكون لديه المناوبة، أو يكلف به أحد المذيعين أو المذيعات. وهو من أوائل البرامج التي قدمت على الهواء مباشرة وليست مسجلة، فهو عبارة عن طلبات المستمعين التي تأتي بالمراسلة عن طريق صندوق البريد 397 مسقط، سلطنة عمان، الخاص بالإذاعة.. من أبرز المعدين الذين قاموا بإعداد هذا البرنامج ــ حسب ذاكرتي على الأقل ــ هي الأخت الزميلة (سميرة فارس) حيث تقوم بفرز الرسائل الخاصة بالبرنامج وإعادة تحريرها أو إعدادها. فمن صيغ الإعداد مثلا: (أغنية أبو بكر سالم يا زارعين العنب، طلبها حمد سليمان ويهديها إلى أصدقائه سيف وسعيد وخميس ومبارك، مع باقة ورد عطرة للجميع. كما طلبت الأغنية صفية خلفان وتهديها إلى زوجها الغالي وإلى زميلاتها مزنة وكاذية وشريفة وخديجة، وإلى أخيها راشد بمناسبة عودته من السفر، كما تهديها لابنة عمتها بمناسبة النجاح .... إلخ) .. وقبل أن تقرر زميلتنا سميرة الأغاني التي ستبث الليلة ــ وعادة تكون حوالي خمس أغنيات - تمر على قسم الموسيقى والغناء للتأكد من عدم تكرار الأغاني على الخارطة البرامجية لذلك اليوم. كان خطها جميلا واضحا يسهل علينا قراءته. فحتى ذلك الوقت كانت البرامج تكتب بخط اليد، فقط نشرات الأخبار هي التي تطبع.. تقوم بإعداده صباحا في فترة الدوام الرسمي، ويقوم موظف المكتبة الفنية بتجهيز الأشرطة ووضعها بشكل واضح في غرفة الإخراج، فيما ستمر هي قبل خروجها لتضع النص بين الأشرطة.. كنت أشعر أحيانا أن بعض المستمعين العشاق يستخدمون البرنامج جسرا لبث رسائل مبطنة للمحبوب، وبعضهم لا يوفقون في الإهداءات، عندما يطلب مثلا أغنية فيها اللوعة والغرام والتهديد بالهجران وما شابه، ويهديها للوالد والوالدة!.

من ذكرياتي مع هذا البرنامج في الثمانينيات، إنني كنت مكلفًا به في أحد الأيام وحضرت قبل موعد البث لمراجعته، وسيقوم بإخراجه أو بتنفيذه فنيا الزميل (خالد عبد الرسول) رحمه الله. إلا أن المفاجأة غير السارة أننا وجدنا الأغاني ولم نجد النص!، وأخذنا نبحث عنه ولم نترك مكانا في الأستوديو، ولكن لم نعثر عليه، ومكتب التنسيق الذي تداوم فيه المعدّة مغلق، ولم نتمكن من التواصل مع المعدّة، ولم تظهر بعد الهواتف النقالة ولا النداء الآلي. فحسمت الأمر بأن أقوم بتأليف حلقة مبنية على الأشرطة الموجودة، فوضعت لكل أغنية أسماء من عندي وبعض معارفي وبعض الأسماء التي تعودنا تكرارها في البرنامج، وسألت زميلي خالد: هل تريد أن تهدي شيئا منها؟ فرد بالإيجاب، ولكن اسمه سيظهر كمنفذ، فقلت له لا عليك، سأتصرف، لأفاجئه على الهواء مستخدما لقبه الشبابي الذي نناديه به: طلبها خالد ....... ويهديها إلى أصدقائه في الوشل فلان وفلان مع باقة ورد عطرة. فزّ خالد من مكانه رافعا يديه ضاحكا وقلقا في الوقت نفسه، وكأنه يقول لي: ماذا فعلت؟ قد يحاسبوننا عليها..

لا عليك يا صديقي، يفترض أن يشكروننا؛ لأننا أنقذنا الموقف.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«تحديات القطاع الصحي في الجامعات التكنولوجية».. جلسة نقاشية بالمؤتمر الدولي للتعليم

شهدت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي الذي يُقام بعنوان: تعليم اليوم من أجل وظائف الغد، جلسة نقاشية حول التحديات التي تواجه القطاع الصحي في الجامعات التكنولوجية، والذي انطلقت فعالياته تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة الدكتور أحمد الجيوشي، أمين المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي.

أدارت الجلسة النقاشية الدكتورة رانيا الشرقاوي، عميد كلية العلوم الصحية بجامعة برج العرب التكنولوجية، وشارك فيها الدكتور علاء عبد المجيد، رئيس مجلس إدارة غرفة مقدمي خدمات الرعاية الصحية بالقطاع الخاص، والدكتورة عزة عز الدين عميد كلية تكنولوجيا العلوم الصحية بجامعة بدر - أسيوط، والدكتور إبراهيم فارس، عضو مجلس إدارة هيئة إتقان، والدكتور ياسر مكي مدير إدارة تطوير الأعمال شركة فيتابيوتيكس ايجيبت للأدوية، والأستاذ محمد عبد الجواد سالم مدير مصنع شركة أوركيديا للصناعات الدوائية.

وخلال الجلسة، ثمّن المشاركون الدور الحيوي والإضافة الكبيرة التي تقدمها الجامعات التكنولوجية في تقديم برامج دراسية وأكاديمية تخدم القطاع الصحي في مصر وبخاصة البرامج المعنية بتدريس التصنيع الدوائي، والتي استطاعت أن تزود سوق العمل بكفاءات وجدارات مدربة من الخريجين، لسد العجز في نقص العمالة الفنية الماهرة بقطاع الصناعات الدوائية، والتي يقع على عاتقها مسؤوليات كثيرة ومتعددة في إدارة خطوط الإنتاج وتطبيق معايير الجودة ومتابعة أعمال الصيانة وغيرها من العمليات الحيوية داخل مصانع إنتاج الدواء.

واتفق المشاركون على ضرورة زيادة التنسيق والتكامل بين المؤسسات المعنية بتدريس التعليم الصحي والممثلة في المدارس الفنية والتطبيقية التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والمعاهد الفنية الصحية التابعة لوزارة الصحة والسكان والجامعات التكنولوجية والمعاهد الفنية والأزهرية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بما يضمن توحيد المنظومة التعليمية للدارسين في القطاع الصحي، وتقديم فرص تدريبية وتأهيلية تضمن مستوى مهاري وتقني معين للخريجين، وكذلك توحيد مسميات البرامج الدراسية الصحية، ومن ثم توحيد المسمى الوظيفي للخريجين العاملين بالقطاع الصحي.

وأوضح المشاركون بالجلسة أن المجلس الأعلى للتعليم التكنولوجي منوط به وضع إطار موحد للبرامج الصحية التكنولوجية وبناء معايير موحدة لاعتماد هذه البرامج، خاصة وأن ما يقرب من 70% من آليات تدريس البرامج التكنولوجية تركز على صقل الجوانب التدريبية والمهارية للطلاب.

وأكد المتحدثون أنه تم تشكيل لجان لتقييم المؤسسات التكنولوجية على المستوى الفني والتقني، ومراكز التدريب المهني والتي تضم نخبة من الخبراء في مجال التعليم التكنولوجي.

وتناولت الجلسة المحفزات التي تجذب شركاء الصناعة للتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والتي من أبرزها دعم الدولة للشراكة بين الجانبين وتقديم مزايا متعددة للشركاء الصناعيين مثل التيسيرات المادية والضريبية.

وفي ختام الجلسة، أوصى المشاركون بضرورة نشر الوعي بالدور الحيوي للتعليم التكنولوجي في القطاع الصحي، ووجود كيان نقابي يضمن لمنسوبي هذا القطاع حقوق وظيفية والحصول على تراخيص قانونية بمزاولة العمل.

كما أوصت الجلسة بضرورة إعداد قاعدة بيانات محدثة بشكل سنوي تساعد أصحاب الأعمال على الوصول لخريجي التخصصات المختلفة في القطاع الصحي التكنولوجي مع زيادة فرص التدريب التي يقدمها القطاع الصناعي للطلاب الدارسين في هذه الكليات وتوسيع بروتوكولات الشراكة بين الجانبين التي تضمن جاهزية الطلاب فور تخرجهم للالتحاق بسوق العمل المحلي والدولي.

جدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر تتضمن إطلاق مسابقة لابتكارات الطلاب والخريجين، لدفع الابتكار ودعم المواهب الشابة في توليد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الرئيسية في مجالات حيوية تسهم في توطين الصناعة المصرية وتحقيق التقدم في العديد من المجالات مثل الطاقة المستدامة، وحلول الرعاية الصحية المتقدمة، وأدوات الإدارة الذكية لقطاع الأعمال والسياحة، وذلك من خلال التركيز على مستويات الجاهزية التكنولوجية، لتلبية احتياجات المجتمع.

اقرأ أيضاًمشاركة متميزة لجامعة حلوان التكنولوجية في مؤتمر ومعرض التعليم التكنولوجي الدولي

جامعة طيبة التكنولوجية تختتم مشاركتها في منتدى ومعرض التعليم التكنولوجي «إديوتك إيجيبت»

مقالات مشابهة

  • برنامج تدريبي لتطبيق ميزانية البرامج والأداء بتعليمية ظفار
  • «تحديات القطاع الصحي في الجامعات التكنولوجية».. جلسة نقاشية بالمؤتمر الدولي للتعليم
  • جامعة الملك خالد تحدد مواعيد القبول لبرامج الدراسات العليا
  • ما حكم سماع الأغاني والموسيقى؟.. أمين الفتوى: ليست محرمة بشكل مطلق
  • إعلان مواعيد القبول في برامج الدراسات العليا بجامعة الملك خالد
  • الجامعة الافتراضية السورية تمدد تسجيل الطلاب القدامى في عدد من البرامج ‏
  • إختتام البرنامج التدريبي دبلوم التمويل الأصغر بمؤسسة وأكاديمية نماء
  • منظمة: وفاة مرضى بالكوليرا في جنوب السودان بعد تقليص المساعدات الأميركية
  • تحليل أم تهويل؟.. البرامج الرياضية العراقية في مرمى الانتقادات
  • حلقة بجامعة صحار تستعرض مستجدات «القبول الموحد»